إسطنبول ـ دمشق ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال وهبة محمد: قالت روسيا، أمس الثلاثاء، إن لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لقصف الحي الذي تتركز فيه الإدارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة. وأضافت أنها سترد عسكريا إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جيراسيموف، إن موسكو لديها معلومات بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لاصطناع هجوم بأسلحة كيميائية ضد المدنيين وإلقاء اللوم على الجيش السوري.
وأضاف أن الولايات المتحدة تنوي استغلال الهجوم المصطنع ذريعة لقصف الحي الحكومي في دمشق، حيث يتمركز روس من مستشارين عسكريين وأفراد من الشرطة العسكرية ومراقبين لوقف إطلاق النار.
وقال جيراسيموف في بيان «في حالة وجود خطر على أرواح جنودنا، سوف تستهدف القوات المسلحة الروسية الصواريخ والمنصات التي تستخدم في إطلاقها».
كانت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة قد حذرت الإثنين من أن واشنطن «ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين علينا ذلك» في حالة تقاعس مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا، وذلك في ظل استمرار هجوم القوات الحكومية على الغوطة الشرقية دون هوادة.
من جهة أخرى ولأول مرة عقب أشهر طويلة من الخلافات الحادة والمتصاعدة بين تركيا والولايات المتحدة حول الوحدات الكردية في سوريا، ظهرت مؤشرات قوية على التوصل إلى تفاهمات شبه نهائية بين أنقرة وواشنطن تتعلق بسحب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، وتعزيز التعاون بين الجانبين في شمالي سوريا بشكل عام.
وعلى الرغم من وجود تفاؤل تركي باحتمال تطبيق التفاهمات مع واشنطن هذه المرة ولو جزئياً في منبج فقط، لا يخفي كبار المسؤولين الأمريكيين انعدام الثقة بالولايات المتحدة وتأكيدهم على أن تقييمهم لتطوير التقارب الأخير سيكون بناءً على الأفعال وليس الأقوال. ومنذ أيام بدأت المصادر الرسمية التركية ووسائل إعلام أمريكية الحديث عن توافقات غير نهائية جرى التوصل إليها بين الجانبين خلال الأيام الماضية. وعقب ساعات من تصريحات الناطق باسم الحكومة التركية، كشف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو تفاصيل جديدة عن المتوقع حصوله خلال الفترة المقبلة. وقال أوغلو: «تنظيم ب ي د الإرهابي سوف يتم طرده من منبج، وستحل مكانه قوات أمريكية وتركية سوف تتولى حفظ الأمن والاستقرار في المدينة»، لكنه عاد وهدد بأنه في حال لم يتم الاتفاق على ذلك بشكل نهائي وتطبيقه فإن تركيا سوف تهاجم منبج.
هذا وعادت طبول الحرب لتقرع من جديد في محافظة «درعا» جنوبي سوريا، بعد غياب امتد لأشهر ثمانية، لتمزق غارات النظام السوري الجوية على مدن وبلدات المحافظة، اتفاق خفض التصعيد، الذي أبرم عقب اتفاق روسي أمريكي سري في العاصمة الأردنية ـ عمان في شهر تموز/ يوليو من عام 2017. ونفذت طائرات النظام السوري، وحسب ما أكدته مصادر محلية في محافظة درعا، أكثر من عشر غارات جوية، طالت العديد من المدن والبلدات، ومنها «بصر الحرير ـ الغارية الغربية ـ الصورة ومنطقة اللجاة»، وأوقعت العديد من الإصابات في صفوف المدنيين، بينهم أطفال.
بدورها، شهد العديد من المناطق في محافظة درعا، وأبرزها ريف درعا الشرقي، حركة نزوح للأهالي نحو الحدود السورية الأردنية، بالتزامن مع غارات النظام السوري، والحشود العسكرية المتبادلة بين قوات النظام والمعارضة السورية في الريف الشرقي، الملاصق للأوتوستراد الدولي الذي يربط المحافظة بالعاصمة دمشق.
وأرسلت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية ثقيلة إلى المنطقة، مؤلفة من 20 دبابة ومدرعة محمولة على ناقلات، إضافة إلى سيارات عسكرية وأخرى مدنية على متنها عناصر من النظام، كما عززت قواته مواقعها في مدينة درعا، وفق ما نقلته وكالة «نبأ» المعارضة، والعاملة في محافظة درعا.
تزامن ذلك مع استمرار حملة النظام على الغوطة الشرقية بغية السيطرة عليها وتأمين العاصمة دمشق من الخطر الذي يتهددها بوجود قوات المعارضة على تخومها، حيث قسم النظام محاوره العسكرية إلى قطاعات عدة يقودها أشهر قادته العسكريين كماهر الأسد وسهيل الحسن. من جانبها تقاتل فصائل المعارضة النظام كل حسب المنطقة التي يسيطر عليها «كجيش الإسلام» و«فيلق الرحمن».