خبراء عسكريون يتوقعون المواقع المرتقبة استهدافها في سوريا

حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي» : أخلى النظام السوري العديد من مواقع قواته العسكرية وقواعده الجوية الاستراتجية في سوريا، فيما رجحت مصادر الـ»القدس العربي» أن يكون عدد من الطائرات الحديثة ميغ 29 وسوخوي 35 قد نقل إلى قاعدة حميميم الروسية ومناطق أخرى أكثر أمناً.
إضافة إلى ذلك، رفعت قوات النظام السوري جاهزيتها، ونشرت عناصر في مناطق مختلفة، توازياً مع إجراءات مماثلة اتخذتها ميليشيات «حزب الله» اللبناني، والقوات الإيرانية التي أخلت مواقعها.
ورأى محللون سوريون وخبراء، أن التهديد الأمريكي المتصاعد، فسح المجال أمام النظام السوري وإيران لتضليل أماكن السلاح المتطور والطائرات.
الخبير في سلاح الجو السوري، الطيار مروان الحبوش أوضح لـ»القدس العربي» أن «من أهم الأعمال القتالية، هي التي تحقق أهدافها مع المحافظة على عنصر المفاجأة، أما في الوضع الراهن فقد غاب هذا العنصر، لكن ذلك لا يعني عدم القدرة على تحقيق الهدف في حال كانت الضربة مستمرة وشاملة، مما يؤدي إلى ملاحقة الأهداف العسكرية أينما اختفت».
ويستدرك المصدر «في حال كانت الضربة سريعة بقدرات معينة، فإن ذلك يعني إرادة واشنطن بتجنيب النظام السوري المزيد من الخسائر، كما حدث في مطار الشعيرات».
حبوش، بيّن أن «الاهداف المحتملة، والتي يمكن أن يستهدفها التحالف الغربي بقيادة واشنطن، تبدأ بحسب أهميتها الكبرى في سوريا، بدءاً من مراكز الدفاع الجوي المنتشرة على كامل الأراضي السورية».
وأهم هذه المراكز، وفق المصدر «خمسة، متواجدة في دمشق وما حولها، بدءاً من كتيبة الدفاع الجوي في المنطقة الممتدة ما بين العاصمة دمشق ومحافظة درعا في منطقي جباب والمسمية جنوبي سوريا، وصولاً إلى جبل المانع قرب مدينة الكسوة في ريف دمشق الغربي، وكتيبة دفاع جوي في خربة الشياب على طريق دمشق السويداء، ومقرات القيادة والسيطرة الموجودة على جبال المعضمية، والدفاعات الجوية المنتشرة على جبل قاسيون الذي يشرف على كامل العاصمة دمشق، والدفاعات المتواجدة في جبال دمر، إضافة إلى مقر القيادة الموحدة وسط العاصمة دمشق قرب الميرديان، وهي من أهم الاهداف».
القواعد الجوية، أي المطارات يوجد، حسب الخبير العسكري «سبعة ذات أهمية بالغة، حيث يعتبر مطار التيفور العسكري القاعدة رقم واحد في سوريا، هناك يتواجد أحدث انواع الطائرات بالنسبة للنظام السوري، السوخوي 22 والسوخوي 24 وميغ 25 . ويعتبر المطار مقر قيادة وتمركز للطائرات المسيرة التابعة للحرس الثوري الإيراني».
الهدف من ضرب هذا المطار «تقليم اظافر إيران كونه يقع على خط امدادها، وتتواجد فيه مصانع أسلحة ومخازن للطائرات من دون طيار، ومقار الحرس الثوري الإيراني، ويقع على خارطة مشروع الاتوستراد الذي باشرت فيه ايران، لربط طهران مع دمشق عبر طريق يجتاز كامل الأراضي العراقية، والأراضي السورية وصولا الى لبنان» ، وفق المصدر الذي بيّن أن «مطار الشعيرات من القواعد الجوية الهامة جداً لتوسطه الاراضي السورية، واحتوائه على القاذفات السورية من طراز سوخوي 22 وطائرات الميغ 23».
وأشار الخبير في سلاح الجو السوري، إلى «مطارات الضمير والسين وحماة، حيث تضم قوى جوية، لا تزال فاعلة ورئيسية بالنسبة للنظام، وتشمل كذلك كافة صنوف الطيران الميغ 23 والميغ 21 والسوخوي، وتعتبر مواقع تمركز للحوامات القتالية ومنها يتم تحميل البراميل المتفجرة».
وأيضاً، يعدّ مطار دمشق الدولي من القواعد الهامة انطلاقاً من موقعه الاستراتيجي بالنسبة للحرس الثوري الإيراني، حيث يضم مستودعات أسلحة، ومركزاً للتواجد العسكري والأمني الإيراني والسوري.
وكذلك لا يغيب عن بنك الأهداف وفق الحبوش، مطار المزة العسكري الذي «يعتبر القاعدة الأساسية للمخابرات الجوية الروسية، ومركزاً أساسياً لتواجد حزب الله اللبناني والحرس الثوري وفيه أيضا أسلحة إيرانية وسورية».
وعن المطارات الأقل أهمية، ذكر المصدر «خلخلة والثعلة في السويداء والديماس في ريف دمشق».
ومن المرجح أن يلي الدفعات الجوية والمطارات، استهداف مراكز اطلاق الصواريخ من نوع أرض – أرض، وأهمها اللواء 155 في القطيفة، في منطقة القلمون، فضلاً عن مواقع أخرى مثل تلة اليابوسية، وجبال المعضمية في ريف دمشق الغربي.

البحوث العلمية

مصدر مقرب من النظام السوري، توقع أن يكون مركز البحوث العلمية على رأس الأهداف الأمريكية الغربية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ»القدس العربي»، إلى أن «قيادة البحوث العلمية في دمشق، تعرضت لغارات إسرائيلية عدة مرات في السنوات السابقة، وبأنها ستكون ضمن الأهداف الاستراتيجية للضربة المرتقبة».
وأضاف: «مركز البحوث العلمية في دمشق، له أهمية كبيرة بالنسبة للنظام السوري، حيث يتم فيه تطوير كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة المستوردة من روسيا، ويحتوي المركز المحصن بشكل كبير على مصانع للأشعة الليزرية وأخرى لتطوير الحشوات والصواريخ، مما سيجعل المركز ضمن أعلى قائمة الأهداف، إذ إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتوقع بأن المركز يحتوي على مصانع مخصصة لإنتاج المواد الكيميائية والجرثومية».

مواجهات

وعن احتمال ردات فعل روسية ووقوع مواجهات عسكرية ما بين أمريكا وروسيا، استبعد الخبير العسكري محمد العطار «وقوع مواجهات حقيقة، إلا إذا تم تسديد ضربات إلى وحدات روسية ومواقع روسية بشكل مباشر، الأمر الذي سيجعل الروس في موقع الرد»، مشيراً إلى أن ذلك مستبعد بـ»حكم واقع التهديدات التي وجّه فيها ترامب إخطاراً إلى روسيا لكي تتخذ إجراء النأي بالنفس، لأن في حال فتح المجال أمام المواجهة الروسية – الأمريكية المفتوحة فلا يمكن تحديد سقفها ومعرفة نهايتها».
وقال لـ»القدس العربي»، الضربة «ستكون بمثابة رسالة إلى ايران والنظام السوري، كما إنها لا يجب أن تكون خطيرة وكبيرة كفاية كي تقلق الجانب الروسي وتجبره على رد الضربات، وغالباً ما ستوجه الضربة إلى مقرات رئاسية سورية أو قواعد لوجستية استراتيجية أو مراكز قيادة وسيطرة أو مراكز الاستشعار عن بعد في سوريا، وهذا ما سوف يخفف من وطأة الصدام الروسي – الأمريكي، أو إلزامية المواجهة المباشرة».
وتوقع أن «تستهدف واشنطن المقار العسكرية التي تخفف من القدرة القتالية لقوات وتحد من خلالها من نفوذ إيران».
تحجيم إيران
الناشط السياسي السوري درويش خليفة، قال إن «على ما يبدو هنالك أتفاق ضمني بين الروس والأمريكان وحتى اسرائيل بفلترة دور إيران خارج حدودها، وهذا ما كان واضحا من خلال الضربة الاسرائيلية على مطار التيفور والذي يعتبر قاعدة عسكرية للحرس الثوري الايراني وحلفائه».
وأردف، «الأمريكان والغرب يحاولون التريث في توجيه الضربة العسكرية بهدف تحقيق تنازلات من روسيا في عدة ملفات في سوريا وخارجها».
وحول توقيت ومصدر الهجوم الكيميائي على مدينة دوما، قال «قد تكون ايران أرادت من خلال قصف دوما بالسلاح الكيميائي خلط الاوراق في سوريا، ولكنها لم تحسب عواقبها والتي يمتلك مفاتيح الرد ومعاقبتها الرئيس الامريكي دونالد ترامب».

خبراء عسكريون يتوقعون المواقع المرتقبة استهدافها في سوريا
قواعد جوية ومنصات صواريخ
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد نور الدين الزنكي:

    مسرحية،،،،اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من كيدهم ومكرهم سالمين برحمتك ياأرحم الراحمين…

  2. يقول الكروي داود:

    سيضربون القصر الجمهوري أيضاً ! ولهذا طلبوا من الروس أن يبعدوا الأسد !! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية