رام الله – «القدس العربي» : كشف النقاب عن مخطط إسرائيلي كبير لإقامة 1100 وحدة استيطانية جديدة شمال شرق القدس المحتلة. وهذه الخطة في حال أصبحت واقعًا فإنها ستعمل على الفصل بين التجمعات السكنية الفلسطينية، وتمنع التواصل الجغرافي بين أحياء القدس الشرقية وبين الأطراف الجنوبية لمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية.
وعملت وزارة الإسكان الإسرائيلية على هذا المخطط، الذي وصفته بذي «الأبعاد الاستراتيجية»، كونه سيوسع حدود البناء في القدس إلى الشرق والربط بين مستوطنتي نفيه يعقوف و»جيفات بنيامين» اللتين تقعان شرق جدار الفصل العنصري. كما سيعتبر هذا الحي الاستيطاني الجديد جزءا من مستوطنة «جيفات بنيامين»، وقد وصل بالفعل إلى مراحل تخطيط متقدمة.
وحسبما كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فقد أكد وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت تفاصيل المخطط، وقال «سنكون في كل مكان يمكن البناء فيه من أجل توفير الحلول للضائقة السكنية، وخاصة في محيط القدس»، مشيرا إلى أنه «في القدس هناك أهمية أمنية خاصة للتواصل الإسرائيلي من غوش عتسيون في الجنوب، وحتى عطروت في الشمال، ومن معاليه أدوميم في الشرق وحتى غفعات زئيف في الغرب».
ونقل عن رئيس اللجنة المحلية في المستوطنة قوله، إن المستوطنين سحبوا معارضتهم للمخطط والآن يدعمونه، مضيفا أن إقامة الحي الاستيطاني الجديد يعزز القدس وتبقي المستوطنين في مواقعهم بدلا من الانتقال إلى مستوطنتي معاليه أدوميم وموديعين.
وعلى الجانب الفلسطيني اعتبر عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تجد الفرصة سانحة على ما يبدو لتحويل أحلامها إلى حقائق سواء فيما يتعلق بالمسجد الأقصى أو الاستيطان أو غيرها من القضايا الحساسة، وتعمل بهدف رئيسي يتمثل في القضاء على أي تراث عربي فلسطيني لأنهم يعتبرون الضفة الغربية هي «يهودا والسامرة» أي أنها لهم.
وقال في تصريحات لـ «القدس العربي» إن إسرائيل ومع مرور خمسين عاماً على الاحتلال عقدت مؤتمراً أوضحت فيه بشكل علني أن لا عودة لحدود الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967، كما أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية تحت حائط البراق هو إشارة الى أنهم يعتبرون أن القدس عاصمة موحدة لهم.
وأكد أن مخطط الحي الاستيطاني الجديد الذي أعلنت عنه إسرائيل هو لقطع أوصال الضفة الغربية كما يحدث في كل مكان. فإسرائيل تعلن كل يوم عن مخطط استيطاني جديد من مئات أو آلاف الوحدات الاستيطانية. والقضية ليست تسمين الاستيطان بقدر السيطرة على الأرض.
ورأى أن إسرائيل ما زالت تسير على ثوابتها الثلاثة فيما يتعلق باحتلال فلسطين، وهي «القدس عاصمة موحدة لاسرائيل، والمستوطنات على كافة الأرض الفلسطينية، والسيادة الأمنية لإسرائيل على الضفة الغربية التي تسميها «يهودا والسامرة».
وحسب عباس فإن الجانب الفلسطيني يمتلك الكثير من الخيارات للرد على إسرائيل وصد مخططاتها سواء من المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد اعتراف 138 دولة في العالم بفلسطين وحدودها على خطوط الرابع من حزيران 1967، أو طلب قمة عربية طارئة. لكن ذلك لا يعني إغفال أن الشارع الفلسطيني مفكك، والوحدة بين الضفة الغربية وغزة هي أساس الانتصار ويجب العمل على تحقيقها على وجه السرعة، كي نتمكن من الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا والوقوف في وجه المحتل.
واعتبر يوسف المحمود المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية ان الإعلان عن بناء مستوطنة جديدة شمال شرق مدينة القدس، ومواصلة الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، يعني «صب مزيد من الزيت على النار»، والحكومة الاسرائيلية تصر على الدفع بالأوضاع الى مزيد من التوتر، وتعلن بذلك عن عدائها الصارخ لكافة الجهود المبذولة من أجل تحقيق اختراق على صعيد العملية السياسية. وطالب العالم بإدانة التصعيد الاسرائيلي الخطير، وتحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة، والتحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد، موضحا ان المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن قراراته، وقوانينه، ووجوده من خلال فعل سريع يتناسب مع حجم وخطورة الهجمة الاحتلالية الاسرائيلية.
فادي أبو سعدى