لندن ـ «القدس العربي»: صرح قاسم محب علي، الدبلوماسي الإيراني والرئيس الأسبق لدائرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية خلال فترة حكومة محمد خاتمي، أن استدارة أساسية في سياسة بلاده الخارجية لن تحصل إلا من خلال صدمة عسكرية، واستبعد إمكانية إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن على المديين القصير والمتوسط.
وحسب موقع «إيران إمروز (إيران اليوم)» الإخباري، كشف قاسم محب علي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفض استقبال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، واستلام رسالة نظيره الإيراني حسن روحاني، وأن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، رفض مقابلة كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، خلال زيارة الأخير إلى بكين.
واستبعد قاسم محب إمكانية إجراء أي مفاوضات علنية أو سرية بين بلاده وبين الولايات المتحدة الأمريكية، لا على المدى القصير ولا على المدى المتوسط، مضيفاً أنه لا يمكن أن إجراء أي مفاوضات بين البلدين بشكل سري.
وأضاف الدبلوماسي الإيراني أن جميع القوى الكبرى تؤكد على ضرورة استدارة أساسية في سياسة إيران الخارجية حتى توفر الظروف لتدشين مفاوضات جديدة مع واشنطن، مؤكداً أنه لا يرى أي إمكانية لهذه الاستدارة حالياً، وأن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا بعد «صدمة عسكرية»، بالإشارة إلى أن النظام الإيراني لن يغير من سلوكه وسياسته تحت ضغط العقوبات الاقتصادية فقط.
وأوضح أنه لا أمريكا ولا أوروبا تحت الظروف الراهنة ستتدخل في أي مفاوضات تتعلق بالملفات الأساسية والحساسة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن الأخيرة أيضاً لن تقبل بأي مفاوضات من هذا النوع مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن وطهران إذا أرادتا أن تخوضا أي مفاوضات، فلن يحصل ذلك إلا بعد موافقة جميع القادة والمؤسسات السيادية الأمنية والعسكرية والسياسية في البلدين وأخذ ضمانات قوية للالتزام بمخرجات هكذا مفاوضات، نظراً لتجربة الاتفاق النووي الفاشلة.
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن طلب الأوروبيين من إيران بإعطاء تصريح علني حول موافقة النظام الإيراني على المفاوضات مع الأوروبيين، أرغم علي خامنئي على أن يعلن موافقته على التفاوض مع أوروبا خلال كلمته أمام اجتماع السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الإيرانية.
ولفت «محب علي» النظر إلى أن الرئيس الروسي لديه نفس التوجه، حيث رفض استقبال محمد جواد ظريف لاستلام رسالة حسن روحاني، ما أدى ذلك إلى أن يرسل خامنئي كبير مستشاريه، علي أكبر ولايتي، إلى موسكو قبل قمة هلسنكي، حتى يسلم بوتين رسالة خامنئي بدل رسالة روحاني.
وأكد أن موقف بكين هو أكثر صرامة، حيث رفض الرئيس الصيني استقبال علي أكبر ولايتي خلال زيارته الأخيرة إلى بكين.
وعلى صعيد ذي صلة بالموضوع، كتب موقع «ستراتفور» الاستخباري أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تخوض أي مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها ستواصل المماطلة حتى عام 2020، أملاً منها بألا يفوز دونالد ترامب بولاية ثانية.
وأضاف الموقع أن طهران تراهن على فوز الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، حتى تخرج من عنق الزجاجة التي وقعها ترامب فيها.
وأوضح الموقع أن النظام الإيراني لا يستطيع الصمود أمام ضغوط النسخة المشددة للعقوبات الاقتصادية التي ستفرضها الإدارة الأمريكية قريباً.