شاءت المصادفات أن يعلن تنظيم «القاعدة في اليمن» عن تبنيه هجوم الأخوان كواشي الدامي، الذي استهدف مقر مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، ردًا على رسومات مسيئة للإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بعد ساعات قليلة من تصويت البرلمان ومجلس الشيوخ الفرنسي قرار قبول المضي في استمرار التدخل الجوي العسكري الفرنسي على تنظيم «داعش» في العراق.
اعتبر الفرنسيون الهجوم ردا طبيعيا تعززه علاقات الشاب الفرنسي ذي الأصل الجزائري شريف كواشي بإحدى تنظيمات «داعش» المسؤولة عن تصدير المجاهدين إلى العراق.
وقد عزز تبني مسؤولية «القاعدة في اليمن» لعملية الأخوان كواشي ضد صحيفة «شارلي إيبدو»، ما أعلنه سابقا مسؤولو الاستخبارات الأمريكية في أن سعيد كواشي الشقيق الأكبر لشريف، تلقى تدريباً على مدار شهرين عام 2011 في تنظيمات «القاعدة في اليمن» بهدف العودة إلى فرنسا. كما ان اسمي الأخوين كانا مدرجين في قواعد للبيانات الأمريكية الخاصة بمكافحة الإرهاب منذ سنوات. وهذا ما يغير حقيقة ارتباط منفذي العملية وعلاقتهما من قريب أو بعيد بالمشهد العراقي وجرائم المجاميع الجهادية في حربها مع ميليشيات إيران في العراق.
وعلى الرغم من خطورة الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية وتداعياته المؤلمة على جميع الأطراف من الفرنسيين والعرب المسلمين المقيمين، إلا أن إشراك اسم العراق بجريمة ارتكبتها أياد ليس للعراق فيها ناقة ولا جمل، قد يدفعنا إلى التساؤل عن الذنب الذي اقترفه العراق وشعبه حتى يعاقب بمثل هذا العقاب الإعلامي وهذا التشويه الرخيص، فمنذ احتلال العراق عام 2003 أضحى اسم العراق الموضوع الأول والأساسي الذي يدخل في جميع ملفات الإرهاب والقضايا الخطيرة التي تقع على العراقيين وعلى الآخرين.
لقد تعرض العراق لمؤامرات الحصار وتدمير البنية التحتية بحجة إشكالية غياب الديمقراطية، حيث لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية في غياب هذه الديمقراطية في أنظمة ديكتاتوريات العالم العربي والإسلامي المتعددة من المغرب العربي إلى المشرق الفارسي سوى إشكالية غيابها وخطورة ديكتاتوريتها في العراق.
كما لم يكن في إمكان الإدارات الأمريكية تخيل وجود الأسلحة المحظورة سوى على أرض العراق، لتكون في النهاية أكذوبة أسلحة الدمار الشـــامل حجة للتدخل العسكري والوصول إلى ما وصلنا إليه، حيث يدفع العراقيون الثمن الباهظ جراء الحرب الأهلية، ولم يجد أصحاب هذه المسيرة العدوانية نفسها أرضا غير أرض الرافدين لزرع سرطان الطائفية المفتعلة بين «داعش ومليشيات إيران» ليكونا في النهاية المخطط لتقسيم البلاد والعباد.
وأخيرا وفي أيامنا هذه، لم يتوان البعض منهم لحظة عن تقديم العراق قربانا، بربط جريمة صحيفة «شارلي إيبدو» ومنفذي هذه العملية بما يحصل في العراق، تحت غطاء تعاطف منفذيها مع ضحايا جرائم الاحتلال في أبو غريب واحتمالات علاقتهم بتنظيم تطوع الجهاديين في العراق.
وهكذا بكل أسف، باحتلال أرض العراقيين، وتدمير بلادهم، وتفريق شعبهم، أضحى العراق، الموضوع الذي يـُسهل ربطه بموجات الإرهاب في العالم، لينطبق عليه في النهاية المثل الفرنسي الشعبي الذي يقول «الشيء الذي يدخل في جميع الطبخات والصلصات».
إن الخلط ما بين جريمة الأخوين كواشي التي ندينها بقوة وتداعيات الحالة الملتهبة في العراق، خطأ أخلاقي وحضاري لأنه يترجم بالتالي النية في استمرارية العداء لشعب بريء ووطن مسلوب ومغلوب على أمره.
٭ كاتب عراقي
أمير المفرجي
المضحك والمستغرب يا أستاذ أمير هو بتسميات الغرب
فداعش بنظرهم ارهابية أما الميليشيات الشيعية فديموقراطية
أما المتظاهرين السلميين فلأنهم سنة فهم ضد العملية السياسية
ما لم ينتهي الجهل وتدخل ايران بالعراق فلن ينتهي النزاع الطائفي أبدا
ولا حول ولا قوة الا بالله
ان عملية ( شارلي ايبدو) هي بالظبط عملية استخباراتية مشترك فيها عدد من المخابرات الامريكية يشاركهم فيها المخابرات الفرنسية والاسرائيلية والبريطانية لاعلان حلف جديد على غرار حلف بوش -تشيني-لير وازنار بعد مؤامرة 9 ايلول عام2001 المفبركة لاحتلال العراق من جديد وتقسيمه بعد ان قاومهم العراقيون الشرفاء بكل الوسائل المتاحة والبطولية حتى هربوا بعارهم عام 2011.
هذه لعبة مخابراتية نفذت بشكل سخيف وساذج
فرج بصراوي -كاتب من العراق المحتل
منظمة القاعدة هي صنع امريكا وتعمل لمصحة امريكا فقط