سوق الانتقالات الاسبانية: برشلونة تخطى الريال للمرة الأولى… وأتلتيكو أعاد بناء فريقه

حجم الخط
0

مدريد – «القدس العربي»: للمرة الأولى منذ 2008، أنفق برشلونة في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف أكثر مما أنفقه منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد الذي اعتاد أن يكون أعلى الأندية إنفاقا في سوق الانتقالات سواء على مستوى أسبانيا أو على مستوى أوروبا كلها.
واعتاد الجميع على مدار سنوات طويلة أن يكون الريال هو الأكثر إنفاقا من بين جميع الأندية الأسبانية والأوروبية في سوق انتقالات اللاعبين الصيفية خاصة وأن رئيسه الطموح فلورنتينو بيريز اعتاد على التعاقد مع نجم كبير أو نجمين عملاقين (غالاكتيكوس) في كل عام حتى يستعيد أمجاد الريال على الساحة الأوروبية. لكن هذا الهدف تحقق بالفعل في آيار/مايو الماضي وأحرز الريال لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا. ولهذا، كان بيريز أكثر حرصا وحكمة في سوق الانتقالات هذا الصيف، على الأقل مقارنة بالمعايير التي عمل بها على مدار سنوات. وسمح هذا لبرشلونة بأن يصبح الأكثر إنفاقا في سوق الانتقالات هذه المرة علما أن النادي الكتالوني أنفق بشكل هزيل نسبيا في سوق الانتقالات منذ 2008.
وبعيدا عن تعاقده مع نيمار في العام الماضي، كان اعتماد برشلونة على صفقات أصغر وعلى تصعيد اللاعبين من مدرسته الشهيرة «لاماسيا» للناشئين والشباب. لكن هذه السياسات أسفرت عن فريق رث ويتسم بكبر سن اللاعبين ما أدى لتراجع مستوى الفريق في حصد الألقاب منذ أن رحل عن تدريبه جوسيب غوارديولا في 2012. كما رحل حارس المرمى فيكتور فالديز والمدافع المخضرم كارلس بويول ما جعل الفريق بحاجة إلى إعادة البناء بل وبحاجة لخط دفاع جديد بالكامل. وذكرت القناة الثالثة التلفزيونية الكتالونية الأسبوع الماضي «برشلونة كان بحاجة إلى تجديد شامل بالفعل. بشكل خاص، كان الفريق بحاجة لعديد من التعاقدات لتدعيم حراسة المرمى والدفاع».
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أصيب برشلونة بصدمة لقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بحظر إبرام النادي لأي تعاقدات لفترتي انتقالات بسبب وجود لاعبين قصر في قطاع الشباب بالنادي بما يمثل انتهاكا للقواعد. وعلقت العقوبة بعدها ليتمكن برشلونة من إتمام بعض التعاقدات في فترة الانتقالات الصيفية الحالية ولكنه سيطبق عقوبة الحظر على التعاقدات في فترتي الانتقالات الشتوية والصيفية بعام 2015 اثر رفض طعن النادي على القرار. ورغم ثقة أنصار النادي الكتالوني في أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بالنادي والمسؤول عن صفقات اللاعبين الجديد الذين يجلبهم برشلونة، أصبح زوبيزاريتا شخصا بغيضا لمشجعي النادي بسبب الفتور وعدم إبرام صفقات عديدة في السنوات القليلة الماضية. لكنه تخلى عن هذا الفتور في الصيف الحالي وتعاقد، بالتشاور من لويس إنريكي المدرب الجديد لبرشلونة، مع ستة لاعبين، حيث أنفق 153 مليون يورو لضم هؤلاء اللاعبين ليتصدر برشلونة قائمة أكثر الأندية الأوروبية إنفاقا لتدعيم صفوفها هذا الصيف.
وبدلا من ضم حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس من ليفانتي الأسباني، لجأ زوبيزاريتا (الحارس السابق لبرشلونة والمنتخب الأسباني) إلى ضم كلاوديو برافو حارس ريال سوسييداد ومارك أندري تير شتيغن حارس بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني. وبدلا من ضم مدافعين بارزين مثل ماتس هوملز وديفيد لويز وتياغو سيلفا، جلب زوبيزاريتا على نفسه غضب جماهير النادي بتعاقده مع لاعبين لا يحظون بالشهرة الكبيرة مثل الفرنسي جيريمي ماتيو من بلنسية الأسباني والبلجيكي توماس فيرمايلين من أرسنال الإنكليزي. أما الصفقة الوحيدة التي أبرمها ولم تثر الجدل كما حظيت بترحيب هائل من جماهير الفريق فكانت التعاقد مع لاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش من أشبيلية الأسباني.
كما تعاقد برشلونة مع المهاجم الأوروغواني لويس سواريز من ليفربول مقابل 80 مليون يورو، لكن ما يخيم على هذه الصفقة هو قرار الاتحاد الدولي للعبة بشأن إيقاف اللاعب عن المشاركة في أي مباريات رسمية مع ناديه حتى 25 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل كجزء من العقوبات التي فرضها الفيفا على اللاعب بعد واقعة عضه المدافع الإيطالي جورجيو كيليني خلال مباراة منتخبي إيطاليا وأوروغواي في بطولة كأس العالم. وكانت فكرة زوبيزاريتا وإنريكي هي أن يكمل سواريز مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار مثلث الرعب في هجوم الفريق الذي اصبح بنكهة أمريكية جنوبية تامة.
وفي المقابل، تعاقد الريال فقط مع نافاس والألماني توني كروس والكولومبي خيميس رودريغز مقابل 120 مليون يورو. واتسمت صفقتا نافاس وكروس بالاعتدال حيث دفع النادي عشرة و30 مليون يورو على الترتيب لضم اللاعبين، لكن خيميس قد يعاني ليثبت جدارته بالمقابل المالي الكبير (80 مليون يورو) الذي دفعه الريال للتعاقد معه، علما أن اللاعب سجل أول أهدافه مع الفريق خلال مباراة الذهاب في الكاس السوبر الأسباني والتي انتهت بالتعادل 1/1. ويستعد الريال لبيع لاعبي الوسط الألماني سامي خضيرة والأرجنتيني آنخيل دي ماريا قبل غلق باب الانتقالات الصيفية بنهاية الشهر الحالي ولكن كلا من اللاعبين يحظى بمحبة الجماهير.
وقال الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد: «ريال مدريد أنفق على ضم ثلاثة لاعبين أكثر مما أنفقناه لضم ثمانية لاعبين». واجتهد سيميوني كثيرا لإعادة بناء أتلتيكو بعد رحيل كل من حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا واللاعبين فيليبي لويس ودييغو وديفيد فيا ودييغو كوستا وخوسيه سوزا وأدريان عن صفوف الفريق هذا الصيف.
وتشير التقارير إلى أن سيميوني يشعر بالقلق من إقدام النادي على بيع مزيد من اللاعبين خاصة قلبي الدفاع دييغو غودين وجواو ميراندا وذلك قبل نهاية فترة الانتقالات الحالية والتي تمتد حتى نهاية آب/ أغسطس الحالي فحسب. وقد يثبت كل من ماريو ماندزوكيتش وراؤول خيمينيز وأنطوان غريزمان أنهم صفقات ناجحة لأتلتيكو.
ولم تقترب أي من الأندية الأخرى في الدوري الأسباني من برشلونة والريال وأتلتيكو في حجم الإنفاق بسوق الانتقالات خاصة وأن معظم هذه الأندية تعاني من ديون هائلة متراكمة. ولجأ بلنسية إلى ضم عدد من اللاعبين البرتغاليين بأثمان زهيدة كما أسند المسؤولية للمدرب نونو إسبيريتو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية