غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: يرغب زعماء كبار في القارة الأوروبية بتقديم دعم حقيقي لإحداث تقدم في عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، لكن الموقف العام في القارة لا يساعد على قيام الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط الكامل بدلاً من الأمريكيين، وفق ما قال دبلوماسي غربي لـ «القدس العربي».
وأكد الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «الاتحاد الأوروبي لم يطرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه الأخير مع وزراء الخارجية في مقر الاتحاد في بروكسل، فكرة تقديم مبادرة سلام جديدة، برعاية الاتحاد، كذلك نفى أن يكون هناك «مخطط» فرنسي من هذا القبيل.
وكشف أن «الفلسطينيين يدركون عدم قدرة الاتحاد الأوروبي وفرنسا، على طرح أنفسهم حاليا كرعاة لعملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، لعدة أسباب رئيسة، في مقدمتها الرفض الإسرائيلي المحتمل لهذا الأمر، وهو أمر تمثل في بدايات عام 2017، حين رفضت إسرائيل حضور مؤتمر باريس للسلام، خلال حكم الإدارة الأمريكية السابقة». من بين العوامل التي تقيد طرح الموضوع، وفق المصدر «وجود دول أوروبية لها علاقات ومصالح كبيرة مع الإدارة الأمريكية، ما يمنعها من الدخول في مواجهة سياسية معها».
كان مطلب أمريكا تفاوض لنحصل بحد أقصى على دويلة عربية على 20% من فلسطين منزوعة سلاح وسيادة وأمن تعترف بدولة يهودية قائمة على 80% من فلسطين وتقبل تبادل أراضي مستوطنات بأراضي بها سكان عرب ولكن بانطلاق إدارة جديدة للنظام العالمي أصبح المطلب تفاوض لنحصل بحد أقصى على مجمع كانتونات عربي على 10% من فلسطين منزوع سلاح وسيادة وأمن واقتصاد يعترف بدولة يهودية قائمة مع مستوطنيها على 90% من فلسطين مع تشجيع تهجير عرب لمدن عربية وإسلامية وروسية وشرق أوروبية هجرت يهودها لفلسطين خلال قرن مضى وقنص متنفذوها أملاكهم
هذا ليس سوى كذب ونفاق وخداع أوروبي ودليل على معاداتهم لحقوق العرب. إن أكبر سوف لإسرائيل هي السوق الأوروبية وهي مصدر الكثير من السلاح والتكنولوجيا والإستثمار لإسرائيل، فإن أرادت أوروبا لعب دول فسوف يجبروا إسرائيل على الركوع على ركبها. أوروبا لعبت دور رئيسي في إنهاء نظام الحكم العنصري في جنوب أفريقيا من خلال فرض الحصار الاقتصادي عليه، فلماذا لا تمارس أوروبا فرض الحصار الاقتصادي على إسرائيل التي أسست على التطهير العرقي وتمارس التفرقة العنصرية والإحتلال والقتل والإجرام وخرق جميع القوانين الدولية ومئآت القرارات الصادرة عن هيئة الأمم بما فيها نفس القرارات التي تستمد شرعيتها منها مثل قرار التقسيم 181، والتي لولا دعم أوروبا لهذه القرارات لما أسست إسرائيل في فلسطين وعلى حساب شعب فلسطين.