«تويوتا» تبتكر إنساناً آلياً يقوم بالمهام المنزلية ويساعد ذوي الاحتياجات الخاصة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تواصل صناعة «الإنسان الآلي» تسجيل تطور هائل ومتسارع بعد أن دخلت هذه الصناعة في كافة مناحي الحياة، فضلاً عن أن تكنولوجيا «الذكاء الصناعي» شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة انعكس بصورة ملموسة على صناعة «الروبوت» ومكنت الشركات وأصحاب الابتكارات من صناعة إنسان آلي قادر على القيام بالعديد من المهام الكبيرة.
وعرض علماء تابعون لشركة تويوتا اليابانية روبوتاً معدلاً صُمم خصيصا لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الشؤون المنزلية، وهذا «الروبوت» ليس الأول من نوعه الذي تنتجه الشركة لخدمة هذه الشريحة من الناس، حيث سبق أن ابتكرت أقداما ذكية يمكن تركيبها كبديل عن الأقدام البشرية، ومن ثم تقوم بالمهام نفسها.
ورغم كل التطورات التي تشهدها صناعة «الإنسان الآلي» فان العلم لا يزال عاجزاً عن جعل حركة الروبوتات مشابهة لحركات البشر بشكل مطابق 100 في المئة. ومع أن الكثير من الروبوتات الجديدة قادرة على القيام بالمهمات الصعبة كالتحرك في أماكن يصعب الوصول إليها، وحتى المساهمة في الأعمال الصناعية كتجميع السيارات ولحام والمعادن، إلا أن حركة أذرع الروبوتات الشبيهة بالبشر بقيت تحتاج إلى المزيد من الضبط فيما يتعلق بشدة ضغطها على الأشياء ودقة الإمساك بها.
وكمثال على تطور العلم في مجال الروبوتات المنزلية، قام عدد من العلماء الأمريكيين منذ مدة بتطوير منظومة إلكترونية قادرة على مساعدة الروبوتات بالإمساك بالأشياء الصغيرة، بدقة تصل إلى 99٪ تقريبا، أما شركة تويوتا اليابانية فقد طورت روبوتا صغيرا خاصا لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في شؤونهم المنزلية.
ووفقاً للخبراء في تويوتا فإن «روبوت» (Human Support Robot) الذي طُوّر لأول مرة عام 2015 وتم تعديله مؤخراً، قادر على القيام بالعديد من المهام المنزلية عن طريق التحكم به عن بعد بواسطة الأجهزة الذكية. وهو مزود بقاعدة محمولة على عجلات صغيرة، تمكنه من التحرك بسهولة في أرجاء المنزل، والكاميرات المركبة عليه تمكن المستخدم من رؤية الأشياء عن بعد وتوجيهه لجلبها، باستخدام تطبيق معين يثبته المستخدمون على أجهزتهم الذكية. وأهم ما يميز هذا الروبوت هو دقة الحركة وقدرته على التقاط الأشياء من دون الإضرار بها.

أقدام آلية

وكانت شركة «تويوتا» قد ابتكرت أقداماً الكترونية هي الأولى من نوعها في العالم، لتكون العلاج الأحدث للأشخاص المشلولين وكبار السن ممن لا يستطيعون الحركة، بحيث تُمكنهم من المشي بواسطتها، على أنها تكون جزءاً من نظام الكتروني متكامل يتم تركيبه على جسم الإنسان.
وأعلنت «تويوتا» أن تكلفة القدم الالكترونية المعدنية تبلغ تسعة آلاف دولار أمريكي فقط، وستكون متوفرة للاستخدام الطبي في الأسواق اعتباراً من نهاية العام الحالي 2017.
ويمكن تركيب القدم المعدنية الآلية من الركبة إلى أسفل القدم ويكون ملحقاً بها محرك صغير ونظام الكتروني أطلقت عليه الشركة المنتجة اسم (WW-1000) على أن المرضى الذين يحتاجونها يتوجب أن يقوموا بتركيبها بإشراف ومعرفة الطبيب المعالج، فيما تتقاضى الشركة المنتجة رسوماً شهرية تبلغ 3200 دولار.
وقال الدكتور إيتشي سايتو من جامعة فوجيتا المتخصصة في العلاجات الطبية والتي اشتركت مع شركة «تويوتا» في ابتكار القطعة الالكترونية الجديدة إن هذه القدم يمكن أن تكون علاجاً فعالاً لمن يعاني من الشلل، وخاصة أولئك الذين أصيبوا بجلطات دماغية انتهت بعرقلة حركتهم وعدم قدرتهم على المشي.
وتتضمن القدم الالكترونية أجهزة استشعار تتلقى أوامر المشي والحركة بما في ذلك الانحناء من القدم الأخرى أو من حركة الجسم، كما توجد شاشة يمكن من خلالها التحكم في القدم وكيفية سيرها وبرمجتها بما يتناسب مع جسم المستخدم.
ويؤكد الدكتور سايتو أن القدم الالكترونية مصممة لمساعدة المصابين بالشلل الناتج عن الجلطات الدماغية، وهو الشائع في كل من الولايات المتحدة وأوروبا ومختلف أنحاء العالم، كما أن هذه القدم الحديدية يمكن أن تكون أكثر فعالية بكثير من عمليات زراعة الأعضاء التي يحاول الأطباء القيام بها للتغلب على الشلل الجزئي الذي يُصيب جسم الإنسان.

يد آلية

وكان علماء غربيون قد تمكنوا من ابتكار «يد آلية» عبارة عن جزء من رجل آلي «روبوت» يمكن تركيبها للأشخاص الطبيعيين وربطها بأدمغتهم لتتلقى الأوامر من الدماغ مباشرة، وتقوم بالحركات والأعمال نفسها التي تقوم بها يد الإنسان الطبيعي.
واستطاع العلماء أن يصنعوا يداً صناعية الكترونية قادرة على قراءة الموجات الصادرة من الدماغ مباشرة، ومن ثم العمل على أساسها، حيث بمجرد اتخاذ قرار من دماغ الإنسان بتحريكها فإنها تستطيع أن تفهم ما يريده الشخص، وتقوم بالحركة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي نشرت تقريراً مفصلاً عن الاختراع إن اليد الآلية عبارة عن قطعة يتم التحكم فيها عبر محرك «موتور» وهي قادرة على القيام بكافة المهام اليومية مثل المساعدة في الأكل والشرب وحمل الأشياء وتوقيع الوثائق، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة مهمة وتغييراً دراماتيكياً بالنسبة لمرضى الشلل بشكل خاص.
ويعمل العلماء حالياً على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب التقارير فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ»روبوت» في العالم فإنه بات ممكناً أن نجد رجالاً آليين يوماً ما بإمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وكان فريق من العلماء الألمان نجح في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.
وأوضحوا أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل.

«تويوتا» تبتكر إنساناً آلياً يقوم بالمهام المنزلية ويساعد ذوي الاحتياجات الخاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية