يشتعل هذه الفترة الوضع الطائفي في منطقة الخليج إثر عدد من الأحداث المتتابعة شديدة الغرابة والغموض، فالأحداث التي بدأت بخلاف «بين الأشقاء» تحولت إلى شق عميق نكاد نراه يبتلعنا جميعاً، شق تشكل في فترة زمنية قصيرة مما يثير الكثير من الشكوك حول الوحدة والأخوة التي طالما تغنت بها دول الخليج.
والحقيقة أن الروابط الجغرافية والاجتماعية والدينية ووحدة الأصول وتقارب اللهجات كلها خلقت كينونة مترابطة من دول الخليج، إلا أن هذا الترابط لم يخل من مشاكل واختلافات وخلافات بقيت رابضة كالجمر الخفي، مغطاة بطبقة كثيفة من الرماد الإعلامي الذي ستر كل الخلافات، وموه كل الإختلافات، صارخاً بالمحبة المبالغة التي كثيراً ما أشارت ألوانها الفاقعة إلى زيف الكثير من المعاني المتضمنة فيها. ليس هذا عيبا في دول الخليج تحديداً (الدول العربية ككل حاولت تقديم هذه التمثيلية في القرن السابق قبل أن تنبذها مع بداية القرن الحالي). فالترابط القائم على قيم الحب والإخاء الرومانسية بعيداً عن مفهوم المصلحة المشتركة هو ترابط مهزوز، فالدول ككينونات سياسية تحكمها المصالح والعلاقات والموازنات الدولية لا الحب والإخاء والرومانسيات العاطفية.
الجانب المذهل في موضوع الخلاف يتجلى في اصطفاف الشعوب الخليجية خلف حكوماتها بتبعية مطلقة، شعوب متجاورة يربطها الدم والنسب ووحدة الأصول واللغة والدين، تركت هذه المعاني، ونبذت كل الأغاني التي ترن في إذاعاتنا كثيراً حول وحدتنا الخليجية ورومانسية علاقاتنا، وركضت مصطفة خلف القرارات الحكومية المختلفة، فأي إشارات توحي بها هذه المواقف حول حقيقة التضامن الخليجي الشعبي؟ هل يشير واقع الحال إلى ضحالة العلاقات الشعبية الخليجية أم إلى عمق الانتماء الحكومي لشعوب الخليج النابع من المفاهيم القبلية؟
أما الجانب المتوقع والمحزن في الموضوع فهو الانقسام الطائفي اللاحق لكل أزمة خليجية خصوصاً في الآونة الأخيرة. فما أن ينكشف خلاف، حتى ينكشف معه طبق الطائفية العفن، وتفوح رائحته حتى تكاد تغطي على رائحة الخلاف الأًصلي، وشيئا فشيئا، يترك الناس موضوع الخلاف، وينهمكون في خلاف الخلاف، متلذذين باصطفافاتهم المذهبية وبتراشق اتهامات الخيانة المبطنة والمعلنة لدولهم الصغيرة الثرية، كل يشكل موقفه حسب «منطقة سكن» شيخ مذهبه. في حين أن هذه ليست آفة مقتصرة على دول الخليج، إلا أنها أشد وضوحاً وأكبر خطراً في هذه الدول بالنظر لأحجامها الصغيرة، وثرائها الكبير، وقلة أعداد سكانها المتعاركين.
وفي حين أن الأقلية الشيعية في الخليج عانت ما عانت في سنوات ماضية كما أي أقلية أخرى في أي مكان في الدنيا، إلا أن هذه الأقلية الشيعية قد ساهمت، بقصد أو بدونه في تعزيز الموقف الإقصائي تجاهها. لا بد من مواجهة المشكلة، والمواجهة تبدأ من الاعتراف أولاً بالتمييز ذي الدرجات المتعددة ضد الشيعة في دول الخليج والمتبين في انحسار المناصب المهمة ومواقع صنع القرار عنهم وفي معاناتهم التعبدية التي قد تصل حد الاضطهاد في بعض المواقع الخليجية، وفي عزل مفاهيمهم المذهبية عن المناهج الدراسية، وثانياً بالاعتراف بالميل العاطفي الشيعي تجاه إيران وحزب الله الذي يتسبب في حالة من غياب الثقة وتثبيت الشكوك تجاه الشارع الشيعي. وفي حين أن هذا الميل الشيعي الشعبي (أي ميل الشارع الشعبي العام وليس ميل بعض السياسيين الشيعة الذي هو قصة أخرى) في معظمه عاطفي ساذج نوستالجي (أتكلم بحكم موقعي كشاهدة من الداخل)، غير مبني على فهم حقيقي للسياسات الخارجية أو لمفهوم ولاية الفقيه، إلا أن ضرر هذا التعاطف والود كبير جداً على الوضع الشيعي الخليجي، فهو يحجب الثقة، ويثير الشكوك، ويقسم الصف من دون وعي من الطرف الشيعي للصورة المنعكسة لتعاطفهم ولآثارها الجسيمة.
بالطبع الموقف الشيعي من إيران وحزب الله يدخل في مساحة حرية الرأي، طالما أنه بقي رأيا وموقفا ولم يتحول لأي فعل يخل بالأمن، إلا أن حقيقة الموقف تنطوي على سذاجة غير مقدرة في الشارع الشيعي العام. يصطاف شيعة الخليج في إيران كثيراً، ينظرون بفخر للدولة الشيعية، وينظرون بتعظيم وامتنان لحزب الله، غير واعين أنهم لن يستطيعوا العيش تحت النظام السياسي الإيراني ليوم، وأن شيعيتهم بما اختلطت به من عادات وتقاليد ومفاهيم خليجية أصبحت أقرب للمفاهيم الخليجية السنية عنها للمفاهيم الشيعية الإيرانية أو اللبنانية، ويمكن الرجوع لسلسلة من مقالات الكاتب الكويتي المبدع خليل حيدر الذي كان أول من كتب في الأفكار المذكورة أعلاه للاستزادة من التفاصيل والأمثلة حول الموضوع.
ولكن نبقى كلنا في الهم طائفة، فما أن تقع لنا واقعة أو ينزل بنا حدث، حتى تطفو هذه الخلافات الطائفية، ويبدأ التراشق المذهبي فتنشرخ الأرض تحت أقدامنا سريعاً وعميقاً وفي مساحة محدودة وصغيرة ينذر حجمها بخطر جسيم إذا ما تركنا للشرخ أن يتمدد ولعمقه أن يغور عميقاً في الأرض. نختلف أو نتفق كدول الخليج، حالنا من حال كل دول العالم، يخرج من يخرج من مجلس التعاون، لا بأس، تحدث في أفضل العائلات، لكن أن نتناطح مذهبياً ونشكك في بعضنا بعضا، فهذا ما لا تحتمله أحجام دولنا ولا أعدادنا ولا قوانا السياسية، وهذا ما يحتاج أن يفهمه الطرف السني المتشكك دوماً والطرف الشيعي المتظلم أبداً ودائماً، أن لا الشك يوصل لحل ولا المظلومية ترفع من قدر. ويبقى لي أن أفتخر بالموقف الكويتي المشرف، وإن كانت شهادتي مجروحة، وبمحاولات الكويت الحكيمة والمستمرة لرأب الصدع، والذي هو ليس موضوع مقال اليوم، عسى أن نصل لبر أمان قريب.
د. ابتهال الخطيب
الحل الوحيد للمشاكل العرب هي الحرية لأن الحرية قرينة الإدراك والعرب لا يدركون ما يدور حولهم أو ما يخطط لهم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية تبنت الحرية و النضم الديمقراطية كالية من آليات تجاوز الفشل رغم اختلاف ألسنتهم و معتقداتهم إلا أنهم نجحوا واتحدو . الشعوب العربية لا تعي قيمة الحرية وكما ذكر في المقال تجدهم متلددين باصطفافاتهم المدهبية يجلدون بعضهم البعض علي المواقع الإلكترونية جدالتهم بيزنطية وهذا ما جعل النضم الاستبدادية تزدهر في عالمنا العربي وهناك حكمة تقول لو أمطرت السماء حرية لوجدت من يفتح مضلته.
تحياتي أخ جواد،، هذه عباره وردت في تعليقك وهي غير دقيقه حتى لا أقول غير صحيحه..(الشعوب العربية لا تعي قيمة الحرية)!!!
شعبي الفلسطيني لازال يقدم الشهداء كل يوم منذ الاحتلال فقط من أجل الحريه وفقط لانه يدرك معنى الحريه..
الشعب السوري الشقيق،،قدم نصف مليون شهيد (حسب الإحصائيات الرسميه) وتشرد نصف ألشعب ودمرت البلد فقط لانهم أدركوا معنى كلمه الحريه،،،والشعوب العربيه والإسلاميه كذلك،،بل أن كل الثورات في العالم ثارت على الظلم والاحتلال وعلى الأنظمه المستبده لانها تعي معنى كلمه الحريه..
تحياتي
شكرا لك اخي العزيز علي تعقيبك وانا اعي جيدا ماقلته وتساءلت دائما ماذا لو سقط بشار الأسد مثلا هل نرا انتخابات حرة ونزيهة أو نشهد السيناريو الليبي و انضر ما حدث في الجزائر حين قدم لهم الرئيس بن جديد الحرية علي طبق من دهب ولاكن عند الانتخابات اختار الجزائريين أعداء الحرية أما فلسطين فأمر آخر.
د.ابتهال المحترمه
مقال جميل , شكرا لك
الظاهر ان المشكله هي بين الملوك و الامراء الخليجيون , هم يصنعون المشكله وهم القادرين على حلها
و طبعا الوزراء هم تابعين لقرارات الحكام ,,, وكل يدافع عن مواقف دولته , و حسب ما يرتئيه الحاكم
السؤال الان هو: اين برلمانات الخليجيون؟ لماذا لم نسمع منهم اي موقف ؟
اذا كانت الحكومه تسير براي الحاكم ,,,فالبرلمان هو ممثل الشعب و له موقفه الخاص و لا يطابق موقف الحاكم
لم نسمع من رئيس اي برلمان خليجي ولا حتى نائب في البرلمان ما يناقض راي الامير او الملك!
البرلماني ليس موظف عند الحكومه حتى يطابقها الراي ,,, اذا اين موقفه؟
الاستنتاج هنا هو : حتى البرلمان يسير كما يريد الملك و الامير
اذا اين الديمقراطيه ؟ و لماذا الانتخابات ؟ هل هي مضهر امام العالم , لنقول لهم : تعالوا و شاهدوا ,,,نحن لدينا انتخابات و برلمان شعبي ,, ولكنه مع الاسف ميت
تحياتي للجميع
رومانتيكية وليس رومانسية وفق التعبير الشائع!
هكذا توصل استاذي الدكتور محمد غنيمي هلال رحمه الله، أول بناة الأدب المقارن بمفاهيمه الدقيقة في لغة العرب المحدثين، وذلك في مقدمة كتابه المعروف “الرومانتيكية”!
والرومانتيكية في بعض جوانبها ثورة على الطائفية والظلم والتمييز والمفاهيم المتحجرة.
والطائفية نتاج عوامل كثيرة، في مقدمتها تراجع دور الدين، وتقدم جحافل الجاهلية في أبشع صورها، وقيمها ومثلها. يوم انتصرت الثورة الإيرانية على السافاك استبشرنا خيرا بانتصار العرب على أجهزة القمع والقهر. ويوم قال الخميني لشيعة لبنان إنه يستقبلهم- وقد ذهبوا لتهنئته بنجاح الثورة- بوصفهم وفدا من مسلمي لبنان وليس وفدا للشيعة؛ تفاءلنا بأن القضية الإسلامية العامة، هي الشاغل الأساسي للثورة المنتصرة، وكنت من الذين استنكروا حرب صدام ضد إيران في مقالات عديدة، مع أن أمة حنا للسيف كانت تغدق على صدام المليارات، وتمنعها عن السادات الذي كان في أمس الحاجة إليها، فاضطر للذهاب إلى القدس، وللأسف سطعت شمس المجوس مرة أخرى في غطاء طائفي، وكان التواطؤ مع أميركا ضد الشعب الأفغاني، والشعب العراقي، ثم إلهاب المنطقة بالنفخ في نار الطائفة في لبنان وسورية والخليج واليمن السعيد جدا، بل امتد النفخ إلى أقصى المغارب والمشارق وأعماق إفريقية.
ثم كانت التغذية وتركيب المحاليل للطائفية المعادية للإسلام كله من جانب الغرب والصهيونية، مما أنتج دولة فاشية دموية متعصبة في جنوب السودان كان أول إجراء لها تطهير دولتها من المسلمين وطردهم إلى الشمال وذبح من بقي منهم. وصعدت دولة شنودة في العباسية على أطلال شبه الدولة، وتحولت الأغلبية إلى مجرد جالية لا تملك من أمرها شيئا، ووصل الأمر إلى ما هو معروف في العراق والشام واليمن السعيد جدا!
من حق أشرار العالم أن يفعلوا بأمة العربان ما يشاءون، طالما كان اتجاه الريح مواليا لهم، وأصحاب القضية في عالم آخر، ينشغل بحرب البسوس، ويتجاهل” وإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم”..
في ظل القمع الوحشي وتوجيه الرصاص إلى الأبرياء، وتبختر الدبابات في الشوارع والميادين وليس على الحدود والثغور، وبناء السجون والمعتقلات الضخمة وليس المدارس والجامعات، وتكميم الأفواه ، وسرقة الشعوب، وموالاة أعداء الإسلام، والتلبية للحسين قبل التلبية لله، وتجريد الكتائب لحماية مرقد السيدة زينب الذي ظل آمنا على مدى ثلاثمائة وألف عام، والصمت على ما يجري في الأقصى المبارك، والموت لإسرائيل والموت لأميركا في النهار.. والنوم في سريرهما بعد الغروب .. كل هذا يجعل المناخ الطائفي مزدهرا ومنتعشا وأخضر..
الحرية والعدل والشورى التي يسمونها الديمقراطية طريق العلاج الناجع لأمراض الجاهلية الأولى، وتبت يدا أبي لهب وتب!
الكبير ألدكتور حلمي المحترم
أسعد الله أوقاتك
ننتظر مشاركاتك بفارغ الصبر، و والله تعجز أقلامنا عن الكتابه وألسنتنا عن الوصف وعقولنا عن الإعجاب وقلوبنا عن المتعه التي تحدثها أتحافاتك ومساهماتك المثمره والقيمه المضافه لمداخلاتك.
شكرا على كل شيء،،على عباراتك الرشيقه،،ونظرتك الثاقبه وفكرك المتميز العميق واسلوبك الراقي وسردك الجميل ورأيك السديد.
وتقبل فائق التقدير وعظيم المحبه ودائم الاحترام
ما يجري في الساحة الخليجية لا يختلف كثيرا عما يجري في البلاد العربية الاخرى، ومرده في الواقع إلى كلمة واحدة هي المواطنة، أي أن يشعر كل فرد مهما كانت انتماءاته المذهبية او العرقية او الدينية بأنه مواطن هذا البلد أو ذاك له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات لأي فرد آخر تحت سقف الوطن الواحد الموحد، لكن أنظمة البؤس، والدوس على المواطن بالنعال، إذا اختلف بالرأي أو بالمذهب، أو بالعرق، جعلت من الأقليات أن ترتمي بأحضان من هم أقرب إليها طائفيا او عرقيا، إنها أخطاء سياسية واجتماعية متراكمة اودت إلى الانفجار، إن الاخطاء السياسية الكبرى التي ارتكبتها وترتكبها انظمة البؤس في عالمنا كي يحافظ زعماؤنا الأشاوس على كراسيهم هي التي دفعت دولنا وشعوبنا إلى الحضيض.
من الواضح هنالك اشكالية في منظومة المكون السيكلوجي للشخصية العربية والخليجية ،بمعني معالجة الامراض التي تصيب شخصية الفرد مثل …الضمير…الانانية..الاخلاق..والجهل الكمالي…والخ..الثراء الفاحش والثقافات القادمة من العالم الآخر مثل الحرية المطلقة وبعض مصطلحات الحداثة النانوية هي التي تسيطر علي الواقع الاجتماعي العربي ،بدون وضع اعتبار للمواصفات والمقاييس الخاصة بالمنطقة العربية…يقول اللة تعالي ،اذا اردنا ان نهلك قرية بعثنا مترفيها بأن يفسقوا ففسقوا فحق عليهم القول …..،الشيعي لايأتي بدليل واحد من القرآن لاثبات موقف ما…والسني يري انة تابع للنبي محمد (ص) في كل شي حتي موقف عبسي وتولي….ويستمر السجال بينهما والختلاف بينهما الي الابد..والمنطقة بهذا الشكل سوف تستمر في دوامة التناقضات المزركة ..لاتعاون ولا وحدة ولا اتحاد موقف..سبحانك اللهم….
حينما ابتدأت السلف السني و الشيعي يستعمل الدين لأغراض سياسية ابتدأت الفرقة. كل يرتكز على احاديثه الصحيحة و يتقوقع على نفسه … نحن و فقط … و الآخرين، كل الآخرين في النار …
.
لا أرى اي مخرج لهذه الاشكالية في الحوار أو نشر ثقافة حرية المعتقد ما دام اصل المشكلة قائم، تركيبة المنضومة الفقهية كما ورثناها عن السلف في صندوق مشمع، من حاول فتحه دخل النار مباشرة. المسالة معقدة فعلا و لا احد يجرأ، لان تحالف السلطة و الدين، كان و ما زال عبر العصور من اخطر العوامل التي تحول ضد تقدم الشعوب.
.
انا لا ادري لماذا يرفض علماؤنا المنطق مثلا، و لماذا من تمنطق فقد تزندق …
اليس المنطق من اسس هذا الكون الي خلقه الله تعالى لنمشي فيه و اكتشاف قواعده و قوانينه، و بالتالي ملامسة عضمة الخالق. اليكم هذا العمل و هو مجهود شخصي قررت نشره بعد تفكير عميق، سترون لماذا يخشى علماؤنا المنطق و الرياضيات:
.
عند الشيعة و السنة، هناك ارتكاز على احاديث صحيحة، و قول “صحيحة” غير صحيح قطعا و بالمنطق و الرياضيات. كل ما بوسعنا هو مقارنة الاحاديث مع عضها البعض، اي ان نقول هذا الحديث اصح من هذا، و الآخر اقل صحة من هذا. اما الجزم بان حديثا صحيحا فهو مغالطة لا زلنا ندفع ثمنها الى حد الآن.
.
الباحثين و المحققين في الاحاديث في نهاية الامر، يستعملون ادوات احصائة من حيث لا يدرون، و هكذا نجد حديثا يجزم بصحتة بعد سلسلة عنعنة طويلة، ما يستلزم منطقيا صحة و صدق كل جزيئ من هذه السلسلة بمئة في المئة. هذا مستحيل طبعا و يدخل في علم ما بالصدور و ان اصررنا … قد يدخل الى باب الشرك بالله..
.
لنفرض انه لذينا قوة خارقة تمكننا بالجزم بان شخصا يقول صدقا بنسبة ص90% و نحن متأكذين من هذا … اذا نسبة الخطأ هي فقط 10%. الآن لنعود الى سلسلة العنعنة و لنفترض ان كل الاشخاص صادقين ب 90% المنطق و الرياضيات يقولان هنا، يجب علينا احصاء نسبة الخطأ لكل الاشخاص في السلسلة، بمعنى ان كان لذينا خمس اشخاص كل ب 10% كنسبة الخطأ، فنسبة الخطأ الاجمالية هي 50% في المئة. اما ان كان عندنا عشرة اشخاص، فنسبة الخطأ مئة بالمئة. و هكذا نستنتج ان قول حديث صحيح غير صحيح.
يتبع رجاءا
نسبة صحة كلامك بالسطر الاول كانت 95 بالمائة ثم وصلت في السطر الاخير الذي يعبر عن مضمون التعليق الاجمالي الى صفر بالمائة.
الاسلام ليس ابدا ضد العقل والمنطق، ولكنه ضد التدليس والتزوير والكذب، وهنا الفرق. الفرق بين القران والحديث، ان القران كلام الله ونقل الينا كما هو نصا ومعنى. احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم نقلت الينا نصا ومضمونا، ولا اشكالية ابدا ان اختلفت احيانا بعض الكلمات في النص ان اعطت نفس المعنى والمضمون، لذلك يذيل كل حديث بجملة ( او كما قال عليه السلام) فما يهمنا في الاحاديث هو المعنى العام.=
100=90+10
P=0,9
Q=0,1
P+q=1
5 اشخاص
5*0.9+0.1*5=5 اشخاص
10*10+0.9*0,1=10 اشخاص
سيد ابن الوليد اي قانون احتمالات استعملت حتى حصلت على مئة في المئة؟
صحيح ان علماءنا لن يفهموا في حساب الاحتمالات والاحصاء. لان تعليمهم كان منصبا على مجال التعليم الشرعي. كما ان الكاتبة المحترمة تكوينها في الادب وبالتالي لن تفهم ايضا علم المنطق والاحتمالات. كما انك وانا لن نفهم في العلم الشرعي لان تكويننا كان في اتجاه آخر. هذا ان كان هناك احترام للتخصص.
سيد عادل، تعقيبي اسفله.
تتمة
طبيعي ان مقولتي هذه ستواجه استنكارا من كثير من الاخوة و الاخوات، هناك من سيشتري لي تذكرة الى النار مباشرة، و هناك من سيقول من انت حتى تتكلم بدون علم … انا هنا اتكلمت في علم اتقنه، و لا يتقنه كثير من علمائنا الكرام. و هناك من سيستعمل حديث الرويبضة مع العلم انه خير صحيح … اقول لهم:
.
… إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ …
سيد ابن الوليد. بالمنطق والحجة، ان كنت تصلي، كم ركعة تصلي صلاة الفجر؟ الظهر؟ العصر؟ المغرب؟ العشاء؟ وكيف عرفة كيفية الصلاة، شروطها، اركانها ومبطلاتها؟ هل يعقل ان تعرف هذا دون الرجوع الى السنة المطهرة والاحاديث الصحيحة؟ ففي القران امرنا ان نصلي، الكيفية عرفناها من الذي لا ينطق عن الهوى عليه السلام كغيرها من تعاليم الاسلام وشعائره الكبرى. فهلا شرحت لي وللاخوة منطق اللامنطق هذا؟ شكرا
أخي ابن الوليد أن أعتقد أن هذا خلط في الأمور. ومثلا التاريخ يتم أيضاُ توثيقه بهذه الطريقة (النقل عبر الزمن من جيل إلى جيل) ولكن بالطبع هناك أخطاء يتم تداولها عبر الأجيال فتتغير تماما تصبح فادحة وقد تسهم بكوارث (مثلاً الأخطاء التاريخية التي تروج لاحتلال فلسطين), في حين هناك أخطاء تبقى محدودة وربما يتم تصحيحها في مرحلة ما, وهذه قصة طويلة وشائكة بالطبع. ومن ثم هناك نقطة أخرى وهي فهم النص وكيفية العمل به (في هذا العام هناك مقالات كثيرة عن مايسمى وعد بلفور مثلاً), ونحن نجد في كل عصر أيضاً يوجد مثلاً قراءة جديدة للتاريخ حتى لو ثبتت صحته تماما. أي أن فهم النص وكيفية العمل به حتى لو كان صحيحاً ١٠٠% يعتمد على الإرادة الطيبة للإنسان, وليس على الحسابات الرياضية, وإن كانت هذه الأخيرة مهمة طبعاً لكن ينبغي أن يتم تطبيقها بالشكل الصحيح. حيث أن علم الاحتمالات ليس مسألة حسابية بسيطة وأن تعرف أن هذا نقاش طويل لم ينتهي بعد في علم الفيزياء الحديثة.
اخي العزيز اسامة، ان استطعنا زحزحة العقلية ان كل شيئ جاهز فقد اسدينا الكثير الى امتنا الشيعية و السنيةو هنا اقصد امتنا المسلمة.
.
انا افهم جيدا ماذا تقصد، لكن علماؤنا الكرام دائما ما يقفلون كل ابواب الاجتهاد و التلاقح مع علوم اخرى، و اردت
هنا بتبسيط مبسط، ان اقنعهم بالمنطق انه حان الاوان الى اخد الامر بجدية اكثر، و لما لا اعادة النظر في المنظومة
كلها، فهي ليست قرآنا منزلا. مقولتي تبقى منطقية و على علمائنا ايجاد مخرج و هم قادرون ان ارادوا.
أتفق معك تماما. تغيير العقلية مهم جداً طبعاً ونحن في أمس الحاجة إلى ذلك, لكن الأمر يحتاج إلى دقة وفهم عميق للعقلية السائدة (والمجتمعات وسلوكها هي نظام معقد) وإلى معالجة جيدة تتناسب مع الواقع وتصل إلى الهدف بنجاح. خطوتك في التعليق كتجربة أولية ولا بأس بها بالتأكيد. وأنا بانتظار التجربة القادمة والتي ستكون أفضل, وفي النهاية لنتعاون أيضاً جميعاً معاً من أجل نجاح أقوى, فالمعضلة كبيرة جداَ.
هذه المرة التانية تلمح انك لست مقتنعا بالمقاربة يا اخ اسامة، المرة الاولى لم ارد و كنت اضن انك ستقرأ تعليقي على الاخ عادل لتعلم ان الامر لا يتعلق باحتمالات كما جاء في تعليقك، و لكن هذه المرة اريدك ان تفصح … و ليس بعموميات كيجب استعمال صحيح …
التبسيط هو الامثلة اما في لب الموضوع، فهو صلب. A statement is a stament اكل الولد تفاحة او حديث صحيح او ضربت البنت على الطبل، كلها من منطلق رياضي مقولات يمكن بحث منطقها و صحتهما. و قواعد البحث تحدد من الخارج اي من الباحث، و يمكن ان نلقنها الى الحاسوب مثلا و قد يتعلم او نلقنه كيف يتعلم … الخ …
.
المسالة جد بسبطة، جاءك خبر عن فلان يحتمل فيه الخطأ بنسبة ما، عن فلان يحتمل فيه الخطأ بنسبة ما، عن فلان يحتمل فيه الخطأ بنسبة ما …. عن …. عن …. عن …. ماذا انت فاعل هنا؟
.
قد نختلف في المقاربات لكن لن نختلف ان نسبة صحة الحديث ليست 100 % و نسبة الخطأ معتبرة جدا. انا بصراحة لم ارتاح الى تنقيطك لمقاربتي انها الآن اولية و سوف تكون احسن في
المستقبل. هل لك ما تفيدنا به الآن؟
الاخ ابن الوليد.المانيا
لقد قلت الحقيقة ومن الصعب ان اجد بين الاخوة المعلقين انسان غير طاءفي
هذا تعميم واتهام وليس من لغه الحوار في شيء
كل ما في الامر اننا نردد ما قاله السابقون من مؤرخين وفقهاء بدون اي مراجعة او تحميص باستخدام العقل فكل الامور جاهزة لدينا، فالكل سنة وشيعة عندما يريدون تشوية جماعة او شخصية ما نعتوهم بالخوارج ، رغم ان الخوارج في زمانهم كانوا اصح وافضل من شيعة علي وشيعة معاوية ومن جاءوا بعدهما.لقد ظلمنا المعتزلة وتركنا فلسفة ابن رشد لننساق وراء علماء كلهم يختبؤن تحت عباءة السلطة ومن يدعي منهم العكس فهو يريد السلطة لغيره. امر واحد يحل كل مشاكلنا وهي العلمانية لانها ستنهي سلطة رجال الدين على رقاب الناس
الاخ من عباد الرحمن يقول
.
“نسبة صحة كلامك بالسطر الاول كانت 95 بالمائة ثم وصلت في السطر الاخير الذي يعبر عن مضمون التعليق الاجمالي الى صفر بالمائة.”
.
هذا مثال حي كي نناقش و نعالج الامور. انه يعتقد على ما يبدو انه يمتلك الحقيق و لا يجد سببا في تبيان مقولته، و ليوضح لنا اين الخطأ.
ا هو وحي يوحى؟ هناك سلسلة من افكار سردتها، الواحدة بعد الاخر، تفظل و ارينا اي الخلل. و دعك من خطاب لا يسمن و لا يغني من جوع.