جرت العادة أن يكون لدينا كجماهير وإعلاميين مرشح فوق العادة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا منذ بدايته في السنوات الأخيرة، فالجميع رشح برشلونة منذ 2010 حتى 2012 عقب فوزه بالسداسية، ثم أخذ بايرن ميونيخ الترشيحات موسمين مع بنائه القوي في آخر مواسم هاينكس ثم قدوم بيب غوادريولا؛ فخيب الظن في واحدة وفاز بسابقتها، أما هذه البطولة فتبدو بلا مرشحين حتى الآن.
خلال الصيف كان هناك حديث عن محافظة ريال مدريد على اللقب، لكن ما جرى بعد ذلك من فوضى وانتقادات لسوق انتقالاته سواء كانت مبررة أو غير مبررة، أدى إلى استبعاد الفريق الملكي من عرش الترشيحات، ورأى كثيرون أن الصدامات والخلافات داخل النادي لن تسمح بتكرار النجاح، وزاد من هذا الاستبعاد الخسارتين أمام ريال سوسيداد وأتلتيكو مدريد.
بايرن ميونيخ يتلقى الانتقادات بدل الخوف منه هذه الأيام، أما تشلسي وبدايته القوية في الدوري التي جعلت ترشيحه للقب الأوروبي منطقياً، فقد أفسد كل هذه الحظوظ من أول لقاء أوروبي أمام شالكه، في حين أن برشلونة بات الجميع يتحفظ بالحكم على ما ينتظره لأن التفاؤل في الموسمين الماضيين انتهى بكوارث.
عودة دوري أبطال أوروبا ليكون بلا مرشح يعني عودة التوازن للكرة الأوروبية، وهذا يعني أننا في زمن ليس به مسيطر ولا سيد على العكس من سنوات برشلونة الذهبية تحت قيادة بيب غوارديولا، فنحن الآن عدنا لنعيش الوضع الطبيعي لكرة القدم، والوضع الطبيعي لدوري أبطال أوروبا بالتحديد.
قرعة دور المجموعات من البطولات قد تكون سبباً بعدم حدوث أي خيبة أمل سريعة لأي فريق كبير، لكنها بالتأكيد تضمن ملاحم كروية في دور الستة عشر، فأسماء كبيرة ستتواجد في المركز الثاني على الأغلب، لتصطدم بأسماء أكبر منها نظرياً، وعندما تبدأ معارك «العمالقة» هذه سيتم ترشيح بطل لنا لنعرفه.
محمد عواد