أتمنى ألاَّ يحدث هذا، لكن إذا حدث ـ لا قدّر الله ـ وردت الحكومة القطرية بالموافقة على الطلبات الثلاثة عشر (أو بعضها) التي تقدمت بها حكومتا السعودية والإمارات، فاقرأوا الفاتحة على المنطقة العربية جمعاء، وهللوا لزمن سعودي جديد مدته طويلة وثمنه باهظ.
إذا خضعت قطر، فالذين يجب أن يلطموا خدودهم ويفتحوا بيوت العزاء لمستقبلهم واستقلال قرارهم، هم العرب الآخرون، من الرباط إلى مسقط. ليس لأن قطر تصمد الآن نيابة عن الأمة جمعاء وتذود عن شرفها. القضية أبعد بكثير عن هذا الكلام الكبير.
ما هنالك أن إخضاع دولة صغرى على يد أخرى «كبرى»، أيًّا كان اسم الدولتين، بهذا الأسلوب، يجب أن يُرفَض لأنه: سيشكل سابقة خطيرة ومشؤومة في العجرفة السياسية، وسيفتح شهية الظالم إلى مزيد من الظلم، وسيزرع في «الصغار» الخوف ويقتل فيهم أي رغبة في التميز.
بغض النظر عن السياسات القطرية، الداخلية والخارجية، وهي مشاكسة ومثيرة للجدل، اتفقنا معها أم اختلفنا، أُعجبنا بها أم رفضناها، الأمر هنا يتجاوز سياسات ومواقف منها إلى سيادة واستقلال. أن تختلف معي أو لا أُعجبك، لا يمنحك حق أن تتنمر عليّ وتملي عليّ رؤيتك في الحياة، حتى لو كنت أنت «شقيقي» الأكبر. إننا أمام نموذج دولة «كبرى» تريد أن تطبِق على أخرى صغرى لمجرد أنها تحاول التميز وإثبات ذاتها.
حتى لو كان المرء أشد الناس عداوة لقطر، لا يجب أن يقبل بهذه القائمة وتلك الطريقة التي قُدمت بها والشروط المرافقة لها، لأن القضية قضية مبدأ وتصح فيها مقولة «ستؤكلون يوم تؤكل قطر أيها العرب».
ناهيك عن أن المطالب الثلاثة عشر تفتقد للعقل والمنطق والقبول، هناك مأساوية الطريقة التي قٌدّمت بها والتي تنضح غرورا وتهورا وعلوا وغلوا ولامسؤولية.
عندما تتقدم حكومتا السعودية والإمارات (أتعمد تجاهل البحرين لأنها بالكاد تمسك بذيل القرار السعودي، ومصر لأنها أمست بلا كرامة وموقف) بهذه القائمة المهينة من المطالب، ثم تمهلان «العدو» عشرة أيام لتنفيذها، فهما تكشفان عن رغبة في التصعيد وتبييت النية لتوتر أكبر وأخطر.
أيّ حكمة وما الهدف من مهلة عشرة أيام عن مطالب يحتاج بعضها سنين للتحقق؟ (إذا افترضنا أن بها بعض الوجاهة والطرف الآخر لا يمانع من مناقشتها).
الذين صاغوا قائمة المطالب ثم تفتقت قريحتهم بمهلة الأيام العشرة، فعلوا كذلك بهدف تعجيز الطرف الآخر ورصِّه في الزاوية، ثم الانتقال إلى المرحلة الأخرى من المواجهة. لكنهم في الحقيقة كشفوا أنهم مجرد هواة سياسة أساؤوا لأنفسهم وبلدانهم. قد يقول قائل إن الأمر يتعلق برفع سقف المطالب إلى الحد الأقصى حتى يتحقق منها أفضل الممكن أثناء التفاوض. كان هذا الكلام سيبدو منطقيا شيئا ما لو أنه سيق في نهاية حرب أو مفاوضات استسلام بين طرفين تقاتلا حتى خارت قواهما. الواقع أننا أمام أزمة مفتعلة وفي بدايتها لا نهايتها، والذين اخترعوها تلاميذ مبتدئون لا هم واثقون من اتجاهها ولا مدركون لشكل نهايتها (تكفي تصريحات الوزير الإماراتي أنور قرقاش وكلها خبط وتناقضات).
إذا خضعت قطر واستجابت ولو لجزء يسير من تلك المطالب، تحت أيّ ظرف من الظروف، فالثمن سيكون بلاءً على المنطقة أكثر مما سيكون عليها وحدها. وسيكون ذلك مقدمة لعقود من الهيمنة السعودية ـ الإمارتية التي لا شيء يدعو للتفاؤل بها.
كان الأمر ربما سيكون مقبولا لو أن السعودية نموذج إيجابي يُحسد. بيد أن بيتها من زجاج وهي ليست في وضع يخوّلها حق إعطاء الآخرين دروسا في أي مجال من المجالات. فالسعودية لا تملك ما تفيد به مَن تريد أن تقودهم.. لا هي قوة اقتصادية واجتماعية تقف على أرضية صلبة، ولا قوة حضارية، ولا نموذج ديمقراطي مشرق، ولا مدرسة في الحكمة والحكامة. يكفي أنها، منذ عقود، المنتِج الأصلي والراعي الحصري للتطرف الديني الذي أصبح إرهابا.
وليست الإمارات أفضل حالا. عدا تلك الأبراج المغروسة في الصحراء، سيتعب المرء في البحث عمّا من شأنه أن يشكل عزاءً مقابل الهيمنة. (تذكروا تجربة البلدين في اليمن: بعد سنتين ونصف من «الحزم» و«الأمل»، فرّ رئيسه وانفصل جنوبه ومات نصف شعبه بالجوع ونصفه الآخر بالكوليرا).
ستكون قطر بداية مسلسل طويل من «الفتوَّة» تمارسها السعودية مستغلة وضعها المعنوي والروحي بين العرب والمسلمين، ودولة أصبحت مارقة اسمها الإمارات العربية المتحدة، مستفيدة من ثرواتها المادية ومدفوعة بعُقد بعض حكامها تجاه شعوب مغلوبة على أمرها تجرأت يوما على الحلم بالتغيير.
انتصار السعودية والإمارات على قطر في هذه الأزمة، سيفتح لهما الأبواب مشرّعة لتفعلا بأي دولة عربية لا تعجبهما أو تتمرد على هيمنتهما ما فعله الجيش السوري بلبنان بين 1976 و2005.
لديهما الأموال، والجرأة، والتهور كذلك. والأهم ستكونان مسلحتين بسابقة تاريخية وسياسية اسمها… قطر.
٭ كاتب صحافي جزائري
توفيق رباحي
ما دام الشعب القطري مع قيادته فلن تتنازل قطر قيد أُنملة عن مبادئها
بعكس شعب الجزيرة العربية المستاء من قياداته
ولا حول ولا قوة الا بالله
السعودية بسياستها البدائية الغير ناضجة تدفع بكل من ضاق ذرعا بسياساتها المتهورة
–
من اخوانها العرب الى الاتجاه رسميا نحو خصمها الذي لا ولن تقوى على مجابهته
–
منفردة ” ايران ” سمعة السعودية و اتباعها لا يحسد عليها منذ امد بعيد وها هي الآن
–
تزكي مكانتها لدى الرأي العام العربي و الدولي بجهالتها
–
تحياتي
فليسمح لي الاستاذ ان اختلف معه في هذا المقال لان الحقيقة هي ان العرب اكلوا يوم حاصروا العراق العظيم وساعدوا على احتلاله وهو قلعتهم الحصينة و السد المنيع ضد اي تغول او تمدد فارسي .
دول الخليج تحت حماية المظلة الامريكية وبها حتى قواعد بريطانية وفرنسية بما في ذلك قطر اي ان سيادة القرار في هذه الدول مطعون فيها واي اختلاف بينهم هو اضافة مكاسب قيمة للعم سام من عقود اسلحة بلميارات الدولارات وضمان عقود اخرى للبقاء في هذه المنطقة الحيوية ويبقى مطلق اليد في نصرة اي خصم على الاخر تبعا لما يخدم اجندته.
ليس بيت السعودية والامارات وحدهم من زجاج بل البيت الخليجي كله واذا كانت السعودية ليست قوة اقتصادية ولا اجتماعية ولا حضارية ولا نموذج ديمقراطي مشرق ولا مدرسة في الحكمة والحكامة وهي المتنج الحصري للتطرف الديني فقطر ليست افضل من السعودية وهي تشبها في كل ما ذكرته عن المملكة.وذكرت عاصفة الحزم وكان قطر لم تكن مشاركة فيه.
الذل العربي يا صديقي قد استشرى في كامل الجسد وجرى مجرى الدماء فلم يعد ينفع معه كي ولا بتر الا رحمة الله عز وجل.
(حبل الجبل فأولد فأرا. ) المشاريع القومية والوطنية .انتهت باننا.نحاصر قطر ..نعم ان أكلت قطر .تغير لون الخليج .وأصبحت مياهه أكثر ملوحة وبعدها يغرق في المستنقع الصهيوني الأميركي …هل نحن بحاجة إلى سفينة جديدة. ..؟ ونبي مثل نوح ؟؟ بل بالأحرى نحن بحاجة لعصاة سيدنا موسى .نشق بها البحار ونحرر.فلسطين عسى الله يستجيب دعواتنا.
ذاك او ذلك العرب تم مضغهم منذ مئات السنين من قبل قوى غربية ..واذا تم قضم او التهام قطر فسوف يتفكك ما ظل من تماسك العرب وفى هذه الحالة ستبحث كل دولة عربية عن اتجاه يكون بعيدا عما يسمى بالوطن العربى الكبير..لان ما حدث وما قد يحدث لقطر وقع ضمن مايسمى بتجمع الدول العربية تحت مسمى الجامعة العربية وضمن مجلس التعاون الخليجى ..ورغم السقوط المدوى لهاتين المنظمتين منذ الحرب على العراق وما تبعها من ثورات الربيع العربى والتى تم اجهاضها من قبل بعض الانظمة العربية فان الانظمة العربية بحكامها وشعوبها سوف تدرك بانه لا مستقبل افضل يرجى لها فى ظل توحد عربى مهزوم وهزيل…ولن نستغرب ان تبدا بعض الدول من محو كلمة العربية من اسماء دولها مثل مصر العربية والتى سيكتفون بتسميتها بمصر والمملكة العربية السعودية سيدعونها المملكة السعودية..وفى هذه الحالة سنقول العوض على الوطن العربى الكبير
الله يشهد أنك أبدعت بل تجاوزت ذلك إلى ما لاأجد له وصفا.لقد عبرت عما يجيش بل يغلي في صدور عشرات الملايين من العرب المتألمين مما تعاني منه أوطانهم ويعجزون عن التعبير عنه بمثل هذا الأسلوب الأخاذ.فللكاتب كل التقدير.
أظن أن ” هذه القائمة وتلك الطريقة التي قُدمت بها والشروط المرافقة لها” ، التي تسعى ” عصابة الأرعة ” ( لا باند دي كاتر ) فرضها على قطر ، ” التي لم تكن فيما مضى ” بردا وسلاما ” لا على الجزائر ولا على الدول العربية من الجمهوريات ، رد عليها بقوة وزير خارجية ألمانيا عندما صرح أن ” مطالب دول الحصار مستفزة جدا ” و” سيكون صعبا تنفيذها بالكامل ” .
عندما كانت المملكة العربية السعودية تتفانى ، كالعادة منذ 1945 ، في خدمة المصالح والمخططات الأمريكية السوداء ، زمن الحرب الباردة بين المعسكرين ، وتؤسس ، في سنوات ” يسلمون عليكم إخوانكم من أفغانستان ” ، منذ أواخر 1978 ، للنواة الأولى للإرهاب ، التي فرخت ل” الأفغان العرب ” ، كانت قطر نائمة ، على أذنيها الاثنتين ، كما يقال .
ألم يتهم وزير الخارجية البريطانية السعودية بـ”إساءة استخدام الدين” لأهداف سياسية.. وحكومته تنأى بنفسها ؟ .
ألم يقل الرئيس الأمريكي السابق أن السعوديين مولوا ” بشكل كبير المدارس الوهابية ( في إندونيسيا ) ، التي تدرّس النموذج المتعصب من الإسلام الذي تفضّله العائلة الحاكمة السعودية ” ؟ .
ألا يلفت المسؤولون الأمريكيون ، في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ، انتباه زوارهم بأن ” غلب منفذي هجمات 11 سبتمبر لم يكونوا إيرانيين وإنما سعوديون” ؟ .
أعتقد أن حكاية السعودية ، المضحكة المبكية ، مع قطر لا تختلف كثيرا عن حكاية الذئب والخروف ، في أسطورة لا فونتين .
كان على هذه العصابة ، وقائدها الذي يزعم أنه ” خادم الحرمين الشريفين ” ، أن تكون صريحة مع الله ومع العباد وتقول لأمراء قطر مثلا : أنتم من اليوم فصاعدا تحت وصاية المملكة العربية السعودية كما هي مملكة البحرين ، وكما هي مملكة آل سعود تحت الحماية الأمريكية عاجلا والإسرائيلية آجلا . أين هو العيب أو الخلل ؟ .
كلنا قطر كلنا الامارات و كلنا اليمن كل 35 تانية هناك يمني يصاب بى داء الكوليرا نصف شعب اليمن مهدد بى المجاعة متي يرفع عدوان الخليج عن اطفال اليمن سيدكر التاريخ كل من سخر قنابله وكل من سخر قلمه في حصار او التعتيم عن المجازر في حق اهلنا
هناك خلاف بين أبناء الأمة الواحدة. أمة ينخرها الفراق والشقاق، ويتكالب عليها المتربصون كما تتكالب الاكلة الى قصعتها.
الحكمة تتطلب من أبناء الأمة وعقلاءها على الخصوص، العمل على تلطيف الأجواء وتليين المواقف وراب الصدع ولم الشتات.
لكن من نكد الامة ان الذين يصلحون بين الاخوة قليلون، وفوق القلة، لا يتكلمون.
اما الذين يركبون على الخصومات وينفخون في النار، فهم كثر، وفوق الكثرة، لا يضبطون النفس ولا يعقلون اللسان ولا يكظمون الفيض.
الذين يريدون تشويه صورة السعودية والامارات ومصر واضعاف قوتهم لكي ” تنتصر ” قطر، هو كمن يحطم الخلية لتذوق العسل.
تذكروا، حينما انعقدت في الدار البيضاء، في عقد 90، قمة عربية لرأب الصدع ورص الصف العربي، تحفظ بعض الزعماء العرب عاى حضور الرييس المصري، وكانت مصر قد طردت من الجامعة العربية على خلفية اتفاق كامب ديفيد.
يومها، خاطب الحسن الثاني رحمه الله اشقاءه بالقول: نحن خفيفون في الميزان وفينا مصر، فكيف يكون وزننا بين الأمم ومصر خارج الصف؟.
تعقلوا في القول وتريثوا في الرد ، الجسم العربي واهن لا يحتمل ورما آخر.
تحياتي للجميع. وأقول لكم الأمة العربية تكالبت عليها الأمم لمدة تزيد عن القرن وهي فترة لا تشكل فرقا في التاريخ. أطمئنوا والله ستنهض أن شاء . اليوم نحن كغثاء السيل قالها رسولنا محمد ص . سيأتي جيل يقوم بالمهمة . جيل لايخاف في الله لومة لائم.
والله سبحانه يهيئ الأسباب لذلك. اطمأن.