بحديثه عن «الاحتلال المغربي للصحراء الغربية»، حرّك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مياه أزمة الصحراء الغربية الراكدة منذ عقود.
لكنه تحريكٌ في اتجاه غير مأمول وغير الذي سعى كي مون إلى تحقيقه من زيارته للمنطقة.. بل عكسه تماما.
لهذا قد ينطبق على الأمين العام للأمم المتحدة القول العربي: «جاء يكحلها عماها». ذلك أن زيارته انتهت مبتورة لأنه لم يزر المغرب، الطرف الأساسي في الأزمة، وبنتيجة غير تلك المنتظرة. فالزيارة التاريخية من حيث كونها الأولى لأمين عام للأمم المتحدة إلى المنطقة لبحث الأزمة، استفزت المغرب ولم تقنع جبهة البوليساريو ولم تًفِد الجزائر بوضوح.
والنتيجة أن الأمين العام خسر طرفًا (المغرب) ولم يكسب ودّ الطرف الآخر (البوليساريو)، ولم يفِد أو يغرِ طرفا آخر (الجزائر) بشيء. وعلى الصعيد الشخصي ورّطت الزيارة الأمين العام في معضلة غير متوقعة وغير ضرورية سيحتاج لوقت طويل وجهد كبير لترميم الضرر الناجم عنها في علاقته مع المغرب.
لكن ردات الفعل التي ترتبت عن الزيارة في المغرب بالذات، هي في الحقيقة مفيدة وستنفع الأمم المتحدة لأنها ستكون بمثابة درس لأي تحرك في المستقبل، وستنفع أمينها العام في ما تبقى له من أيام على رأس المنظمة الدولية.
الدرس الأول والأساسي بالنسبة للأمم المتحدة، هو أن المنظمة الدولية بالشكل الحالي وبالقوانين ومنظومة العمل المتاحة لها، ستفشل في حل أبسط الأزمات، دولية كانت أو إقليمية أو ثنائية، لأنها، ببساطة، لا تملك ادوات فرض حل مهما كان جميلا وعادلا ومتوازنا، لأي صراع مهما كان سهلا وبسيطا.
ونزاع الصحراء الغربية، بمقاييس سُلَّم الأزمات، نزاع بسيط قابل للحل بقليل من الإصرار والضغط والمناورة الدبلوماسية. ذلك أنه نزاع يخلو من القنابل الموقوتة مثل المخاطر العرقية والدينية والطائفية، ولا يمس بالتوازنات الدولية، الأمنية والاستراتيجية والإنسانية، ولا تأثير له على انسيابية الاقتصاد والتجارة الدوليين وتدفق الموارد من شمال العالم إلى جنوبه والعكس. ومع ذلك يبدو إخفاق الأمم المتحدة فادحا ومخيفا ويستغله كل طراف من أطراف الصراع في تغذية التوتر والابتزاز. وإخفاق الأمم المتحدة هنا يعني أنها لن تنجح في أي مكان آخر.
أما الأطراف المعنية بالأزمة، فانتظر كلٌ منها زيارة كي مون ليحقق فائدته ولو إلى حين.
المغرب كان بحاجة إلى سبب وفرصة تعيد بعث الأزمة فوق منصة المسرح الدولي أو الإقليمي، فكان له ما أراد. والبوليساريو كانت تموت شوقا لمن يأتي إلى المنطقة ويرى بأم عينيه صعوبة أوضاع اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف (أقصى جنوب غرب الجزائر) ويقول فيهم كلمة طيبة، فكان لها ما أرادت. الجزائر لا همَّ لها غير انتظار فرصة جديدة توخز بها المغرب مرة أخرى غير أخيرة، فكان لها ما أرادت.
الرباط بأجهزتها ودوائرها الرسمية بالغت في ردة فعلها واحتجاجها على تصريحات وتعبيرات بان غي مون التي، في نهاية المطاف، لم تخرج كلياً عن أدبيات الأمم المتحدة التي لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء المتناَزَع عليها. فهل كانت الرباط في انتظار «جنازة تشبع فيها لطم»؟
يبدو الأمر كذلك. فالمظاهرات العارمة التي شهدتها الرباط ومدن مغربية يوم الأحد، بدعوة وتأطير من الحكومة وأجهزة الدولة، أُريد لها أن تكون رسالة للعالم تجدد التأكيد على مكانة موضوع الصحراء الغربية كقضية قومية ترقى لدرجة القدسية شعبيا ورسميا، ولا تحتمل أية مساومة.
لكن تلك المظاهرات هي أيضا رسالة على حجم الصعوبة التي تنتظر الحل المأمول، والتي ستقف في طريق أي طرف، دولة أو منظمة أو شخصية، يفكر في اقتراح حل أو السعي له.
المظاهرات كانت رسالة اطمئنان داخليا، فعلاوة على كونها مناورة من منظومة الحكم للاقتراب أكثر من الشارع (قضية الصحراء هي الوحيدة التي يتفق عليها الحكم والشارع المغربيان)، هي أتاحت للأجهزة الرسمية التأكد من ان مقياس حرارة القضية هو ذاته شعبيا لم يتغيّر. لكن خارجيا كانت المظاهرات بمثابة عقدة أخرى في منشار الحل حاليا ومستقبلا، بل حتى قبل أن يولد هذا الحل.
البوليساريو في حالة شلل فكري وسياسي وعسكري. عاجزة عن الحرب وعاجزة عن السلم. وهذه حالة سياسية ونفسية تجعلها تكتفي بالقليل، بموقف من نوع ما بدر عن الأمين العام للأمم المتحدة كي تعيش به فترة أخرى من الزمن، وهي تدرك أن بان كي مون لن يجرؤ على الذهاب خطوة واحدة أبعد من ذلك التصريح.
أما الجزائر فتبدو مرتاحة في ما هي فيه بعد زيارة كي مون. استقبلته وانتزعت منه ما كانت تريد سماعه (الصحراء الغربية تحت الاحتلال). في هذا المستوى، طالما لم تتضرر البوليساريو من الزيارة، ومع إدراكها بأن المجتمع الدولي غير جاد في إيجاد حل للنزاع، تبدو السلطات الجزائرية وأذرعها الإعلامية سعيدة بالألم الذي خلفته تصريحات كي مون أكثر من سعادتها بأيّة مآلات ونتائج أخرى للزيارة.
من طالع الصحافة الجزائرية خلال الايام القليلة الماضية صادفه بالتأكيد إفراط في الشماتة في المغرب والحديث عن «الصفعة» التي سببتها له تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة. لا شيء غير هذا. عقم صغير يجسد العقم الأكبر الذي ابتُليت به المنطقة.
٭ كاتب صحافي جزائري
توفيق رباحي
للأسف المغرب يريد أن يتفق على الباطل في ظلم الصحراويين المساكين و الركوع لإسبانيا والاستمرار في عشق فرنسا دون تحقيق شيئ لأنه في الأخير سيتحرر الصحراويين
وجب تذكيرك بأن الذي طالب بتحرير الصحراء وسيدي إفني وتقرير مصير ساكنتهما وأدخل القضية إلى الأمم المتحدة هو المغرب، لأنها أراضي مغربية كانت تحتلها إسبانيا. وقد تم ذلك في دجنبر 1960 أي قبل ميلاد الجبهة الانفصالية بثلاثة عشرة سنة بالتمام والكمال، بل وقبل استقلال الجزائر نفسها، التي دعمها المغرب واحتضن جيش تحريرها- بل ان الجزائرنفسها بعد استقلالها كانت تناصر الموقف المغربي كليا والوثائق الاممية لازالت شاهدة على ذلك قبل ان ينقلب موقفها بعد انقلاب المرحوم بومدين لاسباب معلومة، بل في السنوات الاولى من حكم المرحوم بومدين كانت الجزائر تؤيد الموقف المغربي عبر تصريحات وزير خارجيتها انذاك عبد العزيز بوتفليقة والبرنامج المسمى بأرشيفهم وتاريخنا الذي انتجته قناة الجزيرة سلط الضوء على هذه الحقيقة -اشرطة هذا البرنامج موجودة في يوتوب- فكيف تم اكتشاف شعب جديد بين عشية وضحاها وبعد مرور حوالي عقد من استقلال الجزائر فهل سقط فجأة من الفضاء ام لفظته رمال الصحراء.جيش التحرير المغربي خاض معارك شرسة ضدالإحتلال الإسباني والفرنسي ومن بين المقاومين كان والد زعيم الوليزاريو الذي لازال يعيش هو وابناؤه وعائلته فوق التراب المغربي وهذا وحده يحمل دلالة تصفع كل الترهات وايضا المقاوم المغربي
آيت إيدررفيق تحرير ثورة نوفمبرالجزائرية الذي قاد معركة إيكوفيون ضد إسبانيا سنة 1958 حيث توغل جيش التحرير المغربي في العيون والسمارة لولا تحالف المحتل الإسياني والفرنسي فيما بات يُعرف بحرب إيكوفيون ؟ ألم يسترجع المغرب من المحتل الإسباني منطقة طرفاية وسيدي إيفني الصحراوية ما بين 1958 و1969 ؟ الا تشكل هذه المنطقة المسترجعة قبل تفريخ البوليساريو إمتدادا إثنيا وقبائليا وثقافيا ومذهبيا وتاريخيا وجغرافيا لمنطقة الساقية الحمراء ووادي الدهب المسترجعة ،تحياتي
فيما يتعلق بملف العائدين، فقد قارب عدد العائدين إلى المغرب بصفة إجمالية 10.000 شخص منذ النداء الشهير الذي أطلقه عام 1988 جلالة الملك الراحل الحسن الثاني ، ومن ضمنهم قادة مؤسسون للبوليساريو. وقد عمل المغرب من أجل إدماج العائدين على توفير المواكبة النفسية لهؤلاء المغاربة العائدين وتوفير التكوين والمساعدة من أجل تمكينهم من الاندماج اجتماعيا واقتصاديا و مهنيا.
لفتت المنظمة غير الحكومية “ذو بايسيس غروب”، التي تنشط في مجال حقوق الإنسان، انتباه منظمة الأمم المتحدة إلى الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان المرتبكة ضد النساء في مخيمات تندوف، داعية المنتظم الدولي إلى التحرك بشكل عاجل حتى تستعيد هؤلاء النساء حقوقهن .
وقالت أمي كريمي باسم “ذو بايسيس غروب”، المنظمة التي يوجد مقرها بالولايات المتحدة، .. “لقد أضحى الزواج القسري للفتيات، دون السن القانوني، شائعا في المخيمات”، مشيرة إلى أن تقارير كشفت أن “الفتيات المراهقات، اللاتي لا تتجاوز أعمار غالبيتهن 13 سنة، يتم تزويجهن رغما عنهنوبالإضافة إلى ذلك، أبرزت كريمي أنه تم تحريف المبادئ النبيلة لمؤسسة الزواج لأغراض سياسية محضة، متهمة قيادة (البوليساريو) بكونها المسؤولة المباشرة عن هذه التصرفات التي تعود إلى حقبة بائدةوأضافت أن “تقارير مقلقة” تشير أيضا إلى “حالات الحمل القسري”، وإلى اعتداءات تعسفية جسيمة يتعين على المجتمع الدولي وضع حد لها دون تأخر، وكذا جبر الأضرار التي لحقت بهؤلاء النساء اللواتي يعانين، في أغلب الأحيان، من الاحتجاز بمعية أطفالهن في ظروف غير مقبولة.
وخلصت إلى القول .. “أحثكم على إجراء تحقيق، ووضع تقارير والتحرك من أجل رفع الظلم عن هؤلاء الفتيات اللواتي انتهكت حقوقهن”، محذرة من أن أي “تأخير أو تهاون” لن يساهم إلا في تأزيم الوضع، ويجعل المجتمع الدولي متواطئا في هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.
عوضا أن تندمج شعوب الاتحاد المغرب العربى فى اطار واحد وتصبح قوة ضاربة يحسب لها ألف حساب يختار “العالم و حكامنا” الحالة الراهنة قوامها التفتت و الهوان و الضعف ….و لا حول و لا قوة الا بالله.
تحية للكاتب المحترم
في الأزمات الحقيقية العراق – اليمن – سوريا – فلسطين ….
بان كي مون : نشعر بالقلق
في الأزمات الراكدة كقضية الصحراء
بان كي مون يشعل الفتيل
تحية طيبة للكاتب رباح توفيق وشكرا له على هذا التحليل الموضوعي الجريئ لمواقف الطرفين الرئيسيين المغرب والجزائر من هذا النزاع خاصة وأنه من النادر أن نجد كاتبا جزائريا مستقلا في آرائه ومواقفه في هذه القضية عن النظام الجزائري )
الصحراويون لن يتعبو وسيستمروا في الدفاع عن حقهم بكل الطرق وان جبهة البوليساريو مصممة ولها استراتيجيتها الخاصة في ميدان الحرب والسياسة وتعرف جيدا كيف تتصرف
ولم تكن انانية في يوم من الايام فظلت تجنح للسلم لان ذلك من اخلاق الاسلام ولا يمكن ان يكون هذا ضعفا او فشلا ولكن خوفا من اراقة الدماء من الشعبين المغربي والصحراوي وان هذه الحرب لن يخسرفيها الا الشعب المغربي
أبرز النائب البرلماني الأوروبي جيل بارنيو أن البرلمان الأوروبي رفض بشكل صريح الاختلاسات التي طالت المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف، وذلك عقب التصويت خلال جلسة عمومية بستراسبورغ على قرار يدعو إلى إعادة تقييم مساعدة الاتحاد الأوروبي وملاءمتها مع الحاجيات الحقيقية لساكنة تندوف.
وقال النائب الأوروبي الاشتراكي الفرنسي إن ” البرلمان الأوروبي قال بشكل صريح “لا ” للاختلاسات ولأولئك الذي يغتنون على حساب ساكنة المخيمات”، معربا عن ارتياحه الكبير لنتيجة التصويت وتبني البرلمان الأوروبي لقرار يحمل المسؤولية للجزائر و”البوليساريو” في الاختلاسات التي تعرضت لها المساعدات الإنسانية الممنوحة لمخيمات تندوف منذ عدة عقود
وتشير عدد من شهادات العائدين إلى الأوضاع المزرية التي تعيشها ساكنة مخيمات تندوف واستغلال قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات، مما صدر بشأنه قرار أوروبي واضح بعد انكشاف التلاعب بالمساعدات، وذلك على ضوء نتائج تحقيق قاده المكتب الأوربي لمحاربة الغش سنة 2007 ولم تظهر نتائجه إلا سنة 2014.
أما بخصوص أوضاع حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، فيكفي العودة إلى التقرير الذي أصدرته منظمة “هيومن رايت ووتش” في أكتوبر 2014 تحت عنوان ” خارج الرادار، حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين في تندوف” والذي رصد استمرار العبودية و الرق، واستهداف المعارضين ومنعهم من حرية التعبير، وممارسة الاعتداء الجسدي ، والحد من حرية تنقل اللاجئين، ووجود محاكم عسكرية للمدنيين ، كما يحمل التقرير الجزائر مسؤولية الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرفها المخيمات. وقد قدمت المنظمة الحقوقية وثائق دالة على حصول خروقات، مع العلم أن شروط ممارسة التحقيق الدقيق والشمولي مفتقدة، بسبب حالة التحكم القائمة في هذه المخيمات
معلوم لدى المتتبعين أن الأمم المتحدة بقيت عاجزة أمام رفض خصوم المغرب تسجيل آلاف الصحراويين المنحدرين من الساقية الحمراء ووادي الذهب. وبلغ العبث مُنتهاه بقبول تسجيل زيد أو عمرو، في حين يتم رفض تسجيل أحد اقاربه كأخته أو عمه أو زوجته. وقد بلغت الطعون في هذا الصدد أزيد من 64 ألف طعن لم تستطع اللجان المشتركة لتحديد الهوية الفصل فيها. وفي هذا الباب لابدّ من التأكيد على أن أغلب شيوخ تحديد الهوية لدى الانفصاليين التحقوا بوطنهم المغرب، وهذا لوحده كفيل بإلقام الحجر لأفواه الانفصال. أما عودة أزيد من عشرة آلاف صحراوي من تندوف إلى أرض الوطن، فهو أكبر تقرير للمصير، لو كان هناك منطق في القانون الدولي! فكيف إذا عرفنا أن من بين العائدين قادة مؤسسون للجبهة من أمثال عمر الحضرمي وإبراهيم غالي، ومنهم شيوخ تحديد الهوية، وفيهم قادة عسكريون من أمثال الحبيب أيوب، الذي مثل البوليزاريو في المفاوضات غير الرسمية في قاعدة بن غرير،دون ان ننسى عودة آلاف اخرى الى قبائلها في موريتانيا