سياسيون وناشطون مغاربة يشيدون بمقاطعة وفد حكومتهم مظاهرة باريس بعد رفع صور مسيئة للرسول

حجم الخط
4

الرباط ـ «القدس العربي»: لقيت مقاطعة الوفد الرسمي المغربي لمسيرة التنديد بالإرهاب التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس أول أمس الأحد، بسبب رفع صور مسيئة للنبي محمد (ص) وللدين الإسلامي، ترحيبا واسعا في مختلف الأوساط المغربية والعربية.
وأشاد ناشطون وسياسيون بقرار المقاطعة واكتفاء وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار بتقديم التعزية للرئيس فرانسوا أولاند ووصفوه بالقرار الذكي والمنسجم مع التزامات الدولة المغربية، فيما اعتبر آخرون أن هذا القرار أحرجت من خلاله الرباط الدول العربية التي شاركت في المسيرة.
وقال بلاغ لوزارة الخارجية ان الوفد المغربي، الذي ضم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار و السفير المغربي بباريس، شكيب بن موسى، قدم يوم الأحد 11 كانون الثاني/يناير 2015، في الإليزيه، «تعازي المملكة المغربية الحارة لرئيس الجمهورية الفرنسية والحكومة الفرنسية، على إثر الاعتداءات الشنيعة التي نفذت بفرنسا خلال هذا الأسبوع.»
وأضاف البلاغ انه « في المقابل، فإن الوفد المغربي، وتماشيا مع مضامين بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ليوم السبت 10 يناير/كانون الثاني 2015، لم يشارك في المسيرة المنظمة بباريس بسبب رفع رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم».
وأشاد المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري (المحظور)، بالقرار وقال على صفحته بموقع الفيسبوك «إن المغرب بعدم مشاركته في التظاهرة الباريسية قد اتخذ قرارا ذكيا جدا، حينما ربط مشاركته في التظاهرة التضامنية بعدم حمل المتظاهرين للرسوم والكاريكاتورات المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم».
وشرح «قرار المغرب كان غاية في الذكاء، إذ أن المغرب بموقفه هذا قد قدم نفسه كدولة تحترم التزاماتها الدولية، حينما هب المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، بكل حساسياتهم السياسية والفكرية، للتعبير عن مساندتهم للشعب الفرنسي، والوقوف بجانبه في محنته».
وأضاف المعتصم «المغرب ربط مشاركته بهذه التظاهرة بعدم نشر كاريكاتورات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا تأكيد على موقفه القديم المدين لنشر هذه الرسوم والكاريكاتورات التي لا تمت إلى حرية التعبير والرأي بصلة بقدر ما تسيئ إلى مواطنين فرنسيين من الديانة الإسلامية وتسيئ إلى أمة الإسلام وتهين كرامة ومشاعر مليار ونصف مسلم وتذكي نيران التطرف والعنف والكراهية وتؤجج الحروب بين الأديان وبين الحضارات وبين الثقافات».
واعتقلت السلطات المغربية 2008 السياسي المغربي مصطفى المعتصم إلى جانب سياسيين مغاربة آخرين بتهمة المشاركة بشبكة ارهابية وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، كما اتخذت قرارا بحل حزبه، وأثار قرار الاعتقال وحل الحزب استنكارا واسعا على خلفية التشكيك بالتهم التي وجهت لهم وفي 2011 أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا بحقه وحق السياسيين الآخرين.
وقال المعتصم إن «المغرب بتصرفه هذا أرسل أيضا رسالة قوية إلى فرنسا يقول لها فيها إن المغرب لم يعد يدبر العلاقة مع فرنسا، كما كان من قبل الأزمة الأخيرة بين البلدين»، وأنه «قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة دون تردد حتى في اللحظات الدقيقة والمفصلية قرارات تحترم خياراته، وتوجهاته، ومصالحه أولا، سواء نالت رضى فرنسا أو لم تنل رضاها، ورضى من يرى في فرنسا أنها الدولة الأم. وهكذا بقدر ما جمع بين المبدئية (الصواب الواجب كما يقول المغاربة) بقدر ما كان قراره تعبيرا عن احترام هوية أمة وشعب وتعبيرا عن السيادة وعدم التماهي وبقدر ما أشر هذا القرار إلى منعطف جديد في العلاقات المغربية الفرنسية».
وقال إنه قد يختلف ويعارض الكثير من السياسات الحكومية ولكن»ليس من العدل أن أبخس الناس أشياءهم وفي هذا الموقف أقول هنيئا للدولة والحكومة المغربية فقد كان الموقف ذكيا جدا».
ووصف القادة العرب والمسلمين الذين شاركوا في هذه التظاهرة بـ «الغباء» وقال»الغباء كان من القادة العرب والمسلمين الذين شاركوا، ومن ورائهم لافتات تسب رسول الله، وتهين كرامة كل المسلمين، وتمس بإيمانهم».
وتساءل «الأغبياء هم القادة العرب والمسلمين الذين مشوا في التظاهرة ضد الإرهاب، جنبا إلى جنب مع أكبر إرهابي في القرن الواحد والعشرين (نتنياهو)، ورئيس الدولة الإرهابية العنصرية الوحيدة في العالم (إسرائيل). ترى ما عساهم يقولون لشعوبهم الآن لتبرير ما قاموا به».
ورأى ناشطون مغاربة وعرب في قرار المغرب مقاطعة المشاركة في المسيرة شجاعة دبلوماسية لم تتوفر في الكثير من البلدان العربية التي قبلت المشاركة في مسيرة حضرها «إرهابيون» في الإشارة إلى بنيامين نتانياهو، وأيضا لحمل صور مسيئة لنبي الإسلام.

محمود معروف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الفاتحة// الصحراء المغربية:

    جزيل الشكر لوزير الخارجية المغربي مزوار والوفد المرافق له..

  2. يقول ماجدة / المغرب:

    موقف مشرف اعاد لنا بعضا من ماء الوجه
    شكرا للسيد مزوار الذي نتمنى له النجاح ايضا في ملف قضية الصحراء المغربية

  3. يقول صالح/الجزائر:

    نحيي موقف وزير خارجية المغرب ، إذا كان فعلا قاطع المسيرة ، وبسبب رفع صور مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم .

  4. يقول عربي مسلم:

    نحيي هذا الموقف ، مقاطعة مسيرة تسيء إلى خير البرية خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم…

    لكن أقول لمصطفى المعتصم: إن المغرب سيفك ارتباطه بفرنسا و تبعيته لها بالفعل، يوم يتخلى عن لغة الاحتلال اللغة الفرنسية ، فيحجم حضورها في كافة المجالات والقطاعات ، كذلك يوم يكبح دور اللوبي الفرنسي في المغرب في مختلف القطاعات والمجالات …ذلك أن اللغة ـ بعد الدين الإسلامي ـ هي أهم رموز السيادة الوطنية والقومية و لغة المغرب الرسمية هي العربية ، لذا وجب العمل للتمكين لها في مختلف مناحي الحياة في مختلف القطاعات والمجالات كما هو حال جميع الدول التي تحترم هويتها …

إشترك في قائمتنا البريدية