(نيويورك) الولايات المتحدة – «القدس العربي»: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا، ردا على سؤال لـ «القدس العربي» حول ما إذا كانت روسيا قد استحوذت على الملف السوري وتفردت في القرار، فروسيا هي التي دعت لاجتماع أستانة وروسيا هي التي أعلنت تأجيل اجتماع جنيف الذي أقرته الأمم المتحدة في 8 فبراير/شباط. هل نفهم أن الشأن السوري أصبح حكرا على الاتحاد الروسي؟ «أن روسيا شريك مهم ولكنها ليست اللاعب الوحيد في المسألة السورية. ومن العدل أن نقول إن روسيا لاعب نشط في المسألة السورية. كما أن الروس ناشطون في المجالين العسكري والسياسي وهم الذين دعوا إلى لقاء أستانة. ولكنه لم يكونوا وحدهم بل كانت إيران وتركيا إلى جانبهم. ولم يعقد الاجتماع في موسكو بل في أستانة كي يتركوا مجالا للاستقلالية. أما بالنسبة للتأجيل فقد صرح بذلك وزير الخارجية لافروف بناء على أنه فهم مني أنني أريد أن أؤجل موعد اجتماع جنيف. الحقيقة أنني أعلمت الجميع بنيتي لتأجيل الموعد بمن في ذلك الروس فما عبر عنه لافروف في الحقيقة هو ما كنا ننوي فعله وليس الروس».
وكان دي مستورا قد أبلغ مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة أنه بعد نحو ست سنوات من الحرب الأهلية الوحشية التي خلفت مئات آلاف القتلى وملايين المشردين في سوريا، يبدو أن وقف إطلاق النار الحالي مستمر في معظم المناطق.
وأوضح أن الفضل في صمود وقف إطلاق النار يعود إلى عقد محادثات مباشرة، مدعومة من روسيا وإيران وتركيا، بين 13 جماعة مسلحة والحكومة السورية في وقت سابق من هذا الشهر في أستانة عاصمة كازاخستان، مشيرا إلى «النية الجدية» التي تظهر الآن لمواصلة التفاوض.
غير أن دي مستورا أعلن للصحافيين أن الاجتماع الذي كان من المزمع عقده تحت رعاية الأمم المتحدة في 8 شباط/فبراير الجاري بجنيف، سيتأخر قليلا. وشرح للصحافيين مزايا تأخيره قائلا: «أولا، نريد أن نعطي فرصة لمبادرة أستانة لكي تُنفذ. إذا أصبح وقف إطلاق النار صلبا بقدر ما نأمل، فإن ذلك سيساعد على أن تكون المحادثات الجادة ملموسة. ثانيا، نحن نريد أن نعطي فرصة لكل من الحكومة لكي تشارك بجدية في تنازلات ومناقشات، وللمعارضة، لأن الأمور تتغير بشكل جذري وسريع ، لكي تكون قادرة على.. لكي تعطى فرصة لتشكيل معارضة واحدة موحدة». وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق داخلي، استطرد مبعوث الأمم المتحدة قائلا إنه «سيلجأ إلى حقه كرئيس الوسطاء، للمرة الأولى، والذي يسمح له باختيار مجموعات المعارضة التي يجب أن تحضر المحادثات».
وفيما لا يزال عشرات آلاف المدنيين السوريين يعانون من الجوع ويحتاجون إلى المساعدات الغذائية الطارئة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، قال دي ميستورا إنه لا يوجد أي سبب لعرقلة الجهود الإنسانية فيما زال وقف إطلاق النار الهش مستمرا.
عبد الحميد صيام