شباب أردنيون يزاولون عملين يومياً: الحاجة أمّ الغلاء!

حجم الخط
1

عمان – آية عليان: أصبح الجمع بين وظيفتين أوأكثر سمة تميز عدداً كبيراً من الشباب الأردنيين، لا سيما أن ارتفاع الأسعار شمل معظم المواد الاستهلاكية. فإزدواجية العمل هي الحل الأفضل الذي وجده الشاب الأردني سواء كان موظفاً في القطاع العام أم الخاص لتأمين ما يسد حاجاته والتزاماته خاصة، من اشتراكات وقروض.
يقول محمود، وهو شاب في العشرينيات، ويعمل في القطاع الخاص ان «ارتفاع الأسعار الذي نشهده في كافة نواحي الحياة وصعوبة المعيشة وتدني الرواتب كلها عوامل أجبرتني على البحث عن عمل آخر. تقدمت بطلب الحصول على قرض لافتح محلا لبيع الأحذية»، ويضيف: «أجبرت على التفكير في عمل ثان بعد الوظيفة، لأن الراتب قليل؟ ولا يكفي، خصوصا بعد زواجي، وفي الفترة التي عملت فيها عملا ثانيا كنت أصاب بالإرهاق الجسدي والفكري، إضافة إلى انشغالي عن العائلة بالعمل، فضلا عن تأثير عملي الآخر على حياتي الاجتماعية».
في حين يقول مروان (33 عاماً)، هو يعمل في إحدى الشركات الخاصة نهاراً، وسائق تاكسي في الليل، إن العمل يأخذ كل وقته، وإن دخله لو اقتصر على عمل المطعم وحده لما سد حاجاته المعيشية كافة. مشيراً إلى أنه شاب في مقتبل العمر، ومتسائلا إن لم يعمل الآن في شبابه فمتى سيعمل؟. يقول: «بحثت عن عمل في القطاع العام، ولم أفلح، والفرص في القطاع الخاص لم تكن متوافرة، لذلك أضطر إلى العمل في عملين مختلفين صباحا ومساء».
ولا يقتصر البحث عن العمل الإضافي على الذكور وحدهم، فأم أحمد تسعى إلى البحث المستمر عن عمل إضافي، ولو كان من المنزل، كمترجمة لإحدى مواقع الأخبار، أو كاتبة لإحدى المجلات، فبغير ذلك لا تستطيع أن تساعد زوجها في تدريس أبنائهما. كما بعض الفتيات الجامعيات ايضاً، اللواتي يكرسن وقتهن بين وظيفتين، كالتعليم الخصوصي في البيوت والعمل في أحد المحلات، اضافة إلى دراستهن.
وفي هذا الشأن، يقول اختصاصي علم الاجتماع ومدير مركز الدراسات، د. محمد جريبيع لـ «القدس العربي»، ان «نسبة العمل في وظيفتين بدأت بالفعل تزداد أكثر فأكثر، رغم أن الكثيرين لا يصرحون بالعمل الآخر، وخصوصا من يعمل في القطاع الحكومي»، لكن العمل الثاني بات أساسيا وليس للرفاهية، و»إنما للعيش الكريم بحدوده المعقولة، ولتأمين الاحتياجات الأساسية، ليس أكثر، وفق ما يقول.
ويشير إلى أنه في موازاة «ارتفاع الأسعار لا تزال الرواتب على حالها، ما جعل الموظف وحتى من يشتغل في القطاع الخاص، أو العمل الحر، يفكر في الحصول على دخل إضافي».
ومن وجهة نظر اقتصادية، يبين الخبير الاقتصادي حسام عايش، أن السبب الرئيسي للجوء العامل، سواء في القطاع العام أم الخاص، إلى عمل آخر، إضافة إلى عمله الأساسي، سببٌ «اقتصادي بحت»، موضحاً أن مستوى دخل الموظف، أو العامل لدى القطاعين الخاص والعام صار منخفضا، ولا يتناسب مطلقا مع ارتفاع تكلفة المعيشة وجنون الأسعار الذي تشهده الأسواق».
ويؤكد أيضا ان السلبيات التي يمكن أن تنعكس على الشباب نتيجة لجوئه إلى عملين أو وظيفتين، هي عدم تركيزه موظفا كان أم عاملا في القطاع الخاص، على عمل واحد ليبدع فيه، فكيف على سبيل المثال للمعلم الذي يعمل سائق تاكسي بعد الدوام المدرسي؟، فكيف له أن يحضر الدروس التي يعطيها لتلاميذه في اليوم التالي؟ ناهيك عن الآثار السلبية على صحته وعلى اهتمامه بأولاده وأسرته».
وليس هذا وحسب بل أن الجمع بين وظيفتين له آثار سيئة تصل إلى الحياة الزوجية والاجتماعية، إذ تلفت فدوى (34عاماً)، ان زواجهما هي وزوجها الذي يعمل بوظيفتين لم يعد يطاق إذ يعود إلى البيت بوقت متأخر منهكاً من ضغط العمل المزدوج إذ يعمل في الفترة الصباحية كمدرس وفي المساء يعمل مدرسا خصوصياً. وتضيف أنها فكرت مليا بالانفصال لكنها تعود لتلتمس له عذرا إذ أنه «يجهد نفسه لتأمين قوت الحياة لها ولأطفالها الثلاثة في ظل الغلاء الذي يشهده الجميع فهو ليس مقتصراً علينا فحسب».

شباب أردنيون يزاولون عملين يومياً: الحاجة أمّ الغلاء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح // الاردن:

    * كان الله في عون الجميع .
    * راتب الموظف او العامل يتراوح ما بين
    ( 150 – 400 ) دينار اردني ..؟؟؟
    * لو الموظف ساكن بالايجار .. خرب بيته ؟؟
    * حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.
    سلام

إشترك في قائمتنا البريدية