شبهات قوية بوصول يد «الموساد» مجددا لتونس بعد 28 عاما باغتيال مهندس طائرات حماس الاستطلاعية محمد الزواري

حجم الخط
4

غزة ـ «القدس العربي» : بما يشير إلى وصول المخابرات الإسرائيلية الخارجية «الموساد» مجددا لتنفيذ عمليات اغتيال في تونس، بعد 28 عاما على اغتيال جهاد الوزير نائب قائد قوات الثورة الفلسطينية، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، كان يعمل لديها ضمن مشروع إنشاء طائرات الاستطلاع الخاصة بها، والمسماة «الأبابيل» ، مؤكدة أن من اغتاله هي «يد الغدر الصهيونية»، بالرغم من عدم اعتراف إسرائيل رسميا حتى اللحظة بالمسؤولية، في الوقت الذي أعلنت فيه تل أبيب خشيتها من لجوء حماس لاستغلال هذه الطائرات المفخخة في أي مواجهة مقبلة.
وأكدت كتائب القسام أن المهندس محمد الزواري الذي وصفته بالقائد»اغتالته يد الغدر الصهيونية في تونس». وأضافت «أن يد الغدر الصهيونية الجبانة اغتالت القائد القسامي في مدينة صفاقس في الجمهورية التونسية طليعة الربيع العربي وحاضنة الثورة والمقاومة الفلسطينية». وكشفت عن أن الشهيد المهندس الزواري هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، التي كان لها دور في الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014 .وأشارت إلى أنه التحق قبل عشر سنوات بكتائب القسام وعمل في صفوفها «أسوة بالكثيرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية».
وأكدت كتائب القسام على أن عملية اغتيال القائد الشهيد الزواري في تونس هي «اعتداء على المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام». وقالت وهي تنذر إسرائيل «على العدو أن يعلم بأن دماء القائد الزواري لن تذهب هدراً ولن تضيع سدى». وأوضحت أن عملية اغتيال الشهيد الزواري «تمثل ناقوس خطر لأمتنا العربية والإسلامية بأن العدو الصهيوني وعملاءه يلعبون في دول المنطقة ويمارسون أدواراً قذرة وقد آن الأوان لأن تقطع هذه اليد الجبانة الخائنة».
ونشر الموقع الرسمي للقسام صورا للمهندس التونسي، وهو يقوم بتصنيع الطائرات الاستطلاعية، إضافة إلى صور لطائرات «الأبابيل». ولم يكشف القسام إن كان المهندس التونسي قد زار قطاع غزة من قبل أم لا، في إطار مساهمته في تصنيع الطائرات الاستطلاعية، وان زعمت مواقع إسرائيلية انه زار القطاع أكثر من ثلاث مرات عبر الأنفاق.
وأقامت حركة حماس يوم أمس بيت عزاء للزواري، في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة.
وكان المهندس الزواري يعمل طيارا لدى الخطوط الجوية التونسية، وغادر بلاده في عام 1991، لخلافه مع النظام الذي كان قائما، وتنقل بين ليبيا والسودان وسوريا. وأعلن عن اغتياله يوم الخميس الماضي الموافق 15 ديسمبر (كانون الأول)، في مدينة صفاقس التونسية بست رصاصات أطلقها مسلحون مجهولون على منطقة الرقبة، وعدد آخر من الرصاص اخترق باقي جسده، وفور وقوع العملية ذكرت تقارير تونسية أن طريقة القتل ودقّتها وعدم سماع السكان لصوت إطلاق النار يوحي بأن المنفذين استعملوا كواتم للصوت، مما يشير إلى أن الجريمة منظمة ومدروسة ومخطّط لها بدقة.
وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حادثة اغتيال الزواري. وذكر في بيان له تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن تصفية المهندس جاءت بعد أربعة أيام من عودته من رحلة في تركيا، حيث يعمل كمهندس طيران وعمل مؤخراً كمدير فني في شركة هندسة ميكانيكية خاصة.
وترددت عدة روايات حول اعتقال سيدة تعمل في مجال الصحافة، لعلاقتها بعملية القتل، إضافة إلى شخص آخر، فيما لا يزال البحث متواصلا عن آخرين.
ودعا المرصد السلطات التونسية إلى العمل الجاد على تقديم المتسببين في هذه الجريمة للعدالة.
والمعروف أن المخابرات الإسرائيلية «الموساد» نفذت في عام 1988 عملية اغتيال طالت الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح خليل الوزير «أبو جهاد» في منزله في تونس.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسميا عن اغتيال المهندس الزواري، إلا أن هناك العديد من وسائل الإعلام، والمحللين الذين يتمتعون بعلاقة مع دوائر صنع القرار والمستوى الأمني الإسرائيلي، ألمحوا إلى وجود صلة للمخابرات الإسرائيلية بالعملية، وذلك على غرار عملية اغتيال محمود المبحوح، المسؤول في حماس عن شراء الأسلحة من الخارج، خلال وجوده في أحد فنادق مدينة دبي في عام 2010 .
وحسب تقارير إسرائيلية فإن المنفذين تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس، وأن الأشخاص الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم بزعم أن لهم دورا في العملية مجرد سياح تصادف وجودهم في المكان وقت الحادث. ونقل عن محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية أورن هيلر، قوله غن المهندس التونسي معروف بعلاقته مع حماس وبعضويته في ذراعها العسكرية. وذكر أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى إسرائيل تؤكد أنه موجود في معسكرات للحركة في سوريا ولبنان، وأنه كان يساعدها على بناء قدراتها في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار. ونقل عن هيلر قوله إن الزواري ساعد كتائب القسام على استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014 .
ونقلت تقارير إسرائيلية أخرى عن مصادر أمنية قولها إن «اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة». وادعت مصادر إسرائيلية علقت على الحادث بأن خطورة الزواري لا تتمثل فقط في الأفعال التي قام بها في الماضي، بل بـ «الأفعال التي يمكن أن يفعلها في المستقبل». وحسب المصادر فإن حماس كانت معنية بأن يساعدها الزواري على الاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل، من خلال إنتاج طائرات بدون طيار انتحارية، قادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل بأقل قدر من المخاطرة على مقاتليها. وذكرت أن حماس كانت معنية بتطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار لإحداث توازن في وسائلها القتالية وتقليص الاعتماد على الأنفاق الهجومية التي فاجأت بها إسرائيل في حرب 2014 . وفي هذا السياق ذكر موقع «واللا» العبري أن هناك تخوفات لدى الجيش الإسرائيلي من قيام حماس في حال اندلعت حرب جديدة مع غزة، بإرسال عدد كبير من الطائرات بدون طيار في آن واحد، خاصة إن كانت تحمل متفجرات، أو تكون موجهة عن بعد، أو من تلك التي يكون بإمكانها إطلاق النار.
جاء ذلك ضمن تسليط الإعلام الإسرائيلي الضوء عن الطائرات الاستطلاعية التي يملكها الجناح المسلح لحماس، إذ ذكر الموقع أن حماس تحاول تطوير قدراتها الجوية من أجل التشويش على عمليات الجيش الإسرائيلي، وتحقيق أهداف خاصة بها. وذكر أن نشطاء القسام في الداخل والخارج بذلوا جهود كبيرة من أجل الحصول على طائرات بدون طيار صغيرة الحجم من مصادر خارجية، حيث تم إدخال بعضها عن طريق الأنفاق.
وأضاف أنه في عام 2012 قصف سلاح الجو الإسرائيلي مخازن تابعة لحركة حماس في قطاع غزة بداخلها طائرات بدون طيار، ويؤكد أنه في حرب 2014 أظهرت حماس قدرتها على تشغيل طائرات بدون طيار، حيث أطلقت ثلاث طائرات، قالت الحركة إن أحداها استطاع تصوير مبنى وزارة الجيش في تل أبيب.
يشار إلى أن الجناح المسلح لحماس أعلن في الحرب الأخيرة أنه يمتلك طائرات استطلاعية تحمل اسم «الأبابيل» ولها عدة مهام، وهي طائرات بدون طيار. وذكرت أن هذه الطائرات قامت خلال الحرب بعدة طلعات فوق إسرائيل، وأنها التقطت صورا لتلك المناطق قبل عودتها للقطاع، وفي إحدى المرات أعلنت إسرائيل أنها استهدفت إحداها خلال طلعة جوية فوق إحدى مناطقها الجنوبية.
وأعلنت الكتائب أنها أنتجت من هذه الطائرات ثلاثة أنواع، أحدها ذو مهام استطلاعية، وآخر ذو مهام هجومية – إلقاء، وثالث ذو مهام هجومية ـ انتحارية، وأكدت القسام في حينها أن صناعة الطائرات جرت من خلال نخبة من شبانها.
وكانت إسرائيل قد تصدت في سبتمبر/أيلول الماضي لإحدى الطائرات التي ينتجها الجناح المسلح لحماس.

شبهات قوية بوصول يد «الموساد» مجددا لتونس بعد 28 عاما باغتيال مهندس طائرات حماس الاستطلاعية محمد الزواري

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د.راشد المانيا:

    طبعا هذه العملية وبشكل مؤكد هي من تنفيذ الموساد الإسرائيلي ولكن الأخطر في العملية هو العنصر المحلي الذي كان الدليل للشهيد رحمه الله.

  2. يقول ي ع ه اسبانيا:

    رحمة الله علئ الشهيد وامنياتي ان تكون الجهاد الإسلامي قدسبقت الموساد وهناك صناعه لهذة الطائرات والعدو قد تأخر والله غالب علئ امره

  3. يقول حسن:

    وقفت الزنقة بالهارب ولا عادت وثيقة قرطاج ولا عليسة. البلاد تُنتهك سيادتها والحكومة طامرة رأسها وليست في هذا العالم.
    يجب تفعيل الدستور وفق وزن الكتل النيابية بعد تفكك النداء وصار شقوقا تصبح النهضة ومع كل وطني غيور على تونس أن يقع التنصل مما تسمى بوثيقة قرطاج بإسقاط الحكومة ثم تشكيل حكومة جديدة من صلب البرلمان تكون أغلبيتها للنهضة بعد أن تصدع النداء.
    عند انعقاد الجلسة العامة للبرلمان لمساء ” أعضاء ” الحكومة على كل واحد منهم أن يفهم قدره ويقدم استقالته. هذا التمرميد ما فيه حتى فايدة. ولا يخدم مصلحة الوطن.

  4. يقول Passerby:

    الحكومة منشغلة بمهرجانات التمثيل واللهو والعبث والمجون وفرش السجاد الأحمر للسقطة وآخر همها هو حماية مواطنيها.

إشترك في قائمتنا البريدية