رضوان لـ «القدس العربي»: لا وساطات بين «حماس» وإسرائيل لإبرام صفقة تبادل أسرى

حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: أكد القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، عدم حصول أي تطور على صعيد الوساطات، لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة مع إسرائيل، مشدداً على أن المقاومة لن تقدم أي معلومة عما لديها من جنود إسرائيليين دون دفع الاحتلال ثمن ذلك.
ودعا في حديث مع «القدس العربي» لدعم عربي إسلامي للقضية الفلسطينية، بما في ذلك مناصرة قضية الأسرى، وانتقد «سياسة الهرولة والتطبيع» تجاه الاحتلال.
وقال، في أعقاب ما تردد عن فشل وساطة تركية مؤخراً، بإبرام صفقة تبادل جديدة بين «حماس» وإسرائيل : «لن تكون هناك أي مفاوضات تقبل بها حماس، قبل أن يستجيب الاحتلال لشروط المقاومة، والمتمثلة في إطلاق سراح كل الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، بعد الإفراج عنهم في صفقة وفاء الأحرار الأولى».
وحول ما إذا كانت هناك جهود تركية جديدة لعقد صفقة تبادل أسرى أوضح أن «أي وساطة يجب أن يسبقها تنفيذ الاحتلال لشرط المقاومة»، مشدداً على أن «الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، الذي يأسر الجنود الإسرائيليين، لن يتنازل عن شروطه»، ودعا في ذات الوقت إسرائيل لـ «الاستعداد لدفع الثمن».
يشار إلى أن حركة «حماس» لم تمانع أن تدخل في صفقة تبادل بوساطة تركية، خاصة بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان استعداده للتوسط لإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، في حال طلب الطرفان منه ذلك. وقال آنذاك أنه سيكون على إسرائيل أن تعلم بأن حماس ستطلب الإفراج عن أسرى مقابل جثث الجنود.
وبخصوص تصريحات عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية الذي أكد خلالها أن ما لدى المقاومة كفيل بتحرير الأسرى، فاكتفى رضوان بالقول إن «المقاومة في جعبتها ما تستطيع أن تقدمه لتحرير الأسرى»، دون أن يقدم مزيدا من الإيضاحات.
واتهم القيادي في «حماس» إسرائيل، بأنها تراوغ في عملية الدخول في مفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، لكنه في الوقت ذاته أكد أن المقاومة التي تتولى إدارة ملف صفقة التبادل، لن تقدم أي معلومة للاحتلال حول الجنود الذين في قبضتها «دون دفع لثمن».
وأضاف: «المقاومة إذا قالت صدقت، وإذا عاهدت أوفت، المقاومة قادرة وتستطيع أن تخرج أسرانا البواسل من سجون الاحتلال، وهي التي تقدر الظروف المناسبة لذلك».
وكانت «كتائب القسام»، أعلنت أن أربعة إسرائيليين باتوا في قبضتها، من بينهم جنديان أسرتهما خلال المعركة البرية التي كانت قائمة على حدود غزة في الحرب الأخيرة صيف عام 2014، واثنان آخران دخلا القطاع بعد الحرب، أحدهما من أصل أثيوبي، ومواطن رابع بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وتريد «حماس» في حال أبرمت صفقة أسرى جديدة، أن تطلق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين تحديداً ذوي المحكوميات العالية في الصفقة المقبلة، خاصة وأنها تمكنت في الصفقة الأولى التي أطلقت بموجبها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، من إطلاق سراح 1027 أسيرا، بينهم 450 من ذوي المحكوميات العالية. وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت مؤخراً، أن وساطة تركية فشلت في قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب القسام في غزة. وأوضحت أن المفاوضات قد بدأت قبل أربعة أشهر، ووصلت إلى طريق مسدود.
وأبدت عوائل الجنود الإسرائيليين تذمرا كبيرا بسبب البطء في عملية إعادة أبنائها، ولم تعد تصدق إحدى العوائل رواية الجيش التي تذكر أن ابنها قتل قبل أسره في أرض المعركة، ونظمت هذه العوائل الكثير من الوقفات الاحتجاجية ضد الحكومة.
وفي هذا السياق أعربت عائلة الجندي الأسير شاؤول أورون، عن أسفها ورفضها لقرار المجلس الأمني المصغر، الذي قرر إعادة سبعة جثامين لشهداء فلسطينيين وتسليمهم لذويهم.
وقالت في بيان لها إن «الكابينت لا يخطر في باله أن ينعقد من أجل أن يعيد ابننا الذي أرسلته إسرائيل للقتال، فللأسف حكومة (بنيامين) نتنياهو اختارت تقديم حسن نوايا للفلسطينيين بإعادة جثامينهم دون أن تعمل لإعادة ابننا».
وقال رضوان لـ القدس العربي»، إن «حركة حماس والمقاومة لن يهدأ لها بال، حتى ينال الأسرى حريتهم». وأضاف: «ثقوا بالله وبالمقاومة، لن نتخلى عنكم، وأنهم على سلم أولوياتنا».
وتعهد بتحرير قريب للأسرى، مؤكداً أن القوانين العنصرية الإسرائيلية ضد الأسرى «لن تكسر شوكة الأسرى البواسل، ولا شوكة أبناء الشعب الفلسطيني».
ودعا إلى «مزيد من المواجهات والنضال ضد الاحتلال من أجل تحرير الأسرى»، مؤكداً أن «حماس تعمل على إبرام صفقة «وفاء الأحرار 2» لتكون صفقة مشرفة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
وبين أن الاحتلال سيخضع في النهاية لشروط المقاومة.
وانتقد رضوان العمل السياسي الفلسطيني الذي تقوم به السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل، ودعا السلطة إلى «تحريك دعاوى قانونية دولية ضد الاحتلال، بسبب ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون من انتهاكات وقمع لحقوقهم».
وأكد على ضرورة الاستمرار في الفعاليات الجماهيرية المساندة لقضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وعلى رأسهم الأسيران أنس شديد وأبو فارة. ودعا المقاومة إلى العمل من أجل أسر المزيد من الجنود الإسرائيليين لـ «تبييض السجون الإسرائيلية وتحرير كامل الأسرى».
كذلك طالب الدول العربية والإسلامية بوقف «سياسة الهرولة والتطبيع» مع الاحتلال، والتركيز على دعم القضية الفلسطينية.
واتهم القيادي في «حماس» المجتمع الدولي، بالاستمرار بـ»الكيل بمكيالين» في تعامله مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الكم الكبير من الانتهاكات التي تخالف القوانين الدولية، ويعاني منها الشعب الفلسطيني جراء سياسات الاحتلال، والمتمثلة في الاعتقال الإداري والإعدام الميداني، وغيره من الهجمات والاعتداءات اليومية ضد الفلسطينيتين، في ظل «صمت المجتمع الدولي»، الذي دعاه رضوان لـ»الضغط على الاحتلال وتحقيق العدالة».

رضوان لـ «القدس العربي»: لا وساطات بين «حماس» وإسرائيل لإبرام صفقة تبادل أسرى

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية