الناصرة ـ «القدس العربي»: هل تندرج عملية إسرائيل ضد خلية حزب الله في الجولان ضمن مسلسل عملياتها السرية المتواصلة ضد ناشطي التنظيم، أم أن توقيتها يشير لوجود اعتبارات سياسية انتخابية أيضا؟
رسميا تستخف المؤسسة الإسرائيلية بالربط بين الانتخابات والاغتيالات بل لا تؤكد ولا تعترف بعلاقتها بالاعتداء لكن الجنرال (احتياط) يوآف غلانت، الذي كان مرشحا لمنصب رئيس الاركان للجيش الإسرائيلي، والمرشح لانتخابات الكنيست في إطار حزب «كلنا» بقيادة موشيه كحلون الذي انشق عن حزب الليكود، ألمح لوجود علاقة كهذه.
وقال غلانت للقناة الاسرائيلية الثانية «إن هناك احتياجات أمنية جارية، وفي هذا المجال اعتقد انهم يعملون بمسؤولية وبجدية، ومع ذلك واعتمادا على عمليات سابقة هناك توقيت لا يمكن فصمه عن موضوع الانتخابات».
وللتدليل على قوله الخطير وغير المسبوق ذكّر غلانت باغتيال قائد الذراع العسكرية لحركة حماس احمد الجعبري قبيل انتخابات 2013. وأضاف: «كنت قائدا للمنطقة الجنوبية طوال خمس سنوات، وكان هناك الكثير من الأحداث والفرص التي كان يمكن استغلالها لتنفيذ الاغتيال، بل انني اوصيت بذلك». وتابع القول «جاء الاغتيال كبداية لعملية «عمود السحاب» عشية الانتخابات».
واوضح غلانت لموقع «واللا» الاخباري أن هناك احتياجات أمنية جارية لدولة اسرائيل، ومن جانب آخر تجري المعارك الانتخابية بشكل متواصل. وتابع «اعتقد أن الأمور ترتبط ببعضها».
في المقابل اعترفت عضو الكنيست ميري ريغف (الليكود) بمسؤولية إسرائيل عن عملية الجولان ضمن تهجمها على الجنرال غلانت، إذ قالت: «سمعت اتهامات يوآف غلانت بشأن العملية العسكرية المعقدة والهامة في سوريا، وهذا مخجل بالنسبة له. لقد خدم فترة طويلة في الجيش والآن يلمح إلى انه ليست هذه هي المرة الاولى التي تستغل فيها العملية العسكرية للدعاية السياسية. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني ان غلانت نفسه كان شريكا في إخفاق كهذا ولم يفعل شيئا».
وحسب رأيها فإنها لم تسمع طوال خدمتها في الجيش ولا حين كانت ناطقة بلسانه، عن هجوم تم بغير أهداف ومعايير عسكرية موضوعية تتعلق بأمن إسرائيل. وأضافت: «غلانت هو رجل جيش مخضرم ولكنه سياسي ناشيء واقترح عليه عدم نثر الكلمات بشكل غير مسؤول».
وفي الموضوع نفسه، قال نائب الوزير اوفير اوكونيس (الليكود) معقبا أن «هناك مرشحين يمكنهم قول كل شيء في محاولة للمس بالحكومة ورئيسها. سيكون من المفضل لموشيه كحلون ان يهدئ غلانت ويأمره بوقف الثرثرة المهووسة».
وقال رئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينت محذرا ان اتهام حكومة إسرائيل بعملية عسكرية نابعة عن معايير انتخابية هو أكثر الأمور انحطاطا في معركة الانتخابات الحالية. يمكن لإعداء الدولة استغلال تصريح غلانط كسلاح ضد الدولة».
في السياق ذاته اتهم مركز «مساواة» داخل أراضي 48 أوساطا في حزبي «يسرائيل بيتنا» و «الليكود» بأنها دفعت الشرطة للاعتداء على موكب جنازة الشاب المغدور سامي الجعار في مدينته رهط وقتل شاب آخر بهدف تسخين الأجواء لحصد مكاسب انتخابية بالشارع الإسرائيلي. يشار إلى أن كافة استطلاعات الرأي تشير لتدني شعبية هذين الحزبين الحاكمين.