تونس ما بعد الثورة: إرهاب وساسة بلا مصداقية… وجيل بلا خبز ولا أمل.. والبعض غير حزبه أو ركب قوارب الموت أو ذهب للمساجد غير الرسمية

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: في اليوم نفسه الذي تغلبت فيه الشرطة التونسية على سيف الدين الرزقي منفذ هجوم مدينة سوسة وأردته قتيلا، قتل تونسي آخر اسمه ربيع وتناثرت أشلاؤه في سوريا، حيث كان يقاتل مع تنظيم «الدولة الإسلامية».
ما يجمع بينهما أنهما كان يعيشان في مدينة القيروان التي يكافح فيها الشباب للبحث عن عمل في العاصمة التاريخية السابقة لتونس وتحولت اليوم إلى شوكة في جسد الحكومة.
فقد تم تجنيد الشابين في المدينة نفسها قبل أن يختار كل منهما وجهته. وتنقل بيل ترو، مراسلة صحيفة «التايمز» عن حسن الجراري صديق طفولة ربيع قوله إن الجهاديين «يستهدفون المحتاجين واليائسين ويعدونهم بكل شيء».
ويضيف «لا يتحدثون مع من هم في وضع جيد»، «بل يتحدثون مع من هم في حالة يائسة ووصلوا أضعف نقطة من حياتهم ويخبرونهم أن هناك مخرجا.
ويشعر معظم الشباب في هذه المدينة بالتهميش. وليس لأحد منا عمل جيد ولهذا يجد المجندون سهولة في غرس كراهية العالم الخارجي في نفوسهم وتعليمهم كيفية إيذاء الآخرين».

شبكة لندن

وكان يقف وراء الجراري المسجد الذي كان نقطة خطب سيف الدين الريس المتحدث باسم جماعة أنصار الشريعة ومنظرها، وهو التنظيم الذي عبر عن تحركات نحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وتقول الصحيفة إن الرجال الذين شاركوا في الحديث «ذكروا أسماء ثلاثة، كلهم في العشرينات من عمرهم، ماتوا وهم يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة».
وهناك اقتراحات بوجود صلة بين الرزقي وناشط متشدد عاش في لندن حتى عام 2011 وهو سيف الله بن حساني والذي اختلط في حلقات المتشددين الإسلاميين في لندن وذلك أثناء التسعينات من القرن الماضي.
في الوقت الذي تحولت فيه لندن إلى مركز للجهاديين القادمين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط بحيث أطلق عليها البعض اسم «لندنستان».
وكان بن حساني قد انتقل إلى تونس بعد الثورة وأنشأ جماعة أنصار الشريعة.
وتضيف الصحيفة أن أيا من الذين تم تجنيدهم مثل الرزقي لم يظهروا في البداية علامات تشدد بل جاءوا كلهم من أرضيات اجتماعية متواضعة. ولكنهم مروا بمرحلة من الكآبة واختفوا ليعودوا ويظهروا في حلقات الجهاديين.
ويقول أصدقاء الجهاديين هؤلاء ان بعضهم دفع حوالي 10.000 دولار لشراء السلاح. والكلاشينكوف الذي كان يحمله الرزقي يصل سعره إلى آلاف الدولارات وهرب من ليييا ولم يكن باستطاعته الحصول عليه بدون داعمين أثرياء له.
وفي الوقت الذي تحركت فيه الحكومة ضد مساجد ترى أنها أضحت مراكز للتطرف وأغلقتها إلا أن هذا دفع بشبكة التجنيد نحو الأرض. ويقول نور الدين نجاتي الذي قتل جاره وهو يحارب في العراق إن جهود الحكومة لم تنه المشكلة.
وفي الحي الذي سكن فيه الرزقي مع ستة طلاب يشعر سكانه بالحيرة، فأي من الشباب لم يعرف عنه التدين ولا ارتداء الزي الديني أو إطلاق اللحى ولم يظهروا مواقف عدوانية.

تحولات طالب

فالصورة الخارجية التي عرفها الناس عن الرزقي كما تقول إريكا سولومون في تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» إنه لم يكن متدينا فقد كان يحب «الهيب- هوب» ومن محبي كرة القدم ومشجعي فريق ريال مدريد الإسباني ولم يكن اسمه معروفا للسلطات الأمنية.
وبالنسبة لزملائه في جامعة القيروان كان الرزقي واحدا من عدة انضموا في السنوات الأخيرة للأيديولوجية الجهادية.
وتنقل عن حمدي بلوافي الطالب في قسم الفلسفة قوله «كان سيف واحدا من مئات الطلاب الذين وصلوا إلى هنا، ظلوا عاديين حتى تحولوا بشكل كامل للتشدد».
وبدأ التحول عند الرزقي بحديث عن القاعدة وبعدها أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث أعلن عن هذا في صفحته في الفيسبوك «وكنت أستمع لأصدقائه وهم يتحدون قراره». وتعلق الصحيفة أن تونس التي ظلت الخزان المهم لتنظيم الدولة الإسلامية حيث تدفق إليه منها أكثر من 3.000 مقاتل وقد أصبحت نفسها هدفا له.

لماذا القيروان؟

وتشير لأهمية القيروان التي تبعد 60 كيلومترا عن مدينة سوسة التي قتل فيها الرزقي 38 شخصا منهم 30 بريطانيا.
وارتبطت المدينة بتاريخها القديم بوجود عدد من الجماعات المتشددة، لكن ما جذب إليها الشبان من الأرياف الفقيرة والداخل التونسي المهمش هي فرصة الدراسة ومنهم الرزقي الذي انحدر من بلدة قعفور. ويسكن القادمون إلى القيروان في الأحياء المزدحمة والتي تنتشر فيها المساجد التي لا تخضع لسيطرة الحكومة ويعتقد أنها مركز لنشر الأيديولوجية المتشددة.
ولهذا السبب ردت الحكومة على هجوم سوسة وأغلقت 80 مسجدا غير مسجل لدى وزارة الأوقاف.
ويقول المحللون أن التحرك سيغضب الإسلاميين غير الراديكاليين ويشيرون إلى أن الخطوة غير مهمة نظرا لتواصل الراديكاليين عبر الإنترنت والعلاقات الشخصية.
وتنقل عن فادي السعيدي، العضو في الاتحاد العام للطلبة ان المشاكل الاجتماعية مسؤولة عن التشدد مثل البطالة والتمييز ضد القادمين من المناطق الفقيرة ومن لون بشرتهم قاتم. ويقول طالب كمبيوتر إن «الإسلاميين يغذون هذه الانقسامات» مضيفا «تعتبر أحياؤنا الفقيرة خط الإمداد للجهاديين.
ولنكن صريحين فـ80 من الشباب التونسي هم على طريق التشدد». ويشتكي الطلاب من عدم قدرتهم على مواجهة اتحاد الطلبة المسلمين الذي يملك مصادر مالية قوية وكان ينتمي إليه الرزقي. ويقدم الاتحاد للطلاب مساعدات مالية للسكن والطعام وحتى قروضا لشراء هواتف نقالة.
وعليه فالإسلاميون «يستطيعون نشر أيديولوجيتهم وخبزهم ببطء» كما يقول بلوافي. ولا يتوقف انتشار الأيديولوجية الجهادية على القيروان، ففي المدينة السياحية نفسها- سوسة تنتشر أحياء الصفيح والمساجد التي يستخدمها الناشطون.
وأشار أحد سكان هذه الأحياء لمسجد فاطمة الزهراء الذي داهمته الشرطة قبل 3 اشهر واختفى منه الجهاديون ليجدوا مكانا آخر»اختفى الجهاديون ولم ينتهوا فقط انتقلوا» إلى مكان آخر.
و»لا يهم أي مسجد تغلقه إلا أنهم يعثرون على آخر». ويظل الطريق للجهاد أكثر تعقيدا من حي فقير أو مسجد غير رسمي ولا نشر الافكار الجهادية، فقصة الرزقي تظهر كما يقول طارق الكحلاوي، الباحث في شؤون الجهادية كيف اختفت فيه الخطوط بين التصرف المتشدد والعادي مشيرا إلى أن الرزقي كان حتى تنفيذ الهجوم يتعاطى المخدرات.
وفي الوقت الذي يلقي فيه الكثير من علمانيي تونس سبب صعود الجهادية السلفية على حركة النهضة التونسية التي فازت بأول انتخابات في مرحلة ما بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي عام 2011 إلا أن الكحلاوي يرى أن هذا الرأي يتجاوز حقيقة أن التونسيين يشاركون في الجماعات الجهادية في العراق منذ عام 2006.
ويقول مايكل أياري الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أن النخبة العلمانية تتحمل جزءا من المسؤولية لأنها لم تفعل الكثير للتحاور مع الإسلاميين ولا مع مليون شخص صوت للنهضة.

صعود السلفية

وكانت النزعات السلفية قد انتعشت بعد الثورة حيث منح مناخ حرية التعبير الجماعات السلفية فرصة للتبشير بأفكارها.
وعلى ما يبدو يتكرر المشهد نفسه في دول الربيع العربي، حيث استفادت الحركات السلفية من فشل الإسلام السياسي في الحكم وتقوم بملء الفراغ، ولكن بميول نحو التطرف.
وفي عددها الأخير تناولت مجلة «إيكونوميست» التجربة السلفية المصرية في المشاركة السياسية التي انتهت داعمة للانقلاب وتنوعات أخرى.
ورغم انفتاح حزب النور المصري الظاهري إلا أن التيار السياسي الذي يمثله في الدعوة السلفية ومركزها الإسكندرية يمثل نسبة بسيطة، فهناك الكثيرون في التيار السلفي يرون أن السياسة لم تقربهم إلى هدفهم وهو إنشاء الدولة الإسلامية.
وأشارت المجلة إلى أن السلفية تنضوي على تنوعات، فمع تشابه السلفيين في مفهوم اتباع السنة وتجنب البدعة وتطبيق الشريعة، إلا ان علماء السلفية ليسوا متجانسين ويعبرون عن مواقف مختلفة في كل شيء من موضوع الردة إلى النشاط السياسي. وقد انخرط عدد منهم في السياسة لكن إنجازهم ليس جيدا. وقد يواصل بعضهم الطريق السياسي أو ينسحبون لممارسة السياسة بطرق أخرى مثل الحرب أو الإرهاب كما تقول.
وتفرق المجلة بين تنوعات سلفية ثلاث، فبالإضافة للسياسية هناك الجهادية والطهورية العلمية دعاة طاعة ولي الأمر. واستفادت السلفية السياسية في مصر من التجربة الكويتية. وفي التجربة التونسية تقول إن السلفية هناك لم ترض عن تجربة النهضة، فرغم تأكيد زعيم النهضة راشد الغنوشي على سلفيته، إلا أنه قبل بدستورلا يعتبر الشريعة مصدرا للتشريع، ولم يتحرك لفرض الحجاب ومنع البنوك الربوية.
وتعلق المجلة قائلة «نظرا لعدم رضى السلفيين بالمسار الذي تسيره البلاد ولعدم وجود صوت لهم في السياسة فقد بحثوا عن طرق أخرى للاحتجاج والعنف في داخل البلاد وخارجها».
وترى المجلة إن الفشل السياسي للسلفيين يحمل مخاطر استفادة الجهاديين منه. فقد تحولت تونس اليوم للمصدر الأول الذي يذهب منه متطوعون إلى سوريا والعراق والقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وجذب التنظيم أعدادا كبيرة من دول لا يؤثر السلفيون فيها، أو لا يملكون صوتا مثل لبنان والأردن والمغرب وعدد أقل من الكويت حيث لا يزال للسلفيين فيها صوت.

معنى الحرية

وتعلق أليس سو في مجلة «ذا اتلانتك» في تقرير لها عن مآلات الثورة التونسية حيث تقول إن التشدد الديني كان ثمرة للحرية التي بحث عنها التونسيون عام 2011 فمع أن تونس هي المثال الوحيد الناجي من الثورات العربية حيث تم إنشاء ديمقراطية وتعددية سياسية وحماية للحريات المدنية إلا أن السلفية انتعشت على حوافها.
وتتساءل عن الكيفية التي تحول فيها بلد يتمتع بقدر نسبي من الإستقرار إلى مزود لتنظيم الدولة الإسلامية؟ فهل هذا امتحان لاستقرار تونس أم أن ما تمتعت به كان وهما وعابرا؟ وفي هذا السياق تنقل عن الصحافية هاجر كشيش دندنة والتي أصيبت شقيقتها في الهجوم على فندق «إمبريال مرحبا» مخاوف من تكرار هذه الأحداث وتتساءل عمن «يخرب» عقول شبان مثل الرزقي.
ويرى تونسيون قابلتهم في سوسة أن الأيديولوجية الجهادية غريبة على البلاد ولن تنتعش. وتنقل عن المدرس محمد حبيب السوسي الذي علق على تظاهرة خرجت في سوسة تناهض الإرهاب قوله «لن ينمو الإرهاب لأن التونسيين يحبون الحياة .. ونكره هذا الإرهاب الآتي من الخارج وسنحاربه جميعا».
مع أن تحقيق الوحدة صعب في تونس ما بعد بن علي كما ترى سو. فبعد أربعة أعوام خاض التونسيون في نقاش كل شيء من صياغة الدستور إلى دور الإسلام في الديمقراطية «نتحول من نظام الحزب الواحد إلى نظام المئة حزب» يعلق السوسي.
وتشير سو أيضا لنقاد النهضة الذين يقولون إنها تسامحت مع السلفيين ولم تحظرهم إلا بعد مقتل سياسيين بارزين عام 2013.
ورغم فوز نداء تونس في تشرين الأول/أكتوبر 2014 إلا أن حزب النهضة لا يزال رقما مهما في التحالف الحاكم.
وكان من بين المشاركين في تظاهرة سوسة العضو المؤسس لنداء تونس محسن مرزوق الذي وصف الحرب ضد الإرهاب بأنها «ليست بين الإرهابيين والدولة ولكنها بينهم وبين الشعب».
ولكن الشعب بحاجة لدعم الحكومة التي لم تمنع إجراءاتها وقوع هجومين في فترة قصيرة، الأول استهدف متحف باردو في آذار/مارس والثاني في سوسة.
وسخر التونسيون من إجراءات الحكومة الأخيرة ضد الإرهابيين وكتب احدهم « هجومان في 4 أشهر وفي مكانين يفترض أنهما مراقبان، 60 قتيلا. لا استقالات ولا أحد ناقش الحكومة». واتهم سائق تاكسي الجهاديين باستهداف السياحة التي يعتمد عليها اقتصاد تونس حتى تنهار البلاد «يريدون الفوضى. يريدوننا مثل ليبيا ويريدون أن يصبح الناس فقراء حتى يسيطروا».
وتتساءل عن كيفية إسكات صوت الدعاة السلفيين رغم ضمان الدستور حرية التعبير للجميع.

دور الدين

ويرى الأكاديمي أنور الجمعاوي أن تونس في عهد الحبيب بورقيبة وبن علي لم يكن لديها وعي ديني، حيث تحكم النظامان السابقان في كل مفاصل الحياة في تونس.
وشعر الناس بالإحباط نظرا لغياب الهوية الدينية ولعدم قدرتهم على معرفة دينهم. ومن هنا فعندما فتح المجال العام جاء النقاش الديني أسرع من قدرة الناس على فهمه أو تفسيره بأنفسهم. مضيفا أن التعليم الديني في عهد بن علي لم يكن ليتجاوز الساعتين في الأسبوع. ويتهم الجمعاوي الإرهابيين بمحاولة إنهاء تونس لأنها النموذج الديمقراطي الوحيد في العالمين العربي والإسلامي.
مؤكدا أن الشعب التونسي هو صوت الإسلام المعتدل. والإسلام التونسي كان دائما الوسطية. إلا أن استاذا في التاريخ يقول «عدد التونسيين 11 مليون نسمة ولدينا 11 مليون إسلام وكل واحد يقول إنه على صواب». كما أن النقاش حول الدين في تونس الجديدة محفوف بالمخاطر وإسكاته كما فعل بن علي يحمل تداعيات خطيرة. وبالنسبة لسائق التاكسي فقمع بن علي كان كفيلا بمنع السلفيين، وبالتالي منع وقوع هجمات «أنظري ماذا جلبت لنا الحرية : إرهاب على الشاطئ. هذه ليست حرية بل موت».

مكافحة الإرهاب

وفي محاولة تونس محاربة الإرهاب فقد اقترحت الحكومة قانونا جديدا يتضمن تمديد الإعتقال وتقليل الإجراءات القانونية وتطبيق حكم الإعدام وهو ما تراه منظمات حقوقية دولية خرقا لحقوق الإنسان.
وتواجه تونس معضلة في حربها على الإرهاب وتنشئة الديمقراطية، فالهجمات الإرهابية تدفع الدولة للتركيز على الأمن مما يؤثر على الحريات الفردية ويقلل بالضرورة من مستوى الثقة بالدولة. وزاد الطين بلة استهداف الإرهاب قطاع السياحة مما يعني فقدان الأمل في الحكومة وزيادة في مستويات البطالة التي لم تقدم الدولة حلولا لها مع مشكلة الفساد.
ويرى زياد التوزاني رئيس جمعية «أنا فاعل» أن نصف التونسيين هم من فئة الشباب ولكنهم أصيبوا بالخيبة في مرحلة ما بعد الثورة التي حققت آمال التونسيين في الحرية، لكنها لم تغير حالتهم الإقتصادية «من الجيد أن تتمتع بالحرية لكننا نبحث عن وظائف». ويقول إن الشباب الذين دفعوا الثورة إما يحتجون على الواقع بتغير دعمهم للأحزاب أو ينسحبون من السياسة. ويقول إن معظم الشبان إما يبحثون عن مشاركة في المنظمات غير الحكومية أو البحث عن فرصة للهرب بالقوارب عبر المتوسط أو يجدون عزاء في المساجد غير المسجلة.
ويدعو الجمعاوي «لحث الشباب على الولاء للأحزاب السياسية بدلا من المنظمات المتطرفة».
ويضيف أنه من الصعب إقناعهم بالمشاركة السياسية عندما لا يوجد لديهم وظيفة، خبز، ماء أو أمل. وفي الوقت الذي ينخرط فيه التونسيون في النقاش السياسي حول الموازاة بين الحرية والأمن، الديمقراطية والإسلام، السياسة والمجتمع المدني، إلا أنهم بحاجة لتوفر الحاجيات الأساسية لمواصلة المشاركة.

qal

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية