عمان- «القدس العربي»: لاحظ الجميع الأسبوع الماضي أن تنظيم الإخوان المسلمين الأعرض في الأردن أظهر الحد الأدنى من الحماس للمشاركة في فعاليات الاعتصام المفتوح بالقرب من مقر السفارة الأمريكية في العاصمة عمان. وخلافًا لكل المرات كانت الحكومة تريد كثافة شعبية في الشارع بعد قرار الرئيس ترامب الأخير.
التقط مطبخ استشعار الإخوان الرسالة وقرر «التجاوب بالحد الأدنى»… في الوقت الذي كانت تسعى فيه السلطة لتوجيه رسالة عبر الشارع الأردني للأمريكيين ظهرت رسالة الإخوان المسلمين للحكومة «قد لا نركب بحافلتكم مجانًا». وحتى وسط نخب الحكومة انقسم المعنيون بخصوص التحالف بالشارع مع الإخوان المسلمين إلى جناحين.. الأول يعلم أن زخم الشارع من الصعب تحقيقه من دون جماعة الإخوان وبين هؤلاء وزير داخلية بِنَفَسٍ عروبي قومي هو الجنرال غالب الزعبي. والثاني جناح يخطط كي لا «يختطف الإخوان ميكرفون» الشارع على الأقل في الأسبوع الأول بعد قرار ترامب المثير .. بين هؤلاء رئيس الوزراء شخصيًا الدكتور هاني الملقي.
الخميس قبل الماضي، استنهض رئيس مجلس النواب الجميع برسالة نصية لأعضاء مجلس النواب.. «انزلوا للشارع ووسط عمّان دفاعًا عن القدس».. في الميدان فوجئ الإخوان المسلمون بمنصة الخطابة يتربع عليها رئيس المجلس عاطف الطراونة ورئيس لجنة فلسطين يحيى السعود. لسبب أو لآخر، يتفق أحد أجنحة الإخوان المسلمين مع نشطاء يساريين على النقطة التالية: لن نتظاهر خلف قيادة «رموز الدولة» وتحديدًا أولئك الذين كان يرجمون الحراك الشعبي بالحجارة ويتحرشون به باسم الولاء، والمقصود هنا حصريًا النائب السعود.
بدا أن بعض اليساريين والإسلاميين لا يُظهرون حسن نية، ويكثّفون التركيز على حسابات ضيقة، في وقت حرج، وإزاء قضية أكبر من حسابات الجميع، مثل القدس… تلك إن صدقت رؤية ضيقة ومؤسفة ترتقي إلى مستوى العيب – قال عضو البرلمان البارز خليل عطية لـ»القدس العربي». في المقابل بدا واضحًا أن المنظرين الكثيرين في أجهزة الدولة للقمع ومعلباته في الماضي، يُصفعون بالدرس الأول الذي يقول: إذا قدمتم للمعارضة السبت ستلاقون الأحد.
بمعنى آخر؛ ثمة محاذير بأن «ينقلب» الموقف الرسمي على الشارع ورموزه في أي وقت في حال مشاركته.. هذا ما قاله قيادي قومي يساري «للقدس العربي» أراد التركيز على نقطة واحدة وهو يضيف: في ميدان الحراك الشعبي نريد التركيز على القدس، والقدس فقط، ولا نريد الانشغال بالاعتقالات، والصف الذي قمع الحراك والحريات عليه أن يبني مصداقية معنا حتى نشبك أيدينا بأيديه في قضية كبيرة مثل القدس.
مثل هذا الخطاب يثير التأمل لأن موقف قوى الشارع في الأسبوع الأول على الأقل ظهر «دون موقف الدولة» في الوقت الذي إحتار فيه الجميع بقراءة الدعوة المثيرة للرجل الثاني في الحكومة ممدوح العبادي المواطنين للتحشد بالشارع مساء اليوم الذي أعلن فيه ترامب قراره. وعليه؛ وبرغم الوقفة الكبيرة للشارع الأردني في الأسبوع الماضي، لاحظ كثيرون أن «عدد الناس أقل مما ينبغي» حيث زاد التعقيد لأن اليسار لا يريد أيضاً الوقوف خلف الإخوان المسلمين في المسيرات.
الذين لا يعلمون بمثل هذه الحسابات في الإطار البيروقراطي من الموظفين المسئولين عن الشارع والأمن طرحوا تساؤلًا استنكاريًا حول «تفويت» المعارضة الإسلامية واليسارية فرصة الظهور في الشارع في مواجهة قضية من وزن القدس.
في الأسبوع التالي، بعدما صمدت استراتيجية التصعيد ولم تظهر إشارة «أمنية» خارج صندوق تجنب إيذاء الذات في الشارع تبدلت المعطيات قليلا حيث سميت أمس بـ «جمعة غضب الشعب الأردني» وخرج فيها عدد غير مسبوق من الأردنيين إلى الشوارع جميعها في كل المحافظات من دون لافتات حزبية أو فرعية.
مشهد الشارع الأردني أمس الجمعة بدا مثيرًا جدًا عند قراءة التحشّد الشعبي سياسيًا، فقد دخل الإسلاميون بقوة بمسيرة وسط العاصمة التي شهدت ما لا يقل عن 25 ألفاً من المشاركين ونحو نصف هذا العدد تجمّع أمام مقر السفارة الأمريكية في ضاحية عبدون الراقية، ومئات الآلاف خرجوا في المحافظات كلها ضمن خط «المسيرة المليونية» التي قرر اسمها ووصفها وزمانها الإخوان المسلمون ومن دون اعتراض رسمي هذه المرة.
عمليًا؛ ظهر ضبّاط الأمن والدرك في مقدمة المسيرات الشعبية وتبادلوا الأحضان مع المشاركين والتحية والعلَم الأردني رُفع إلى جانب صور القدس والملك عبدالله الثاني والهتافات خلت من التعبيرات الفرعية. أمس الجمعة، على نحو أو آخر قالت السلطة المركزية في الأردن إنها لا تزال في موقف الاعتراض والحاجة للشارع.
واستعرض الإسلاميون عضلاتهم الشعبية، ولعبوا مع غيرهم من القوى الوطنية بالورقة التي كانت «محرمة» في العادة عندما يتعلق الأمر بأجندة الداخل الأردني، وهي ورقة «المخيمات» التي نظمت فيها جميعها ومن دون استثناء مسيرات ووقفات لم يَقِلُّ عدد المشاركين فيها عن 120 ألفاً من المتظاهرين بشكل حقق العدد «المليوني» المقصود.
أداء ضعيف لسفراء المملكة دفاعا عن القدس كمصلحة وطنية عليا انتفض لها رأس الهرم شخصيا…السفراء اكتفوا بارسال مذكرة تضمنت الموقف الرسمي الأردني كما نقلته الصحف الحكومية الأردنية ولم يتحركوا من خلال تكثيف الاتصالات مع الدول المعتمدين لديها…والسبب قد يكون هو عدم وجود اتصالات أساسا وهو فشلهم في فتح أبواب المسؤلين نظرا لأن هذا اخر همهم…فالأولى بالنسبة لهم استبدال السيارات الرسمية بأخرى أحدث و حضور حفلات الاستقبال والشوبينغ… بعد أن تم اختيار سفراء هزيلين لا يتقنون الحد الادنى من فنون الدبلومسية وتفرد وزيرهم بالقرار في عرض الرجل الواحد محاط بصغار الدبلوماسيين بمكتبه الخاص.
أحسنت سعادة السفير، ووضحت بعض ما يجب توضيحه حول بعثاتنا الدبلوماسية المكلفة جداً رغم أنها نائمة، وحين تستيقظ فهي تشغل نفسها في البحث عن أرقى العطور والموديلات والموضات وتدبير الأولاد والبنات من أجل الحصول على شهادات عليا مسلوقة على عجل، مثلها مثل شهادات الدكتوراه التي اشتراها المتقاعدون العسكريون وأصبحوا حملا قاتلا تنوء به الجامعات الأردنية التي أصبحت مهزلة.
*عندما يتعلق الموضوع ب(القدس) الشريف
على جميع الأحزاب إغلاق حساباتها الضيقة
والتفرغ لقضية القدس التي تعتبر
قضية الاردن الأولى (رسميا وشعبيا).
سلام
لا الله الا الله محمد رسول الله
هم المتظاهرين كانوا نزلين المظاهرات من اجل نصرة القدس
او كانوا نزلين المظاهرات بغرض الاستعراض
والتفاخر مين مظاهرته اكبر عدد من الاخر ؟
صحيح اللى اختشوا ماتوا
كلام فاضي والكاتب يبالغ كثير بكتاباته
الأصول منابع الوصول