تأتي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخية للسعودية في ظرف حرج تمر به المنطقة، فالحرب على تنظيم «الدولة» في العراق ما تزال مشتعلة ولم يتحقق فيها نصر نهائي على الإرهاب،كما أن الحرب الأهلية مستعرة في سوريا وتتزايد فيها أطراف النزاع يوما بعد آخر دون أن يلوح ضوء في نهاية نفق مفاوضات النظام والفصائل المعارضة، كذلك حرب اليمن التي يخوضها تحالف تقوده السعودية ضد تحالف الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح ما تزال متأججة ولايبدو لها انفراج قريب،كما أن ملف الصراع العربي الاسرائيلي التاريخي في فلسطين يبدو في قمة من قمم توتره المتمثلة بمحاولة إسرائيل جر الرئيس الجديد إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها كما وعد في حملته الانتخابية،مما يعني تدمير اي محاولة لاستئناف مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين. فكيف ستؤثر زيارة الرئيس الأمريكي للرياض على كل تلك المعطيات؟
زيارة تاريخية
تعتبر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية زيارة تاريخية لعدة أسباب، حيث تأتي تاريخية الزيارة من كونها المرة الأولى التي يبتدأ فيها رئيس أمريكي تحركاته الخارجية في أول زيارة له بعد تسلمه سدة الرئاسة إلى دولة عربية وإسلامية، وبالرغم من التصريحات المتشددة التي أطلقها الرئيس ترامب إبان حملته الانتخابية ضد الإسلام والمسلمين واستمراره في هذا النهج حتى وقت قريب، عندما وقع قرارا رئاسيا يمنع بموجبه دخول رعايا ست دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى تخوف الدول الاسلامية بشكل عام من سياسات ترامب المتقلبة تجاههم، إلا أن برنامج الزيارة يبدو فيه تحولا واضحا في توجهات ترامب،اذ يتضمن منهاج الزيارة كلمة للرئيس الأمريكي يحضرها قادة الدول الاسلامية يتحدث فيها عن أهمية التسامح ونشر قيم الإخاء والمحبة والوقوف في وجه الإرهاب وذلك ضمن جلسة ملتقى «مغردون»2017، والذي يتناول كيفية تفعيل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في محاربة التطرّف والإرهاب، كما يتوقع مشاركة قادة السياسة في هذا الملتقى، ومن بينهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما سيتناول متحدثون آخرون موضوعات حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الأديان و شأن المرأة و التعصب الرياضي.
ثلاث قمم
وفقا لموقع خاص أطلقته الرياض لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي، وأعلنت فيه مشاركة 55 مسؤولا من دول عربية ومسلمة في ما وصفته بـ«الحدث التاريخي»، وتحت شعار «العزم يجمعنا»، حيث يتصدر صفحة الموقع الرسمي عد تنازلي باليوم والساعة والدقيقة والثانية لوصول ترامب إلى المملكة، مرفقا بعبارة «القمة العربية الإسلامية الأمريكية – قمة تاريخية لغد مشرق».
ووفقا لتكهنات المراقبين السياسيين فإن الصفقات الاقتصادية ستكون هي المحرك الأول الذي سيقود الاتفاقات السياسية القادمة، وضمن هذه التوقعات كتبت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية التي دققت في التوقعات السعودية من هذه الزيارة، ولاحظت أنها يمكن أن تصطدم بخيبة أمل، حيث قالت «وجهة النظر التي تقول بأن أمريكا معادية للإسلام لم تعد قائمة، كما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي تُعتبر بلاده منذ عقود الزبون الأول لصناعة السلاح الأمريكية. زيارة ترامب المفعمة بالهيبة اشتراها السعوديون في مارس/ آذار الماضي أكبر صفقة سلاح عالميا عندما أبرم نائب ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان في واشنطن دفعة واحدة صفقة بقيمة ما لا يقل عن 100 مليار دولار» هذه المعلومات التي أشارت إليها الصحيفة كان مصدرها تسريبا من موظف سام في البيت الأبيض بحسب ما ادعت الصحيفة.
ترامب الرئيس و ترامب المرشح
بلغ توتر العلاقة الأمريكية ـ السعودية مداه في فترة السباق الانتخابي الأخير، وكانت السعودية ترمي برهانات ثقيلة على المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون وتأمل فوزها بالانتخابات بالرغم من معاناة السعوديين من برود العلاقة مع إدارة أوباما الديمقراطية في فترتها الأخيرة، فيما كان المرشح ترامب يطلق تصريحات لم يراع فيها حتى التهذيب الدبلوماسي في حملاته الانتخابية،حيث وصف السعودية بـ «البقرة الحلوب» التي تدر ذهبا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، مطالباً النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروته ثمنا للحماية التي تقدمها القوات الأمريكية للسعودية وبقية دول مجلس التعاون. لكن الموقف الأمريكي شهد تراجعا واضحا ومحاولة لرأب الصدع في العلاقات الأمريكية السعودية تمخض عنه إقرار الزيارة الحالية وقد جاء ذلك نتيجة التحركات السعودية الواضحة في هذا الشأن، التي توزعت على جانبين الأول تطمين الولايات المتحدة عبر عقد الصفقات لاقتصادية الكبيرة معها والتي تمت خلال زيارة ولي ولي العهد و وزير الدفاع محمد بن سلمان إلى واشنطن،أما المحور الثاني فقد كان عبر الجولة الآسيوية التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في فبراير، شباط الماضي والتي شملت سبع دول آسيوية وتعززت بعقد صفقات اقتصادية سعودية مع هذه الدول في خطوة غير مسبوقة هددت فيها السعودية الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.
صفقات الاقتصاد
على مائدة القرار السياسي
أشارت التسريبات التي سبقت زيارة الرئيس ترامب الى احتمالية طرح فكرة انشاء حلف اسلامي اطلق عليه البعض اسم «ناتو اسلامي»،ومن الواضح تلقي الحكومة السعودية هذه الفكرة بارتياح كبير نتيجة تلاقي المشاريع السعودية مع هذه الطروحات لإنشاء حلف تقوده للوقوف بوجه ما تصفه حكومة الرياض بالتمدد الإيراني في المنطقة، وقد صرح محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع و رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الذي يعتبره المراقبون أحد أهم راسمي السياسة السعودية اليوم، أن شركة الصناعات العسكرية الجديدة التي أعلن عنها، ستسعى إلى أن تكون محفزاً أساسياً للتحول في قطاع الصناعات العسكرية، وداعما لنمو القطاع ليصبح قادراً على توطين نسبة 50٪ من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول العام 2030. وقال إنه «بالرغم من أن المملكة تعتبر من أكبر خمس دول إنفاقا على الأمن والدفاع على مستوى العالم، إلا أن الإنفاق الداخلي لا يتعدى اليوم نسبة 2٪ من ذلك الإنفاق». وأشار إلى أن الشركة ستؤثر إيجابا على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وميزان مدفوعاتها، وذلك لأنها ستقود قطاع الصناعات العسكرية نحو زيادة المحتوى المحلي، وزيادة الصادرات.إضافة إلى جلب استثمارات أجنبية إلى المملكة عن طريق الدخول في مشروعات مشتركة مع كبريات شركات الصناعة العسكرية العالمية. وإلى جانب ذلك ستزيد الشركة الطلب على المنتجات المحلية من المكونات والمواد الخام كالحديد والألمونيوم، والخدمات اللوجستية وخدمات التدريب. ونتيجة هذه التصريحات توقع المراقبون زيادة الصفقات الاقتصادية في القطاع العسكري التي تم الاتفاق عليها مسبقا بين السعودية والولايات المتحدة التي كانت قيمتها 100 مليار دولار لتصل بعد زيارة ترامب إلى 300 مليار دولار وستشمل طبعا توسعا في الاتفاقات ليشمل عددا من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية الحليفة للسعودية.
خطوات ترامب الحذرة
في الشرق الاوسط
بالرغم من الأهمية الكبرى التي توليها حكومة الرياض لزيارة الرئيس ترامب، إلا ان الإدارة الأمريكية من جانبها تعقد على هذه الزيارة آمالا كبيرة، لكن مراقبي أداء الرئيس من بين طاقم إدارته يتخوفون من أدائه الذي قد يكون غير متوقع، وخصوصا وهو يعاني من مشاكل قضائية بسبب موضوع التدخل الروسي في حملته الانتخابية الذي لم يحسمه القضاء حتى الآن.
وقد صرح اليوت ابرامز، الخبير في شؤون العلاقات الدولية والذي أشرف على سياسات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط في عهد الرئيس جورج بوش، إن الرئيس ترامب يتوجب عليه «الملاحة عبر مسالك خطيرة جدا،» على حد تعبيره، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، وأوضح ابرامز في تصريح لـ« سي ان ان» قائلا: «إذا لم يتطرق ترامب في حديثه بالسعودية لموضوع التطرف الإسلامي، فإن مؤيديه في أمريكا سيقولون إنه لم يكن حاسما في هذا الشأن بعد أن كان متحمسا لتطبيق قانون «جستا» الذي يدين لدول الداعمة للإرهاب، ولكن ومن جهة اخرى إذا تطرق للموضوع بصورة كبيرة فإن ما يقوله سيعتبر إهانة للعديد من الحاضرين من القيادات الاسلامية والعربية التي يتهمها البعض بدعم التيارات والحركات المتطرفة في العالم».
ومع ذلك ستتضمن زيارة الرئيس ترامب افتتاح المركز العالمي لـ«مكافحة الفكر المتطرف والذي يهدف إلى منع انتشار الأفكار المتطرفة، من خلال تعزيز التسامح والتعاطف ودعم نشر الحوار الإيجابي»، كما وصفه الموقع السعودي الرسمي الذي يغطي أخبار الزيارة. وقد تناولت الصحافة السعودية بتفاؤل كبير الزيارة التاريخية للرئيس ترامب إلى السعودية، مثال ذلك ماكتبته صحيفة «الوطن» السعودية: «مستقبل الشرق الأوسط يُرسم في السعودية «، ويضيف هادي اليامي في مقاله : «لم يأت اختيار المملكة لمجرد مكانتها في العالم الاسلامي، وإن كان لذلك دور كبير بدون شك، إلا أن السعودية تستطيع – بسبب علاقاتها المتميزة مع كافة الدول الإقليمية – أن تحشد كافة الزعماء والرؤساء العرب والمسلمين، كما أنها من أهم وأقدم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، في المنطقة.. كل هذه المزايا جعلت الرئيس الأمريكي لا يتردد في وصف المملكة بأنها «’مفتاح الحل’ للأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط». فهل سيمسك المحتفون بالزيارة بمفتاح الحل لأزمات المنطقة أم ستكون زيارة عابرة بتأثير محدود في تقلبات الملفات الساخنة التي يعبشها الشرق الأوسط؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
.
– يقول المثل:” في الصراحة راحة “. tحسب رأيي، الشرق الأوسط تؤرقه 3 ملفات :
.
1 – ملف الإرهاب الإيراني المنتشر عبر حزب الله، والحرس الإرهابي الفارسي في الدول السنية . وبالمناسبة أتسائل لماذا الإدارة الامريكية رصدت مكافئة مالية هائلة لمن يعطي معلومات عن الجولاني ، ولم ترصد اي شيء على من يمكن أن يدلي بمعلومات عن الإرهابي الكبير في الشرق الأوسط ، اللواء الإرهابي قاسم سليماني ؟ .
.
2 – الدعم ” العقائدي ” ، والآى مشروط ، الأمريكي ، للصهاينة في الإستعمار لفلسطين أرضا وشعبا وتاريخا .
.
3 – كون دمقراطية الأنظمة العربية الغير إنقلابية عسكرية ، كونها دمقراطية عرجاء . بطة عرجاء . ( ناقة عرجاء ) .
.
– اما داخل الأنظمة العربية الإنقلابية العسكرية ، فلا مجال بتاتا للحكي عن الدمقراطية ، حيث المؤسسة العسكرية ، في كل دول العالم ، لا يمكن أبدا أن تستوعب شيئا عن مفهوم ” الدمقراطية ” . وعليها ان تنسحب من الساحة السياسية فورا نهائيا أبديا .
.
– ملحوظة حول الحكم العسكري الإنقلابي ، أينما وجد :
.
– المشاكل المزمنة لتي تعيشها دولة اليونان آتية من حكم ” الكولينالات ” الإنقلابيين ، والذين قبل أن يُرغموا على ترك السياسة للسياسيين ، دمّروا وبصفة شبه نهائية ، الإقتصاد والمنظومة المالية اليونانية .
.
– الرهان العربي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية :
.
– الإدارة الأمريكية لم تتوجه نحو الخليج بسبب سواد عيون الخليج ، بل لسواد المخزون التحت أرضي من” المناجم ” . لا أكثر ولا أقل . ومن لم يريد استوعاب هذا المعطى ، سيستفيق محبطا عندما تكون ” اللعبة ” قد إنتهت . عندما تكون الثروات الطبيعية قد استنزفت .
.
– لدى ، وجب على دول التعاون الخليجي أن لا يكونوا ” مرينين” في تعاملهم مع الإدارة الأمريكية . يعني وكما يقال : ، يعني فرض مقابل – لا يتزعزع – مقابل للإستثمارات الخليجية الهائلة ، داخل امريكا (…..).
. خلال كلمة مقتضبة للرئيس الأمريكي في الرياض ، ردّد مصطلح واحد ثلاث مرات ” job job job ” .
.
– ..Yes yes yes,Sir !
…There is some jobs to do in Middle east too
– المقابل :
.
1 – لا للتهديد الفارسي المستمر في الدول السنية ، وخاصة إنطلاقا من اليمن.
.
2 – لا لإستمرار نظام الدكتور الدكتاتور بشار الكيماوي ، صاحب فرارين لشي المعارضين أحياءا أو أمواتا كانوا..