الناصرة ـ « القدس العربي»: يعتبر خبير إعلامي إسرائيلي أن حركة «داعش» تتقن اللعبة الإعلامية وبواسطتها تواصل تحولها من تنظيم إرهابي مجهول للعبة اسم معروف يجري تداول تهديداته الدولية للحضارة الغربية، خلال عدة أسابيع فقط.
ويقول الخبير في الإعلام غاي كلانر انه باستثناء كون داعش تنظيما ارهابيا لا يعرف الحدود، فإن الحديث هنا عن اعلاميين مهرة، اجادوا خلق تأثير كبير بتكلفة مادية قليلة. واوضح في مقال نشرته « يسرائيل هيوم « أمس، ان النجاح في ترسيخ العلامة التجارية لرعب داعش، تتضمن عدة عناصر رئيسية: كافة الأعمال الإرهابية يجري تنفيذها حسب رمز إعلامي منتظم، لغة إعلانية مميزة تضمن تحديد وتكريس وابراز التنظيم في وسائل الاعلام من خلال عرض مشاهد مرعبة وملونة متشابهة ومتكررة بنفس الطريقة. وبرأيه تمعن داعش تفكيرها بكل تفصيل وتفصيل، وتحرص على اخراج المشاهد، من خلال التركيز على بساطة كل المركبات داخل «المشهد الارهابي». ويتابع « على سبيل المثال، في مشهد « قطع الرؤوس»، يجري استخدام اللون الأسود، الذي يمثل في الاسلام المؤمن الشمولي، امام البرتقالي الذي يمثل الأسير/ الكافر الذي يستحق الموت». كما يوضح أيضا أن اختيار منفذ القتل لا يتم صدفة، حيث يتم اختيار «قاطع رؤوس» غربي، يتحدث الانكليزية بطلاقة، كي يوضح للمشاهد في البيت أن الارهاب قريب منه، بل قد يكون «جاره في البيت المقابل».
ويستذكر كلانر وهو مختص بارز في التسويق والعلاقات العامة، ان داعش قامت مؤخرا، بنشر شريط مصور ينطوي على تهديد ارهابي للغرب بأسلوب «هوليوودي»، اطلقت عليه اسم «لهيب الحرب»، ويعرض بطريقة سينمائية، مشيرا إلى أن داعش لا تستخدم المقاطع المصورة بكاميرات بسيطة داخل مغارة، وانما تنتج افلامها بشكل مهني، وتضمنها المؤثرات التي تعكس فهمها لما يبحث عنه المشاهد الغربي.
والأمر الذي لا يقل أهمية بنظره، هو استخدامها الحكيم للاعلام الجديد مقارنة مع الماضي يوم كانت التنظيمات الارهابية تنقل رسائلها الى شبكات البث المؤسساتية التي استغلتها لنشر الرعب. اما اليوم، فبمساعدة الشبكة الاعلامية الجديدة، تصل داعش الى جمهورها، دون أي رقابة او تعلق بطرف ثالث، وتحقق كميات كبيرة من نسب المشاهدة، تفوق أي شريط لأي نجم حضاري غربي.
كما يرى أن داعش تستخدم الفتيات المسلمات الغربيات الملتحقات بها خدعة إعلامية تسويقية خطيرة لزيادة جاذبيتها وقدرتها على تجنيد المزيد من الشباب المتطوعين.
ليس هذا فحسب فهو يشير أيضا لمركب آخر في «العبقرية الاعلامية « لتنظيم داعش، والمتمثل بالتوقيت، منوها إلى أن النشرات الاخبارية ورجال السياسة في الغرب يحتاجون دوما الى العدو التالي، كي يلتف حولهم الجمهور، ويرفعوا نسبة المشاهدة. ويتابع «منذ رحيل أسامة بن لادنزعيم تنظيم القاعدة تولدت حاجة اعلامية الى ملء الفراغ.
ولم تنجح المحاولات التي بذلتها وسائل الاعلام لادخال ايران او سوريا او حركة حماس الى هذا الفراغ، ولذلك تولدت الفرصة امام تنظيم غير معروف، ليقفز الى مقدمة كل النشرات الاخبارية».
ويرجح أن تبقى العلامة التجارية لـ «داعش» مسيطرة على عناوين الأخبار طالما اجادت الحفاظ على نسبة المشاهدة في اطار اللغة الاعلامية، الى جانب انتاج وتطوير قصص الرعب.
وديع عواودة