بمنأى عن ضجيج العاصمة المصرية ومدنها، وعن تراجع العملة الوطنية وتداعياتها على ارتفاع الأسعار، تحتل واحة سيوة غربي مصر مركز الصدارة في إنتاج التمور على مستوى العالم، وهو ما يدعو خبير اقتصاد زراعي إلى البناء عليه في عملية التصدير وليس الإنتاج فقط. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «FAO»، قالت في بيان، مؤخرا، إن مصر تحتل حالياً المركز الأول في إنتاج التمور على المستوى العالمي قبل إيران والسعودية، ويقدر إنتاجها السنوي بحوالي 1.5 مليون طن ما يعادل 20٪ من الإنتاج العالمي المقدر بـ 7.5 مليون طن. وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة القاهرة، جمال صيام ، إن محصول التمر في بلاده يعتبر محصولا استراتيجيا، وفي صدارة الانتاج عالميا بالفعل. غير أنه يكشف أن هذه الإنتاجية الأولى عالميا من التمور في مصر لا تقابلها صدارة في التصدير. وأرجع ذلك إلى أن صناعة التمور ببلاده «تعاني من ضعف جودة المنتج، وتواجه تحديات في التصدير إلى السوق العالمي وآليات الرقابة وإهمال تطوير قطاع النخيل». وفي محاولة لتطوير هذه الإنتاجية العالمية، قالت منظمة الفاو إنها «أطلقت برنامجاً تدريبياً (دون تفاصيل) لمنتجي التمور في سيوة، والوادي الجديد (غرب)، والواحات البحرية (غرب العاصمة)، ضمن مشروع التعاون الفني لتطوير سلسلة القيمة للتمور، الذي تم توقيعه مع كل من وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي، والصناعة والتجارة». وتتبنى منظمة الأغذية والزراعة العالمية برنامجا لتطوير قطاع النخيل والتمور في مصر أطلقته في مهرجان التمور الثاني بواحة سيوة «غرب» في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بالتنسيق مع وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي، والصناعة والتجارة المصريتين، وفق البيان ذاته. وسيوة هي واحة ومحمية طبيعية في الصحراء الغربية المصرية تبعد أكثر من 800 كم، من القاهرة وتتبع إداريا محافظة مطروح «غربي البلاد»، ويبلغ عدد سكانها حوالي 7 آلاف نسمة. تشتهر بزراعة نخيل التمور. ويُزرع نخيل التمر في المناطق الحارة الجافة وشبة الحارة، حيث تعتبر زراعة نخيل التمر بها أهم زراعات الفاكهة وأكثرها تكيفاً مع البيئة الصحراوية، نظراً لتحملها درجات مرتفعة من الحرارة والجفاف والملوحة. والتمر (البلح أو الرطب) هو ثمرة أشجار الـنخيل وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية العالية، وفاكهة صيفية تنتشر في الوطن العربي. وأعلن حسين جادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة «FAO» في مصر، توسيع نطاق استراتيجية تطوير قطاع النخيل والتمور لتشمل مناطق إنتاج أخرى، حيث تم ضم الواحات البحرية والوادي الجديد، إضافة إلى واحة سيوة. وفي تصريحات سابقة، توقع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عبد المنعم البنا، أن يصبح مزارعو النخيل ومنتجو ومصنعو التمور في مصر بنهاية المشروع الذي تتبناه الـ «FAO» قادرين على إنتاج تمور ذات جودة عالية تنافس في الأسواق المحلية والعالمية. ويزرع في واحة سيوة وحدها نحو 700 ألف نخلة تنتج نحو 84 ألف طن تمور، بمعدل 120 كغم للنخلة الواحدة، وهي معدلات إنتاجية تعظم الصادرات المصرية من التمور، وفق تصريحات سابقة لوزير الزراعة. وتسعى الحكومة إلى جذب مزيد من الاستثمار والترويج السياحي لمحافظة مطروح «غرب» والتي تعد ثاني أكبر محافظات مصر من حيث المساحة بعد محافظة الوادي الجديد.
(الأناضول)