سنة رياضية استثنائية للعرب: بزوغ نجم صلاح… و4 منتخبات في مونديال 2018

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: شهدت الرياضية العربية طفرة غير مسبوقة في مختلف الألعاب الفردية والجماعية على مدار الأشهر الـ12 لعام السعد 2017، بإنجازات لم يعتدها العرب من قبل، خصوصا في اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم كرة القدم، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الآسيوية والأفريقية، بجانب التألق الاستثنائي لمحترفينا في الدوريات الكبرى.

يناير بصوت العندليب

بالاستعانة بمطلع رائعة عبدالحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب التي كتبها محمد حمزة «نبتدي منين الحكاية؟»، سنبدأ حكاية عام العرب الاستثنائي بالفصل الأول الذي دّونه المنتخب المصري بعودته للظهور في بطولته المُفضلة أمم أفريقيا 2017، التي نظمتها الغابون في بداية العام، للمرة الأولى بعد غياب ثلاث مشاركات على التوالي، رغم احتفاظ الفراعنة باللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 تحت قيادة حسن شحاته وجيل الأسطورة محمد أبو تريكة. ولم يكن أكثر المتفائلين في الشارع المصري ينتظر ما حققه الأرجنتيني هيكتور كوبر في الغابون، بتأكيد تفوقه على غانا مرة أخرى بعد أشهر من ثنائية صلاح والسعيد في تصفيات المونديال، واستمرت المغامرة بفك النحس المصري مع المنتخب المغربي، بهدف محمود كهربا، الذي أنهى عقدة استمرت ثلاثة عقود لم تشهد أي انتصار مصري على المنتخب المغربي، منذ آخر انتصار في بطولة 1986 بهدف مارادونا النيل طاهر أبو زيد، ليُطيح أصدقاء صلاح بخيول بوركينا فاسو في نصف النهائي بمساعدة ركلات الترجيح، وفي الأخير لم تبتسم لهم الساحرة المستديرة في النهائي باستقبال هدفين في غمضة عين أمام أسود الكاميرون في النهائي، لكن اُعتبر وصول المنتخب المصري للنهائي في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في سنوات ما بعد ثورة 25 يناير، أشبه بالإنجاز الذي أعاد إلى الأذهان ما فعله محمود الجوهري ورجاله عام 1998، الفارق الوحيد أن الجنرال عاد بالكأس من بوركينا فاسو، بعدما كان الجميع في مصر ينتظر وصوله في أول طائرة، تماما كما كان الشعور تجاه فريق كوبر.
في يناير أيضا، ظهرت مؤشرات تُنذر بوقوع كارثة للكرة الجزائرية، متمثلة في منتخب غير متجانس رغم امتلاكه العديد من الأسماء الرنانة كرياض محرز وفوزي غلام وياسين براهيمي وآخرون، وجاءت البداية بالخروج المُبكر من أمم أفريقيا، عكس جاره المنتخب المغربي الذي أبلى بلاءا حسنا، ولولا اصطدامه بمصر، لربما ذهب بعيدا، والأمر ذاته للمنتخب التونسي، الذي تطور كثيرا مع مدربه الوطني نبيل معلول.

بداية الحصاد

حصدت الأندية العربية ثمار نتائجها الجيدة في دوري مجموعات أبطال أفريقيا، بترشح ستة فرق من أصل ستة إلى الدور ربع النهائي: النجم الساحلي واتحاد العاصمة الجزائري وأهلي طرابلس والترجي والوداد والأهلي، مقابل اثنين من داخل أدغال أفريقيا حامل اللقب صن داونز و فيروفياريو دا بيرا، وحدث ذلك الإنجاز في الشهر ذاته الذي شهد عودة البطولة العربية، التي نظمتها القاهرة والإسكندرية في يوليو الماضي، بمشاركة أندية كبيرة في مقدمتها الأهلي والزمالك والترجي والفيصلي بجانب عملاقي الدوري السعودي النصر بفريقه الأول والهلال بالفريق الأولمبي، وهي البطولة التي ظفر الترجي بلقبها وربح حوالي مليوني ونصف دولار بفضل فوزه على زعيم الأردن في المباراة النهائية.

صقيع روسيا يَصل الخليج

بدأت انتفاضة العرب الحقيقية في بداية شهر سبتمبر/ايلول عندما فعلها المنتخب السعودي بإنهاء عقدته مع نظيره الياباني في المباراة الفاصلة على تأشيرة السفر إلى موسكو، التي حسمها فهد المولد بتصويبة من زمن آخر كادت تُمزق شباك الحارس الياباني، ليعود الأخضر إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 12 عاما، فيما أذهل المنتخب السوري العالم بعروض لا تُصدق في مشواره في التصفيات، ولولا سوء طالعه لرافق إيران مباشرة إلى بلاد الثلج، لكن يُحسب لرفاق العمرين السومة وخربين وصولهم لملحق التصفيات في الصراع على نصف البطاقة بين قارتي آسيا وأمريكا الشمالية، التي ذهبت في النهاية للمنتخب الأسترالي الذي أزاح نسور قاسيون بفارق هدف في مباراتي الذهاب والإياب، بخلاف تصدر مهاجم الإمارات أحمد خليل قائمة هدافي التصفيات بـ18 هدفا وخلفه المهاجم السعودي محمد السهلاوي بـ16 هدفا.

أكتوبر مصر وفلسطين

بعد غياب 28 عاما عن الظهور في المونديال، نجح الفرعون الأشهر في العالم في الوقت الحالي محمد صلاح في إعادة بلاده للحدث الكروي الأهم، باحتلال صدارة المجموعة الخامسة التي كانت تضم غانا وأوغندا والكونغو، بعد الفوز الهيتشكوكي الذي تحقق على حساب الكونغو (متذيل المجموعة) بشق الأنفس في مباراة الجولة قبل الأخيرة التي احتضنها ملعب «برج العرب» في العاصمة الثانية، فبعد الاحتفالات الصاخبة بهدف صلاح الأول في الشوط الثاني، اعتقد الجميع أن المهمة انتهت، قبل أن تأتي الفاجعة بهدف على عكس كل التوقعات سجله بوكا موتو قبل النهاية بأربع دقائق، لكن القدر كان رحيما بشعب الـ100 مليون نسمة بركلات الجزاء التي احتسبها الحكم بكاري غاسما في اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من الضائع، ليتكفل بها صاحب القلب الفولاذي الذي سدد على طريقة النجم الإنكليزي الشهير ديفيد بيكهام، موجهًا صاروخ لا يُصد ولا يُرد أعاد أسياد أفريقيا لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم.
وفي الوقت الذي كانت تعم فيه السعادة كل شوارع مصر احتفالاً بإنجاز الترشح للمونديال، جاءت الأنباء السعيدة من فلسطين، بتأهل منتخب الفدائي لكأس آسيا بالإمارات، للمرة الثانية في تاريخه، وقبل انتهاء التصفيات بجولتين، بحصوله على العلامة الكاملة في أول أربع مباريات بانتصارات عريضة وصلت لحد افتراس بوتان بنتيجة 10-0 في مباراة تأمين الترشح، وبعدها بشهر انضم منتخب جزر المالديف لضحايا الفدائي بهزيمة نكراء 8-1، ليحتل المنتخب الفلسطيني مركزا أفضل من منتخب قوات الاحتلال في التصنيف الشهري للفيفا، علما أن يوم تأهل المنتخب الفلسطيني بشكل رسمي، فاز المنتخب اللبناني على نظيره الكوري الشمالي 5-0، وضمن الترشح بشكل شبه رسمي قبل انتصاره على هونغ كونغ خارج القواعد، الذي حسم التأهل رسميا في الجولة قبل الأخيرة للتصفيات. وشهد شهر اكتوبر مشاركة أول لاعب عربي في التاريخ مع ريال مدريد، وهو الظهير الأيمن الشاب المغربي أشرف حكيمي في ليلة الفوز على إشبيلية 5-0.

فصل جديد من الإنجازات

قبضت الأندية العربية على المربع الذهبي لدوري أبطال أفريقيا بيد من حديد، وتجلى ذلك في وصول الرباعي الأهلي والوداد والنجم الساحلي واتحاد العاصمة الجزائري للدور نصف النهائي، وفي نهاية المطاف خطف الوداد الأميرة الأفريقية يوم 4 نوفمبر بفوزه على نادي القرن بهدف وليد الكرتي في نهائي الإياب الذي استضافه مركب الخامس، وبعد أيام قليلة وتحديدا يوم 11 من الشهر ذاته أكمل المنتخب المغربي انتفاضة العرب بافتكاك ثالث البطاقات المونديالية بعد السعودية ومصر، واكتفى المنتخب التونسي بتعادل سلبي مع شقيقه الليبي، بموجبه ضمن العرب أربعة مقاعد في كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ. فقط شاركوا من قبل بثلاثة منتخبات كحد أقصى عامي 1986 بمشاركة العراق والجزائر والمغرب و1998 بتونس والمغرب والسعودية. ما أفسد نشوة العرب في نوفمبر، هو تعثر الهلال السعودي أمام خصمه الياباني أوراوا في نهائي دوري أبطال آسيا، لتبقى البطولة مُستعصية على الزعيم في نظامها الجديد، بالإضافة لحملة الجزائر المُخيبة للآمال في تصفيات كأس العالم، التي انتهت باحتلال المركز الأخير في المجموعة الثانية التي تأهل منها المنتخب النيجيري للمونديال وحل خلفه المنتخب الزامبي في المركز الثاني ثم الكاميرون في المرتبة الثالثة قبل محاربو الصحراء.

ديسمبر… تألق صلاح

قبل استقبال الشهر الأخير، أعلن الاتحاد الآسيوي فوز الهداف السوري عمر خربين بجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا كأول لاعب يَحمل الجنسية السورية يفوز بهذه الجائزة، رغم الأزمة التي تعيشها البلاد في السنوات الست الأخيرة، وتبعه محمد صلاح بالحصول على جائزة أفضل لاعب أفريقي من قبل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، ليُصبح ثالث مصري يفوز بها بعد بركات وأبو تريكة، غير أنه يُعتبر أقوى المرشحين للفوز بجائزة الكاف يوم 4 يناير كأفضل لاعب أفريقي، التي لم يفز بها أي فرعون سوى محمود الخطيب في منتصف حقبة الثمانينات، كمكافأة على ما قدمه طوال العام سواء لمنتخب بلاده أو لفريقه السابق روما والحالي ليفربول، والواقع يقول أنه يعيش فترة استثنائية في مسيرته كلاعب بفوزه بجائزة لاعب الشهر في بلاد الضباب الشهر الماضي، ومنافسته على قائمه هدافي البريميرليغ بـ15 هدفا. ووصلت الكرة العربية ذروة توهجها في مباراة العمر التي قدمها الجزيرة الإماراتي أمام بطل أوروبا ريال مدريد في مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية التي نظمتها أبوظبي منتصف ديسمبر، وفي تلك المباراة تقدم الفريق المنظم بثنائية نظيفة في بداية الشوط الثاني، لكن من سوء الطالع ألغى الحكم الهدف الثاني بناء على تقنية الفيديو، ليعود رونالدو ورفاقه بهدفين قبل فوات الأوان، ليضرب الجزيرة موعدًا مع شقيقه الوداد المغربي في مباراة تحديد المركز الثالث الشرفي، ويفوز صاحب الأرض بثلاثة أهداف مقابل اثنين في مباراة مُمتعة. وأُسدل الستار على 2017 بشكل مثالي، بعد موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على عودة النشاط للكرة الكويتية التي ظلت مُجمدة حوالي عامين، وهو القرار الذي أخرج «خليجي 23: من غرفة الإنعاش، بعدما كانت مُهددة بالإلغاء بسبب المواقف السياسية التي يعرفها الصغير قبل الكبير.

إنجازات الرياضات الأخرى
● فاز فريق كرة الطائرة للنادي الأهلي المصري ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري بتغلبه على النجم الساحلي 3-1 في مجموع الأشواط
● السباحة المصرية فريدة عثمان تظفر ببرونزية بطولة العالم في سباق 50 متر فراشة في المجر
● فازت البحرينية روز تشيليمو (كينية الأصل) بذهبية ماراثون بطولة العالم لألعاب القوى التي نظمتها لندن، ومواطنتها سلوى عيد ناصر خطفت فضية سباق 400 متر
● القطري معتز عيسى برشم يعود للتألق بحصد ذهبية الوثب العالي، كثاني قطري يحصد الذهب في بطولة العالم بعد سيف شاهين الذي فعلها عامي 2003 و2005، وأيضا حصل القطري الشاب الآخر عبدالإله هارون برونزية سباق 400 متر.
● وبعد غياب نحو 10 سنوات، حصد المغرب المركز الثاني في سباق 3000 متر بفضل الشاب سفيان البقالي.
● ورغم المشاكل التي تُعاني منها سوريا، إلا أن مجد الدين غزال حصل على فضية الوثب العالي، كأول ميدالية لوطنه منذ أواخر التسعينات عندما فازت غادة شعاع في منافسات السباعي عامي 1995 و1999.
● الزمالك يفوز بدوري أبطال أفريقيا لكرة اليد للمرة العاشرة في تاريخه بعد فوزه على الترجي في النهائي.
● مصر تفوز ببطولة العالم للإسكواش لفرق الرجال بتغلبها على إنكلترا في النهائي 2-0 في مدينة مارسيليا الفرنسية.
● مصر تفوز بأربع ميداليات ذهب في بطولة العالم لرفع الأثقال، منها 3 ميداليات للبطل الأولمبي محمد إيهاب وواحدة لسارة سمير.
● فريق السيدات لكرة الطائرة بالنادي الأهلي يختتم العام بالفوز بالبطولة العربية للأندية بتغلبه على المجمع البترولي الجزائري.

سنة رياضية استثنائية للعرب: بزوغ نجم صلاح… و4 منتخبات في مونديال 2018
حصاد 2017
عادل منصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية