بيروت ـ «لقدس العربي»: في إطار التسوية الرئاسية أجرى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اتصالاً مطولاً برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للتداول في المبادرة التي أطلقها الحريري بترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية مقابل مجيء الحريري الى رئاسة الحكومة، ولم يبدّد هذا الاتصال الاختلاف بين الطرفين حيال ترشيح فرنجية رغم أن الاتصال ساده نقاش ايجابي وودي.
وفي ظل الحديث عن تعثر التسوية فإن الحريري بحسب معلومات «القدس العربي» مصرّ على إنعاشها وضمن هذا الاطار اندرج اتصاله بجعجع لثنيه عن عقد أي لقاء مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يمكن أن ينتهي إلى تبني جعجع خيار ترشيح خصمه اللدود كرد على تمسك الحريري بخيار ترشيح فرنجية. كما تندرج ضمن اطار إنعاش التسوية الزيارة التي قام بها الى بنشعي السبت مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري حيث التقيا للنائب فرنجية وتمّ تقويم نتائج اللقاءات والاتصالات التي أجراها الحريري على خط قوى 14 آذار وتلك التي أجراها فرنجية على خط 8 آذار ولاسيما مع الجنرال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في هذا الوقت، وبعد تغيّب ممثل القوات اللبنانية النائب جورج عدوان عن اجتماع قوى 14 آذار في بيت الوسط، فقد أوضح عدوان «أننا كقوات لبنانية لا نتأثّر بالضغط الخارجي تجاه اي استحقاق، لاننا الادرى بمصلحة بلدنا اكثر من اي دولة خارجية»، واشار الى «اننا حريصون على انهاء الفراغ الرئاسي، لكن اي رأي خارجي حول الاستحقاق واسماء المرشحّين فغير معنيين به».
ولفت الى «ان البديل عن طرح النائب فرنجية هو جلوس 8 و14 آذار معاً للتحدّث في كيفية انقاذ بلدنا من خلال مشروع انقاذي»، معلناً «اننا نمدّ يدنا من اجل البحث في تسوية من هذا النوع». وأشاد «بورقة اعلان النيّات التي فتحت الابواب امام علاقة صحّية بين القوات والتيار الوطني الحر.
ورداً على سؤال عن نيّة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جمع الاقطاب الموارنة الاربعة في بكركي الاسبوع المقبل، قال عدوان «نحن نجتمع للبحث في مشروع وليس بترشيحات اشخاص، وابلغنا البطريرك بوجهة نظرنا هذه، نحن مستعدون للبحث في مشروع تحت سقف القانون والدستور قبل البحث في اي شيء آخر».
تزامناً فإن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط سخر عبر «تويتر» من تلاقي بعض 8 و14 آذار على تعطيل التسوية الرئاسية وكتب «إذ تزداد الصورة المحلية والإقليمية وضوحاً كوضوح الشمس، سأسمح لنفسي بتعليق متواضع، إستناداً إلى إبن حنبل الذي قال: كلما ازددت علما،ً ازددت علماً بجهلي .محلياً تعطلت أو تأخرت التسوية، تسوية إنتخاب النائب سليمان فرنجية، رئيساً للجمهورية بفضل تلاقٍ عجيب غريب لقوى متناقضة شكلياً على الأقل. فمن جهة، صمت مريب لجبهة الممانعة التي لم تفسر لنا لماذا تعترض على انتخاب سليمان فرنجية وموقفه السياسي واضح في تأييده وانتمائه لها. ومن جهة ثانية، الجبهة السيادية بامتياز، عنيت القوات اللبنانية التي نكنّ لها كل الاحترام والتقدير، والتي تلاقت مع جبهة الممانعة في رفض الترشيح. وطبعاً معهم طليعة السياديين وفي مقدمهم إبن الأشرفية البار الزعيم ميشال فرعون على سبيل المثال لا الحصر.
الأمر يذكرني بجبهة الصمود والتصدي، أيام حافظ الأسد وصدام حسين ومعمر القذافي. إذاً هناك خلط إستراتيجي في الأوراق أعترف بجهلي المطلق حول حيثياته. رحمة الله على إبن حَنْبَل. ولا يمكنني إلا أن أحيي جبهة الممانعة وجبهة الصمود والتصدي الجديدة في تلاقيهما في هذه المواجهة. مواجهة ماذا؟ حتى الآن لست أدري!!».
أما منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد فكتب عبر «تويتر» أنه «كلما يمر الوقت تكبر حظوظ فرنجيةً الرئاسية لان المعترضين لم يشكلوا جبهةً موحدة ولأنهم لا يطرحون البديل للأسف».
سعد الياس