لندن – وكالات: زاد مشرعون بريطانيون أمس الأول الضغط على رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن استراتيجيتها للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكسِت»، منتقدين رفضها الاستمرار في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي.
لكن كثيرين من قادة حملة المعارضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يحضروا مناقشة برلمانية بشأن حث الحكومة على السعي للتفاوض على «اتحاد جمركي فعلي» مع التكتل بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد أن استبعدت ماي أي تغيير في موقفها. ووافق مجلس العموم شفويا على اقتراح الاتحاد الجمركي دون تصويت في إجراء لا يتطلب من الحكومة أن تتخذ أي إجراء.
والاتحاد الجمركي أحد أبرز النقاط الرئيسية في الجدل بشأن خروج بريطانيا المنتظر من الاتحاد الأوروبي. وقادة الحملة المؤيدة لـ»بريكسِت»حساسون لأي اقتراح بشأن احتمال بقاء بريطانيا في مثل هذا الارتباط مع التكتل.
ويقول مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي إن البقاء في أي تجمع للاتحاد سيجعل من بريطانيا «دولة تابعة».
وقالت إيفيت كوبر عضو حزب العمال المعارض «أعتقد أن هناك إمكانية للوصول إلى توافق بشأن الاتحاد الجمركي» معبرة عن رأي يقول بأن هناك عددا كافيا من المشرعين للتصويت ضد الحكومة في وقت لاحق هذا العام. وانضم إليها بضعة مشرِّعين محافظين دأبوا على القول بإن إصرار ماي على أن بريطانيا ستغادر السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي قد يوقع خامس أكبر اقتصاد في العالم في عزلة ويلحق ضررا به.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي أنهم سيعرضون على بريطانيا علاقة أوثق إذا ظلت في الاتحاد الجمركي، وهو ما قد يساعد في تجاوز أحدث مأزق في المحادثات.
لكن ماي ووزراء في حكومتها متمسكون بموقفهم، ويكررون بشكل شبه يومي شعارهم القائل بأن بريطانيا «ستغادر الاتحاد الجمركي وستكون حرة في إبرام اتفاقاتها التجارية الخاصة في أنحاء العالم».
وقال متحدث باسم ماي أنه لا نية لدى بريطانيا للبقاء في الاتحاد الجمركي أو الانضمام إلى اتحاد جمركي بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف قائلا للصحافيين «الحكومة واضحة تماما، وبدون أي غموض، بأننا سنغادر الاتحاد الجمركي ولن ننضم إلى اتحاد جمركي».
على صعيد آخر اعتبر ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف «بريكست» أمس الأول «علينا الا نقلل من خطر عدم توصل الأوروبيين والبريطانيين إلى اتفاق حول بريكست».
وأضاف خلال مؤتمر اقتصادي في صوفيا «طالما لم تتم المصادقة، علينا ان نكون مستعدين لسيناريو (لا اتفاق ولا فترة انتقالية). إنها مسؤوليتنا المشتركة».
وادلى بارنييه بهذه التصريحات بعد شهر على الاتفاق المبدئي المبرم بين الطرفين حول فترة انتقالية من 21 شهرا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس/آذار 2019 رغم الانقسامات ازاء مسألة الحدود بين إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إيرلندا عضو الاتحاد الاوروبي.
وأضاف «لقد أحرزنا تقدما مهما خلال الأشهر الستة الماضية لكن لا يزال هناك المزيد من العمل قبل قمة المجلس الأوروبي في يونيو/حزيران».
وتابع «هذا يعني أنه على جهات السوق والسلطات العامة ان تواصل استعداداتها لكافة السيناريوهات. لا يمكن لأحد التقليل من شأن عدم التوصل إلى اتفاق».
وخلال قمة يونيو يريد القادة الأوروبيون تسوية مسألة شائكة هي كيفية تفادي العودة إلى حدود «مشددة» بين غيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا. وتعهدت بريطانيا والاتحاد الأوروبي منع عودة المراقبة الجمركية على الحدود لكن البريطانيين لم يقترحوا بعد حلا مقبولا لدى الأوروبيون. ويصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة إيجاد حل للمشكلة الإيرلندية للتوصل إلى اتفاق حول «بريكست» ومواصلة عملية التفاوض بشان العلاقات المستقبلية.