نيويورك ـ «القدس العربي» من ـ عدن ـ وكالات: انسحب المقاتلون الحوثيون من منطقة بوسط عدن أمس الجمعة في حين أسقط التحالف الذي تقوده السعودية أسلحة وإمدادات طبية للمقاتلين الذين يدافعون عن المدينة اليمنية الجنوبية.
وقال سكان ومسؤولون محليون إن الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا من منطقة كريتر ومن مقر للرئاسة في عدن كانوا قد سيطروا عليه الخميس.
وجاء الانسحاب بعد ليلة شهدت اشتباكات وضربة جوية استهدفت قصر الرئاسة في منطقة المعاشيق المطلة على كريتر. وقالوا إنه تم تدمير دبابة واحدة على الأقل للحوثيين بينما استولى موالون للرئيس عبد ربه منصور هادي على دبابة أخرى.
وكان الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يقاتلون إلى جانب جنود موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح قد ظهروا كأقوى جبهة في اليمن بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي.
وفي الشهر الماضي تقدموا صوب عدن التي اتخذها هادي مقرا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء مما دفع السعودية للتدخل. ودمرت الضربات الجوية التي تقودها السعودية منذ تسعة أيام معظم عتاد الحوثيين وقضت على أي فرصة لحصولهم على دعم خارجي لكنها فشلت في إيقاف زحفهم على مدينة عدن.
وقال فصيل محلي إن رجاله قتلوا عشرة من الحوثيين خلال القتال الذي أخرج الحوثيين من كريتر. وأضافوا أن الحوثيين قتلوا اثنين من العاملين بالمجال الطبي واثنين من المرضى عندما فتحوا النار على سيارة إسعاف كانت تنقل مصابين من عدن.
وليس بالإمكان التحقق من النبأ من مصدر مستقل.
من جانب آخر قال مقاتلون إن طائرات حربية تابعة للتحالف أسقطت في ساعة مبكرة أمس الجمعة أسلحة وإمدادات طبية بالمظلات على منطقة التواهي على مشارف عدن والتي لا يزال يسيطر عليها أنصار هادي.
وأضافوا أن الصناديق التي تم إسقاطها كانت تحتوي على أسلحة خفيفة ومعدات اتصال وقذائف صاروخية. ونشرت صحيفة عدن الغد الموالية لهادي صورا لصندوق خشبي واحد على الأقل مثبت في مظلة قالت إنه تم إسقاطه في عدن. وشوهد رجال من المنطقة وهم يضعون الصناديق في شاحنات صغيرة.
وكان هادي قد غادر عدن الأسبوع الماضي وهو يوجد حاليا بالسعودية مع تقلص سلطته على الأرض أمام تقدم الحوثيين.
وكان التحالف الذي يحاول استعادة سلطة هادي تمهيدا لبدء مفاوضات سياسية قد قال مرارا إن إرسال قوات برية لليمن يظل خيارا لكنه ليس تحركا تلقائيا.
وامتنع مسؤولون عن التصريح بما إذا كان قد تم نشر قوات خاصة بالفعل. وقال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الخميس إن المملكة ليس لديها قوات «رسمية» على الأرض في عدن. وذكرت مصادر حكومية أمريكية الخميس أنه على الرغم من أن واشنطن تعتقد أن السعودية وحلفاءها نشروا على الحدود قوة عسكرية كبيرة بما يكفي لغزو شامل فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن الرياض تعتزم اتخاذ تلك الخطوة قريبا.
وتمثل الآن الحرب على الحوثيين أكبر صراع في صراعات متعددة باليمن الذي يواجه أيضا حركة انفصالية بالجنوب واضطرابات قبلية وفرعا قويا لتنظيم القاعدة.
وأجبر القتال واشنطن على إجلاء رعايا من اليمن الذي يمثل ساحة حرب رئيسية في حملات تشنها بطائرات بلا طيار على تنظيم القاعدة غير أن ضابطا بالجيش الأمريكي عبر عن اعتقاده بأن اهتمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منصب الآن على الحوثيين أكثر منه على التخطيط لتنفيذ هجمات بالخارج.
وقال سكان إن أكثر من 150 من مقاتلي القاعدة انتشروا في شوارع مدينة المكلا أمس الجمعة بعد أن سيطروا على مقر البنك المركزي واقتحموا سجنا وحرروا عشرات السجناء ومن بينهم أحد زعمائهم المحليين.
وأضافوا أن الجيش ظل مسيطرا على المطار والميناء وثكنات المدينة.
ويعارض مقاتلو تنظيم القاعدة السني الحوثيين المنحدرين من الأقلية الزيدية الشيعية. وينتمي صالح لهذه الأقلية لكنه حارب لسحق الحوثيين عندما كان رئيسا. وقد اضطر للتنحي بعد احتجاجات حاشدة عام 2011 لكنه ظهر مرة أخرى كقوة نافذة عندما تحالف مع الحوثيين.
وفي مقابلة نشرتها أمس الجمعة صحيفة (المصري اليوم) وصف صالح الضربات الجوية التي تقودها السعودية بأنها «عدوان غير مبرر».
وأضاف «نحن نعول على الدور المصري والجزائري وسلطنة عمان لإيقاف هذه الحرب العبثية ضد الشعب اليمني».
وأجبر القتال دولا كثيرة على إجلاء رعاياها من اليمن. وأرسلت الصين التي كانت قد أجلت رعاياها بالفعل من اليمن فرقاطة إلى عدن الخميس لإجلاء 225 شخصا من عشر دول مختلفة.
وكانت هذه المرة الأولى التي يساعد فيها الجيش الصيني بلدانا أخرى على إجلاء رعاياها خلال أزمة دولية. وقالت تركيا أمس الجمعة إن فرقاطة أجلت 55 مواطنا تركيا من عدن.
وأعلنت دينا قعوار، الممثلة الدائمة للأردن ورئيسة مجلس الأمن لشهر نيسان/أبريل الحالي أن النقاش بين أعضاء مجلس الأمن حول نص مشروع القرار حول اليمن الذي اقترحته دول مجلس التعاون الخليجي ما زال قيد النقاش ولم تكتمل المشاورات بعد. وقالت إن الهدف النهائي لمشروع قرار دول مجلس التعاون هو العودة إلى طاولة المفاوضات. ولكن «لا نقبل أن تؤخذ اليمن رهينة لإملاءات الحوثيين العسكرية».
وقد علمت «القدس العربي « من مصادر دبلوماسية في مقر المنظمة الدولية أن مشروع القرار الذي تعمل دول مجلس التعاون على إعتماده من قبل مجلس الأمن حول اليمن ما زال يواجه صعوبات واعتراضات روسية متعددة.
وقد لخص الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الاتحاد الروسي اعترض على مجموعة نقاط في مشروع القرار ولخصها في النقاط التالية:
ـ اعترض المندوب الروسي على ما جاء في ديباجة المشروع في ذكر رسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يطالب فيها بالتدخل العسكري وطلب حذف الإشارة إلى موضوع التدخل العسكري؛
ـ إعترض المندوب الروسي على إدانة الحوثييين بالإسم وطالب بالاكتفاء بدعوة جميع الأطراف إلى العودة إلى الحوار.
ـ إعترض المندوب الروسي على ذكر الحوثيـيين وعلي عبد الله صالح بالإسم والتهديد بوضعهم على قائمة المشمولين بالعقوبات وطالب المندوب الروسي عدم الإشارة بالأسماء لأحد عند الحديث عن المعطلين للعملية الانتقالية في اليمن.
ـ إعترض المندوب الروسي على الفقرة التي تطالب بحظر الأسلحة عن الحوثيين وطلب إستبدالها بحظر الأسلحة عن اليمن بشكل عام.
وينص مشروع القرار الأصلي الذي تقدمت به دول مجلس التعاون على إدانة تصرفات الحوثيين باشد العبارات ويطالبهم بتنفيذ بنود القرار 2201 خلال ثلاثة أيام من إعتماد القرار في مجلس الأمن. ويشير مشروع القرار إلى عزم المجلس على الانعقاد مجددا إذا لم يلتزم الحوثيون بتنفيذ بنود القرار ليناقش وضع الحوثيين على قائمة العقوبات التي أشار إليها القرار 2140 الذي إعتمد في 26 شباط/فبراير 2014.
كما ينص مشروع القرار كذلك على حظر الأسلحة للحوثيين بموجب الفصل السابع وإدراج إسمي أحمد علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي على لائحة المشمولين بالعقوبات. كما يدعو مشروع القرار فريق الخبراء الذي إنشئ بموجب القرارا 2140 إلى التحقيق في العلاقة بين علي عبد الله صالح وتنظيم القاعدة.
وينص مشروع القرار كذلك على بطلان أية إتفاقيات تعقد مع الحوثيين واعتبارها غير قانونية وغير شرعية.
عبد الحميد صيام
روسيا غير محايدة لأنها لعبت دوراً مؤلماً ضد الشعب السوري.
المافيا الروسيه تلعب نفس الدور من سوريا لليمن مافيا القتل