الناصرة ـ «القدس العربي»: تزامنا مع استمرار المظاهرات في تل أبيب احتجاجا على الفساد في السلطة، غادر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الهند، ليبدأ بزيارة تستغرق ستة أيام للاحتفاء بمرور ربع قرن على إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين.
وتأتي هذه الزيارة بعد نصف سنة من زيارة رئيس الحكومة الهندية، ناريندرا مودي، لإسرائيل. وقد ولدت ونمت هذه العلاقات بعد توقيع اتفاق أوسلو، كما هو الحال مع دول أخرى كانت علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب ضعيفة أو مقطوعة.
ولم يكشف مصير صفقة ابتياع صواريخ من إسرائيل بقيمة نصف مليار دولار، أعلن قبل أيام أن دلهي تراجعت عن إلغائها نتيجة خلافات داخلية.
ومن المتوقع أن تركز الزيارة على العلاقات التجارية بين اسرائيل والهند، وهذا ما يفسر انضمام ومشاركة 130 من رجال الأعمال الإسرائيليين من حوالى 100 شركة تعمل في الصناعات العسكرية والمياه والطاقة والزراعة والصحة والغذاء.
ومن هذه الشركات شركة «إيروناوتيكس» المصنعة للطائرات بدون طيار، التي تخضع لتحقيق جنائي حساس يمنع حوله النشر.
ويشتبه بقيام «إيروناوتيكس» بتفعيل طائرة غير مأهولة «انتحارية» في أذربيجان ضد موقع مأهول للجيش الأرميني.
وحسب ديوان نتنياهو، سيتم خلال الزيارة توقيع تسع اتفاقات تجارية، في مجال الغاز والنفط، ومجال الطاقة المتجددة، وتحديث اتفاقية الطيران، واتفاق للبحث والتطوير الصناعي المشترك، ومذكرة تفاهم في مجال السايبر، وتشجيع الاستثمار المتبادل، واتفاق بين مستشفى «شعاري تصيدق» ووزارة الصحة الهندية في مجال الطب التكميلي، إضافة إلى اتفاق بين معهد «التخنيون» للعلوم التطبيقية في حيفا ووزارة العلوم الهندية في ميدان استكشاف الفضاء، فضلا عن اتفاق مشترك للإنتاج السينمائي.
وخلال الزيارة سيقوم نتنياهو بافتتاح ساحة في مدينة دلهي تحمل اسم مدينة حيفا، وسيلتقي عدة مرات مع مودي ووزراء من حكومته، ومع الرئيس الهندي رام نات كوفيند .
كما سيزور نصب المهاتما غاندي في دلهي وموقع تاج محل وصومعة أشرام، حيث عاش غاندي قرابة 12 سنة.
كذلك سيشارك في مراسم تذكارية لضحايا الهجوم الذى وقع في مومباي عام 2008 وفي فندق تاج محل وفي بيت «حباد» اليهودي في المدينة. وسيجتمع بزعماء الجالية اليهودية في الهند، ومن ثم سيلتقي مع قادة صناعة الأفلام الهندية «بوليوود».
وسترافق سارة نتنياهو زوجها في هذه الرحلة، بينما تقرر الإبقاء على ابنه يائير في البلاد، خلافا لما كان مخططا في السابق وفقا لدعوة تلقاها من رئيس حكومة الهند، وذلك تحاشيا لإحراج والديه بعد الكشف عن فضيحة زيارته لنوادي التعري برفقة حارس على حساب الدولة وفي مركبة تابعة لها.
وقال نتنياهو قبيل صعوده للطائرة: «أعتزم توطيد العلاقات بين البلدين أكثر خلال هذه الزيارة. إنها فرصة لتعزيز التعاون الإسرائيلي مع قوة عظمى في مجالات الاقتصاد والأمن التكنولوجيا والسياحة».
وأضاف: «رئيس الوزراء الهندي مودي هو صديق حميم لإسرائيل ولي شخصيا، وأثمن قيامه بمرافقتي شخصيا خلال أجزاء كبيرة من زيارتي».
وأكد أيضاً أنه تحدث هاتفيا هذا المساء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحث معه القضايا الإقليمية. وكشف أنه تطرق إلى الاتفاق النووي مع إيران فقال لماكرون إنه من الجدير التعامل بجدية مع ما قاله الرئيس ترامب بشأن طهران، وإنه يجب على من يريد أن يبقي الاتفاق النووي على حاله أن يقوم بتعديل.
في سياق متصل صادقت الحكومة الاسرائيلية بالإجماع، على ميزانية الدولة لعام 2019، بقيمة 397.3 مليار شيكل ( 120 مليارد دولار) يضاف اليها 100 مليار شيكل لتسديد ديون، وهذه هي أكبر ميزانية حتى اليوم. كما في السنوات الماضية، تسيطر ميزانية الأمن على أعلى شريحة من الميزانية، وتبلغ 63 مليار شيكل، علما ان ميزانية الأمن ارتفعت منذ عام 2014 بنسبة 37%، تليها ميزانية التعليم التي تبلغ 59.8 مليار شيكل، بزيادة 38% منذ عام 2014.
أما ميزانية الصحة فتبلغ 38 مليار شيكل، بعد أن حققت زيادة بنسبة 60% منذ 2014. وتصل ميزانية التأمين القومي الى 44 مليار شيكل. وستكون ميزانية 2019 أكبر بـ23 مليار شيكل من ميزانية العام الجاري 2018، بعد ان صادق وزير المالية على توزيع 23 مليار شيكل على الوزارات، بزيادة 3 مليارات عن المبلغ المخطط.
وقال نتنياهو قبيل سفره أن الحكومة صادقت على ميزانية ممتازة وقانون تسويات ممتاز يعبر عن «سياستنا المسؤولة، وهي ميزانية تحافظ من ناحية على النمو والقوة الاقتصادية وتهتم بالاحتياجات الاجتماعية لجميع المواطنين الاسرائيليين».
وقال وزير المالية موشيه كحلون: «هذه ميزانية تنمي، من ناحية، الاقتصاد، ومن ناحية أخرى تحول الأموال إلى السكان الذين كنا نريد مساعدتهم، مثل المعاقين والمسنين والناجين من المحرقة. لدينا اقتصاد قوي».
وديع عواودة:
منذ أمس تابعت أخبارهذه الزيارة.ولديّ أهم فقراتها لقاء نتنياهومع قادة الصناعة والإنتاج السينمائي في بوليوود.هل فكّرمسؤول عربيّ بهذا الأمر؟
أغلب العرب لا يدركون خطورة السينما كسلاح حياة ضد الخصم.فالسينما لدينا مجرد أفلام العيد والعطل.فيما السينما صناعة ذوقية وثقافية وفكرية وسياسية واجتماعية إضافة للاقتصاد.السينما مثل المقاولات ترتبط بها نحومائة مهنة منظورة وغيرمنظورة.إذا أردت معرفة أنّ اقتصاد بلد
ما بخير..انظرلمقاولات البناء ولصناعة السينما ؛ ستعرف نسبة الأمن الداخليّ والخارجيّ ؛ وحركة المجتمع ومستوى التعليم وفرص التطوّر في الاستثمار الاقتصاديّ الممزوج بالرفاهية ؛ والنموالسياحيّ والنشاط الخاص والعام.