انطاكيا ـ «القدس العربي»: بعد اثني عشر يوماً في البحر المتوسط قضاها تسعة وأربعون مواطناً سورياً على متن قارب كان من المفترض أن ينقلهم إلى إيطاليا، وصلوا إلى سواحل مدينة الاسكندرية المصرية، واتصلوا بخفر السواحل بعد أن تم رميهم بالقرب من الشاطئ المصري من قبل ثلة من تجار البشر.
وعلى الرغم من أن كلاً من ركاب القارب دفع ستة آلاف دولار للمهربين على أن يتم إيصالهم إلى أوروبا، إلا أنهم فضلوا الانصياع لأوامر المهربين على الموت لا سيما أن تجار البشر هددوهم بالقتل إن رفضوا النزول من القارب في المياه الإقليمية المصرية.
يقول أحد ركاب القارب في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن: «السلطات المصرية احتجزتهم بعد أن نقلهم خفر السواحل إلى الاسكندرية، وتم سجنهم في سجن «كرموز» هناك، وذلك منذ ما يقارب شهرين، إلى أن جاء أمر من القضاء المصري بترحيلهم وتم ترحيل ثلاثة وثلاثين منهم إلى تركيا وهي الدولة التي انطلقوا من مرسى إحدى مدنها الساحلية».
وبين أنه «على الرغم من أن أمر الترحيل يشمل الجميع إلا أن ستة عشر شخصاً من أصل تسعة وأربعين لم يمتلكوا وثائق أو جوازات سفر وبالتالي لن يتمكنوا من السفر إلى أية دولة، بينما لا يستطيعون أن يقيموا في مصر وفق القوانين التي أقرت مؤخراً».
ازدادت مخاوف السوريين المسجونين يوماً بعد يوم، وخاصة بعد أن سمعوا إشاعات تقول بأنه سيتم ترحيلهم إلى سوريا، إلا أن المخاوف تلك زالت بعد أن أخبرهم المحامي الذي توكل قضيتهم أن لا ترحيل إلى سورية أبداً، ولكن لا خروج من السجن إلا بعد موافقة إحدى الدول على استقبالهم.
عمران جربان أحد السجناء السوريين في سجن «كرموز» تحدث إلى «القدس العربي» عبر «فيسبوك» من داخل سجنه قائلا: «منذ شهرين ونحن محتجزون في هذا المكان ولا حل أمامنا، وعلى الرغم من المعاملة الجيدة التي نتلقاها من السلطات المصرية، إلا أن الأفق مسدود أمامنا، ونحن عاجزون عن القيام بأي شيء».
وأضاف: «نحصل هنا على كل احتياجاتنا كما نلقى تعاطفاً كبيراً من مسؤولي السجن، لكن هم مثلنا لا يجدون حلاً للموضوع برمته، ويقولون أن الحل في استقبال أية دولة أخرى لنا، وتؤكد ذلك بشكل رسمي حتى يسمحوا لنا بالمغادرة إليها كوننا لا نمتلك اوراقاً رسمية».
يشرح عمران أن كل المحتجزين الستة عشر قدموا من تركيا وأن معظمهم مطلوب من قبل النظام السوري بل يزيد أن عدداً كبيراً من أفراد عائلته قد «استشهدوا في الداخل السوري» حسب قوله، ويؤكد رغبة الجميع بالعودة إلى تركيا حيث تقيم أسرهم، كما يوضح أن الحل الوحيد هو أن تقبل تركيا باستقبالهم وأن تعبر عن ذلك بشكل رسمي، حينها ستسمح لهم السلطات المصرية بالسفر حالاً إليها.
ولدى سؤالنا عن انتهاكات تعرض لها السجناء قال: «عاملتنا السلطات المصرية أفضل معاملة، وأنا أوجه شكري لمصر العربية، ولم يحدث أن أساء لنا أي شخص ولا حتى بكلمة مزعجة».
بينما لخص عمران حاله وحال رفقائه في السجن بقوله: «والله تعبنا بس بدنا نطلع نحنا اجينا غصب على مصر وتحت تهديد السلاح، مصر عاملتنا بكل انسانية وما زعجتنا أبدا ولطفاء معنا، بس نحنا بدنا يساعدونا نرجع لأهلنا إلى تركيا، أو شي دولة أوربية تقبلنا لاجئين عندها، لأنو نصب علينا كل شخص 6000 دوﻻر وراحوأهلنا وكل شي، نحن انهزمنا من الحرب.. أنا استشهدوا نصف عيلتي في قصف وأنا بالسجن».
وأجاب السجين «عمران الجربان» على سؤالنا حول الإجراءات التي يطالب بها هو ومن معه قائلاً: «نحن نرجو من الائتلاف السوري أن يصدر لنا وثائق للسفر أو أي شيء بحيث نستطيع من خلاله السفر من مصر إلى تركيا، أو أن يطالب الحكومة التركية بإعلانها الموافقة لاستقبالنا، ولا نطلب الكثير، نريد فقط طريقة نخرج بها من السجن ونعود إلى عائلاتنا في تركيا، فقد أعلمنا أننا لن نخرج من السجن إلا أن توافق الدولة التي غادرنا منها على استقبالنا أو أية دولة أخرى».
ستة عشر معتقلاً بينهم حسب عمران «طفل وطفلة» ما زالوا ومنذ شهرين في سجن «كرموز» ينتظرون أن يتحرك الائتلاف الوطني السوري لأجلهم، ويتساءلون ترى هل سيتمكن من ذلك، أم أن هناك ما يمنعه؟ أم أن الأمر مختلف عن الاحتمالين السابقين؟ فلا أحد يهتم أو يكترث بالقضية.
محمد اقبال بلو
هذه مآسي إنسانية وأخلاقية ….
ورغم هذا هناك من الموالين للنظام يسمونها ” انتصارت النظام وإنجازاته ” .
وأكثر من هذا ، فؤلائك السوريين والسوريات ، هم مجرد ” إرهابيين ” .
مرحبا بهم في جمهورية الصحراء الغربية