الناصرة ـ «القدس العربي»: استأنف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية «الموساد» السابق مئير دغان، هجومه الشرس على رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، وقال إنه لا يخشى على إسرائيل من أعدائها المحيطين بها، بل يخاف من قياداتها، مشددا على أنها تستحق «قيادة لا تمتهن التخويف»، في إشارة واضحة لإيران المستخدمة كفزاعة من قبل اليمين.
وأوضح دغان الذي كان يتحدث في مهرجان جماهيري واسع في تل أبيب الليلة قبل الماضية لإسقاط حكم نتنياهو، أنه يتخوف من فقدان الإصرار، وفقدان القدوة الشخصية ومن التردد والجمود. وتابع «أخاف أكثر من ازمة القيادة، وهي أشد الأزمات التي شهدتها البلاد حتى اليوم».
دغان الذي شن هجوما قاسيا على نتنياهو قبل أيام في حديث مطول لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الجمعة الماضي وقال فيه إن قيادة إسرائيل تدهورها نحو دولة ثنائية القومية، ويرى أنه يقود السلطة منذ ست سنوات، لكنه لم يقدر خلالها ولو خطوة حقيقية واحدة على تغيير وجه المنطقة او لخلق مستقبل افضل».
وأضاف انتقاداته في المهرجان موجها حديثه لنتنياهو حول فشل العدوان الأخير على غزة رغم استمرار القصف 50 يوما: «في فترتنا أدارت اسرائيل اطول حرب منذ حرب التحرير (نكبة فلسطين). فكيف تكون مسؤولا عن مصيرنا اذا كنت تتخوف من تحمل المسؤولية؟».
وكي يبعد الشبهات حول حقيقة دوافع انتقاداته قال دغان المتهم بأنه يعادي نتنياهو لعدم تمديد ولايته بسنة إضافية برئاسة الموساد، قال إنه ليس سياسيا، ولا شخصية رسمية. وأضاف «إلى هنا وصلت بدون طموح شخصي، ومن دون البحث عن وظيفة وبدون حقد او مرارة».
معركة البقاء
وحيال المشروع النووي الإيراني خالف دغان نتنياهو، مؤكد أنه لا يشكل خطرا حقيقيا وأنه لا أحد في إسرائيل وفي الولايات المتحدة يختلف على ذلك. ودعا لمعالجة هذه المشكلة بحكمة وتجنيد الولايات المتحدة لهذه المهمة وليس محاربتها.
وكرر التأكيد على استحقاق إسرائيل قيادة تحدد جدول أوليات جديد، لافتا إلى أن المسألة لم تعد منذ زمن مسألة يسار أو يمين، وانما مسألة طريق ورؤيا وافق آخر ونتنياهو يتقن إدارة معركة من نوع واحد هي معركة البقاء».
كذب نتنياهو
وتبعه بتوجيه الانتقادات الجنرال (احتياط) عميرام ليفين بقوله في مهرجان تل أبيب إنه قبل 41 سنة أزيل عمليا التهديد الوجودي لإسرائيل في إشارة لصمود إسرائيل في حرب رمضان أخطر الامتحانات العسكرية، داعيا نتنياهو للكف عن رواية الحكايات والترهيب بخطر الإبادة، مشددا على أن ذلك كذب.
ليفين المناصر لتسوية الدولتين، تابع محذرا «اذا واصلنا التمسك بحلم» أرض اسرائيل الكبرى «سنفقدها كلها».
ومتماثلا مع دغان اعتبر ليفين أن القيادة الحالية برئاسة نتنياهو تقود نحو نهاية الصهيونية التي تسيطر فيها أقلية يهودية على غالبية عربية. وردا على مزاعم نتنياهو واليمين لفت إلى أن المبادرة السياسية والمفاوضات لا تشكل خطرا على إسرائيل بل تقويها في الداخل والخارج.
يشار إلى أن المنظمات اليسارية التي نظمت مهرجان تل أبيب حرصت على عدم مشاركة السياسيين في إلقاء الخطب حتى لا يبدو مهرجانا انتخابيا. لكن الليكود في تعقيبه اعتبر مظاهرة تل ابيب جزءا من حملة اليسار الممولة بملايين الدولارات من الخارج بهدف استبدال سلطة الليكود القومية برئاسة نتنياهو، بحكومة يسارية برئاسة تسيبي وهرتسوغ بدعم من القائمة العربية المشتركة.
وهاجم الليكود دغان، واعتبره في بيانه، شخصا يساريا في أفكاره، وقال إن من الغريب ادعاءه اليوم عدم إيمانه بالقيادة الحالية، بينما طلب بنفسه تمديد فترته كرئيس للموساد تحت قيادة رئيس الحكومة».
عمى الكراهية
كما هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن، ياريف ليفين، تصريحات دغان، واعتبرها ثرثرة غير مسؤولة تسبب ضررا كبيرا لأمن اسرائيل. ونقل موقع القناة السابعة، عن ليفين قوله ان دغان يعمل بدوافع سياسية واضحة، وكراهيته لرئيس الحكومة أعمته منذ زمن وتحول دون رؤية الواقع.
وتابع «يصبح الضرر أشد خطورة عندما يتم استغلال تصريحات دغان حتى النهاية من قبل ماكنة الدعاية الإيرانية. إن نتنياهو يدير معركة ذات اهمية تاريخية عالية ضد تسلح ايران بقنبلة نووية، بينما يتجرأ دغان على المس، بشكل منهجي بالجهود الاسرائيلية وبأمننا جميعا».
وقال إنه كان يتوقع من مسؤول رفيع سابق في منصب بالغ الحساسية اظهار نفس طويل وعدم استغلال ماضيه بشكل فظ من أجل محاولة التأثير بشكل سيىء على مستقبل مواطني اسرائيل».
يشار إلى أن بضعة عشرات آلالاف من المتظاهرين شاركوا في المهرجان الخطابي في تل أبيب بحضور دغان، ليفين وميخال كيدار، أرملة الضابط دوليف كيدار الذي قتل في حرب غزة الاخيرة «الجرف الصامد».
فزاعة إيرانية
ورغم ان المظاهرة دعت إلى انقلاب سياسي، الا ان الخطباء لم يذكروا زعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، لأسباب منها عدم الظهور بمظهر حزبي- انتخابي وعدم اختراق قانون الدعاية الانتخابية.
ومع ذلك أوضح المنظمون انهم لم يمنعوا أحدا من ذكر اسم هرتسوغ، أو إجراء رقابة على الخطابات التي تناولت في كثير منها الأوضاع الأمنية، في محاولة واضحة لتقويض حملة نتنياهو الذي يركز في حملته على المشروع النووي الإيراني وحماس ويلوح بالتطرف الإسلامي كفزاعة لترهيب الإسرائيليين.
وديع عواودة