رئيس سابق لـ «الشاباك: قادة إسرائيل مثال للعجرفة والغرور والانقسامات بين اليمين واليسار لا تقل خطورة عن أعداء الخارج

حجم الخط
2

الناصرة – «القدس العربي»: نعت رئيس المخابرات الخارجية الإسرائيلية الأسبق «الشاباك» في إسرائيل قيادتها بالمتعجرفة والمغرورة، معتبرا أن رئيس حكومتها الحالي بنيامين نتنياهو كارثة بالنسبة لها. وعلى غرار معلقين ومراقبين بل ومسؤولين إسرائيليين آخرين أبرزهم اليوم رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين، يوضح رئيس «الشاباك» الأسبق كارمي غيلون، الذي اغتيل رئيس حكومة إسرائيل اسحق رابين خلال إشغاله هذا المنصب، أن الانشقاق بين اليمين وبين اليسار الصهيونيين لا يقل خطورة عن الأعداء الخارجيين.
جاء ذلك في كتاب مذكرات جديد نشرت بعض مضامينه صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، وفيه يعتبر رفع الحراسة الشخصية عن رئيسي الحكومة السابقين إيهود أولمرت وإيهود باراك غلطة خطيرة. ويعلل رؤيته بالقول إن رئيس الحكومة يبقى بعد إنهاء مهمته رمزا مهما ويملك معلومات خطيرة، بل أخطر مما بحوزة رؤساء المخابرات والموساد، لافتا لكونهم معرضين للخطف. وتابع «لو كنت رئيسا لتنظيم إرهابي لكنت كرست جهودا كبيرة من أجل  خطف شخص كهذا».
وسئل عن باراك وعن تصريحه قبل شهرين بأنه يتجول في تل أبيب وفي حوزته حقيبة في داخلها مسدس جاهز لإطلاق الرصاص، فقال غيلون إن باراك كان محاربا كبيرا لكنه تعرض لتوالي الأيام ومسدسه ليس الحل، أما أولمرت فهو يواجه مشكلة  فعلا. كما دعا غيلون لتوفير حماية  شخصية لوزراء ومسؤولين أمنيين كبار في السابق.
كارمي (67 عاما) الذي اضطر للاستقالة بعد اغتيال رابين، يؤكد أنه يعرف الواقع جيدا ويعي ما يقوله ويوضح أنه لا يؤمن بالسلام بل بالتسوية، وبالنسبة له فإن رئيس إسرائيل ورئيس حكومتها الراحل ارتكب خطأ كبيرا بإنشائه أولى المستوطنات (عوفرا وألون موريه).
ويحمل غيلون بشدة على رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو ويقول إن ما يهمه فقط هو البقاء في الحكم. ويتابع «كنت وما زلت أقول إن نتنياهو كارثة على إسرائيل لأنه لا يسأل ماذا عليه أن يفعل من أجلها، إنما ماذا أفعل من أجل نفسي. رئيس الحكومة اليميني الراحل مناحيم بيغن تورط هو الآخر بالتحريض بما لا يقل عن نتنياهو وتسبب بانشقاقات بين غربيين وشرقيين، لكننا نذكر له اتفاق السلام مع مصر ورؤيته المتنورة لسلطة القانون وقيم الديمقراطية».
ويؤكد غيلون الذي شارك في فيلم «حراس العتبة» مع رؤساء مخابرات عامة «شاباك» وموساد سابقين حذروا من نهاية إسرائيل نتيجة فقدان تسوية الدولتين، أن باراك وأولمرت لم يكونا أقل انشغالا بالذات وبالاهتمام بالأنا المتضخمة، معتبرا أن ثلاثتهم قد تربوا مع معلقة ذهب سياسية في أفواههم وهم نموذج لقيادة متعجرفة ومغرورة، فهم واثقون بأن الله منحهم صلاحية الوظيفة وأنهم يستحقونها. ويمضي في تعليل هجومه على قادة إسرائيل «إذا كان الاحتلال مشكلتنا فأولمرت وباراك على الأقل حاولا دفع المسيرة، أما نتنياهو فلم يفعل هذا وبذلك يخطىء في فهم وظيفته». ويعتبر أن الاحتمال الوحيد لاستبدال نتنياهو بالحكم يتم بحال دخوله السجن. ويقول إن اليمين صادق بزعمه أنه لا يوجد بديل لنتنياهو، وعندما ينهي حكمه أي موروث سيترك نتنياهو؟

«حذر أمني ومكاسب اقتصادية يعود الفضل بها لإسرائيليين طيبين كثر أيضا»

وردا على سؤال آخر حول رئيس حزب «هناك مستقبل» الصحافي السابق يائير لبيد الطامح لرئاسة الوزراء، قال غيلون إن الأخير يتميز بسطحية نتنياهو نفسها، وهو الآخر يبيع للإسرائيليين ماذا يريدون الشراء، فتارة مع المتزمتين وتارة ضدهم، وتارة مع «أرض إسرائيل الكاملة» وتارة ضدها. ويكشف أنه يرى بنفسه «يساريا» وسبق وصوت لصالح حزبي العمل وميرتس في انتخابات ماضية. وينفي عنه تهمة التذبذب، ويقول إنه لا يعرف لمن يصوت في المرة المقبلة، وربما يصوت لحزب «يسرائيل بيتنا» اليميني بحال قال إنه مع الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة.
لافتا لعدم إيمانه بالسلام يقول إنه يعتقد بالتسوية مع الفلسطينيين كما تم مع مصر، ويؤيد حتى الانفصال عن الفلسطينيين بشكل أحادي كأولوية ثانية. وردا على سؤال يقول غيلون إنه ليس متأكدا من عدم قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على إحراز تسوية مع الفلسطينيين. ويضيف «في حال كان غير قادر فعلينا الذهاب لخيار الانفصال الأحادي».
ويؤيد غيلون إعادة الضفة الغربية مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى الثلاث، مثلما يؤيد تقسيم القدس بين شطرين شرقي وغربي مع إبقاء الحرم القدسي الشريف تحت سيادة دولية ربما أمريكية ـ روسية. ويتابع ساخرا «أما السلام فيأتي مع المسيح المنتظر، لكن التسوية ينبغي أن تمنحنا استقلالا كاملا وأمنا». بالتوازي نستكمل الجدار الفاصل ونتوصل لاتفاق مع الأردن على إقامة قواعد عسكرية على أراضيه تمنحنا  حماية من سوريا ومن الفلسطينيين، وهذا يتيح بناء شبكة وشراكة مصالح مع السعودية كما في التسوية مع مصر والأردن. هذا تحالف كبير يقف في وجه عدو مشترك يتمثل بإيران».

رئيس سابق لـ «الشاباك: قادة إسرائيل مثال للعجرفة والغرور والانقسامات بين اليمين واليسار لا تقل خطورة عن أعداء الخارج

وديع عواودة:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتورجمال البدري:

    قال :{ أنه لا يؤمن بالسلام بل بالتسوية }.وقال : { أما السلام فيأتي مع المسيح المنتظر، لكن التسوية ينبغي أن تمنحنا استقلالا كاملا وأمنا }.
    هذا أخطروأهمّ ما في قول كارمي غلون.ومن المفيد الوقوف عنده ببصيرة إستراتيجية.

  2. يقول احمد:

    للتوضيح فقط
    الشاباك : جهاز المخابرات الداخلية.
    الموساد: جهاز المخابرات الخارجية .

إشترك في قائمتنا البريدية