عمان ـ «القدس العربي»:قد لا تعتبر ندرة عدد الأشخاص الذين زاروا الجنرال فيصل الشوبكي عندما خرج من الوظيفة العامة قبل أيام مؤشراً على مغادرة غير طبيعية للمألوف الاجتماعي والنخبوي الأردني فطوال أربعة أعوام كان الجنرال»يترفع» عن استقبال السياسيين واللاعبين المحليين الذين يضطرون لمقابلته او يرغبون بالتحدث إليه.
ما يسجله ساسة مخضرمون هو ان الجنرال الذي غادر للتو موقعه كمدير لأهم الأجهزة الأمنية درج على تجاهل النخب السياسية الكبيرة وامتنع عن التعاون معها رغم حضوره الفعلي والواقعي كلاعب سياسي ورجل حكم في معادلة الإدارة.
نتج عن الأمر كثرة الشكوى وعدم وجود أصدقاء للرجل يصفقون له عند رحيله من موقعه حيث أبلغ ثلاثة زوار للجنرال بعد تقاعده في منزله «القدس العربي» بأن كلاً منهم شاهد زائراً آخر فقط في بيت ضيافة الجنرال الشوبكي في مظهر قد لا يؤشر إلى استقرار الوفاء السياسي في النخبة الأردنية.
في العادة يزور الأردنيون من الساسة والقبيلة والجهة منزل المسؤول الرفيع ويحتشدون حوله عندما يتقاعد او يغادر الوظيفة لشكره على الخدمة أو لإعلان التقدير.
جنرالان بارزان غادرا الموقع مؤخراً بدون استقبال مهنئين بالسلامة على الطريقة الاجتماعية وفي بعض التفاصيل بدون وجود من يقدم القهوة للضيوف هما مشعل الزبن رئيس الأركان الأسبق وفيصل الشوبكي مدير المخابرات الأسبق.
طبعًا تؤثر طبيعة الموقع على حيوية زيارات لها دلالات سياسية من هذا النوع. لكن الإشارة قد تكون أوضح للمبالغة أو التعسف في استخدام السلطة كسبب مرجح لغياب التضامن الاجتماعي فالطبقة السياسية بالعادة تتضامن مع بعضها في بلد كالأردن يفقد فيه الشخص كل سحر نفوذه تماماً عندما يغادر الوظيفة التي لا تقدمه إلا نادراً كرمز في «الخدمة العامة» على حد تعبير البرلماني السابق ميشال حجازين الذي يلاحظ امام «القدس العربي» بأن منطوق «خدمة الوطن» يغيب عند كثيرين عندما يحكمون بإسم الدولة.
قد لا يقتصر الأمر على هذه المحطة لكن خلو مقرات ضيافة فارهة تعود ملكيتها لمسؤولين سابقين او تقاعدوا للتو حتى من أقاربهم قد يدلل على «عدم شعبية» أصحاب المناصب وعلى خلل في الانتقاء والاختيار يعكس ما يقر به الجميع من أزمة الأدوات في الحكم وطبقاته.
لا يمكن الاسترسال في مثل هذا التحليل عندما يتعلق الأمر بمن غادر موقعاً رفيعاً في المجالين العسكري والأمني لكن ما حصل في حالتي الشوبكي والزبن يبدو علامة فارقة بالمدلول الإجتماعي والنخبوي.
التبديل والتغيير سنة الحياة، هذا ما يقوله واحد من أبرز مدراء الأمن في الماضي الجنرال سميح البطيخي لزواره بعدما اعتزل الأضواء تماماً وانشغل في تنسيق زهور حديقته وعائلته بدون استعراضات.
لكن الإطاحة المباغتة بالجنرال القوي الشوبكي بقيت لليوم الخامس على التوالي لغزاً في الأردن يبحث عن أجوبة على اسئلة معلقة لأن أحداث الخلل الأمني التي يشار لها عندما حصلت لم تؤد لتبديلات في المواقع الأمنية بالتزامن ولأن الشوبكي الذي كان سفيراً لدى المغرب غادر موقعه في اليوم التالي تماماً لقمة البحر الميت.
شخصية سياسية رفيعة المستوى تؤكد لـ «القدس العربي» مباشرة بان مغادرة الشوبكي لا ترتبط فقط بملاحظات تقييم لها علاقة بأداء المربع الأمني فقط والسعي الملكي لتنشيط التنسيق داخل المنظومة الأمنية بقدر ما ترتبط بان الرجل استنفد «وقته وحظه» في العمل بالعزف المنفرد وتجاهل كل عناصر وأرقام ولاعبي الطبقة السياسية.
يتردد ان الشوبكي امتنع على مدار ثلاث سنوات عن التجاوب مع طلبات سياسيين كبار ورجال حكم ونظام سابقين وحاليين من مقابلته وبحث بعض القضايا معه، الأمر الذي يبرر خلو مقره بعد التقاعد من الزوار وعدم وجود أصدقاء حقيقيين له في المؤسسات الشريكة حيث زاره وزيران سابقان فقط وعدد صغير من رجال الأعمال وبرلماني واحد ومسؤول بارز في القصر الملكي بحكم وظيفته وبدا مقره خالياً من الجمهور كما تقتضي العادات الاجتماعية وهو ما عاناه الزبن قبله.
ما أثار الجدل بعنوان «العقدة المغربية» في القمة العربية الأخيرة قد لا يشكل غطاء مقنعاً لتفسير او قراءة أسباب مغادرة الجنرال الشوبكي حيث ان الرواية التي تتحدث عن إخفاقه في مسألة ترتيب زيارة الملك محمد السادس خلال القمة قفزت إلى السطح بسبب عدم وجود «رواية مقنعة» أصلاً تبدد التكهنات.
الملك محمد السادس كان سيحضر القمة وأرجأ زيارته في الساعات الأخيرة بصورة تدلل على حصول «طارئ ما» ولا صحة للأنباء عن سحب السفير الأردني علي الكايد الذي استدعي منذ أكثر من شهر وشارك في بروتوكول قمة البحر الميت ويستعد لتولي مهام جديدة في السعودية.
ملك المغرب ايضاً سيزور الأردن لاحقا وهذا هو النبأ المستجد في المشهد والسفير الكايد كان قد استدعي أصلاً قبل القمة وبعيدا عنها وانهى فترته في الرباط وكل الوساط تؤكد عدم وجود «أعطال» في العلاقة بين المملكتين.
هذه البانوراما المعلوماتية تظهر أن إقصاء الشوبكي المفاجئ له علاقة بتغييرات هيكلية في المؤسسة الأمنية وليس بمجريات القمة لكن التوقيت كان فيما يبدو حاسمًا في بث تكهنات في الرباط وعمان للربط بين الأحداث خصوصاً وان الشوبكي كان سفيراً في المغرب قبل توليه إدارة جهاز المخابرات. والمخابرات الأردنية مؤسسة كبيرة ومتجذرة وعميقة ولا تتأثر بالتكهن السياسي وتغيير مديرها مسألة عادية قد تحصل وحصلت لأي سبب.
الأهم وبعيداً عن الجانب «المغربي» غير الدقيق في العملية أن الطبقة السياسية «عاقبت» الشوبكي عملياً ولم تزره لأسباب تتعلق بتجاهله سابقاً لإحتياجاتها. وذلك لا يؤسس بكل حال للإجابة على تساؤلات مركزية بعنوان التعاطي مجددا مع ازمة الأدوات والإستعداد فعليا لخارطة نخب جديدة تتولى الإدارة في المرحلة اللاحقة.
هل سيكون هناك قرع للطبول قريباً بالأردن ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
تغيير المسؤول الكبير ( قطاع عام او خاص ) يتم عادة لان الاهداف لم تتحقق على يديه .
عندما يعين مسؤول جديد لانجاز مهام محدده يقوم باعداد خطه واهداف لها تاريخ زمني للتحقق ويفوم بابلاغ
المسؤولين عنه بالخطه ويتم متابعتها وتصحيح المسار ان حاد عن الخطه المرسومه .
للاسف في الاردن تتغير الوجوه وتبقى الامور كما هي .
لتحقيق النجاح يتوجب على جميع المسؤولين اعداد خطه محكمه لدوائرهم ومتابعتها للتأكد من نجاحها
وبعكس ذلك ستتغير الوجوه ويبقى الوضوع يتحرك من سيء الى اسوأ
*للأسف ؛ المسألة مرتبطة ب(المصالح)؟؟؟!
كل يبحث عن مصالحه وليلاه.
*وعلى رأي المثل الشعبي;-
(عندما تسقط البقرة تكثر سكاكينها).
*نحن نعيش في عالم فاسد منافق
بلا أخلاق أو قيم .
حسبنا الله ونعم الوكيل.
حمى الله الأردن الغالي من الأشرار
والفاسدين.
سلام
عندما يخرج اي انسان من وظيفته وخاصه اذا كانت عامه ومؤثره فان الجميع ينفضون من حوله وهذا التقليد ليس اردني بل عالمي وبكل مكان بالدنيا فالناس مع الواقف وحسب المصلحه واذكر انه اثناء خدمتى في الملكيه عندما كان مديرها السيد على غندور كان هناك العديد ممن يرافقونه للمطار لينجزون معاملاته ويودعونه ويستقبلونه ويوفرون له كل سبل الراحه ولكن في اليوم التالي لاستقالته شاهدته وحيدا في المطار وليس برفقته اي متزلف والعبد لله الفقير وهو انا كنت اتلقى يوميا العديد من الكالمات الهاتفيه تبدا بالسؤال عن الصحه والعائله ثم ياتي بعدها الطلب للمساعدة وتمشية الامور عند السفر ولدى تقاعدي انقطعت جميعها ولم يعد احد يسال بي ولذا لا نعجب اذا انفض الجميع عن الجنرال فيصل الشوبكي ثاني يوم تقاعده .