سياسيون تونسيون يتّهمون السبسي بخرق الدستور وداعية يطالب بالسماح بتعدد الزوجات

حجم الخط
12

تونس – «القدس العربي»: اتهم سياسيون تونسيون الرئيس الباجي قائد السبسي بـ»خرق الدستور» خلال خطابه الأخير، وخاصة في يتعلق بحديثه عن دولة مدنية لا علاقة لها بالدين واقتراحه المساواة بين الجنسين في الميراث، معتبرين أن مشروع القانون الذي اقترحه سيثير الخلافات بين التونسيين، فيما طالب أحد الدعاة بإلغاء قانون الأحوال الشخصية والسماح بتعدد الزوجات.
وكان الرئيس الباجي قائد السبسي أعلن عن مبادرة جديدة تتضمن مشروع قانون جديد يدعو للمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، مشيرًا إلى أنه سيحيل هذا المشروع للبرلمان لمناقشته. كما اعتبر السبسي أن تونس دولة مدنية (الفصل الثاني من الدستور) مرجعيتها الدستور وليس الدين، متجاوزًا بذلك الفصل الأول من الدستور الذي ينص على أن «تونس دولة حرّة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها»، وهو ما دعا البعض لاتهامه بتوظيف بعض فصول الدستور لصالح خطابه وتجاهل الفصول الأخرى المخالفة له.
ودون الرئيس السابق منصف المرزوقي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «إدانة تامة للخطاب ولمشروع القانون. لا لأنه مخالف للدستور (تفهمون لماذا ليس لنا لليوم محكمة دستورية ). لا لأنه ضرب لمفهوم القانون المعرّف بالتعميم والفرض والسيادة التامة على الجميع. لا لأنه ينفّر جزءًا كبيرًا من شعبنا من الحداثة الحقيقية المتمثلة في قيم الديمقراطية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لا لأنه يتاجر بقضية لا يزايد علينا أحدًا فيها هي قضية تحرير المرأة بما هي جزء أساسي من قضية تحرير الإنسان ككل. لا لأن كل العملية لإلهاء الناس عن حاضر بائس ومستقبل مظلم».
وتابع معللاً: «وإنما لأنه بذر بذور الفرقة والخصام والكراهية بين التونسيين في وقت نحن بأمس الحاجة لتكاتف الجهود لمواجهة التحديات الهائلة التي تهدد هذا الجيل وخاصة الأجيال المقبلة. هذه الحماقة أنتجت سريعًا جماعة 11 و13 أوت (في إشارة إلى تظاهرات المؤيدين والمعارضين لتقرير لجنة المساواة) ولا أحد يدري كيف ستتطور وتكبر القطيعة. هل سيطلع علينا يومًا أحدهم بأغنية «أنتم شعب ونحن شعب” والمصير السيناريو المصري الذي تتابعون فظاعته. حفظ الله تونس من هذا الرجل ومن كفاءاته القادرة على إدارة أربع دول».
فيما توجه المحامي عبد العزيز الصيد بـ»رسالة مفتوحة» إلى الرئيس التونسي، قال فيها: «أنت قُلت تونس دولة مدنية لا علاقة لها بالدين ولا بالقرآن. حسن. ليكن كلامك صادقًا عليك أن تُقرِّر ما يلي: تغيير علم تونس لأن النجمة والهلال لهما علاقة بالإسلام، والتوقف عن القسم على القرآن الكريم، وحذف جميع الأعياد الدينية والتوقيت الخاص بشهر رمضان المبارك، والانقطاع عن تنظيم رحلات الحج وحذف وزارة الشؤون الدينية أصلًا، وعدم الاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم!».
وأضافت القاضية كلثوم كنو: «هناك مشكل دستوري سيعترض اقتراح السبسي بخصوص الميراث، فالدستور ينص على المساواة بين النساء والرجال، وبالتالي أي قانون يسمح بخرق هذا المبدأ يكون غير دستوري» (في إشارة إلى اقتراح السبسي تخيير التونسيين بين تطبيق المساواة من عدمها).
فيما دعا الباحث سامي براهم إلى التنصيص على «إلزاميّة المساواة في الإنفاق في القانون نفسه الذي يقرّ المساواة في الإرث حتى تكون هناك مساواة تامّة»، وأضاف معلّقًا على خطاب قائد السبسي: «أخطر ما جاء في خطاب رئيس الدّولة هو المطابقة بين مدنيّة الدّولة والدّولة اللائكيّة المنفصلة عن المرجعيّة الثقافيّة والقيميّة للشّعب، وهو فعل موحش في حقّ الدّستور وضرب من تحويل وجهة الدّولة على خلاف مقتضى الدّستور نصًّا وروحًا ومفهومًا استقرّ لدى المؤسّسين الأوائل في دستور 1959 ومؤسّسي الجمهوريّة الثانية إبّان الثورة التونسية».
وتبع مخاطبًا قائد السبسي: «رهنتم مشروع التّجديد والتّحديث وإرادتكم في ذلك لمصالح السياسي ومناوراته ومقايضاته، ماذا لو وضعتموه صلب النّقاش العمومي ودافعتم عن تصوّاتكم وسط الجدل والحوار المواطني المعرفي، أراهن على أنّ المكاسب في اتّجاه الحريّات الفرديّة والمساواة كانت ستكون أكبر وأمتن وأوثق وأكثر انسجامًا مع السياق الثقافي والوطني وأكثر كشفًا لما في ثقافة الذّات من مواطن جدّة وطرافة، وأكثر توحيدًا للتونسيين وتطويرًا لوعيهم بالحريات والمساواة».
وفي أول رد له على خطاب قائد السبسي، طالب الداعية بشير بن حسن إلى إلغاء قانون الأحوار الشخصية والسماح بتعدد الزوجات، حيث دوّن على صفحته في موقع «فيسبوك»: «أدعو وبوضوح وإلحاح الى إلغاء الفصل الأول من الدستور التونسي، بل قولوها بصراحة: تونس عربية واللاّدينية دينها ولنقل لكم من تو شخصيًا: نتزوج كما نحب وقت ما نحب، ونطلق كما نحب ونورث كما نحب»، وتابع في تدوينة أخرى: «ابتداء من اليوم 13 اوت (آب) 2018 لا يعنيني أي قانون في الأحوال الشخصية التونسية (نعمل شنحب، وقوانينكم بلوها واشربوا ماها والحمد لله ما خذيت تونسية ولا حاجتي مع احترامي للشريفات)».
وكان قياديون في حركة «النهضة» انتقدوا ما جاء في خطاب الرئيس التونسي، وشككوا بإمكانية تصويت البرلمان التونسي على مشروع القانون الذي اقترحه حول المساواة في الميراث بصيغته الحالية.

سياسيون تونسيون يتّهمون السبسي بخرق الدستور وداعية يطالب بالسماح بتعدد الزوجات
اعتبروا أن دعوته للمساواة في الميراث بين الجنسين قد تثير الخلافات والفوضى في البلاد
حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد الجزائري (باقي الوطن):

    هذه القضايا مفتعلة من ألف إلى ياء … فعوض محاولة حل المظالم التي يتعرض لها البعض و خاصة النساء في المواريث او غيرها مثلا… نأتي على تغيير كل النظام فتستفيد كمشة من الموجة الأولى ثم تاتي الكوارث شيئا فشيئا
    يجب المساواة في كل شيء … تمشيط المناطق العسكرية مهما كانت، العمل حيث كان و مهما كان ، …

    الزميلات في العمل حين تكون المهمة في السجون مثلا يظهرن عامل إختلاف الجنس مع أنه عند التوظيف كانت لها الأولوية و لا توجد إشارة إلى أنه يجب عمل كذا لأنك ذكر و عمل مذا لانك أنثى

    تحضرني صورة لوزيرة ما يسمى بالتربية في الجزائر حيث جمعة ثلة كبيرة من الرجال أظن في هيئة لإصلاح البرامج أو شيء من هذا القبيل… ما لفت أنتباهي هو إختيار رئيسة على كل هؤلاء الذكور فهل يعقل أن من بين كل هؤلاء الخبرات لا يصلح لرئاسة هذا المجمع؟؟؟؟

    و في الجهة المقابلة لوكان جميع أعضاء المجلس من النساء لكان من حسن التنظيم و التنظير و التسيير إختيار إمرأة على رأسهم و ليس رجلا

  2. يقول Alaa Germany:

    إخلعوه .. هذآ واجب علي كل تونسي .

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    @alaa فى الدول الديمقراطية لا نخلع بل ننتخب و فى الدول الديمقراطية اى رجل سياسي او امرأة سياسية يقع انتخابه على برنامج يوافق توجهه السياسي ……وفى الدول الديمقراطية نتناقش بشكل حضارى لمعالجة المسائل الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية المعقدة و بعدها يقع إحالة القوانين للبرلمان المنتخب ليقع الحسم فيها و فى الدول الديمقراطية الاصلاحات تكون فى اتجاه مزيد من المساواة و مزيد من الحرية و مزيد من حقوق الانسان و مزيد من العدالة و مزيد من الشفافية و مزيد من تطبيق القانون و مزيد من تبسيط الإجراءات ….اظن انك تعيش فى المانيا و تعيش فى ظل علمانيتها التى تحترم حقوقك و من بينها حرية المعتقد و من بينها حرية التعبير و من بينها حقوق إعانات اجتماعية و طبية و بينها حماية اللاجئين….فى تونس نحن نعمل و نحمل لكى نكون مثل المانيا او فرنسا فى كل الميادين و ليس مثل من يحلم بالقرون الوسطى و هو يعيش فى القرن 21 ….تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  4. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    السيد الرئيس واصل الإصلاح نحن معك ….مزيد من المساواة و مزيد من الحرية و مزيد من حقوق الإنسان…..لقد وضعتهم فى الزاوية ووجههم الحقيقى ظهر ….الحقوق الانسانية لا جدال فيها و لا استفتاء على المساواة و لا استفتاء على الحريات و لا استفتاء على تطبيق الدستور و القانون لانه و بكل بساطة لا استفتاء على الحق فى شرب الماء و لا استفتاء على الحق فى تنفس الهواء ….تونس كانت مدنية و ستبقى مدنية هذا ما يقوله الدستور التونسي و هذا ما سيكون و لا توجد اى اشارة لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية…الرئيس كان واضحا فى هذا الموضوع اتجاه الدولة مدنى صرف و نحن هنا ليكون كذالك الدين مسألة شخصية فى ايطار خاص و سيكون كذالك…. خلط الدين و السياسة و القوانين اما يجلب النفاق او يجلب الخراب او يجلب الاثنين معا……تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

    1. يقول أحمد-لندن:

      @ تونسي ابن الجمهورية

      في الدول الديمقراطية لا يحق للرئيس ان يلقي بمشروع يتعارض مع اية فصل من فصول الدستور.

      السبسي طرح مشروع متعارض مع الفصل الاول من الدستور التونسي و اللذي ينص على ان؛ (تونس دولة حرّة، مستقلّة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها)

      هده ديكتاتورية لا تتحسس نبض الشارع و ليست ديمقراطية.

    2. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @ أحمد: شكرا لك صديقى احمد….لا تنسي ان فى الدول الديمقراطية ايضا من يحدد دستورية القوانين ليس مواقع التواصل الاجتماعى و التعاليق فى الجرائد او من يتظاهر فى الشارع او حتى رئيس الجمهورية نفسه….بل
      هو المحكمة الدستورية ( أظن أن رئيس الجمهورية استشار اكبر فقهاء الدستور فى تونس قبل الاتجاه إلى البرلمان ) …..تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  5. يقول Ahmed:

    مشروع القانون هذا لا يحتاج الى البرلمان ولا الى نخبه للتصويت عليه، فهو يختلف تماما عن مشروع اقتصادي مثلا، حيث ل،الكثير من الشعب لا يفقهه ، غير أن مشروع قانون ما يسمى بالمساواة في الميراث ، الشعب التونسي هو من له الحق في أن يقوم باستفتاء، وهذا ليس طعن في الديمقراطية ، والأمثلة كثيرة على غرار الاستفتاء على وضع دستور اروبي في فرنسا ، وتم رفضه من طرف الشعب الفرنسي ، دعو ا الشعب التونسي يقرر ، ولن يكون هذا من طرف البرلمان مع فرضنا جدلا أنه يمثله. ومن لا يثق في الشعب فلتر شعبا آخر……ان وجد

    1. يقول أحمد-لندن:

      الى Ahmad

      لقد أصبت كبد الحقيقة و اعتقد ان هدا رأي ممتاز و ديمقراطي و يقطع اية باب للفتنة او الشك. قرارات في هذا الوزن لا بد من الاستفتاء عليها من قبل الشعب. مثلا خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي و استفتاء فصل اسكوتلندا عن بريطانيا الشعب اللذي قرر و بئس البرلمان.

      ما رأيي السيد تونسي ابن الجمهورية؟

    2. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @احمد : بالطبع اللجوء إلى الاستفتاء هو من الأدوات الديمقراطية المباشرة و لعلمك الدستور التونسي تحدث عن هذه الآلية …تونس تخطو خطواتها الأولى فى الديمقراطية نحن ما زلنا فى مرحلة انتقالية على كل المستويات و نسير فى ظروف صعبة جدا ….اجتماعية و اقتصادية و سياسية و تونس كما تعلم مستهدفة من كل أعداء الديمقراطية….الديكتاتوريات العربية و حركات الإسلام السياسي بكل انواعها من التى تتبنى الإرهاب إلى من يلبس ربطة عنق ….هؤلاء يستغلون آليات غير متكافئة ( اماكن العبادة ) لنشر الاكاذيب لذالك نحن اليوم و بكل وضوح لسنا فى وضعية استفتاء متكافئ لذالك يجب تحييد اماكن العبادة نهائيا عن الشأن السياسي و بعدها يمكن التحدث عن استفتاء….مع انى انا شخصيا ارفض الاستفتاء على البديهيات….هل انت مع المساواة نعم ام لا …؟ هل انت مع العدالة نعم ام لا …؟ هل انت مع تطبيق الدستور نعم ام لا …؟ هل انت مع السرقة نعم ام لا …؟ هل انت مع التنفس نعم ام لا …؟ هل انت مع شرب الماء ام لا…؟ هل انت مع العبودية نعم ام لا …؟ هل انت مع الارهاب نعم ام لا ….؟ هناك أسئلة لا يجب طرحها و مجرد طرحها هو اهانة للانسانية جمعاء و ليس للمراة او غيرها فقط……تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها

  6. يقول الساسي القفصي:

    المساواة بين المرأة والرجل في الدستور، تعني أنهما سواسي أمام القانون، وبما أن الفصل الاول يؤكد إسلامية الدولة التونسية، فهما سواسي أمام قانون الميراث المستمد من الشريعة الاسلامية، أما أن ينسلخ السبسي نهائيا من الاسلام وتبعاته في التشريع فالأحرى به أن يعتدي مرة أخرى على تونس والشعب التونسي والدستور ويعلنها دولة عَلمانية لا تعتمد الدين أصلا في أي تشريع، وليرى ماذا سيحدث بعدها ..؟

  7. يقول Ahmed:

    هذا من الناحية النظرية ، أما من الناحية العملية والواقعية فدين الجمهورية التونسية هو الاسلام مع احترام الأديان الاخرى ، وهذا موثق في الدستور وفي الصدور ، إذن هذا امرا مفصول فيه منذ ١٤ قرنا ونيف، فانشغلوا بمشاكل الشعب التونسي الحقيقية وكفاكم مزايدات ، احملوا نواياكم……….،،،،،.. واصمتو ا

  8. يقول حسن تونس:

    الغريب فى الامر ان هذا الرئيس يقول انها دوله مدنيه
    ولايعرف معنى الدوله المدنيه
    الدوله المدنيه لاتتعرض لدين اهل تونس الاسلام والاقليه من غير المسلمين لايمثلون واحد فى الاف من نسبة السكان المسلمين
    هذه الاقليه لهم الحق فى ترتيب امور دينهم
    والمسلمون دستورهم القران هو مرجعهم وليس الدستور المكتوب بيد فئه من الناس

إشترك في قائمتنا البريدية