جهود واتصالات لتجميد بناء جدار عازل حول مخيم عين الحلوة في لبنان

حجم الخط
2

بيروت – «القدس العربي»: رغم التفسيرات حول الجدار الإسمنتي المرتقب تشييده في الجهة الجنوبية الغربية لمخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، لكن الحملات ضده تحت عنوان «جدار العار» أو «جدار العزل» أو «جدار الفصل العنصري»، يبدو أنها ستنجح في تجميد أو وقف بناء هذا الجدار.
وفي هذا السياق، عقد أمس الخميس، اجتماع بين القوى الفلسطينية، ورئيس فرع استخبارات الجنوب، العميد خضر حمود، كما عقد اجتماع ثان في السفارة الفلسطينية بحضور ممثلين عن الفصائل واستخبارات الجيش لمناقشة الأوضاع الأمنية في المخيم.
ولم يقتصر موضوع رفض الجدار على أهالي المخيم، قيادات لبنانية صيداوية رفعت الصوت أيضاً، إذ اعتبر رئيس الحكومة السابق والنائب الحالي، فؤاد السنيورة، والنائبة بهية الحريري، في بيان مشترك أن «الجدار الذي يجري تشييده للفصل بين مخيم عين الحلوة ومحيطه، مستنكر ومرفوض من قبلهما ومن قبل جميع أهالي مدينة صيدا، لأنه يتسبّب بحال من التشنج والاحتقان نعتقد أن لبنان بغنى عنها، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة».
واشارا إلى أن «هناك خطوات عديدة يمكن القيام بها للمحافظة على الأمن والانضباط والتفاهم وتعزيز الاستقرار في محيط المخيم ومعه»، معتبرين أن «العلاقات بين المخيم ومحيطه ليست علاقات عدائية، وبالتالي يجب أن ينصب الجهد من الجميع للحفاظ على الأمن والاستقرار دون بناء جدار يفصل بين المخيم ومحيطه بما يوحي الانطباع وكأن الاخوة الفلسطينيين هم أعداء للبنان واللبنانيين».
وأجرت النائبة الحريري اتصالات بكل من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري، وأثارت معهم قضية الجدار العازل حول عين الحلوة.
كذلك، عبّر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، أسامة سعد عن الرفض التام لمشروع بناء جدار حول مخيم عين الحلوة، ودعا «السلطات اللبنانية إلى وقف العمل في هذا المشروع بالنظر إلى أضراره البالغة ونتائجه السلبية الخطيرة «، متسائلاً «عن هوية الجهات التي تقف وراء قرار بناء الجدار محلياً ولبنانياً وخارجياً «. واستهجن سعد، «اتخاذ مثل هذا القرار الخطير من دون التشاور مع القوى والفعاليات الوطنية في صيدا».
في موازاة ذلك، عقدت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا اجتماعاً استثنائياً في مركز «النور» داخل مخيم عين الحلوة برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني، اللواء صبحي أبو عرب، شاركت فيه القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، حيث تداول المجتمعون المستجدات في ضوء بناء جدار حول المخيم.
وأكد بيان صادر عن الاجتماع «الرفض المطلق لهذا الجدار الذي يسيء إلى العلاقات التاريخية، وإلى مسيرة النضال المشتركة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، وأن الفلسطينيين في لبنان ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه جيش وطني داعم لقضية فلسطين وللشعب الفلسطيني». وطالب «الدولة اللبنانية بالوقف الفوري لهذا الجدار وعدم النظرة الأمنية للوجود الفلسطيني في لبنان، إنما التعاطي من منطلق أننا أصحاب قضية وحقوق لا بد من العمل على إقرارها».
وزار وفد «رابطة علماء فلسطين» برئاسة الشيخ بسام كايد، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ، وقال كايد بعد اللقاء «طرحنا الهم الذي نعيشه اليوم في عين الحلوة، هذا الجدار العازل الذي يبنى حول المخيم، لا ادري ماذا يسمى، ثم عرجنا بطريقنا على نهر البارد الذي لم تنته ملفاته حتى الان، أوقف الاعمار، أوقفت التعويضات، ويعيشون في بؤس شديد، هل يعاد نفس الملف مع عين الحلوة؟ هل تتكرر التجربة؟».
وأضاف: «لا ندري ما الذي يحصل، وهموم المخيمات كثيرة، مخيمات لا تصلح لعيش الآدمي، جعلنا منها بفضل الله تعالى منارات علم، أيضيق علينا اكثر واكثر زيادة عن حقوقنا المدنية التي نطالب ان نعيش في هذا البلد الكريم الطيب، أن نعيش كآدميين، ان نعامل كبشر، نعامل كبشر، والله لسنا كائنات غريبة، ولسنا كائنات مخيفة، نحن بشر، ساهمنا في رفع مستوى هذا البلد من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وتابع: «لن نكون إلا عامل امن وامان في هذا البلد. أيضاً موضوع الاخوة الفلسطينيين القادمين من سورية، الوضع الفلسطيني وضعناه بين يدي سماحة المفتي الذي يمثل المرجعية الكبرى لشعب فلسطين، ونطالب كل المرجعيات والقيادات السياسية والمدنية بان يعملوا على وقف هذا الجدار الذي يكتم انفاس مخيم عين الحلوة وأهلها».
وكان ممثل حركة «حماس» في لبنان، علي بركة أجرى اتصالات بالقيادات الصيداوية، موجّهاً لها «الشكر والتقدير على موقفها الرافض لبناء جدار عازل بين مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا».

جهود واتصالات لتجميد بناء جدار عازل حول مخيم عين الحلوة في لبنان
تصاعد حملات الرفض وقيادات لبنانية صيداوية استنكرت الخطوة
سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الاردن:

    *كان الله في عون الشعب الفلسطيني
    الصامد الأبي.
    * قاتل الله كل من ظلم وشدد الخناق
    والعزلة على هذا الشعب الصابر المظلوم.
    سلام

  2. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    اذا من يريد الجدار ؟ ما دام الكل يرفضه.
    عار على كل العرب ما يحصل. ولكن الجرح السوري واليمني والعراقي والليبي اصبح اكثر انكشافا واكثر قبحا وعارا على كل العرب.
    يوم خذلت فلسطين وخذلت العراق وسوريا وليبيا مات العرب.
    شكرا الله سعيكم

إشترك في قائمتنا البريدية