رونالدو… إلايجابيات أكثر من السلبيات

حجم الخط
0

عندما أعلن الأسطورة البرازيلي بيليه اسمه، أغلق المهاجم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو عينيه وطبع قبلة على وجنة خطيبته الحسناء إيرينا شايك ثم اعتلى المنصة لتسلم جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013.
وكان هذا خلال حفل تسليم جوائز الفيفا والذي أقيم بمدينة زيوريخ السويسرية في 13 كانون الثاني/ يناير الماضي. وكانت هذه الجائزة بمثابة بداية لعام شهد كما من الإيجابيات لهذا اللاعب أكثر من السلبيات التي ظهرت منه. وواصل رونالدو تحطيم الأرقام القياسية على المستوى الفردي وكذلك مع الفريق حيث سجل 17 هدفا في مسابقة دوري أبطال أوروبا ليكون أعلى رصيد من الأهداف لأي لاعب في موسم واحد بهذه المسابقة.
ولعب رونالدو دورا هائلا في فوز الريال بلقب البطولة للمرة العاشرة في تاريخ النادي الملكي بعد التغلب على جاره ومنافسه التقليدي العنيد أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة في 24 أيار/ مايو الماضي. وكان هذا اللقب هو الإنجاز الأكبر لرونالدو مع الريال ولكن اللاعب كان ضحية لرغبته في أن يكون الأفضل حيث تحامل على جسده في نهاية الموسم الماضي ولم يستمع لنصائح الأطباء بضرورة الحصول على قسط من الراحة بسبب ركبته.
ودفع اللاعب ثمن هذا غاليا حيث فشل في تقديم بطولة قوية مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم وهي البطولة الثانية الكبيرة في 2014. وقال رونالدو (29 عاما)، بعد حصوله في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي على جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا: «أود أن أكون اللاعب الأفضل على الاطلاق وسأسعى لتحقيق هذا الحلم». ونال رونالدو جائزة الحذاء الذهبي بعدما سجل 31 هدفا للريال في الدوري الأسباني خلال الموسم الماضي.
وتحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، تطور أداء رونالدو ليصبح أكثر ميلا للأداء الجماعي مع باقي زملائه عما كان في الماضي عندما كان ميله للعب الفردي أكبر من الجماعي. وإلى جانب فوزه بها في مطلع العام الحالي، سبق لرونالدو أن أحرز الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم في 2008 كما يبدو المرشح الأقوى للفوز بها مجددا في 2014 وهو ما سيتضح في حفل الفيفا لتوزيع الجوائز والمقرر منتصف الشهر الجاري.
وخاض رونالدو 52 مباراة مع الريال على مدار 2014 وسجل خلالها 56 هدفا. وكانت أرقام رونالدو في 2014 مشابهة لما حققه في 2013 ولكن الفارق أن هذه الأرقام كانت حاسمة في 2014 أكثر منها في 2013 حيث قادت الفريق لإحراز ألقاب. وإلى جانب أهدافه الـ17 في دوري الأبطال بالموسم الماضي، سجل رونالدو هدفي الفوز 2/صفر على أشبيلية في الكأس السوبر الأوروبي. ورغم غيابه عن نهائي كأس ملك أسبانيا، سجل رونالدو هدفين في المربع الذهبي للبطولة كما تصدر قائمة هدافي الدوري الأسباني في الموسم الماضي برصيد 31 هدفا رغم فوز أتلتيكو مدريد بلقب البطولة.
كما قاد رونالدو الفريق للفوز بلقب كأس العالم للأندية في 20 كانون الأول/ ديسمبر الحالي بالتغلب على سان لورنزو الأرجنتيني في المباراة النهائية والتي شهدت الفوز الثاني والعشرين على التوالي للفريق في مختلف البطولات، وهو رقم قياسي لعدد الانتصارات المتتالية التي يحققها أي فريق أسباني في مختلف البطولات.
ويتصدر الريال الدوري الأسباني حاليا كما فاز الفريق بجميع المباريات الست التي خاضها الفريق في مجموعته بالدور الأول لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم كما أنه الفريق الأفضل على مستوى العالم حاليا. ويدين الريال بالفضل في كثير من هذه الإنجازات إلى أهداف رونالدو، هذا اللاعب الذي يتسم بالنهم لإحراز الألقاب والجوائز والذي يتطلع لعام 2015 من أجل تحقيق المزيد. وقد تتشابه بداية 2015 مع نظيرتها في 2014 ويفوز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية في استفتاء الفيفا.
وقال خورخي مينديز وكيل أعمال اللاعب، قبل 11 شهرا: «كريستيانو يضع هدفا واحدا لنفسه وهو أن يتفوق على نفسه… نعلم جميعا طبيعة اللاعب إنه أفضل محترف في العالم وأفضل لاعب في العالم وسيصبح أفضل لاعب في التاريخ لأنه لا يوجد لاعب مثله».
ويدعم رونالدو، عاما بعد الآخر، مكانته بين عظماء اللعبة كما كان 2014 عاما محوريا له. وقال اللاعب، قبل شهر واحد فقط: «من داخلي، أرغب في أن أكون الأفضل وسأحقق هذا الحلم. أكتب قصتي خطوة خطوة. عندما أنهي مسيرتي، أود أن أرى إذا كنت بين أفضل اللاعبين في التاريخ. سأكون هكذا بالتأكيد». لكن رونالدو، الذي خاض منافسة حامية الوطيس مع الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني على لقب أفضل لاعب في العالم خلال السنوات الأخيرة، نسي خلال هذا التصريح أنه عانى من الإصابة في الركبة قبل المونديال البرازيلي لتحرمه الإصابة من التألق في البطولة العالمية كما حرمته قبلها من خوض نهائي كأس ملك أسبانيا.
لكنه حرص على المشاركة في المباراة النهائية لدوري الأبطال بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وخاض اللاعب المباراة بأكملها بوقتيها الأصلي والإضافي حيث لعب 120 دقيقة وسجل الهدف الرابع للفريق حيث توج الريال باللقب اثر فوزه 4/1 على أتلتيكو. وجاء هدف رونالدو بعدما سقط أتلتيكو بالفعل ولكن اللاعب لم يتردد في خلع قميص اللعب وإبراز عضلاته كنوع من الاحتفال وهو ما أثار ضده عاصفة من الانتقادات.
وبعدها بأسابيع، شارك رونالدو مع المنتخب البرتغالي في المونديال البرازيلي وهو يعاني من آلام الركبة ليظهر بمستو بعيد كثيرا عن مستواه المعهود والمتوقع منه. وخاض رونالدو المباريات الثلاث لفريقه في الدور الأول للبطولة وسجل هدفا واحدا وخرج مع الفريق من الدور الأول للبطولة. وقال رونالدو: «لم نكن مرشحين ولم نكن أبدا». وينتظر أن يركز اللاعب مع الريال في 2015 حيث لا يرتبط المنتخب البرتغالي بمناسبات كبيرة في هذا العام باستثناء مشاركته في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) . وقال رونالو: «أتمنى أن يكون 2015 عاما لا ينسى مثل 2014 «.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية