أيها الشعب الهمام
المسفوحة دماؤه فوق بلاط الجلّادين،
أيها المهرّب مثل وديعةٍ
فوق مراكب التّجار والحشّاشين
يا شهيدَ البرّ والبحر
هل تقبل بالدّية وتسامح؟
أيها السادر في حزنه
مثل عاشقٍ مخذول،
أيها الموزّع مثل شطيرة خبزٍ
بين قروض المصارف والمرابين
والمبعثر مثل رأس دميةٍ
فوق أسرّة المشافي وعلى شفير الخرائب،
أيها المفرد مثل فزّاعة
والجمع مثل كورال
أيها النائم مثل عجينة
على غفلةٍ ونصف،
والصامت مثل باب مقبرة
على مدار الفصول،
أيها المدوّخ بأشعار المدّاحين
والمنزلق مثل صابونةٍ
أمام وعود الكذّابين،
هل ترضى أن تأكل ليوم واحدٍ
وتجوع عاماً بعد عام؟
هل تشعر بوخزٍ في الخاصرة
وحسكة سمكة في الحلق مثلاً؟
بمسامير في المعدة
وبرودةٍ في القلب؟
ولما تصلح هذه الأيادي وهذه الأظافر؟
يا عابر المتاهة بين هذا يمين وذاك يسار
هذا ملتحٍ وذاك حليق
هذه محجبّة وتلك سافرة
هؤلاء أمازيغ وأولئك عرب
هذا فحلٌ وذاك مثليٌّ،
ما هذا الهراء
يا شعباً من المحيط إلى الخليج
ومن البحر إلى الصحراء؟
أجبني أيها الشعب الصامت
قبل أن أغلق القصيدة وأنام
٭ شاعر مغربي
حسن بولهويشات