بيروت – «القدس العربي»: في وقت تستمر زيارات أهالي العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة إلى ابنائهم في الفترة الأخيرة نتيجة مساع يقوم بها الشيخ مصطفى الحجيري من عرسال، فإن هذه الزيارات أدرجتها أوساط كتابعة لملف المخطوفين في سياق التمهيد لانطلاق المفاوضات مع جبهة النصرة من خلال الشيخ الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية» الذي قال «إن الملف سيشهد انفراجات قريبة جدا، وإن هناك آلية عمل جديدة للوصول إلى حل بين الحكومة اللبنانية والجهة الخاطفة، عبر قنوات اتصال غير مباشرة، تنازل فيها الطرفان عن شروط مسبقة في طليعتها خفض عدد السجناء الإسلاميين الذين سيفرج عنهم مقابل كل عسكري مخطوف، إضافة إلى حصول «النصرة» على وعد بتسريع هذه العملية والموافقة عليها من الحكومة اللبنانية».
ولفتت الأوساط المتابعة لملف العسكريين المخطوفين، إلى «أن الحلحلة بدأت بوادرها من خلال زيارات عائلات العسكريين المخطوفين لأبنائهم»، مشيرة إلى أن «النصرة» والحكومة توافقتا على مبدأ المقايضة، وان البحث يجري حاليا بالتفاصيل التي لها علاقة بالأسماء، إذ ان الحكومة تصر على ان تقدم الأسماء دفعة واحدة، بينما ترغب النصرة بالإعلان عن هذه الأسماء على دفعات».
أما بالنسبة إلى المفاوضات مع «داعش» فيبدو انها متعثرة، حيث لم يتمكن والد الجندي المخطوف محمود يوسف من رؤية ولده، لأسباب لم تعرف، بالرغم من أن والده صعد إلى جرود عرسال بطلب من الوسيط القطري. وأوضحت المعلومات أن «السبب قد يكون خلافات برزت بين التنظيمين في جرود القلمون السورية، بعد الاتفاق التركي ـ الأمريكي على تدريب مجموعات من المعارضة السورية،الأمر الذي رأت فيه داعش استهدافا لها، انعكس تشددا من جانب التنظيم في قضية العسكريين، في مقابل رغبة بالحلحلة من قبل النصرة».
تزامنا، عرض وفد من أهالي العسكريين المخطوفين مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في بيت الوسط ملف المخطوفين، وأطلعه على آخر التطورات المتعلقة بالملف. وأكد الحريري تضامنه الكامل مع الأهالي في ما يطالبون به، ولفت إلى انه «أولى منذ اللحظة الأولى لعملية خطف العسكريين هذه المشكلة الاهتمام اللازم، وهو يتابع القضية في إطار الجهود التي تتولاها الحكومة والجهات الرسمية المختصة».
وأكد «أن رئيس الحكومة تمام سلام وخلية الأزمة الوزارية المعنية بهذه المشكلة يتابعان الاتصالات والمفاوضات الجارية مع الخاطفين، ونحن نؤيد وندعم هذا التوجه ونشدد على حصر آلية التفاوض بالدولة وعدم اللجوء إلى ما يعطل هذه الآلية، لأن من شأن تعدد الجهات والأطراف زيادة التعقيدات والصعوبات وإطالة إيجاد حل للمشكلة «. وشدد على «أن مشكلة المخطوفين هي مشكلة إنسانية ووطنية وتعني كل شرائح وفئات الشعب اللبناني»، لافتا إلى انه « لن يدخر أي جهد أو مسعى يستطيع القيام به من موقعه السياسي لإنهاء هذه المشكلة وتأمين اطلاق العسكريين المحتجزين وإعادتهم سالمين إلى وطنهم وذويهم وأهلهم بأسرع ما يمكن». ومن ساحة رياض الصلح، أكد المختار محمد طالب «ان اللقاء مع الرئيس الحريري كان جيدا، وأن الرئيس الحريري تجاوب معهم وأبدى استعداده للمساعدة في كل أمور الملف، لناحية الحكومة ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم»، مشيرا إلى «ان الحكومة مستعدة للمساعدة للانتهاء من الملف في حال كان الأمر من ناحية المال أو المقايضة».
وأعلن طالب «ان الأمور تتجه نحو المقايضة»، وقال «لن نفتح الطريق الآن في مكان الاعتصام. وبالنسبة للأصوات التي طالبت بفتح الطريق فهم أقلية، ونحن ليس لدينا أي تصعيد في المرحلة الحالية. وفي قضية المفاوضات، فإن الأمور سرية ضمن دائرة الحكومة».
من جهته، أكد رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف «ان الأهالي ملتزمون بالسرية في الملف، والشيخ مصطفى الحجيري مكلف بالتفاوض، ومعلوماته ترتكز على معطيات، ونأمل ان تكون الأمور جيدة». وقال «سمعنا كلاما جيدا من الحريري وحملناه كل مطالبنا، ولا تفاصيل بعد. نريد ان يأتي أولادنا بأي وسيلة، والأمور بانتظار خلية الأزمة، ونتمنى على وسائل الإعلام نقل الأخبار بشكل جيد، وليس هناك مشادة لفتح الطريق بل مجرد نقاش في ما بيننا».
سعد الياس:
* الله أعلم ما دام ( المخطوفين ) بيد ( النصرة ) في أمل كبير ( للمقايضة )
المهم لا تصل يد ( داعش ) الى المخطوفين .
* النصرة على الرغم من تشددها تظل أرحم ألف مرة من الدواعش المجرمين .
شكرا .