نتحدث غالباً عن الديكتاتورية السياسية والدينية، علماً بأن هناك ديكتاتورية لا تقل بشاعة وإرهاباً وفتكاً، ألا وهي الديكتاتورية الإعلامية، فوسائل الإعلام، في الشرق والغرب، على حد سواء، تمارس استبداداً خطيراً، حتى لو بدا أقل فجاجة من السياسي والديني. ماذا يمكن أن نقول عن التحكم الإعلامي بأذواق الجماهير وبرمجتها وتوجيهها وتعويدها على أنماط ونماذج معينة، ثقافياً وفنياً واجتماعياً، رغماً عنها؟
ألا يمارس الإعلام نفس الدور الذي يمارسه الطغاة في فرض توجهاتهم ورؤاهم ومعاييرهم ووجهات نظرهم على الناس، دون أن يكونوا راضين أو متقبلين لتلك التوجهات؟ ولا أبالغ إذا قلت إن الطغيان الإعلامي يكاد يكون أكثر خطورة على المجتمعات من الطغيان السياسي، لأن الأخير أشبه بالدمل الخارجي، فهو، على حد تعبير الطبيب المفكر خالص جلبي، على الأقل، واضح ومؤلم ومقاومته سهلة. أما الطغيان الإعلامي فهو غير مؤلم ومقاومته معقدة، وهو في هذا يشبه السرطان. فإذا كانت الديكتاتورية السياسية أشبه بالخرّاج، فإن الهيمنة الإعلامية ورم خبيث. الأول سطحي، والثاني خفي. ما أسهل أن تقاوم الديكتاتور السياسي، لكن ما أصعب أن تقاوم الديكتاتور الإعلامي، فهو أكثر قدرة على خداعك والتقرب منك وتخديرك بوسائله الماكرة والإغرائية.
وبما أن المجتمعات العربية تقبع تحت استبداد مقيت يفرض نوعاً واحداً من كل شيء، فإن قدرتها على مقاومة الطغيان الإعلامي ظلت محدودة، إن لم نقل معدومة، حتى انبثق عصر السماوات المفتوحة الذي بدأ يحطم القبضة الحديدة للأنظمة الطغيانية، ويحرر المجتمعات من هيمنتها بأشكالها كافة. لكن الكثير من وسائل الإعلام التي انطلقت مع الثورة الإعلامية الحديثة راحت، من سخرية القدر، بدورها تمارس الاستبداد الإعلامي بحجة التعددية الإعلامية بدهاء أكبر وتأثير أخطر، وكأنك «يا بو زيد ما غزيت»!
صحيح أن من حق الجميع أن يطلقوا وسائل إعلام تعبر عن توجهاتهم وميولهم ومصالحهم المختلفة في عصر الانفتاح الإعلامي، وصحيح أيضاً أن هذا التعدد الموجود في الفضاء دليل ديمقراطية إعلامية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بفضل التطور الخطير الذي وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات، إلا أن الديكتاتورية، على ما يبدو، متجذرة في النفس الإنسانية حتى لو اتيحت لها ممارسة أقصى حالات الديمقراطية.
لم يستفد الإعلام العربي مثلاً من نعمة التعددية الإعلامية التي وفرتها ثورة الاتصالات الحديثة، إلا ما ندر. صحيح أننا أطلقنا مئات القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية، إلا أننا بقينا ندور في فلك الاستبداد. ماذا يمكن أن نسمي هذه الموجة الجارفة من الفضائيات الغنائية والفنية والترفيهية التي تجتاح الفضاءات العربية من المحيط إلى الخليج؟ أليست ديكتاتورية من نوع ما؟ لماذا ظل التعدد الإعلامي خجولاً في مجتمعاتنا العربية؟ فإذا قارنا عدد الفضائيات التنويرية بالشعبوية نجد أن الأخيرة تفوقها بأضعاف مضاعفة.
قد يقول البعض إن الأمر ذاته ينطبق على البلدان الغربية الديموقراطية، حيث يزيد عدد وسائل الإعلام الشعبية الصفراء على وسائل الإعلام التنويرية بنفس القدر أو أكثر. وهذا صحيح. لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم قطعوا أشواطاً هائلة على طريق التقدم التكنولوجي والصناعي والعلمي والثقافي، وقد يكون من حقهم أن يأخذوا استراحة محارب حتى لو كانت استراحة ماجنة، بينما ما زلنا نحن العرب نعيش في مرحلة ما قبل عصر التصنيع تكنولوجياً، وفي العصر القبلي سياسياً وثقافياً واجتماعياً. بكلمات أخرى، فإن ما ينطبق على المجتمعات الغربية لا ينطبق على المجتمعات العربية، لا من حيث العقلية والثقافة، ولا من حيث مدى التقدم. بعبارة أخرى، فقد قفزنا إلى المرحلة الغربية دون أن نمر في مخاضها، أي أننا أخذنا قشورها من دون أن نعيش جوهرها. ناهيك عن أن تلك القشور الإعلامية التي أخذناها من الغرب ضارة جداً حتى بالنسبة للمجتمعات الغربية ذاتها، فهي أسوأ ما أنتجته تلك المجتمعات؟ هل يمكن أن نسمي التعهير والانحلال الإعلامي الغربي تقدماً مثلاً، أم هبوطاً؟ مع ذلك، فقد ضربت وسائل الإعلام العربية عرض الحائط بكل تلك الحقائق البشعة عن الإعلام الغربي الأصفر، وراحت تقلده على طريقة القرود.
ولعل السمة المشتركة الأبرز بين وسائل الإعلام العالمية، ومنها العربية، أنها قهرية وقسرية إلى حد كبير. ولو أخذنا الإعلام العربي الشعبي الذي يزعم التحرر والديمقراطية ومسايرة الشعوب تحديداً، لوجدنا أنه ديكتاتوري إلى أبعد الحدود، بحيث لا يختلف عن الإعلام السياسي التابع للأنظمة الشمولية، فالاثنان ينصّبان نفسيهما موجهين للجماهير وقيمين على أذواقها، الأول ثقافياً وفنياً واجتماعياً، والثاني سياسياً.
وحتى لو تعود الجمهور على بعض الأنماط السخيفة والماجنة التي يصنعها الإعلام فليس لأنه اقتنع بها، بل لأنه لا يرى غيرها أمامه. إن الإنسان أشبه بالكومبيوتر، فنظرية الحاسب الآلي تقوم على مبدأ: rubbish in, rubbish out، أي ضع في الكومبيوتر معطيات جيدة يُخرج لك معطيات جيدة، وأعطه معطيات سيئة يُخرج معطيات سيئة. وكذلك الأمر بالنسبة للمستهلك الإعلامي، قدم له مادة صالحة، تصنع منه مستهلكاً صالحاً. ما أصعب أن ترتقي بالجماهير، وما أسهل أن تهبط بها إلى أسفل السافلين!
وكما عانينا ومازلنا نعاني سياسياً من ظاهرة الزعيم الأوحد، فقد بدأنا نعاني الآن من ظاهرة النموذج الاجتماعي والغنائي والفني الأوحد الذي يمثله بعض الفنانين والفنانات، والذي تروجه فضائيات «الهشك بيشك»، على الرغم من محدودية أتباعه. لا شك أننا بحاجة إلى عشرات القنوات لمواجهة استبداد الإعلام الجديد الذي يحاول أن يفرض على مجتمعاتنا أشكالاً وأنماطاً معينة، فالسلعة الرديئة في بلادنا العربية يبدو أنها تطرد السلعة الجيدة، وليس العكس، خاصة أن المتمولين وأصحاب الملايين القائمين على بعض الامبراطوريات الإعلامية العربية لا يحبون المتاجرة إلا بالسلع الرديئة.
٭ كاتب وإعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
لازم يافيصل تحترم ضيوفك
الاعلام هو صاحبه.وكل وسيلة اعلامية جعلت لتحقيق غرض ما من الاغراض الاقتصادية او الثقافية او الامنية سلبا او ايجابا وتارة تكون سلبا وايجابا بمعنى فيها المنافع والاضرار في نفس الوقت….المشكلة هنا ليست في الوسيلة الاعلامية انما في نيات باعثي هاته الوسيلة وفي الهدف او الاهداف المتوخاة…مع الاسف في عالمنا العربي طغت عليها سمة الكذب المفضوح والولاء لمن لايستحق الولاء حاكما او ثريا….لان المتحكمين في هاته الوسائل من طينة اقل ما يقال عنها انها بلا ضمير في احايين كثيرة. من عديمي الثقافة وفاقدي الدبلوماسية………او هكذا اتصور الامر.
بسم الله الرحمن الرحيم:
تحية لدكتورنا فيصل ،و
يقول المنشق السوفييتي يوتوشينكوف: ”عندما يتم استبدال الحقيقة بالصمت، فالصمت يعادل الكذب“.
أولا الإعلام أصبح صناعة هدفها بيع المنتوج وكما إنتبهت دوائر القرار العالمي لدور السينما في تدجين عقول البشرية فإن نفس الشركات العالمية ومن وراءها ذهاقنة الرأسمال وفكر ورسالة معينة هدفهم تسييج وتنميط البشرية وإرغامها على إتباع سلوك معين وإتباع موضة بعينها وأكل وجبات تنتجها شركات تسيطر أفقيا وعموديا على وسائل الإنتاج ،ليبقى المواطن مسحورا ولاهثا وراء ما تقدمه له وسائل الإعلام من وقائع وأحداث تكيفها على حسب إيديولوجيات مالكي تلك الوسائل العملاقة لرعي الناس كقطيع من المواشي تستمد كل ثقافتها ومواقفها ونظرتها للحياة والمجتمعات والصراعات حسب مصالح المتحكمين الحقيقيين في وسائل الإعلام.
العصر الذي نعيش فيه عصر خطر جدًا ومشوه حتى في التصور العام الذي يؤمن أن الدعاية لم تعد، كما سماها إدوارد بيرنيز ”الحكومة الخفية“؛ بل إنها هي الحكومة بنفسها. إنها تحكم مباشرة دون خوف من التناقض وهدفها الرئيس هو الاستيلاء علينا وعلى شعورنا بالعالم، وعلى قدرتنا على فصل الحقيقة من الأكاذيب.
عصر المعلومات هو في الواقع عصر الإعلام. لدينا الآن حرب من قبل وسائل الإعلام، رقابة من قبل وسائل الإعلام، شيطنة من قبل وسائل الإعلام، انتقام من قبل وسائل الإعلام، وتحويل من قبل وسائل الإعلام. خط تجتمع فيه سريالية الكليشيهات المطيعة والافتراضات الخاطئة.
هذه القوة تخلق ”واقعًا“ جديدًا وتبنيه لفترة طويلة. قبل خمسة وأربعين عامًا،راج كتاب بعنوان ”أن نجعل أمريكا خضراء“ تسبب في ضجة كبيرة، كُتب على غلافه هذه الكلمات:”هناك ثورة قادمة لن تكون مثل الثورات في الماضي وسوف تنشأ مع الفرد“.
لو قام الصحفيون بعملهم، وقاموا باستجواب الدعاية والتحقق منها بدلًا من تضخيم ذلك، فإن مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال قد يكونون على قيد الحياة اليوم.والملايين قد لا يكونون فروا من منازلهم، والحرب الطائفية بين السنة والشيعة قد لا تكون أشعلت، وربما لم تكن لتوجد الدولة الإسلامية سيئة السمعة الآن.
روبرت مردوخ، يُعرف بأنه عراب مافيا وسائل الإعلام، وينبغي أن لا يشك أحد في قوة الصحافة المتزايدة التابعة له -البالغ عددها 127- التي يتداولها مجتمعة 40 مليون نسمة، بما فيها شبكة فوكس. ولكن، تأثير إمبراطورية مردوخ ليس أكبر من انعكاسها على وسائل الإعلام بنطاق أوسع.
بسم الله الرحمن الرحيم:
المضامين الموجزة لـ “الإستراتيجيات العشرة لإِلهاء/التحكُم بالشعوب”:
(1) استراتيجيّة الإلهاء:
هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وتتمثل في: تحويل انتباه الرّأي العام، عن المشاكل الهامّة، والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة.
استراتيجيّة الإلهاء: ضروريّة أيضا لمنع العامة، من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب وعلم الحواسيب.
تُركز من ضمنِ ما تُركز عليهِ: “حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، أبعدهُم عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات، موجهة نحو مواضيع، ليست ذات أهمية حقيقيّة، اجعل الشعب مُنشغلاً، مُنشغلاً، مُنشغلاً، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات. (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).”.
(2) ابتكر المشاكل..ثم قدّم الحلول:
هذه الطريقة تسمّى أيضاً: “المشكل -ردّة الفعل- الحل”، في الأول نبتكر مُشكلةً، أو “موقفا” متوقــَعاً، لنُثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذا الأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها.
مثلاً: “ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب، بقوانين أمنية على حساب حرّيته. أو: ابتكار أزمة مالية، حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية، وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه.”.
(3) استراتيجيّة التدرّج:
لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد(من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 عشرة سنوات.
وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: “بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي، ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة، لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.”.؟!
(4) استراتيجيّة المؤجَّل:
وهي طريقة أخرى، يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول، وحتّى يتمّ تقديمها كدواء “مؤلم ولكنّه ضروري”، ويكون ذلك بكسبِ موافقة الشعب في الحاضر، على تطبيق شيء ما في المستقبل.
قبول تضحية مستقبلية، يكون دائما أسهل، من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانياً: لأن الشعب له دائماً ميل، لأن يأمل بسذاجة أن: “كل شيء سيكون أفضل في الغد”، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيراً، يترك كلّ هذا الوقت للشعب، حتى يتعوّد على فكرة التغيير، ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.
(5) مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال الصغار:
تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب: خطاباً، وحججاً، وشخصيات، نبرة ذات طابع طفولي، وكثيراً ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المُشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا.؟!
كلّما حاولنا مُغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا.؟”
إذا خاطبنا شخصاً، كما لو كان طفلاً في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة، أو ردّة فعل مُجرّدة من الحسّ النقدي، بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل، أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما.”؟! (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).
(6) استثارة العاطفة بدل الفكر:
استثارة العاطفة: هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة، يُسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات.
(7) إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة:
العمل بطريقة، يكون خلالها الشعب، غير قادر على استيعاب التكنولوجيات، والطّرق المُستعملة للتحكّم به واستعباده. “يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى، هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تُبقي إثرها، في الهوّة المعرفيّة، التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا، غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى”.؟! (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).
(8) تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة:
تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من “الرّائع” أن يكون غبيّاً، همجيّاً، وجاهلاً.؟!
(9) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب:
جعل الفرد، يظنّ أنّهُ المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك، هو نقص في ذكائهِ، وقدراته، أو مجهُوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسهِ، ويُحس بالذنب، وهو ما يولّد “دولة اكتئابيّة”، يكون أحد آثارها: الإنغلاق، وتعطيل التحرّك، ودون تحرّك لا وجود للثورة!
(10) معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم:
خلال الخمسين سنة المنصرمة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة، هوّة لا تزال تتّسع، بين المعارف العامّة، وتلك التي تحتكُرها، وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب، وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل “النّظام” إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا “النّظام” قادرا على معرفة الفرد المتوسّط، أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني: أنّ النظام – في أغلب الحالات – يملك سلطة على الأفراد، أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.؟!
نــعــوم تــشــومــســكــي
يــتـبــع؛ والــســلام عـــلــيــكــم ورحــمــة الله تــعــالــى وبــركــاتــه.
لكي يتحقق ذلك ، يحب علينا إنشاء جيل مثقف واعي يفهم الامور جيدا ، وما يدور من حوله ، حينها سوف نجد الانفتاح المنشود .. المشكله هي الإستبداد .
للأسف مجتمعنا العربي يعاني من هذا الداء.
الأجابه هي الاستبداد يولد تخلف في كل المجالات ، وفهم خاطئ بسبب الاعلام المفعم بالسموم ، اعلامنا العربي مستبد بكل معنى الكلمه .
بسم الله الرحمن الرحيم:
إن الدعاية الأكثر فعالية ليست في صحيفة ”السن“ أو على شبكة فوكس نيوز، ولكن تحت هالة ليبرالية. فعندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الادعاءات بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، تم تصديق أدلتها الوهمية؛ لأن من نشرها لم يكن فوكس نيوز بل كانت صحيفة نيويورك تايمز.
ينطبق الشيء نفسه على صحيفتي واشنطن بوست والغارديان، وكلاهما قد لعبتا دورًا حاسمًا في تكييف القراء لقبول حرب باردة جديدة وخطيرة. وقد حرفت جميع الصحف الليبرالية الثلاث أحداث أوكرانيا كعمل خبيث من روسيا، بينما هو في الواقع، انقلاب فاشي في أوكرانيا من تدبير الولايات المتحدة، وبمساعدة ألمانيا وحلف شمال الأطلسي.
إمبراطورية الشر تقترب منا، بقيادة ستالين آخر، أو هتلر جديد. شيطان ما، سمه ما شئت فهل سيسمح لنا بتمزيقه؟؟!!!.
كتب روبرت باري: ”إذا كنت تتساءل كيف يمكن للعالم أن يدخل في الحرب العالمية الثالثة بنفس القدر في الحرب العالمية قبل قرن واحد، فكل ما عليك القيام به هو أن تنظر في الجنون الذي يلف الولايات المتحدة بأسرها في هيكلها السياسي والإعلامي على أوكرانيا؛ حيث أخذت رواية كاذبة للقبعات البيضاء مقابل القبعات السوداء في التشكل في وقت مبكر، وأصبحت منيعة ضد الحقائق أو الأسباب“.
في القرن 19، وصف الكاتب ألكسندر هيرزن الليبرالية العلمانية بأنها ”الدين النهائي، على الرغم من أن كنيستها ليست من العالم الآخر ولكن من هذا العالم“. اليوم المعارك الدينية هي أكثر عنفًا وخطورة من أي شيء في العالم الإسلامي، على الرغم من أن أعظم انتصار لها هو الوهم والمعلومات الحرة والمفتوحة.
ففي الأخبار، تختفي بلدان بأكملها. دول تمد وتمول الإرهاب،وهي مصدر التطرف والإرهاب المدعوم من الغرب، ليست قصة إلا عندما تنخفض أسعار النفط. كما عانت اليمن إثني عشر عامًا من هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية، فمن يدري؟ بل من يهتم؟
في عام 2009، نشرت جامعة غرب إنجلترا نتائج دراسة لمدة عشر سنوات من تغطية بي بي سي في فنزويلا. من 304 تقارير تم بثها، ثلاثة منها فقط ذكر السياسات الإيجابية التي أدخلتها حكومة هوغو تشافيز، ومنها برنامج محو الأمية الأكبر في تاريخ البشرية الذي بالكاد تلقى إشارة عابرة في أحد هذه التقارير!!!!!.
في عام 1977، أثناء فضيحة ووترغيت، كشف كارل بيرنشتاين أن أكثر من 400 من الصحفيين والمديرين التنفيذيين الإخباريين يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية. وكان من بينهم صحفيون من صحيفة نيويورك تايمز والتايمز وشبكات التلفزيون (تي في نيتوورك). في عام 1991، كشف ريتشارد نورتون تايلور من الجارديان شيئًا من هذا القبيل في بريطانيا.
في القرن الثامن عشر، وصف إدموند بيرك دور الصحافة باعتبارها تملك من القوة ما يجعلها سلطة رابعة. كان هذا صحيحًا من وقتٍ مضى، ومن المؤكد أنه لا يمكن إزالته. لكن، ما نحتاج إليه هو سلطة خامسة: وهي الصحافة التي تراقب، تحلل وتعد الدعاية وتُعلم الصحفيين الشباب ليكونوا وكلاء للناس، وليس للسلطة. نحن بحاجة إلى ما يسميه الروس البيريسترويكا، أي تمرد المعرفة المقهورة. وأود أن أسميها “الصحافة الحقيقية”.
مرت 100 عام منذ الحرب العالمية الأولى. والمراسلون يتلقون مكافأت وأوسمة عن صمتهم وتواطئهم. ففي ذروة المذابح، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج لبي سي سكوت، محرر مانشستر غارديان: ”لو عرف الناس حقًا [الحقيقة] فستنتهي الحرب غدًا، ولكن بالطبع إنهم لا يعرفون، ولا يستطيعون أن يعرفوا“.
فهل حان الوقت لنعرف !!!؟؟؟، لا أظن.
الــســلام عـــلــيــكــم ورحــمــة الله تــعــالــى وبــركــاتــه.
مشكور يا دكتور قاسم وشكرا ل شبكت قدس
وصلني للتو خبر اغتيال زعيم المعارضة الروسي، بوريس نيمتسوف، برصاص مجهول وسط العاصمة موسكو، وذلك بعد تأييده ودعمه العلنيين للمسيرات والمظاهرات الشعبية التي تندد بالحرب في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بعنوان مقال الأخ فيصل، فإن جزءًا كبيرًا من وسائل الإعلام الروسي يحاول أن يصرح تصريحًا مباشرًا أو غير مباشر بأن للرئيس الروسي الحالي فلاديميير بوتين يدًا خفية وراء هذا الاغتيال، في حين أن الجزء الآخر من تلك الوسائل يترنح بين تبرئة جازمة لبوتين نفسه وبين تمويه متعمَّد أو حتى تعتيم أعمى على هوية الفاعل.
وهذا ما يؤكد استناد وسائل الإعلام، أينما كانت، على فورة الانفعال والانطباع النفسيين، في المقام الأول!