بغداد ـ «القدس العربي» ـ أشار خطباء الجمعة في المدن العراقية إلى العديد من القضايا العاجلة في هذه الأيام، منها طلب تقديم المساعدات إلى النازحين خلال رمضان، ودعوة الطلبة للتدريب العسكري، وتوجيه رسائل إلى مؤتمر باريس.
فقد أكد خطيب جامع الإمام الأعظم في يوم الجمعة على دعوة المسلمين إلى تقديم الدعم والعون إلى النازحين من المحافظات المنكوبة، عبر إطلاق «مشروع إفطار النازح» بأن تقدم كل عائلة مسلمة المساعدة الممكنة لعائلة نازحة، حيث سيخفف ذلك من أزمة النازحين، منوها إلى وجود صناديق لجمع التبرعات للنازحين في المسجد والمساجد الأخرى.
وأشار خطيب جمعة جامع أبو حنيفة في بغداد عبد الستار عبد الجبار إلى تصريحات قائمقام مدينة حديثة في الأنبار بأن المدينة ليست محاصرة من الإرهاب بل من الجيش العراقي، موضحا أن التصريحات ذكرت أن هناك طريقا تحت سيطرة الجيش عبر النخيب يمكن استخدامه لنقل المواد الغذائية إلى حديثة ومدن أخرى محاصرة في الأنبار، ولكن الجيش يمنع ذلك، حسب قوله. وقد طلب الدكتور عبد الستار من الحكومة العراقية بيان موقفها من هذه التصريحات. ودعا عبد الستار إلى الوحدة بين السنة والشيعة لبناء المجتمع الإسلامي بعيدا عن القتل والإحراق، في إشارة إلى اتهامات لبعض عناصر الحشد الشعبي بحرق أحد أبناء الأنبار، داعيا إلى إطلاق الأسرى والمعتقلين وإرجاع النازحين إلى ديارهم سريعا.
وفي كربلاء، قال وكيل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت الجمعة في الصحن الحسيني المقدس «على الجهات الأمنية رصد تحركات العدو والتعامل بمزيد من اليقظة والحذر والدقة والمهنية».
واضاف «على طلبة المرحلتين الإعدادية المتوسطة والكليات والمعاهد الاستعداد للمسؤولية الكبرى واستثمار العطلة الصيفية بالتدريب العسكري في إطار التعبئة لمواجهة التحديات وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي».
واكد السيد الصافي «ضرورة تطويق أي ازمة عشائرية»،مشيرا إلى ان «الفصلية» امر مستنكر أخلاقا وشرعا ولا يجوز ان تجبر المرأة على الزواج ممن لا تريد».
وقال الشيخ عادل الساعدي خلال خطبة الجمعة في جامع الرحمن التابع لحزب الفضيلة الإسلامي، في بغداد، إن «الحلول والمعالجات لمواجهة الإرهاب ليست بالمستوى المطلوب بل ما زالت أقل بكثير من قدرات هذه التنظيمات، فمنذ عام قد بلغ الوافدون للعراق وسوريا ما يفوق المائة ألف إرهابي تقاطروا من كافة أصقاع العالم وبدأ العالم اليوم يقتنع بخطر هذه الجماعات التي ستهلك الحرث والنسل، ومن المؤكد أن العالم يحتاج اليوم إلى خطوات عملية أكثر وأسرع وأكثر جدية في محاربتهم «.
وبخصوص مؤتمر باريس، اوضح «نحن نثمن مؤتمر باريس الذي عقد لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا، غير أننا نأمل أن تكون هذه المؤتمرات بواقعية عالية تتناسب والأحداث التي يشهدها العالم عامة وهذه المنطقة بصورة خاصة».
وبعث الساعدي خمس رسائل للقائمين على مؤتمر باريس «اولاً أن يكون المؤتمر جاداً في محاربة التطرف ومنع تصدير الإرهاب من أي بلدٍ ولأي بلد، وثانياً أن يسعى إلى تسليح الجيش العراقي بسلاحٍ يتناسب مع شراسة المعارك وأن يعمل على على بناء القدرات العسكرية لهذا الجيش لأنه يقاتل بالنيابة عنهم وليس من العدل والإنصاف تركهم يقاتلون بسلاح ضعيف جدا «.
واضاف الساعدي ان «رسالتنا الثالثة أن تحارب أو تمنع أو تدين على الأقل الدول الداعمة للإرهاب ومحاربتها سياسيا بما يضمن امتناع هذه الدول من اللعب بالنار «.
وتابع «أما رسالتنا الرابعة، على الدول ان لا تحشر نفسها في مثل هذه المؤتمرات في شؤون سياسية خاصة في بلد ما وعليها أن تترك الداخل لأهله.
والرسالة الخامسة التي بعثها الساعدي أن «تتعامل الدول مع الإرهاب بميزان واحد وأن لا تكيل بمكيالين، فبعض الدول ما يحصل عندها تصفه بالإرهاب وتوجب محاربته وتطلب من الدول جميعا مساعدتها في حربها عليه، في الوقت الذي تدعم الإرهاب في دول أخرى كالعراق وتعتبرها قوى شعبية تطالب بحقوقها ».
مصطفى العبيدي