■ يكشف تقرير عن فيلم وثائقي فرنسي حول شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أسباب الجاذبية الصاعدة لسيّد الكرملين في كافة أنحاء العالم.
يحكي الوثائقي عن نقد شديد وجهه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2007 لروسيا حول سياستها العنيفة، داخليّا وخارجياً، والرد المفاجئ لبوتين الذي قال لساركوزي، بحسب الفيلم، «إما أن تواصل الحديث معي بهذه الطريقة وفي هذه الحالة ساسحقك، أو تغير أسلوبك، وسأجعل منك ملكا على أوروبا».
وإذا كانت هذه القصة تكشف عمّا بات معروفاً عن شخصية الزعيم الروسيّ من قدرة فائضة على الهيمنة والقوة والتسلط لكنّها لا تستطيع أن تفسّر أن بوتين، بعد أقل من عشرة أعوام على هذه الحادثة، أصبح بالفعل «صانع الملوك» ليس في آسيا، وهي مجال القوة الجغرافية – السياسية لروسيا، ولكن في فرنسا خصوصاً، وفي أوروبا والعالم عموما، ففي فرنسا مثلاً يتصارع زعيمان، هما فرانسوا فيون، ومارين لوبان، وكلاهما يصرّحان بقربهما الشديد من بوتين، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، الخصم الأيديولوجي والسياسي الطبيعي لروسيا، شهدنا أعجوبة غير مسبوقة بفوز دونالد ترامب الذي صرّح خلال حملته الانتخابية بدوره عن إعجابه ببوتين، واستقال أحد مستشاريه بسبب علاقاته المالية بالقيصر الروسي، وذكر الكثير عن مساهمة رجال أعمال روس في إنقاذ ترامب اقتصاديا بعد إعلانه إفلاسه المالي (الذي حصل عدة مرات)، كما أن أعضاء البرلمان الروسي صفّقوا وقوفاً ترحيبا بنجاح ترامب، وأخيرا وليس آخرا فإن الجدل لم ينته بعد حول ما أعلنته وكالة المخابرات الأمريكية عن دور للمخابرات الروسية في قرصنة البريد الالكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ولحزبها، ومساهمة ذلك في إنجاح ترامب!
انتهاء ذلك الزمن الغابر الذي كانت فيه العلاقة السرّية أو العلنيّة بروسيا موضوعاً أمنيّاً خطيراً خلال فترة الحرب الباردة هو أمر مفهوم بعد انتهاء الحرب حين كان ما يسمى الاتحاد السوفييتي يشكّل الخطر العسكري والأمني الأكبر على أمريكا والعالم الغربي، غير أن الإطاحة بنيكولا ساركوزي (الذي قام بوتين بتهديده بالسحق) من المنافسة الانتخابية تماماً، والإطاحة بهيلاري كلينتون التي كانت تتحضر لمجابهة روسيا في العالم، وبعدها انتخاب زعماء في أوروبا الشرقية، واحتمال انتخاب آخرين في أوروبا الغربية، معادين للديمقراطية مثل بوتين، أو مقرّبين منه، فأمر يضعنا أمام حاجة للإجابة على أسئلة كبيرة، كما يدفعنا للشكّ بوجود وقائع أكثر إلغازاً تنتظر كشفها في المستقبل.
من الواضح أن نموذج بوتين يحقّق «فتوحات» خطيرة في تاريخ بلاده والعالم. قد يتعلّق الأمر، بداية، بوضعيّة المبادرة الهجوميّة التي التزمها الزعيم الروسيّ منذ استلامه للسلطة، وكذلك مع المغامـــرة الأمريكية الكبرى في أفغانستان والعراق، التي أدّت إلى انحطاط كبير في صورة واشنطن الديمقراطية، بالترافق مع تكاليف مالية هائلة أثّرت في اقتصادها وساهمت، بالتأكيد، في الكساد الكبير الذي شهدته وأثر في العالم بأكمله منذ عام 2008، ورفعت وقتها أسعار النفط، وهي سلعة أساسية في الاقتصاد الروسيّ، كما أطلق احتلال أفغانستان والعراق ردّة فعل هائلة على شكل صعود تنظيمات سلفيّة متطرّفة بدأت بالانتقام من العالم بأكمله، كما تصاعد وزن الصين الاقتصادي بحيث بدأ يهدّد مكانة واشنطن الاقتصادية في العالم.
هذه أهم عناصر الانقلاب العالميّ الذي حصل والذي شهد هبوطاً تدريجياً سياسيا واقتصادياً للولايات المتحدة وصعوداً مقابلاً لروسيا والصين والإرهاب السلفيّ بحيث أصبح التحالف مع روسيا إغراء لا يقاوم أمام الغرب، والمطلوب هو تحويلها لقوة عالمية خارجة عن القانون تنفّذ الأعمال القذرة من دون أن تتلوّث أيادي الأمريكيين والأوروبيين، فيما تتحضّر واشنطن لمعركة اقتصادية كبيرة مع الصين.
غير أن ثمن كل ذلك، كما رأينا في حوادث تاريخية عديدة انتهى آخرها بحربين عالميتين، هو أن موسكو لن تكتفي بـ»وظيفتها» وسوف تتشجّع لمزيد من السيطرة والنفوذ والضغط، وأن «الديمقراطيات» المغرمة بنموذج الديكتاتور، ستنتج أمثال ترامب وفيون، وربما نماذج أكثر سوءاً منهما، وقد يصبح العالم مثل رواية جورج أورويل الشهيرة (1984) مكاناً لحروب ديكتاتوريّات متصارعة لا تتميّز الواحدة عن الأخرى بشيء.
رأي القدس
الأخ المحترم العزيزسامح : أتابع تعليقاتك الجميلة المباشرة وأحبها ؛ ففيها وجهة نظرغيرتقليدية…لكن هناك فرقاً بين الدعاية والواقع الملموس.
إنّ الإعلام تصنعه الحقائق على الأرض.ومهما ضخمّنا الأشخاص قانون الحياة سيدّلنا إلى الصواب.بوتين ليس قائداً عربياً ولا إسلامياً بل هومن بني قومه ونحن نتفاعل مع الشعوب فقط.أتعرف أنّ الرئيس بوتين يقوم بجولات تنكرية ليلاً ويزورالكثيرمن أبناء شعبه ؛ فيفاجأ البسطاء ؛
ويجلس إليهم ؛ لكنه لا يعلن ذلك كقادتنا للدعاية بل يفعل ذلك لأنه يدرك أنّ أسراراً كثيرة لن يحصل عليها إلا من الواقع للناس..لذا الآن في روسيا ( ترقب ) متي سيطرق الرئيس الأبواب ؟ وهذا جعل جهازالدولة في حالة من الحركة والدأب ؛ على عكس ما هوم معروف من اهمال للفرد الروسي في كثيرمن المواقف.والنجاح الحقيقي لأي زعيم يبدأ من بيوت البسطاء ؛ وليس من تحت قبة قصرالحاكم المنتفخة بالخيلاء.
إنه هتلر آخر! ولكن في اعتقادي الهر أدولف هتلر أفضل من بوتين بسنوات فهتلر نقل ألمانيا من دولة مدينة محطمة في الحرب العالمية الأولى إلى قمة هرم الدول الصناعية وكل الأمم التي انتصرت على ألمانيا سرقوا منجزاتها الحضارية وعلومها وتقانتها وعلماءها بما في ذلك روسيا وأمريكا إذن ألمانيا – واليابان- تدين للعالم بكل التقدم الحضاري الذي حصل بعد الحرب العالمية الثانية. خطأ هتلر أنه آمن بالحروب مبداً في العلاقات الدولية وهذا أدى إلى سقوطه.
بوتين لم يقدم لشعبه وللعالم غير البلطجة والإجرام والسلاح والفيتوهات في مجلس الأمن التي استُخدمت بكل صفاقة وغباء ويستطيع الغرب إن شاء أن يقوض الروس بسهولة فكل الصناعات الإستراتيجية ( ربما باستثاء الصناعات العسكربة) هي صناعة غربية من محطات انتاج البترول والغاز إلى انتاج الطاقة وحتى الغذاء… إلخ. ولكن الغرب لا يريد ذلك لأن روسيا سوق هام جداً لتصريف منتجاتهم. والخلاصة لولا النفط والغاز لمات الروس من الجوع فهم غير قادرين على بناء صناعة مفيدة ومتطورة. بوتين ساقط لا محالة وربما قتلاً من الجهاز الذي عمل فيه لسنوات وهذه نهاية طبيعية لكل مجرم سفاح واسألوا الروس عن الوضع في روسيا بدل من التخمين إذ أن روسيا من الخارج قد تبدو رخام ولكن من الداخل عفن وسخام.
سياسة بوتين ستدمر روسيا تدميرا تاما بدون حرب،أمريكا تركت بوتين لكي يغرق في سوريا ليس خوفا منه ،ولكن فهي خطط لاستدراج روسيا وتدمير اقتصادها.اقتصاد روسيا هو البترول والغاز والسلاح.يعني ليست دولة منتجة ،فإذا دخلت حروب الشرق الاوسط سيكون هناك استنزاف مادي كبير ،وبالتالي بطالة وفقر وتوثرات داخل روسبا وصراعات.لو كان بوتين ذكيا سيبحث عن سلام في سوريا أو ينسحب اما اذا بقي في الصراع فاقرؤوا السلام على روسيا.أخطر شيء هو الاستمرار في الحروب ،لأنها مكلفة وتؤدي الى انهيار اقتصادي ،واذا انهار اقتصاد بلد ما فلم يبقى له سوى الحرب الاهلية والتقسيم .اقرؤوا التاريخ.الذي قسم الاتحاد السوفياتي هو الاقتصاد.
* حياك الله عزيزي الدكتور جمال وبارك
الله في قلمك النبيل وصحتك.
* (بوتين ) كما يعرف الجميع خلفيته
رجل (مخابرات ) والظروف خدمته كثيرا
وتبناه الرئيس يالتسين ورقاه لأعلى منصب
ولأنه خبيث وطموح نسج علاقات قوية
مع رجال الأعمال ورؤساء المافية الروسية
ودعموه بقوة وانضم إليهم (الإعلام)
والمطبلين ونفخوه ع الآخر..؟!
* ولأنه لا يوجد ديموقراطية حقيقية
في (روسيا) لا نعرف بالضبط مدى
(شعبيته) بين عامة الشعب والإعلام
الروسي الفاسد لا ينقل لنا الحقيقة.
* عموما أخي د.جمال هي مجرد وجهات
نظر وتقبل تحياتي لك ولجميع الأعزاء
القراء والمعلقين.
سلام
هتلر القرن الحادي والعشرين