أشياء كثيرة في مصر أخطر من الإرهاب، أولها الفساد والظلم الاجتماعي وانحطاط الأداء العام، وبينها إعلام من نوع خاص جدا، تنفق عليه عشرات المليارات من الجنيهات، وقد لا يجوز فيه التعميم، وإن برز تيار فيه، ينضح بفوائض جهالة مدهشة، وبوصلات ردح بدائي، لا تخدم في المحصلة سوى الفساد والإرهاب وجماعاته.
وليس عند كاتب السطور شبهة شك في هزيمة الإرهاب المحتومة، فليس بوسع أحد أن يهزم مصر، ولا بوسع جماعة إرهاب أن تهز شعرة في بدن التكوين المصري، وسوف تظل مصر قبضة يد واحدة متحدة إلى يوم الدين، فلدى مصر شعب عظيم التجانس ثقافيا وتاريخيا، ولها جيشها الأقوى بامتياز في المنطقة كلها، وقد حصل على المرتبة العاشرة عالميا في تصنيف «غلوبال فاير» الأخير، بينما يستحق المرتبة الخامسة لو جرى التصنيف بحساب القوة العسكرية الصلبة وحدها، لكن التصنيف يدخل في الحساب عناصر أخرى، بينها قوة الاقتصاد والصناعة وشبكة الطرق والديون الخارجية والاحتياطي النقدي والقوة النووية، وتلك عناصر تخلفت فيها مصر، وانحطت أوضاعها على مدى الأربعين سنة الماضية، لكنها لا تعجز مصر، ولا جيشها في مطلق الأحوال، خاصة مع الطابع الوطني الجامع للحرب الجارية في أقصى شمال شرق سيناء، الذي لا يختلف فيه ولا عليه مؤيد ولا معارض.
نحن بصدد حرب استكمال تحرير سيناء، وتفكيك القيود الثقيلة التي فرضت على مصر في ملاحق ما يسمى «معاهدة السلام»، التي نزعت السلاح المصري في سيناء إلى عمق 150 كيلومترا، وكانت تحجز وجود الجيش المصري وراء خط المضايق، وعلى مسافة 59 كليومترا شرق قناة السويس، وهو ما صار شيئا من الماضي الآن، بعد زحف قوات الجيش المصري وإعادة انتشارها وبكامل هيئاتها، وحتى حافة الحدود التاريخية بين مصر وفلسطين المحتلة، وهو ما يحدث لأول مرة منذ هزيمة 1967، وطبيعي أن تحتدم المعارك، وأن تزداد المخاطر، وأن تتضاعف الحاجة إلى مزيد من اليقظة والانتباه والاستباق، والتعجيل باقتلاع جماعات الإرهاب، وهي اللافتة التي تتستر إسرائيل من خلفها، وتتصور أن بوسعها الضغط على أعصاب الجيش المصري، ودفعه للعودة إلى الخطوط الخلفية مجددا، وهو ما لن يحدث أبدا، حتى لو سقط آلاف من جنودنا وضباطنا شهداء، فما مضى لن يعود، وملف المهانة في سيناء أغلق نهائيا، وعلى نحو ما يوحي به إغلاق إسرائيل لسفارتها بالقاهرة.
وإعلام الجهالة المصري للأسف، يخدم إسرائيل دون أن يدري، فمع كل عملية إرهابية خسيسة تجري في شرق سيناء بالذات، تتكرر المعزوفة نفسها، ويحدثونك عن أدوار مريبة لدول وكيانات بعينها، وهو كلام فيه حق ظاهر، لكنه ناقص، ولا يتطرق إلى الهدف النهائي من أدوار اللاعبين الفرعيين، وعلاقة هذه الأدوار بخدمة إسرائيل بالذات، فليس سرا أن إسرائيل تريد اقتطاع جزء معتبر من شمال سيناء، وإضافته إلى غزة ذات الكثافة السكانية الأعلى في الدنيا كلها، وتأليف دولة وهمية للفلسطينيين، تضم غزة وجزءا من سيناء، وبهدف غلق ملف القدس والضفة الغربية، وضمها في معظمها إلى كيان الاغتصاب الإسرائيلي نهائيا، ولا تخفي إسرائيل خططها، ولا تجعل الأمر مفهوما ضمنيا فحسب، بل تضع النقاط على الحروف، وتعلن الهدف جهارا نهارا، وتعيد وتزيد وتذكر بخطة الجنرال الإسرائيلي «لالاند»، التي أعلنت للمرة الأولى رسميا عام 2009، ورسمت خرائط الجزء المطلوب اقتطاعه من سيناء، وهي الخرائط ذاتها، التي تنشط فيها جماعات الإرهاب، وتطلق على نفسها اسم «ولاية سيناء»، ولم تتكون هذه الجماعات الآن، ولا في الفترة التي تلت 25 يناير 2011 و30 يونيو2013 وحدها، بل تكونت وانتعشت تدريجيا منذ عقد ما يسمى معاهدة السلام، وما تبعها من إخلاء سيناء في غالبها من وجود الجيش المصري، وازدهار عمليات حفر الأنفاق تحت الحدود في النصف الثاني لحكم المخلوع مبارك، وتداخل شبكات التهريب مع شبكات الإرهاب، فضلا عن قلة عدد السكان، أو»الخلاء السكاني» في بيئة بدوية صحراوية الطابع، مع النشاط المكثف لجهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» في شرق سيناء، وهو ما يفسر العلم المسبق والإنذارات الدورية الإسرائيلية قبل كل عملية إرهابية، ثم الحفاوة والترويج الإسرائيلي لما تسميه «أرض داعش» في سيناء.
والتعبير اللافت استخدمته مؤخرا صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، التي أرفقت خرائط تعكس آمال إسرائيل، أعطت فيها لونا لشمال سيناء، هو ذاته لون الأراضي المحتلة في فلسطين، ومختلفا عن اللون المعطى لبقية الأراضي المصرية، فقد صار اللعب على المكشوف، وكما تحصن إسرائيل نفسها بجماعات من «داعش» و»القاعدة» على الحدود الشمالية مع سوريا، التي تعمل بطريقة مشابهة لجيش لحد السابق دحره مع إسرائيل في جنوب لبنان، فإنها تسعى لعمل الشيء نفسه على حدودها الجنوبية في شرق سيناء، وقد سعت لإبعاد الجيش المصري بمناطق نزع السلاح في سيناء، لكنها تجد نفسها في الورطة مجددا، فقد عاد إليها كابوس الجيش المصري على الحدود، ومن مصلحتها المباشرة أن تسعى لاستنزافه، بأمل إجباره على التراجع مجددا إلى الخطوط البعيدة القديمة، وعبر لافتة «ولاية سيناء» هذه المرة، بعد هجران جماعات الإرهاب لاسمها القديم «بيت المقدس»، الذي لم يكن يثير حماس إسرائيل، ولا يوحى بالهدف الحقيقي الذي تبرزه تسمية «ولاية سيناء»، فإسرائيل تريد اسما صريحا، يبلور الغاية في الحرب ضد مصر والجيش المصري، وعلى طريقة الحروب بالوكالة مؤقتا، وإلى أن تتهيأ الظروف لحرب بالأصالة.
ولا تداري إسرائيل قلقها من التقارب الأخير بين السلطات المصرية وحركة حماس في غزة، وقد تصورت إسرائيل لوقت، أنها قد تدفع مصر إلى حرب مع حماس، خاصة مع خلافات تراكمت في قضية اقتحام السجون وغيرها، وراحت إسرائيل تفرك أياديها فرحا مع حكم ابتدائي لمحكمة مصرية، باعتبار حماس منظمة إرهابية، لكن الدولة المصرية، وأجهزتها الأكثر حساسية، سرعان ما تداركت الخطأ، وطعنت على الحكم الذي ألغي استئنافيا فيما بعد، بينما لا يزال إعلام الجهالة المنسوب لمصر، يردد الوصف نفسه الذي تفرح به إسرائيل، ويصم حركة «حماس» بالإرهاب، ويتهمها بالوقوف وراء العملية الإرهابية الأخيرة جنوب رفح، وبدعوى اكتشاف جثث لفلسطينيين بين الإرهابيين القتلى في المعركة، وكأنه ليس بين الفلسطينيين عملاء للموساد الإسرائيلي، تماما كمصريين ارتكبوا الخيانة ذاتها، وإن أرادوا إخفاء وجوههم وراء لافتات إسلامية وجهادية مزورة، وهي لعبة استخدمها «الموساد» لقتل قادة من حماس نفسها، وبأيدى منشقين عن حماس وجناحها العسكري، لكن إعلام الجهالة في مصر لا يقرأ ولا يفهم، ويبيض وجه إسرائيل عمدا أو غفلة، ولا يعنيه سوى افتعال حرب مع حماس والفلسطينيين، تماما كما افتعل الإعلام نفسه في مراحل سبقت، حربا مع «فتح» وعرفات، زمن مفاوضات كامب ديفيد، والمفارقة هذه المرة، أن الحرب الإعلامية على «حماس»، تجري في وقت التعاون غير المسبوق بين حماس والسلطة الرسمية المصرية، وفي مواجهة جماعات الإرهاب العميلة للموساد، وهو ما يغضب إسرائيل، ويغضب معها إعلام الجهالة الذي لا يدري ما يجري، ويفتي بغير علم ولا شبهة علم، وعلى طريقة مذيع مشهور اتهم أردوغان مؤخرا باغتيال الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، مع أن أتاتورك مات على سريره قبل عشرات السنوات، وقبل أن يولد أردوغان نفسه.
المهم أن إعلام الجهالة والتجهيل يواصل سقطاته، ويسيء إلى مصر والمصريين، ويرتكب الأخطاء الفاحشة بلا توقف ولا اعتذار، وعلى طريقة حفاوته المريبة المتصلة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصويره كرئيس رائع، وسند للحكم المصري في حربه مع الإخوان وجماعات الإرهاب، وبما يذكرك بما فعله أسلاف الإعلام نفسه مع باراك أوباما، والفرحة الطاغية بقدومه لإلقاء خطاب في جامعة القاهرة أواسط عام 2009، وقد جرت دعوة كاتب السطور لحضور حفل خطاب الرئيس أوباما، دعتني رئاسة جمهورية مبارك وقتها، ورفضت الذهاب، ومزقت خطاب الدعوة الرئاسي في مؤتمر صحافي، لكن فرق إعلام الجهالة واصلت الرقص والتطبيل والحفاوة بأوباما، وتدبيج المقالات الركيكة في فضائله، ثم انقلبت عليه بعد خلع مبارك بثورة شعبية مصرية عارمة، ونعتت أوباما بأنه عضو عامل في جماعة الإخوان، ووصفت وزيرة خارجيته ـ مرشحة الرئاسة فيما بعد ـ هيلارى كلينتون بأنها عضو نشيط في تنظيم «الأخوات المسلمات»، ودون أدنى رغبة في الاعتراف بالحقيقة الأبسط، وهي أن «المتغطي بالأمريكان عريان»، وهو ما يتكرر الآن مع دونالد ترامب، الذي صوروه عدوا أصيلا لجماعة الإخوان، وانتظروا دون جدوى قراره بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وهو ما لم يحدث ولن يحدث بالبداهة، فأمريكا تقودها مصالحها الكونية، وترامب لا يهمه سوى استنزاف الثروات، واقتناص مئات المليارات من الدولارات، وعلى طريقة ما فعل مع دول الخليج، ولا بأس من إطلاق قنابل دخان للتعمية، ومن نوع الحرب ضد الإرهاب، الذي تصنعه أمريكا وتستفيد به ربيبتها إسرائيل، وبديهي أن مصر ليس لديها ما تدفعه لترامب، وما يريده من مصر ظاهر جدا، وهو جعلها جسرا ميسرا لتطبيع إسرائيلي مع الدول الخليجية الأغنى، وليس عقد «صفقة سلام» وتسوية فلسطينية مما يزعمون، وهو ما لا يدركه إعلام الجهالة، الذي يواصل الهتاف للرئيس الأمريكى المهووس بالفلوس، وعلى طريقة «عشانا عليك يا ترامب».
كاتب مصري
عبد الحليم قنديل
يتحدث البعض عن ميليشيات جيش الكفتة الإرهابية وكأنة يحدثنا عن جيش صلاح الدين الأيوبى محرر القدس(اللى بالمناسبة بيعتبرة عبيد البيادة انة ارهابى وبيحرّض على العنف!)
وبيقولك ان جيش الكفتة هو القوة العاشرة او الخامسة او الأولى! طيب دة على اساس اية بالضبط؟؟! على اساس مثلاً انة لا يقتل احد فى سيناء او فى الوادى إلا الأهالى المدنيين وكلنا شفنا ڤيديو جريمة قتل الطفل السيناوى بدم بارد والعشرات غيرة الذين تقتلهم ميلشيات بلحة بدم بارد يومياً ثم يقوموا بتصوير جثث الأهالى بعد ان يضعوا اسلحة وقنابل بجانبها ثم يأتى المتحدث باسم جيش بلحة ويقولك صفينا 10او 20تكفيرى!!هى دى القوة الخامسة؟؟!
بعضهم يصور عصابة جيش الكفتة على انة العدو اللدود لعصابة صهيون!! وهذا زعم تنفية وتكذبة قصائد المدح والغزّل الغير عفيف التى تنظمها عصابات صهيون فى مدح ميليشيات جيش الكفتة وقادتة وضباطة لقيامهم بواجبهم فى حماية أمن صهيون! وعن أمل عصابة صهيون كما قال مستشار المقبور شارون فى طرد كل الأهالى من سيناء وان تحل محلهم ميليشيات جيش الكفتة الصديقة!!
حسبت أن الكاتب الصحفي الناصرى الدكتور قنديل سيحدثنا عن ما يفعله جيش النظام السيساوى فى أهلنا فى جزيرة الوراق وقتله للمواطنين الأمينين بطريقة الوقح ناتينياهو مع أهلنا فى فلسطين .
حسبت أن الدكتور قنديل سيحدثنا ويقول بشجاعة أن الذى أضاع فلسطين والجولان ومزارع شبعا وكل سيناء هو جمال عبدالناصر فى حرب الأيام الستة .
حسبت أن الدكتور قنديل سيحدثنا عن نشأة الجيش المصرى الهمام على يد سليمان باشا الفرنساوى أحد جنرالات نابليون بونابرت والذى جاء معه لإحتلال مصر حسبت أن الجيش المصرى الذى يتكلم عنه الدكتور عبدالحليم ، أسس لمحمد على باشا وأسرته والدليل أنه كان يسمى جيش أفندينا ، وعندما غادر فاروق الى إيطاليا على يخت المحروسة قال للواء محمد نجيب ” أوصيك بجيش أبائى وأجدادى ولم يقل له أوصيك بجيش مصر .
حسبت أن الدكتور قنديل سيحدثنا عن جيش النظام الذى قتل العرب العاربة فى اليمن والسودان فى جزيرة ابا ، وترك أهلنا من الفلسطينيين يذبح فى الاْردن ولم يحرك ساكناً . حسبت أن يذكر لنا الدكتور قنديل سيذكر لنا كيف قاتل الجيش والشرطة المصرية بقيادة اللواء سفير – رئيس مجلس مدينة كوم حمادة فى محافظة البحيرة التى أشرف أن أكون أحد أبناءها -أهلنا الفلسطينيين عام ١٩٦٨ فى مديرية التحرير ثم تم تهجيرهم جميعاً لإعتراضهم على مبادرة روجرز .
حسبت أن يحدثنا الدكتور قنديل عن السودان التى فرط فيها عبدالناصر بسهولة كما فرط فى منطقة أم الرشراش المصرية لإسرائيل !!!؟ . حسبت أن الدكتور قنديل سيحدثنا عن بطولات حكومتى قطر وتركيا فى مساعدة أهلنا فى غزة فى الوقت الذى كان السيسى يحاصرهم براً وجواً وبحراً . حسبت أن الدكتور قنديل سيحدثنا عن تأييده للسيسى ضد ثورة ٢٥ يناير بحجة كراهيته للإخوان !!!؟ أرجو أن يبحث الدكتور قنديل عن القاتل الحقيقى للبطل أحمد عبدالعزيز فى معسكر كان قائده البكباشى عبدالناصر فى معسكر ” عراق المنشية بفلسطين المحتلة ، وكان يجلس بجانب الشهيد البطل ،صلاح سالم صديق عبدالناصر والذى أطلق الرصاص عسكري من أسيوط بلد جمال عبدالناصر !!!؟ الذى قتل البطل أحمد عبدالعزيز هو جمال عبدالناصر بالإشتراك مع صلاح سالم ، وإذا لم تصدق عليك أن تسأل الكاتب المصرى المثقف الاستاذ محمد القدوسى قريب كمال الدين حسين نائب البطل احمد عبدالعزيز ، أو إسأل خالد بن البطل احمد عبدالعزيز عن من قتل أباه الشهيد ولا نزكى على الله أحدا .
صارت مناوشات في الاردن لكن للموضوعيه والحياد اسال الفلسطينيين في العالم مين ماخذ حقه من الفلسطينيين في جميع الدول بحكولك في الاردن فقط ماخذين حقهم