درعا ـ «القدس العربي» ـصرح أبو سيراج مدير المكتب الإعلامي لـ «جبهة ثوار سوريا» القطاع الجنوبي، أن الجبهة تدعو إلى مبادرة شاملة لتوحيد قوى الثورة السورية، مشيرا إلى أن مبادرة «واعتصموا» الأخيرة والتي تمخض عنها مجلس قيادة الثورة في الشمال السوري، همشت الجنوب الذي يعتبر حاليا أهم مواقع الإنجازات والانتصارات على صعيد الأعمال العسكرية ضد نظام الأسد.
وقال أبو سيراج لـ «القدس العربي»، إننا «لا نرفض هذه المبادرة، لكننا ندعو إلى مبادرة شاملة تضم كل السوريين»، مشيرا إلى سياسة الإقصاء التي يتبعها الإخوان المسلمون، وان كان هنالك فصائل ذات انتماءات وأيديولوجيات مختلفة إلا أن سواد المشاركين بمبادرة «واعتصموا» من الإخوان.
وأضاف أن جماعة الإخوان لا يستندون إلى أي قاعدة شعبية أو قبول في الجنوب السوري، الأمر الذي أضعف قبول المبادرة فيها.
وبحسب محللين، ان التمثيل الضعيف لمجلس قيادة الثورة في جنوب سوريا يعود لأسباب عديدة أهمها، الدعم الذي تتلقاه غالبية فصائل الجنوب من قبل السعودية والإمارات الرافضة والمتخوفة من نمو أي جسم جديد يكون الإخوان المسلمين جزءا أساسيا فيه، بالإضافة إلى تهميش فصائل الجنوب منذ انطلاق المبادرة وتجاهل في الدعم المادي في السابق أيضا أثناء النشوة والانتصارات التي كانت تتحقق في الشمال السوري.
وكانت «جبهة ثوار سوريا» في القطاع الجنوبي أصدرت بيانا بخصوص مبادرة «واعتصموا»، وجاء في نص البيان أن جبهة ثوار سوريا ليس لها أي علاقة بمبادرة « واعتصموا» لا من قريب ولا من بعيد، وانه لم يتم التنسيق معها بخصوص هذه المبادرة.
وأوضح البيان وجهة نظر «جبهة ثوار سوريا» من المبادرة باعتبارها لا تمثل إلا وجهة النظر الإخوانية وأدواتها في سوريا، في الوقت الذي رحب البيان بأي مبادرة جامعة تضم كل السوريين وتخدم أهداف الثورة بعيدا عن النظرة الإخوانية الحزبية والتي تقصي الآخريين والتي اتضحت جليا بعد عدم تمثيل أبناء الجولان المباع.
يذكر أن مجلس قيادة الثورة الذي انبثق عن مبادرة «واعتصموا» يضم أكثر من 100 فصيل عسكري في داخل سوري، ولايشارك في هذه الفصائل تنظيما «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية».
وكانت قد توافقت الفصائل المنضوية فيه على آليات للحفاظ على الهوية الوطنية، وإنهاء ما وصفته بمخلفات النظام الفاسد، إضافة إلى التصدي للإرهاب والممارسات المضرة بالثورة السورية. وجاء الإعلان عن المجلس بعد مرحلة تحضيرية شهدت انتخابات لممثلي الهيئات السياسية والعسكرية والمدنية.
ويشكل مجلس قيادة الثورة السورية حاليا واحداً من أكبر المجالس ذات الصبغة العسكرية، من حيث عدد وحجم الفصائل المنضوية تحته.
مهند الحوراني