طرابلس ـ «القدس العربي»: يستعد أبطال ليبيا في رياضة كمال الأجسام، لخوض منافسات بطولة العالم في اللعبة التي من المقرر أن تستضيفها البرتغال خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وذلك رغم الأوضاع المضطربة التي تشهدها البلاد خلال الأعوام الأخيرة. وفي إطار هذه الاستعدادات احتضنت جامعة طرابلس الليبية، الاسبوع الماضي، بطولة المنطقة الغربية لكمال الأجسام، بمشاركة 51 رياضيا من المنطقة الغربية في البلاد برعاية الاتحاد الفرعي للعبة، وبإشراف الاتحاد العام. وبحسب الإعلان التنظيمي لاتحاد اللعبة العام، أُقيمت البطولة بمدرج أحد كليات الجامعة تمهيدا لبطولة ليبيا لكمال الأجسام التي من المنتظر أن تنطلق في وقت لاحق هذا الاسبوع، بمشاركة المرشحين عن مناطق شرق وجنوب وغربي البلاد، ومنها سيتأهل من سيمثلون ليبيا في بطولة العالم بالبرتغال. والأسبوع الماضي، شهدت المنطقة الشرقية بطولة مماثلة في مدينة بنغازي بمشاركة 32 رياضيا من كامل مدن الشرق الليبي.
وتنشط رياضة كمال الأجسام في ليبيا منذ بداية عقد الثمانينات، حيث بدأت مدارس التدريب على بناء الاجسام في مدينتي طرابلس وبنغازي لتصل إلى مدن أخرى بالغرب والجنوب بكثافة. وخلال منتصف التسعينات انتشرت في عدد من المدن الليبية صالات متخصصة في التدريب على هذه الرياضة. ومنذ منتصف الثمانينات أدرجت رياضة بناء الاجسام كاتحاد فرعي ضمن «الاتحاد العام لرفع الإثقال والقوة البدنية» الذي ضم عددا من الاتحادات الفرعية الأخرى للجودو والتايكواندو وتنس الطاولة ورفع الأثقال وغيرها. لكن رياضة بناء الأجسام استقلت في اتحاد خاص بعدما شهدت مؤخرا تطورا في المستوى الفني، إذ احرزت ليبيا عدة مراكز متقدمة عالميا. فقد توج البطل العالمي صلاح أبوفناس في الاكوادور بكأس بطل أبطال العالم عام 2012، وفي 2013 توجت ليبيا بـ7 ذهبيات وفضيتين في متوسطية فرنسا، بينما فاز البطل، كمال القرقني بكأس بطل الأبطال، وفي متوسطية 2014 كانت المشاركة بالرياضي أبوعجيله أبوراس الذي توج بكأس أفضل عارض في الكلاسيك.
تجدر الإشارة أنه عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً. ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/ آذار 2016، إلا أنها لم تحض بثقة مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرق البلاد.