أرادت مذيعة قناة «أورينت» السورية، أن ترد على إهانة مذيعة قناة «النهار» المصرية «ريهام سعيد»، بعد الإهانة التي وجهتها للشعب السوري، فوصفتها بـ «المذيعة الناشئة»، ولم تعلم أنها بذلك تخاطب فيها عقلها الباطن، وهي التي تريد أن تبدو «صغيرة على الحب»، توشك أن تغني مع أنور وجدي «معانا ريال.. معانا ريال». ريهام سعيد، تطاولت على الشعب السوري، وهي تنقل معاناته في رحلتها لتوزيع المساعدات له، لتصبح هذه الصورة الكاشفة عن أن الله حمى مصر بعبد الفتاح السيسي من أن تصبح مثل «سورية»، فاتها أنها ذهبت بمساعدتها بعيداً، فالأقربون أولى بالمعروف، ولو ذهبت بها قريباً لشاهدت تكالباً مشابهاً، عندها كان بالإمكان أن نعلن أن انقلاب سيدها السيسي، كان سبباً في الحيلولة دون أن تكون مصر دولة عظيمة، وقد كان رئيسها المنتخب يعلن قراره الخاص بأنه يعمل من أجل تملك بلده سلاحها، وتصنع دواءها، وغذاءها. وقد صارت بسبب الإنقلاب العسكري، مسخرة بين الأمم عندما قبلت مساعدات من دولة الإمارات هي عبارة عن ملابس مستعملة، وصارت متسولة لـ «الرز» من دول الخليج!
«المذيع المتدرب»، أو «المذيعة الناشئة»، هناك أمل في أن يصبح شيئاً مذكورا بالتدريب، وهناك معاهد لتدريب المذيعين، أو من يريدون العمل كمذيعين، تمكنهم من الإحتراف، وصفة «الناشئة» لا يجوز أن تطلق إلا على من هي في بداية تخرجها، وفي بداية عملها، ولا تطلق على القواعد من النساء، اللاتي يئسن من المحيض، ولا يجوز إطلاق «ناشئة» هنا ولو من باب التصغير والتحقير، لذا فإن مذيعة قناة «أورينت»، ارتكبت بهذا الوصف خطأ مهنياً، وأساءت إلى المئات من المذيعات الناشئات، اللواتي يوجد أمل في أن يصبحن نجمات المستقبل.
ريهام سعيد، ليست «مذيعة ناشئة»، أو إعلامية أصلاً، ولكنها تعبير عن حالة مصرية خاصة، فقد التحقت بالتلفزيون المصري في مرحلة هدم القواعد المستقرة بواسطة المخرب الكبير الرائد متقاعد صفوت الشريف، عندما نسف هذه القواعد التي أرساها الرواد، وفي عملية الهدم أصبح توفيق عكاشة مذيعاً، رغم قرار لجنة الإختيار برفضه، ودخلت ريهام سعيد التلفزيون المصري، عندما أصبح شرط الجمال يمكن تجاوزه بالمكياج!
موقعة الجزائر
كانت أول معرفة لي بالمذكورة، عبر زميل مصور في إحدى الصحف المصرية عندما أخبرني بمشاجرة نشبت بينه وبينها في مطار القاهرة، وكان قادماً من المطار حالاً، بعد قيامه بتصوير العائدين من السودان، بعد أن حشد جمال مبارك البنت وأمها في «موقعة الجزائر» الشهيرة، في الخرطوم، وكان الإعلام المصري يقدمها للناس على أنها موقعة «ذات الطوارق»، وتم الشحن فيها، لإظهار دور نجل مبارك ووطنيته، وشهدت الحملة، إعادة تقديم علاء مبارك للرأي العام في مداخلات تلفزيونية كثيرة.. ولي العهد، وولي ولي العهد!
وكانت الفضائيات قد شهدت ليلة عصيبة، من خلال مداخلات لنجوم كانوا في الخرطوم وقالوا إنهم يتعرضون للإعتداء من المشجعين الجزائريين، والمغني محمد فؤاد قال في اتصال هاتفي إن الجزائريين اعتدوا على ابنه، فلم يجد بداً من أن يحميه بجسده وبتلقي الضربات نيابة عنه، وبعد ذلك تبين أن المكالمة أجريت من مطعم كان الفنان الكبير فيه يجلس في أمان!
ولأن نظام مبارك حشد عدداً كبيراً من المذيعات والفنانات في معركة الشرف الوطني بالخرطوم، فقد وجد زميلنا المصور، ريهام سعيد عائدة من الموقعة، فلما هم بتصويرها، كانت موقعة أخرى، فقد اتهمته بأنه يتعمد تصويرها بدون مكياج، وكان يحدثني من موقع المنتصر، فقد نجح في مهمته، رغم أنها جرت نحوه بهدف خطف الكاميرا، واعتبرت تصرفها تزيداً لا لزوم له، ولم أقف على أنها كانت محقة في معركتها إلا عندما اطلعت على هذه الصور، وإن كنت قد رأيت ضرورة عدم نشرها، لأنه ليس من قيم المهنة أن يتربص الصحافي بالناس، وتصويرهم في حالات يرون أنها تسيء لهم لدى جمهورهم لا سيما وإن كانوا يعملون في مهن الفن والإعلام!
وقد كان أداء المذكورة، بعيداً عن مجال اهتمامنا، فهي مذيعة العفاريت و»الزار»، وهي حالة مفتعلة وغير حقيقية، وقد شاهدتها مرات على عجل، من باب الوقوف على الإنهيار الإعلامي الذي تشهده الساحة الإعلامية، لكن بدا واضحاً أن من سياسة السيسي في التحكم في الإعلام، أن تكون أذرعه الإعلامية من المستوى الجاهل بالسياسة، لأنه الأنسب لتقديم الرسالة، وهو رجل لديه أزمة حقيقية تجاه كل من لديه خلفية سياسية، وإن كان واقعاً في غرامه ومؤيداً لحكمه، ونظرة للمشهد السياسي والإعلامي، سوف تمكن الناظر من الوقوف على ذلك، فكل من لديهم وعي سياسي خرجوا من الملعب أو تم إخراجهم منه!
ومن يوكل لهم بمهمة الدفاع عن المرحلة، هم مذيعة المنوعات دينا رامز، وصحافي الحوادث أحمد موسى، ومذيعة الجن والعفاريت ريهام سعيد، واللامذيعة حياة الدرديري، مع «البواقي والفُضل»، المتبقية من موسم جمال مبارك، من أمثال تامر أمين!
رسالة السيسي
وقد تكون ريهام سعيد غير مدركة لما تقوم به، لكن بالقطع فإن قناة «النهار» التي تعمل فيها كانت تدرك ذلك، عندما أرسلتها لتقديم المساعدات لسوريين فيتدافعون نحوها فتستغل المشهد في الإساءة إليهم، ووضعهم في صورة مشينة، لتوصيل الرسالة المهمة، وهي أن السيسي والجيش المصري قد أنقذوا المصريين من هذا المصير، وقد تكون «سعيد» قد تجاوزت حدود الرسالة بعبارات السب للمتدافعين، وقد لا يكون هذا مطلوباً منها، لكن لا مشكلة في ذلك ما دامت الرسالة الأساسية قدمت، وهذه التلقائية هي التي أنتجها ضعف مهني شديد، وجهل سياسي نشط، وعدم إدراك لخطورة ما تقول، والذي أنطق الحجر!
فيسري فودة على هدوءه استفزه الموقف، وكتب عن بـ «الوعة المجاري المنفجرة» في الإعلام المصري، والتي أنتجت هذا الكائن المسمى ريهام سعيد. ولأن المثل الدارج يقول إذا أردت أن تهزم رجل سلط عليه امرأة، وإذا أردت هزيمة امرأة سلط عليها طفلاً، فقد أشفقت عليه وهو يتعرض لوصلة ردح من المذكورة، التي قالت إنه اشتهر على «قفاها»، وكانت هذه مناسبة طيبة لأعرف أن لها «وجهاً» و»قفا»!
لقد جاءت المذكورة لتهاجم فودة وتصفه بأنه «مدرس عربي»، فكشفت عن ظاهرة الجهل المحتفى به رسمياً، فيتم اختيار وزير تعليم، لا يعرف الفرق بين الألف و»كوز الذرة» وعندما يخطئ يجهر بالمعصية ويتعامل على أنه لا جريمة في الأمر.
ويبدو أن هذا الإحتفاء الرسمي بالجهل، هو رد فعل نفسي على هتافات بعض الثوار ضد أبو 50 في المائة وصفاً لضباط الجيش والشرطة، لأن الكليات العسكرية لا تشترط للالتحاق بها تفوقاً في الثانوية العامة. وفي إحدى المظاهرات في فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة تخلى ضابط كبير عن مهمته واحتد على الثوار في ميدان التحرير، وهو يطلب منهم أن يهتفوا بغير هذا الهتاف، لأنه يغضب كثيرين منهم، فليهتفوا ولو ضد حكم العسكر. ولم يأخذوا بنصيحته.
الإعتداء على حملة الدكتوراه
وإن كان عدم التفوق الدراسي لا يعني جهلاً، وكثير من المتفوقين في دراستهم لم يثبتوا كرامة في حياتهم العملية، لكنها المكايدة السياسية، التي دفعت للاستمرار في «المعايرة»، وكانت سبباً في قيام الشرطة بالاعتداء المهين على المتظاهرين من حملة الماجستير والدكتوراه احتجاجاً على تعطلهم. فقد تحول الأمر كما نرى إلى عقدة نفسية تحكم أداء الإنقلاب العسكري.
لمن يفتقد للأهلية والدراية أهمية لدى سلطة الإنقلاب، لأنه سيؤدي دور الآلة، كما فعلت ريهام سعيد، وكان لا بد من ظهور السوريين بهذا المشهد البائس، لاستكمال المهمة، وقد كانت الصورة كافية، لكن «أولي الإربة» دائما ما يظنون أن الرسائل لا تصل للمتلقي إلا بالمزيد من الشرح والتكرار. وإن كانت قد أسرفت في إهانة الشعب السوري فلا توجد مشكلة ، انظر إلى أداء الأذرع الإعلامية في إهانة الجزائر كما جرى بواسطة أماني الخياط، أو المغرب كما جاء في أحد البرامج، من القول إن حسن البنا أصوله مغربية، والمغرب كله يهود، لتعلم أنها لم ترتكب كبيرة عند من يستخدمونها كـ «آلة»، ثم إن التطاول على الأشقاء هو أهم ما ميز نظام مبارك الذي أدخل البلاد في معركة مع الجزائر، وتحرش بالسودان في فضائياته!
عبد الفتاح السيسي يؤكد بدون ملل، وقبل الأكل وبعده، وللخارج والداخل، بأن لولاه لكانت مصر كسوريا، وفي بداية أزمة اللاجئين قال إنه لن يوافق أن يكون الشعب المصري كالشعب السوري، وجاء برنامج قناة «النهار» ليؤكد على هذا المعنى!
الذي لم يقال للسيسي، إنه لا فضل له في ذلك، وإنما الفضل يرجع للثورة المصرية، فقد فعل ما فعله بشار الأسد من قتل، وحرق، ومطاردة لخصومه، لكن الثورة رفضت مجاراته في العنف، ورفضت حمل السلاح، وهي تدرك أن هذا ما يريده وما يسعى إليه.
على قناة «أورينت»، رفض أحد أساتذة الإعلام التعميم، بأن تكون حالة ريهام سعيد تعبيراً عن الإعلام المصري الآن، وضرب مثلاً بأن من رد عليها كان هو الإعلامي المصري يسري فوده، لكن ما لم يقله إن ريهام متمددة في المجال الجوي، في حين أن برنامج الأخير على قناة «أون تي في» توقف بقرار أمني في حكم السيسي، مع أنه لم يكن ضد الحكم وكان من الذين مهدوا للانقلاب العسكري، لكن الوعي يقلق حكم العسكر على مر التاريخ، فالبقاء فيه للكائنات الضائعة.
إنه زمن «الآلة ريهام سعيد»
٭ صحافي من مصر
[email protected]
سليم عزوز
العملياالخطاليس علي المذيعه و لكن علي كثير من العلماء المحتميااللذين سكتوا عن قول كلمه حق امام قاده
الانقلابالانقلاب
أستاذ عزوز،
تسعدني كعادتك دائماً بأسلوبك المتميز…و لكن لا عليك،عندما ترى اعلاما بهذا الشكل (اذا صحت تسميته اعلاما) … المجلس الأعلى العالمي..الاخوان سبب سقوط الأندلس ..ووو ..لا يسعك الا ان تأسف للحال الذي وصله الاعلام المصري بوجه خاص، و مصر بشكل عام. أين نحن من طه حسين وزيرا للمعارف..لو علم بمن يخلفه كوزير للتعليم لتقلب في قبره…
ان بعد العسر يسر..
تسلم ايدك علي المقال الرائع
الاختلاف فى الرائ لا يفسد للود قضية
الشعب المصرى كله الا قلة قليلة مبسوط ومرتاح من رئيس مصر عبد الفتاح السيسى والحاله مستقرة فى مصر والامن مستقر والاقتصاد يتعافى والمواد الغذائية متوفرة والقهاوى فى المناطق الشعبية مزدحمة والمتنزهات مذدحمة ولايوجد انقطاع فى الكهرباء بالمرة والمدارس الجامعات انتظمت وكل شئ تمام
وانظر حول جيران مصر من كل الجهات هل ينعموا بما تنعم به مصر من امان واستقرار
اذا مصر تخطت الصعاب فى محيط متطرب وبه حروب اهية
اذا شكرا ياسيسى على ماقدمت الى مصر والى الشعب المصرى وسوف يذكرك التاريخ بشجاعتك وانقاذك لمصر وتحيا مصر
يا أخ محمد على …بما إن الإختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية ..فإننى أرى أنك تغالى كثيرا فى إعطاء صورة وردية على الوضع فى مصر …مع إن الصورة بلون الدماء التى تسيل يوميا على ربوع البلاد منذ بداية الإإنقلاب العسكرى على أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر ..وبعد 63 عاما من حكم العسكر !
وكيف لك أن تتحدث عن ( كافة ) الشعب وأنا واحد منه ..وأرجوك ألا تتحدث بإسمى …ولأن الأسباب ستطول ..ولأن العالم أجمع يعلم بالحالة فى أم الدنيا وما يحدث فيها من تدهور…وأخيرا ..أصدقك الرأى فى أن جميع القهاوى فى الأحياء الشعبية ( وغير الشعبية ) عامرة و( مزدحمة )
ليل نهار بأعداد هائلة من العاطلين عن العمل !
مع عظيم تحياتى لشخصكم الكريم الاخ احمد من مصر
لى توضيح ان لم اقل كافة المصريين انا قلت كل المصريين الا قلة صغيرة وسيادتكم احدى القلة القليلة
كما تعلم سيادتكم ان فى كل االمقاهى فى عالمنا العربى تذدحم عادا فى المساء بعد انتهاء فترة العمل ويذهب اليها كل اطياف المجتمع لقضاء الوقت مع الاصدقاء ولان العاطلين ليس معهم اموال للجلوس على المقاهى وشكرا جزيلا اخى المحترم
الشعب المصري كله إلا قله قليله مبسوط ومرتاح من رئيس مصر عبدالفتاح السيسي؟!إذن لابد أن غالبية أفراد الشعب يعملون قضاه وضباط جيش وضباط شرطه,لإن هؤلاء هم من زادت رواتبهم عدة مرات وبإمكانهم شراء المواد الغذائيه التي تقول إنها متوافره وهم الذين بإمكانهم دفع فواتير الكهرباء والماء والغاز والبنزين بعد رفع أسعارها وهم الذين بإمكانهم دفع رسوم المدارس الخاصه التي تعطيهم خصماً يصل ل 10%.أما من لم تزيد رواتبهم فليس بإمكانهم شراء الطماطم التي وصل سعر الكيلو منها 10 جنيهات ودعك من اللحم الذي يكتفون بمشاهدته عند الجزار!!!أما “الكهرباء التي لاتنقطع بالمره” فهذا في القاهره والمدن الكبري أما المحافظات والأرياف فحدث ولاحرج!!!بالمناسبه هل شاهدت صور الأسكندريه عروس البحر الأبيض المتوسط وهي غارقه في مياه الأمطار الأسبع الماضي؟! أما القهاوي المزدحمه في المناطق الشعبيه فزبائنها هم الشباب العاطل.أما الأمان والإستقرار اللذان تتكلم عنهما فمرده إلي خوف الشعب من التصفيه الجسديه التي تقع كل يوم تقريباً مع معارضي النظام.حقاً الشكر واجب للسيسي مفجر ثورة 30 سونيا التي أدخلت ثوار 25 ينار المعتقلات!!!
الأخ محمد على…شكرا على ردك المحترم إلا فى جزئية غريبة ..وحيث كاتبنا المحترم سليم عزوز يلقى الضوءعلى مهازل إعلام 30 سونيا المرئى والمسموع وحضرتك جئت بتعليقك إياه مستخدما
نفس أسلوب هذا الإعلام والذى لايصدقه إلا ( القلة ) من أبناء الشعب من المنتفعين من الإنقلاب !
والشماعة الجاهزة أن من ينتقد ما يحدث فى مصر وهو مزرى على كل الأصعدة …وإبتغاء إلى الوصول ببلدنا إلى مصاف الدول الديموقراطية أولا.. والهدف من وراء ذلك هو أن يعيش فيه المواطن بحرية وكرامة …يأتى بعض المغرضين لتقسيم الشعب ليصفوه بأنه من القلة !
سوف لا أرد على أسلوب الحديث بلغة إعلام الإنقلاب بأن كل شئ عال العال …فقد قام مشكورا الأخ محمد يوسف محمد على – من مصر لمحروسة .. بالرد وفند جزءا يسيرا عن بعض الأوضاع المزرية فى مصر …هل هو أيضا من القلة ؟
وأخيرا..إذا أردنا معرفة من هو ( إحدى القلة ) حسب تعبيرك
فلتقرأ أراء الأخوة المعلقين على مقال الأستاذ سليم اليوم !
لو كنت أضع قبعة لرفعتها إعجابا بهذه الأخلاق العالية و الرفيعة التي تشكل شخصية كاتبنا الكبير سليم عزوز ، نموذج و قدوة لكل الإعلاميين و الإعلاميات ” الناشئين ” و الناشئات ” ، المثقفين و المثقفات ، الأحرار و الحرائر ، المهنيين و المهنيات ، الموضوعيين و الموضوعيات ، الشرفاء و الشريفات ، الموهوبين و الموهوبات ، الطموحين و الطموحات ، من راغبي النهوض بالإعلام و الراغبات ، و الحالمين و الحالمات باعتلاء استوديوهات الفضائيات و الأرضيات لتأدية رسالة التوعية و الإخبار و صياغة وجدان الأمة نحو النهضة و اللحاق بباقي الحضارات .
شاهدت تلك المشاهد التي تحدث عنها الأستاذ عزوز و التي دارت فصولها المسرحية الهابطة في معسكر لإخواننا من اللاجئين السوريين ، فأحسست بالأسى و الحزن و الإحباط ، لما رأيت من إمعان في استغلال للظروف اللاإنسانية و اقتحام لخصوصية المواقف المؤلمة التي يعيشها اللاجؤون ، لكننا نحن العرب نعرف أي إعلام ذلك الذي خرج عن نطاق المهنية بفراسخ و عن النطاق الإنساني بمراحل ، و نعلم أن هذا الإعلام لا يعبر عن مصر التي نعرفها ، و لا عن المصريين الشرفاء الذين نعرفهم ، و مكانة مصر و مكانة رجالاتها لا تزال محفوظة في قلوبنا و لن تتأثر أبدا بهذه الظواهر العابرة ، فسرعان ما سوف تعود لمصر كرامتها و هيبتها و المكانة الرفيعة التي كانت عليها و التي يجب أن تعود إليها ، فبعض الناس يظنون أننا عندما نتكلم عن مصر إنما نتدخل في شؤونهم الخاصة ، لأنهم لا يعرفون المكانة التي تحتلها مصر في قلوبنا و وجداننا ، و الاحترام الذي نكنه لها و لأهلها ، و أننا هنا في الغرب ندافع بوجهات نظرنا عن مصر كما ندافع عن أوطاننا ، لأن ما يمس مصر يمسنا ، فلقد كنا فخورين بالرئيس مرسي في زياراته للغرب ، و كنا نباهي الغربيين برئيس جاء للسلطة بإرادة الشعب بنسبة طبيعية كما في الغرب ٥٢℅ ، نسبة الديموقراطية و الحرية ، و كنا نتمنى له النجاح في مهمته الصعبة رغم كل العوائق الداخلية و الخارجية ، فكان بعض الحاقدين من الغربيين يحسدون مصر على هذا الرئيس لأنه كان يخطط لأن تكون مصر قوة ضاربة في كل المجالات ، و لأنه من خلفية إسلامية ، و كنا نقنعهم بأننا في العالم العربي مسلمون ، و نحب أن نجرب نظاما ديموقراطيا تنافسيا بين كل الأطياف و الأحزاب و التوجهات ، وكنا نضرب لهم الأمثال بالحكومتين التركية و المغربية اللتان نجحتا إلى حد كبير ، لكن الحاقدين على مصر و مرسي كانوا يحقدون أيضا على تركيا و أردوغان ، و يرددون ” الديسك ” المشروخ بأن لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين ، لكن و للأسف دول أخرى كليبيا و تونس و اليمن كانت تحرج مواقفنا بالنزاعات التي تتخذ صبغة دينية أو طائفية و بتلك التصرفات الإجرامية التي تقوم بها مرتزقات لا نعرف من وراءها .
فعلى المصريين بأن لا يخجلوا من هذه المظاهر التي تسيء إليهم ، فنحن نعرف قدرهم و لن يسقطوا من أعيننا مهما رأينا من هذه النماذج المخجلة.
شكرًا أستاذ مقال مهم جداً،تمنيت لو ان هؤلاء أشباه الصحفيين ان يطلعوا ولو لمرة واحدة على احدى مقالاتك، عساهم يهتدون الى الصواب ان لم يكن قد فات الأوان