دمشق – «القدس العربي»: أدت المعارك المشتعلة في ريف دمشق الشرقي المحاصر وكثافة القصف بالقنابل والصواريخ الشديدة الانفجار على تجمعات المدنيين في المنطقة، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين وموجات نزوح داخلية ازدادت بالقرب من خطوط المواجهات العنيفة ومرمى مدفعية وطيران النظام الذي استهدف معظم الأحياء السكنية والاسواق الشعبية بقصف ممنهج.
مسؤول العلاقات العامة في المكتب الإغاثي الموحد للغوطة الشرقية محمد عبد الرحيم أطلع «القدس العربي» على تقرير موثق لاعداد النازحين والأوضاع المعيشية للسكان المحاصرين البالغ عددهم نحو 350 الف نسمة، حيث أكد ان الأيام الماضية شهدت ارتفاعا متزايدا لوتيرة القصف على كافة بلدات الغوطة الشرقية، تركز معظمه على بلدات حرستا ومديرا وحزرما وأوتايا، والنشابية، مما أدى إلى تجدد موجات النزوح الداخلي بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد الاسر النازحة من هذه المناطق أكثر من 1897 عائلة، فروا جميعهم من منازلهم دون وجود وجهة آمنة معينة يقصدونها.
ان عدم توفر مقومات المأوى المناسب ووسائل التدفئة واضطرار النازحين في بعض الأحيان إلى التشارك في السكن ضمن الأماكن غير الصالحة، بالتزامن مع اشتداد برودة الشتاء، أدى إلى تعرض الأطفال بشكل خاص إلى الامراض ونقص التغذية، فضلاً عن لجوء عدد كبير منهم إلى التسول، وسط ضيق لدى الاسر والمجتمعات المضيفة وتكرار نزوح العائلات المتشردة.
في الميدان
وتواصلت المعارك في محيط إدارة المركبات وعلى جبهات مدينتي حرستا وعربين بالغوطة الشرقية، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف وطأة الضغط العسكري على جبهتي جوبر وعين ترما، التي تحاول قوات النظام السوري اقتحامها منذ خمسة أشهر دون جدوى، ومحاولة فصائل المعارضة رصد الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، المعروف بالمتحلق الجنوبي.
حيث شنت فصائل المعارضة المسحلة صباح امس هجوماً على قاعدة إدارة المركبات العسكرية بهدف فرض السيطرة عليها بشكل كامل، وذلك بعد رفض العناصر المحاصرين فيها الاستسلام. وعزا الناشط الإعلامي أسامة المصري المطلع على سير المعارك، سبب رفض قوات النظام المحاصرة في ادارة المركبات تسليم انفسهم إلى ان بعض الانباء الواردة اكدت «تهديد النظام للجنود بأنه لن يقوم بأي عملية تبادل لهم في حال قاموا بتسليم أنفسهم».
واكد المصدر وقوع مجموعة مسلحة تابعة لقوات النظام أسرى بيد فصائل المعارضة عقب محاولتها دخول إدارة المركبات لفك الحصار عن الجنود فيها، حيث تمت محاصرتهم من قبل كتائب الثوار، ووقعوا أسرى، حيث بلغ عدد اسرى النظام خلال ثمانية أيام أكثر من 40 اسيراً، و100 قتيل موثقين بالاسماء. وشهدت المنطقة تصاعد عمليات القصف بمختلف أنواع الأسلحة، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع (ليلاً) على غير المعتاد، فيما شنّ الطيران الروسي أكثر من ستين غارة على الأحياء السكنية في بلدات حمورية ومديرا وعربين ومسرابا وحرستا.
واستهدفت المقاتلات الروسية والسورية منازل المدنيين بشكل متعمد ومباشر في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وأغارت على مدينة حرستا بأكثر من 35 غارة جوية، فيما تعرضت مدينة عربين لنصف هذا العدد من الغارات، وترافقت مع قصف بصواريخ الفيل المدمرة وعشرات القذائف والصواريخ، ما أدى لسقوط العديد من الجرحى بين المدنيين، كما تعرضت مدينة حمورية لقصف جوي عنيف استهدف المدنيين الأمر الذي خلّف مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 قتيلاً بينهم 3 نساء وطفلان، والعديد من الجرحى، كما سقط مدنيان في كلٍ من عربين وبلدة مديرا جراء الغارات الجوية، بالإضافة لسقوط العديد من الجرحى في مدن وبلدات زملكا وسقبا ومسرابا وجسرين وأوتايا والنشابية وحزرما وحوش الصالحية وحي جوبر الدمشقي.
أمراض خطيرة
الدكتور محمد كتوب المطلع بشكل موسع على حالات المرضى والمحاصرين في الغوطة الشرقية قال في اتصال مع «القدس العربي» ان الاهالي يعيشون لليوم التاسع على التوالي في الملاجئ في ظل شتاء قارس وظروف صحية سيئة جدًا، حيث بدأت تظهر على الأهالي امراض تنفسية والتهابات تتعلق بظروف التهوية والطعام والمياه مثل التهاب الكبد، وهذا يحدث في ظل ظروف سيئة جداً فالأدوية شحيحة وقدرة الحركة شبه معدومة.
وأوضح الطبيب كتوب ان الوضع الطبي المتأزم لا يمكن معاجلته ببعض ادوية، ولكن يجب تحسين ظروف الملاجئ التي يضطر الأهالي إلى العيش فيها، وخاصة التهوية والنظافة والتدفئة، تفادياً لانتشار الامراض.
ووفقا لمصادر محلية فقد اسفر التصعيد العسكري وقصف قوات النظام إلى مقتل أكثر من 125 مدنيا ومئات الجرحى خلال الأسبوع الفائت، فيما تصدر بلدة مسرابا قائمة الخسائر البشرية بعد مقتل 20 مدينا معظمهم من النساء والأطفال وسقوط 80 جريحا بعضهم حالات خطيرة، كما قتلت عائلات بأكملها جراء القصف على كل من مدينتي حرستا وعربين، فيما شهد القطاع الطبي والخدمي تردياً غير مسبوق مع اشتداد الحصار واستمرار القصف على مدار الساعة، وتسبب القصف بشلل معظم القطاعات في الغوطة.
إن أهم ما يشغل الأسر النازحة داخلياً في الغوطة الشرقية هو تأمين قوتهم اليومي ويحتل رغيف الخبز المرتبة الأولى في سلم الأولويات لجميع العائلات، إذ ان عدم وجود مشاريع توفر أو تدعم رغيف الخبز وتساهم في خفض حالات نقص التغذية لدى الأطفال، انعكس سلباً على الوضع المعيشي والصحي للأسر النازحة بشكل خاص، وادى إلى تعزيز انتشار الامراض. وناشدت مصادر أهلية جميع المؤسسات الدولية بالتحرك السريع للعمل على فك الحصار الخانق المفروض على ريف دمشق، وتسهيل الدخول الفوري لقوافل الإغاثة والمساعدات والاحتياجات الإنسانية الأخرى، وإخلاء الحالات الطبية الحرجة.
اجرام ما بعده اجرام ستدور الدوائر عليكم أيها النصيرين
جرائم من الدرجه الأولى. ما ذنب الأطفال من يعالج هؤلاء الاطفال؟
حتى ولو انتصر النظام فكيف سيكونون هؤلاء الأطفال بعدما تعرضوا لهكذا عذاب باوفياء لهذا النظام والوطن؟؟