لندن ـ «القدس العربي»: لماذا يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الديكتاتوريين بل ويمدحهم؟ فقد قال إنه سيتشرف بلقاء ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ ـ أون ووصف الرئيس المصري الذي سمح بقتل معارضيه بأنه يقوم «بمهمة رائعة» وسيرحب قريباً في البيت الأبيض بالرئيس الفلبيني الذي أطلق العنان لحملة قتل ضد تجار المخدرات وأنشأ فرق موت.
وكذا رئيس الوزراء التايلندي الذي اغتصب السلطة بالقوة وهنأ الرئيس التركي بالإنتصار في الإستفتاء رغم قيامه بحملة تطهير واسعة بعد الإنقلاب الفاشل العام الماضي.
وتعلق صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن هذا ليس عادة ما يفعله الرؤوساء الأمريكيون. ويقول مستشارون للرئيس ترامب إن استعداده للتحاور مع الديكتاتوريين واستقبالهم من دون شروط مسبقة هو محاولة منه لتقوية التحالفات الهشة وفك الصراعات الطويلة المنسدة في الشرق الأوسط وفي أنحاء آسيا.
ويقول المدافعون عنه إنه يستطيع استخدام قدراته الشخصية البارعة ومهاراته التفاوضية لبناء علاقات مع مستبدين قامت إدارة الرئيس السابق بنبذهم وبالتالي جلبهم لطريقته في التفكير.
تخريب
ويرى النقاد أن ميلاً كهذا يهدد بتخريب علاقات أمريكيا الإستراتيجية ويضعف من صدقية الولايات المتحدة وقيمها الديمقراطية في الخارج ويشجع المستبدين على مواصلة قمعهم للمعارضة.
وتحدث ترامب يوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ثالث مكالمة بينهما منذ وصوله إلى البيت الأبيض والأولى منذ الصواريخ التي أطلقتها بارجة أمريكية ضد قاعدة جوية سورية في 7 نيسان/إبريل عقاباً للرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيميائي في خان شيخون.
وفي بيان من البيت الأبيض وصف المكالمة بأنها بناءة «وجيدة» حيث ناقش الرئيسان الموضوع السوري وطرق إقامة مناطق آمنة والبحث عن طرق لحل الوضع الخطير في كوريا الشمالية.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون كانت «مكالمة شاملة جداً وتم فيها تبادل الكثير من التفاصيل».
وتشير الصحيفة أن ترامب لم يعد يثني على بوتين كما فعل أثناء حملته الإنتخابية لكنه لا يوجه له الإنتقاد، مقارنة مع الإستخبارات الأمريكية التي ترى في سيد الكرملين عدواً حاول تخريب علاقات أمريكا مع أوروبا وتدخل في الإنتخابات الرئاسية عام 2016.
كسر التقاليد
وتقارن الصحيفة موقف ترامب من الديكتاتوريين بمواقف أخرى لرؤوساء أمريكا الذين خالفوا السياسة الخارجية التقليدية مثلما فعل ريتشارد نيكسون عام 1972 وخالف مواقف الحزب الجمهوري المعادية للشيوعية وقام بخطوت تاريخية مع الصين وغيّر مسار الحرب الباردة.
ووجّه الحزب الجمهوري النقد لأوباما وكذا منافسته الرئيسية هيلاري كلينتون ووصفته بالساذج عام 2007عندما سئل عن استعداده لمقابلة رؤوساء كوبا وفنزويلا وسوريا وكوريا الشمالية. وكان رد أوباما «سأفعل». وأضاف أن «السبب لهذا هو أن مفهوم عدم الحديث مع الدول كعقاب لها، والذي كان مبدأ مرشداً للإدارة (بوش) مفهوم سخيف».
وفي لايته الثانية وقّع أوباما اتفاقا تاريخيا مع إيران بشأن الملف النووي وأعاد تطبيع العلاقات مع كوبا التي توقفت في عام 1961.
وتقول «لوس أنجليس تايمز» أن هؤلاء القادة خططوا لتحركاتهم بعناية ولم يتم الإنفتاح على هذه الدول إلا بعد لقاءات سرية واتصالات دبلوماسية بخلاف الحماس الذي يبديه ترامب والسرعة التي يتحرك بها.
وهناك من يدافع عنه حلفاء الرئيس بالقول إن ما يقوم به مبني على استراتيجية وليس تعجلا، فحسب كريستوفر رودي، المدير التنفيذي لـ «نيوز ماكس» والصديق المقرب من ترامب «اعتقد أنه يريد بناء جسور» فالثناء على شخص ولو كان سيئا يفتح الباب و «خطوة في الإتجاه الصحيح».
ولكن هل يحترم ترامب شخصيات مثل بوتين وكيم وغيرهما من المستبدين؟ يجيب رودي «لن استخدم «معجب»»و»أعتقد أنه يحترم الناس الذين يرى أنهم شخصيات قوية أو أناس لديهم شعبية في بلادهم، وهذا مهم لهم».
ويقول البيت الأبيض إن سياسة كهذه حققت نتائج في إشارة لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وقالوا إنها أدت للإفراج عن المعتقلة الأمريكية – المصرية آية حجازي رغم أن إدارة أوباما التي رفضت التعامل مع السيسي ضغطت كثيراً للإفراج عنها دونما نتيجة.
والمشكلة في ترامب أنه يخرج دائما عن السياق بشكل يتسببب بسوء فهم في واشنطن ولدى أعدائه. ففي الوقت الذي حذر من حرب كبيرة مع كوريا الشمالية وصف ديكتاتورها يوم الأحد بأنه «ماكر» لقدرته على الخروج من صراع السلطة في بلده. ثم أتبع كلامه بأنه لا يمانع من مقابلته «في الظروف المناسبة».
ومع أن المقابلة مستبعدة إلا أن تصريحاته تعكس طريقته في التفاوض أو كما يقول جيمس كرفانو، الزميل في المعهد المحافظ «هيرتيج فاونديشن» والقائمة على عدم إغلاق الفرصة لتحقيق صفقة.
وكان مجلس الأمن القومي قد أكمل مراجعته بشأن التعامل مع كوريا الشمالية حيث أوصى بسياسة العصا والجزرة، أي زيادة الضغوط على النظام والتحاور.
ويرى الخبير الأمني في معهد «أم أي تي» جيم وولش أن نقطة اتصال مع كوريا الشمالية قد تؤدي لمنع الحرب.
وحذر من أن تصريحات ترامب المتناقضة قد يساء فهمها من قبل «بيونغ يانغ».
وقال: «بصراحة شاهدنا خلال الأسابيع الماضية كلاماً مخادعاً كثيراً وتغيرات قي المواقف». ولهذا قال السناتور الجمهوري عن أريزونا جون ماكين ورئيس لجنة القوات المسلحة بالكونغرس «لا أفهمها ولا أعتقد يعرف حقيقة أنها تساعد على منح الصدقية والمزية لهذا الرجل القوي المشين».
ولا يتوقف الأمر عند كوريا الشمالية، فقد اغضبت دعوة الرئيس لرودغيرو دوترتي لواشنطن جماعات حقوق الإنسان التي اتهمت الرئيس الفيليبيني بأنه إما شجع أو وافق على قتل فوري لأكثر من 7.000 متعاط للمخدرات منذ وصوله إلى الحكم.
ودافع البيت الابيض عن الدعوة بأنها فرصة للتعاون في الملف الكوري مع أن مانيلا لا علاقة تجارية أو سياسية مع بيونغ يانغ.
اتصال ولكن
ويعلق ديفيد إغناطيوس الكاتب في «واشنطن بوست» على فكرة تواصل الإدارة مع الحكّام المستبدين قائلاً «هذا هو التصريح الصادم: الرئيس ترامب محق من أن العالم خطير جدا ويجب على الولايات المتحدة عقد سلام مع الرئيس الصيني شي جين بينغ مثلا والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ـ أون والروسي فلاديميربوتين وأي ديكتاتور يثير مشاكل». ويقول الكاتب إن القيم الأمريكية «تطالبنا بمعارضة السياسات غير الديمقراطية لهؤلاء القادة وإخوانهم الملوثة أيديهم بالدماء».
وفي المقابل تقتضي مصلحة الولايات المتحدة تجنب الحرب والبحث عن تسويات إن أمكن. ويضيف إغناطيوس أن الرئيس ترامب لا يقدم رؤية واضحة لتخفيف التوترات أكثر من تصريحاته الداعية للعيش معا وللافضل.
ولو افترضنا أن كل القادة الأشرار جاؤوا إلى طاولة التفاوض وطالبوا بالتوافق وصفقة. فالرئيس الذي لا يزال في مرحلة تعليمية لن يكون لديه الجواب الشافي.
وينتقد الكاتب هنا مدخل الرئيس القائم على فكرة «جوقة الأمم» وأنها تمنح بعداً غريباً في وقت انهار فيه النظام القديم.
فالرئيس ساذج في اعتقاده، مثل رونالد ريغان، عندما يعتقد أننا لا نريد كل هذه الحروب وأنه الشخص القادر على تصحيح الأمور.
وهذا واضح من تصريحاته عن أندرو جاكسون الرئيس الأمريكي الذي كان في إمكانه وقف الحرب الأهلية في تلميح إلى طموحه نفسه وقف كل الحروب الأهلية.
وانتقد الكاتب تصريحات الرئيس النارية وحديثه عن إمكانية إندلاع حرب كبيرة التي تبعتها تصريحات أخرى تصالحية مع رئيس كوريا الشمالية.
ورصد الكاتب هنا تناقضاً في كلام ترامب الذي اتهم الصين في حملته الإنتخابية بأنها «تقوم في اغتصاب» وهدّد بتغيير السياسة الأمريكية تجاه الصين. إلا أن الأخيرة أصبحت حجر أساس في استراتيجيته للتعامل مع كوريا الشمالية.
ويشكّك بعض الخبراء في قيام الرئيس بالإتفاق مع الرئيس الصيني ـ صديقه العزيز الآن ـ بأنه جزء من ملامح السياسة تجاه كوريا الشمالية. وتحدث الكاتب عن حملة التودد التي اكتملت بحديثه مع بوتين.
ومع أن المغازلة والمداهنة هما جزء من أدوات الدبلوماسية إلا أنه لم يتم إظهارهما بإسراف تام كما في حالة ترامب.
فمن المنطقي أن يقوم الرئيس بهز الأمر الواقع لكن صفاته لا تؤهله للقيام بالمهمة. فترامب شخصية متمحورة حول ذاتها وفارغ وغير صبور ومتعجل يريد تحقيق انتصارات سريعة.
وسيبدو سخيفا «فالدول ستكيل له المديح في محاولة منها لجره نحو أجندتها وهو ما حدث مع الصين التي جرت الولايات المتحدة لفلكها وحماية مصالحها في آسيا».
مظهر آخر يواجه الرئيس في مدخله المتناقض نابع من نقص التجربة لديه خاصة أنه يعتمد على الحدس « فلا صبر له على التعلم».
ويشير إغناطيوس إلى أن المساعدين له عادة ما يخرجون مندهشين لعدم معرفته بالردع النووي أو تعقيدات العلاقة التاريخية التي تربط بين الصين وكوريا «فقد قرأ هاري ترومان كتباً عن التاريخ بحجم مكتبة قبل وصوله مصادفة إلى الرئاسة، وليس هذا هو حال ترامب».
إشارات خاطئة
ويقول إغناطيوس إن موقف ترامب في بداية الأزمة مع كوريا كان تهديدياً قبل أن يتحول إلى التعاون.
ومدخل كهذا يعطي إشارات لأعداء الولايات المتحدة الإنتظار قليلاً، فالتجربة علمتهم أن التشدد سيؤدي إلى فيضان من التغريدات على التويتر بشكل يؤدي إلى بناء مفاهيم تدفع الرئيس لاتخاذ مواقف كي يعيد بناء الثقة به.
ويدعو الكاتب الرئيس التفكير بعملية سياسية، فلو افترضنا أن كوريا الشمالية قررت التخلي غداً عن برنامجها النووي والتفاوض فماذا سيكون رد الإدارة.
ويرغب إغناطيوس بمشاهدة عملية 2+4 التي قادت لتوحيد ألمانيا عام 1990.
أي عملية بناء ثقة وحديث عن هدنة بين شمال وجنوب كوريا تشارك فيها الصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة.
ويعلق الكاتب قائلا إن شخصية ترامب غير المنضبطة مفيدة لفتح الباب ولكن الأهم هو ماذا بعد فهل يفهم الرئيس وفريقه معنى التعاون وتبعات قبول العدو التفاوض.
الصفقة الكبيرة
وينسحب هذا الفهم على تأكيدات الرئيس ترامب حول ضرورة الحل الفلسطيني ـ الإسرائيلي وأنه جاهز لكي يلعب اللعبة الكبيرة. وطرحت هذه الأسئلة في معرض زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن يوم الأربعاء، وهي الأولى له منذ ثلاثة أعوام وبتوقعات أقل من زياراته السابقة.
وكما كتب هاوارد لافرنشي فالرئيس الأمريكي الحالي ليس الوحيد الذي يعتقد أن لديه القدرة على حل الأزمة المستعصية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فمنذ كامب ديفيد عام 1979 ومؤتمر مدريد عام 1991 انتهت المحاولات بطعنة تلقاها جون كيري وزير الخارجية السابق.
ويقول لافرنشي في مقاله في صحيفة «كريستيان ساينس مونتيور» أن لا أحد يعتقد بمواتاة الظروف الحالية لتحقيق «الصفقة الكبرى» إلا أن الخبراء يشيرون إلى عامل مهم في إمكانية دفع العملية السلمية وهو دور الدول الخليجية التي تريد المساعدة كي تتواءم مع طموحات الرئيس والحفاظ على التأثير الأمريكي في المنطقة.
ونقل الكاتب عن المبعوث الأمريكي الخاص السابق للشرق الأوسط دينيس روس قوله: «تريد الدولة السنّية الولايات المتحدة في المنطقة» وذلك لكبح الطموحات الشيعية الإيرانية. وأضاف: «إنهم يفهمون اهتمام الرئيس ترامب بالموضوع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وقد يستخدمونه كذريعه لإبقائه في المنطقة، ولهذا فالنتيجة هي استخدام ترامب منظور الدور الأمريكي لإشراك العرب ودفعهم للمساهمة في العملية السلمية».
ويرى روس أن هناك عدداً من الإشارات بدأت تتضح. فقد لاحظ روس الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن الدول الخليجية التي لم تظهر اهتماما في الفترة الأخيرة بعباس والسلطة غيّرت موقفها عندما دعاه الرئيس ترامب لزيارة البيت الأبيض.
وقال روس إن «موقع عباس في المنطقة قد ضعف» خاصة مع اللاعبين الرئيسيين وهما الملك عبدالله الثاني وعبد الفتاح السيسي «وكلاهما وافق على الإجتماع به بعد دعوة ترامب». ويواجه الرئيس الفلسطيني ضغوطا من منافسته حماس التي حاولت تخفيف صورتها وأعادت تعديل ميثاقها قبل يوم من سفر الرئيس إلى واشنطن.
وخففت الحركة التي تحكم غزة من لهجتها المعادية وقبلت بدولة مؤقتة على حدود 1967. ودعى الميثاق لبناء علاقات قريبة مع مصر من خلال الإبتعاد عن حركة الإخوان المسلمين. ومع أن عباس لا يحظى بشعبية في الضفة الغربية إلا أن صعود شعبيته بين الأنظمة يشكل تحدياً لحركة حماس. ويظل موقع عباس من البيت الأبيض مرتبطاً بقدرته على إقناع «صانع الصفقات» أنه قادر على العمل معه ومساعدته.
ويرى الخبراء أن الظرف ليس جاهزاً لصفقة كبيرة كما يقول ديفيد ماكوفيسكي المستشار السابق لجون كيري «من المفارقة أن الشخص الوحيد الذي لا يتحدث عن هذا هو رئيس الولايات المتحدة، فهو يعتقد بالصفقة».
والسؤال هو ماذا يمكن أن يقدمه عباس؟ يرى روس أن الرئيس الفلسطيني يمكنه عرض أمرين حتى يظل مهماً للإدارة وهي وقف دفع رواتب عائلات السجناء والشهداء الذين قتلوا في هجمات ضد إسرائيل، أما الأمر الثاني فيمكن لعباس القول إن هناك حركتين وطنيتين تتنافسان على المكان وكلاهما بحاجة لدولة بطريقة تعيد تأكيد حل الدولتين. ورغم اعتراف روس بصعوبة مهمة عباس إلا انهما يظهران استعداد عباس لهز الأمور كي يبقي على اهتمام ترامب. وفي حالة حصل على ما يشجعه فقد يعلن عن خطته الخاصة.
ماذا عن القطاع؟
ويجب أن تشمل على موضوع غزة كما يرى غرانت بروملي في مجلة «بوليتكو» حيث طالب الرئيس أن لا يرتكب خطأ الرئيسين من قبله ويتعامل مع غزة وكأنها غير موجودة أو مثلما قال أحد المسؤولين الفلسطينين «موضوعا هامشيا».
ويعلق بروملي أي عملية سلمية عملية بين الإسرائيليين والفلسطينيين تتطلب تنازلات من الطرفين حول القدس واللاجئين والحدود وما إلى ذلك ويحتاج عباس والحالة هذه لتفويض كامل من الشعب الفلسطيني. وهذا ليس متوفرا بسبب الإنقسام الحالي.
ويرفض الكاتب هنا فكرة عدم حاجة عباس لإدارة غزة كي يحصل على التفويض، مثلما يرفض النقاش حول سيطرة عباس على المخيمات في لبنان وسوريا مع أنه يمثلها.
ويقول إن حماس لن تختفي من السياسة الفلسطينية ولا تعدم الوسيلة للتخريب إما عبر العمليات الإنتحارية كما فعلت في التسعينات من القرن الماضي أو الحرب الأخيرة في عام 2014. وبدلا من إهمال الحركة، فعلى الولايات المتحدة دعم عملية سلمية تؤدي لتقليل قوتها وتعطي الفرصة لللجناح البراغماتي رغم قصوره إعادة بناء نفسه في غزة.
وبدلا من تكرار أخطاء جورج دبليو بوش التكتيكية وليست الإستراتيجية عندما أصر عام 2006 على عقد الإنتخابات البرلمانية والتي فازت بها حماس إلا أن هناك إمكانية لمنع حدوث نفس السيناريو السابق. ويقترح الكاتب إعلان عباس عن انتخابات تشريعية في غضون شهرين حسب القانون الأساسي الفلسطيني ومن خلالها تقوم فتح بتصوير نفسها على أنها حركة تدعم النظام والقانون، ويتبع هذا إصلاحات في حركة فتح.
ويدعو الكاتب لوضع شروط على المشاركة الإنتخابية من مثل نبذ العنف والقبول بالإتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل. وهو ما سيسحب البساط من تحت أقدام حماس ويحرمها من التميز في الداخل الفلسطيني. ولا يستبعد الكاتب إمكانية فوز حماس رغم المتطلبات التي ستوضع على المشاركة لكن الرئيس الفلسطيني يحتاج لشرعية نابعة من سيطرته على غزة والضفة الغربية، ولكل هذا يحتاج صنّاع السياسة الأمريكية التفكير من جديد في القطاع.
إبراهيم درويش