جنرال إسرائيلي: الانقسامات الداخلية أخطر على إسرائيل من قنبلة إيران وصواريخ غزة

حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي»: في ظل الجدل الصاخب داخل إسرائيل حول حركة المهاجرين الشباب منها إلى دول الغرب جراء عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني يعتبر جنرال بارز في سلاح الجو (جيش الاحتياط) أن الانقسامات الداخلية أشد خطرا من قنبلة إيران النووية وصواريخ غزة. في حديث لملحق صحيفة « يديعوت أحرونوت « قال الجنرال الطيار رام شموئيلي(54) إن الإسرائيليين خبروا خلال الحرب على غزة مشاعر إيجابية جدا بسبب وحدتهم، بشكل كبير وغير مسبوق منذ حرب 67 لافتا أنه ينشط منذ سنوات من أجلها.
ويرى شموئيلي أن التهديدات الخارجية على إسرائيل هامشية وأن الخطر الحقيقي عليها يكمن بانقسام الإسرائيليين مشددا على أن « المناعة الوطنية « تكمن بلحمة الإسرائيليين أكثر مما في الطائرات والدبابات. ولهذا الغرض يبادر للسنة الثانية لمسيرة « نتلاحم بالطريق للقدس « بمشاركة شباب من منظمات شبيبة ومنظمات اجتماعية من كل الأوساط وذلك بهدف تعزيز اللحمة الداخلية على مبدأ المصير المشترك لكل من يقيم داخل إسرائيل. وهو يرى بفلسطينيي الداخل جزء من مسيرته وبذلك يتقاطع مع مسؤولين أمنيين كبار أمثال رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين الذي حذر من خطورة استمرار التوتر بين العرب واليهود في إسرائيل بالنسبة لأمنها واستقرارها. شموئيلي الذي خدم في سلاح الجو بجيش الاحتلال 36 عاما وشارك في قصف غزة بحرب « الرصاص المصبوب « انتقل خلال حرب « الجرف الصامد « لمستوطنة « ساعد « في المنطقة المحيطة في غزة بهدف مساندة من حملوا « المناعة الوطنية « على أكتافهم. ويقول إنه عمل وأولاده الأرعة وزوجته في مزارع المستوطنات الواقعة في « غلاف غزة « خلال الحرب الأخيرة مشاركا في حلب الأبقار وقطف الثمار رغم المخاطر الكبيرة.
ويوضح أن الإسرائيليين يتكونون من مجموعات كثيرة : علمانيين،متدينين،مستوطنين،مهاجرين روس،إثيوبيين،شرقيين وغربيين وعرب الخ منوها أن الإعلام يبرز المتطرفين فقط من كل مجموعة ويغيب المعتدلين وأن مدارس كل مجموعة خاصة بها و50 % من كل هؤلاء لا يلتقون بالجيش لأنهم لا يؤدون الخدمة العسكرية. ويتابع « الحل بالوحدة وهذه لا تعني انغماس المجموعات وتلاشي الفوارق بينها «. وعلى خلفية ذلك يقول شموئيل إنه بادر لتأسيس شبكة تجمع نحو مائتي منظمة اجتماعية بغية زيادة تعارف المجموعات وتواصلها ويضيف « من هنا أسعى لتحقيق تغيير هام لا يمكن إحرازه بالسياسة «.
يشار أن مؤتمر هرتزليا الأمني في 2013 شدد عدد من المسؤولين والمراقبين على خطورة مشاكل إسرائيل الداخلية وقالوا إنها لا تقل عن التهديدات الخارجية. على غرار باحثين ومسؤولين آخرين اعتبر هؤلاء أن إسرائيل محاطة اليوم بتهديدات كبيرة خاصة بعد الربيع العربي واحتمال تصاعد قوة المنظمات الجهادية لكنهم يعتبرون أن التهديدات الداخلية لا تقل أهمية وحساسية بالنسبة لمستقبلها.
واعتبر القائد العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دنينو في محاضرته خلال مؤتمر هرتزليا المذكور أن التحديات الداخلية لا تقل عن المخاطر الخارجية التي تهدّد إسرائيل وقال إن ثمة تهديدات داخلية تضعف المناعة الاجتماعية القومية لإسرائيل تجبي أثمانا باهظة اقتصاديا واجتماعيا.
ومتوافقا مع باحثين ومراقبين كثر وضع دنينو الفساد في أجهزة الدولة، الانشقاقات الاجتماعية الكبيرة،تفشي الجريمة العنف في مصف واحد مع التهديدات الخارجية التي تواجهها إسرائيل.
في سياق تعليل تحذيراته من التحديات الداخلية كشف دنينو أن هناك انخفاضا حادا في تجند أبناء الشبيبة للجيش وتطوعهم للمجتمع.ونوه لتفشي الإجرام المنظم وسهولة قتل الأشخاص والسموم والكحول التي تشكّل « خطرا قاسيا « على المجتمع وتابع «يولّد كل ذلك مشاعر بالتمييز والاغتراب تنعكس سلبا على نظرة الإسرائيليين لدولتهم».
سابقه في المنصب شلومو أهرونيشكي واصل التحذير من التحولات الخطيرة في إسرائيل ودعا لتحسين فوري في عملية تشريع القوانين وتطبيقها حتى تكون رادعة وتصون النظام.
منوها لانخفاض مستمر في ثقة الإسرائيليين بأجهزة تطبيق القانون وشدّد على حيوية الأمن الشخصي كمركّب هام في المناعة القومية. يشار أن مقياس المناعة القومية الذي عرض في المؤتمر يظهر أن نحو 45% من الإسرائيليين لا يثقون بأجهزة القضاء ومؤسسات الدولة.
ويرى التيار المركزي لدى الإسرائيليين بالحريديم عبئا ثقيلا على الاقتصاد لأن شبابهم ينشغلون بتعلم التوراة بدل العمل والتعليم الجامعي وهذا ما دفع إفرايم هليفي، رئيس أسبق للموساد للقول في مؤتمر هرتزليا إنهم أخطر من قنبلة إيران على إسرائيل.
هليفي المعارض للخيار العسكري ضد إيران اعتبر أن الخطر الوجودي الحقيقي على إسرائيل يكمن بالتطرف الديني لدى اليهود الحريديم الذين يعادون التقدم ويمعنون في اضطهاد المرأة وفي تحويل حياة الإسرائيليين لـ « ظلامية».
وبذلك أكمل هليفي تحذيرات رئيس الموساد السابق مئير دجان الذي رأى أن التهديد يأتي من القدس لا من طهران في إشارة للمشاكل الداخلية وعلى رأسها ضعف نظام الحكم الذي يتيح للأقلية التحكم بالأغلبية واستغلالها. في تصريحات لصحيفة معاريف(28.04.12) قال دجان إن إسرائيل ممزقة بين مجموعات لها إرادات متنافرة بعضها يسعى لتغيير طابعها وتقويضها. وتابع « هناك مجموعات ترغب بجعل إسرائيل دولة ثنائية القومية أو دولة كل مواطنيها وأخرى تريدها « مملكة يهودا» أو دولة شريعة «. وتساءل فكيف يمكن إدارة الدولة ومواجهة التحديات الخارجية بنجاعة طالما لا يمكن صناعة قرارات فيها؟

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول البطة العرجاء:

    هذه القنبلة ليست لكم انما للعرب والعثمانيين لان الفرس اصدقائكم .

إشترك في قائمتنا البريدية