لندن ـ «القدس العربي»: يتبين تدريجياً أن الهواتف العاملة بنظام «آندرويد» الأوسع انتشاراً في العالم حالياً، تتحول أو تحولت بالفعل إsى أدوات تجسس على حامليها ومستخدميها، حيث تكشف الدراسات يومياً حجم الاختراق والقرصنة التي تتم من خلال هذا النظام وحجم التطبيقات والبرمجيات التي تقوم بمتابعة المستخدم بالاستفادة من ثغراته.
وأظهرت أحدث دراسة في هذا المجال أن ثلاثة أرباع التطبيقات المتوافقة مع نظام «آندرويد» يقوم طرف ثالث بمراقبة مستخدميها، وذلك بعد أن نفذ القائمون على الدراسة متابعة دقيقة لمئات التطبيقات.
وأوضحت الدراسة، التي أجرتها المنظمة الفرنسية للبحث «إكسودوس بريفاسي» ومختبر الخصوصية في جامعة ييل الأمريكية، ونشرتها بعض وسائل الإعلام الغربية واطلعت عليها «القدس العربي» أن هناك تقنيات مختلفة مثبتة داخل التطبيقات تقوم بجمع المعلومات الشخصية عن المستخدمين، وذلك من أجل استهدافهم بالإعلانات.
وأضافت أن تطبيقات نظام التشغيل آندرويد مثل تيندر وأوبر وتويتر وسكايب وسبوتيفاي تقوم باستعمال برمجيات مراقبة سرية غير معروفة لمستخدمي النظام في وقت تثبيت التطبيق.
وأشارت إلى أنه تم العثور على نحو 25 برمجية تعقب من أصل 44 معروفة من قبل المنظمة الفرنسية للبحث ضمن التطبيقات الـ 300 التي جرى تحليلها.
وأوضح الباحثون أن هناك تطبيقات ينظر إليها على أنها نظيفة وخالية من برمجيات التعقب، لكنها تحتوي ببساطة على مثل هذه البرمجيات، التي قد تكون غير معروفة بعد لمجتمع الأمن والخصوصية.
وأضافوا أن العديد من التطبيقات الشائعة تحتوي على خدمة «كراشليتيكس» المملوكة لغوغل، والعاملة بشكل أساسي على تحليل وتعقب تقارير تعطل التطبيقات، كما أنها توفر إمكانية التعرف على المستخدمين وما يفعلونه.
ووفقا للدراسة، يمكن لبرمجيات التعقب الأخرى الأقل استخداما على نطاق واسع الذهاب أبعد من ذلك بكثير، واستشهدت بمزود التتبع الفرنسي «FidZup» الذي يوفر تكنولوجيا قادرة على الكشف عن وجود الهواتف المحمولة، وبالتالي مكان وجود أصحابها باستعمال نغمات الموجات فوق الصوتية، إلا أنه لم يعد يتم استعماله منذ نجاحه بتتبع المستخدمين من خلال شبكات «واي فاي» البسيطة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن عمليات مراقبة وتجسس تتم من خلال الهواتف المحمولة العاملة بنظام «آندرويد» حيث سبق أن خلصت دراسة تقنية إلى رصد أكثر من 100 تطبيق خاص ببطاريات الهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم إلى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.
وبموجب ما انتهت إليه الدراسة الصادرة عن جامعة في بنغلادش فان تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو الهاتف، مثل خدمات الـ»جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي» أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم.
وبفضل التطبيقات التجسسية التي تتيح تتبع الأفراد والمستخدمين يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.
وحسب الباحثين فان أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.
وكانت شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة التي تمتلك نظام «آندرويد» قد اعترفت مؤخراً بأنها تقوم بتتبع وتحديد المكان بالنسبة لمستخدمي الهواتف المحمولة الذكية والأجهزة العاملة بهذا النظام الذي هو الأوسع انتشاراً في العالم حالياً حيث يتم استخدامه من قبل 1.5 مليار إلى ملياري جهاز حول العالم.
واعترفت الشركة أنها تقوم بتتبع مليارات المستخدمين في مختلف أنحاء العالم وتحدد مواقعهم من دون موافقتهم أو علمهم، أما المفاجأة الأهم والأكبر فهي أن عملية التتبع تتواصل من قبل «غوغل» حتى لو قام الشخص باختيار «عدم تحديد المكان» في هاتفه المحمول، وحتى لو أزال بطاقة الخط الهاتفي «simcard» من جهازه.
وجاءت هذه المعلومات عبر تحقيق صحافي موسع أجراه موقع «كوارتز» المتخصص في أخبار تكنولوجيا المعلومات مؤخراً، حيث يقول الموقع إن عملية التتبع تطال كافة هواتف ومستخدمي «آندرويد» في العالم وبدأت منذ مطلع العام الحالي 2017 حيث يتم إرسال هذه البيانات بشكل فوري إلى الخوادم التابعة للشركة في الولايات المتحدة.
وحسب التحقيق فإنه بات في مقدوره الشركة تتبع حتى الهواتف المغلقة أو التي لا يتم تشغيل أي خط هاتفي فيها، إذ مجرد وجود نظام «آندرويد» على الجهاز يعني أن موقعه بات محدداً من قبل «غوغل» وهي المطورة للنظام.
اذا كانوا يعرفون اين انت ومع من تتكلم وماذا تكلمت وموضعك بالسنتمتر ماذا يريدون اكثر هذا التقدم التكنولوجي قلائل الذين لم يستجيبوا لمغرياته بعد .