الرباط – «القدس العربي»: شنت جبهة البوليساريو هجوماً مضاداً للتحرك المغربي في القارة الأفريقية وقرار المغرب العودة للعمل الرسمي داخل المؤسسات الجماعية الأفريقية بطلب الالتحاق بالاتحاد الأفريقي الذي لقي ترحيباً واسعاً من دول القارة.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة دولة مستقلة «إن الجبهة «وإذ لا تشكك في حق المغرب كبلد أفريقي في التقدم بطلب عضوية في الاتحاد الأفريقي، إلا أنها تعتبر بأن القبول بمثل هذا الطلب سيكون مخالفاً للمبادئ الأساسية ولرؤية وجوهر الوحدة الأفريقية بالإضافة إلى أحكام القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي نفسه».
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة الى القمة الأفريقية التي عقدت في تموز/ يوليو الماضي في العاصمة الرواندية/ كغالي يبلغ القمة رغبة بلاده العمل داخل مؤسسات الاتحاد وسلم المغرب في أيلول/ سبتمبر الماضي الطلب رسمياً الذي وزع على الاعضاء الاسبوع الماضي ليدرس ويتخذوا قرارا في القمة الأفريقية القادة التي تعقد في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ووجهت 28 دولة أفريقية مذكرة للاتحاد ترحب فيها بعودة المغرب وطالبت بتسهيل هذه العودة بتعليق عضوية الجمهورية الصحراواية التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد وكان قبول عضويتها 1982 السبب الذي أدى الى الانسحاب المغربي من منظمة الوحدة الأفريقية 1984.
ورفضت جبهة البوليساريو والجزائر هذا الطلب واكد مسؤول العلاقات الخارجية للجبهة محمد سالم ولد السالك، في ندوة صحافية في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا الخميس، أن قبول طلب المغرب للانضمام الى الاتحاد الأفريقي لا يجب أن يخالف المبادئ الأساسية للمنظمة القارية.
وأضاف أن المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي لا يحترم حدوده المعترف بها دولياً، وبالتالي لا يستحق العضوية في الاتحاد الأفريقي ويبقى البلد الأفريقي الوحيد الذي لا يقبل ولا يحترم حدوده، كما هو معترف بها من قبل الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية/الاتحاد الأفريقي».
واعتبر ولد السالك أن «المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي يتنكر لمبدأ منظمة الوحدة الأفريقية/الاتحاد الأفريقي المتعلق باحترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال الواردة في الفقرة 4 (ب) من القانون التأسيسي» وقال «إن طلب المغرب حالة خاصة، ويستحق بالتالي من أجهزة الاتحاد الأفريقي معالجة خاصة ومختلفة لا يقر دستوره بحدود محددة»، بالنظر الى كل هذه الاعتبارات وغيرها. وأعرب الاتحاد البرلماني الأفريقي، في اجتماع عقد بالرباط، عن تأييده لعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي وأكدت ماري أونج لوكيانا، النائبة الوطنية ورئيسة وفد الكونغو أن أعضاء الاتحاد بمعية المندوبين كافة، الذين شاركوا في فعاليات الدورة التاسعة والستين للجنة التنفيذية والمؤتمر الـ39 يؤيدون «مبادرة الملك محمد السادس بخصوص عودة المملكة المغربية إلى أسرتها المؤسساتية الأفريقية». وأضافت أن «من شأن هذه المبادرة أن تعزز مسلسل بناء أفريقيا موحدة ومزدهرة».
وتميز المؤتمر الـ39 للاتحاد البرلماني الأفريقي، بمشاركة 15 من رؤساء البرلمانات الأفريقية وأزيد من 240 برلمانياً ينتمون إلى 29 بلداً، وثماني منظمات دولية بحثوا خلالها العديد من المواضيع ذات الصلة بتحديات التنمية المستدامة في أفريقيا، ومكافحة الإرهاب ومشاركة المواطنين، لاسيما الشباب، في النهوض بالديمقراطية.
محمود معروف
الاحلام مشروعة وان كان موضوعها مستحيل وغير مشروع