شركة بريطانية تصمم سيارة تتضمن مكتباً متكاملاً لإنجاز الأعمال

حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: طورت شركة بريطانية متخصصة سيارة فريدة من نوعها تتضمن مكتباً متكاملاً يمكن من خلاله للمدراء ورجال الأعمال من إنجاز أعمالهم داخل السيارة، في واحد من أهم الحلول التي يتم طرحها حتى الآن لأزمة المرور التي تستنزف أوقاتاً طويلة من كبار الموظفين ومدراء الشركات وتكبدهم خسائر كبيرة في العادة.
وعلقت جريدة «دايلي ميل» البريطانية على السيارة الجديدة المبتكرة بالقول إنها تقوم على فكرة أنه «بدلاً من أن تأخذ السيارة إلى عملك، خذ عملك إلى السيارة».
وبحسب خبير التصميم الذي نفذ المشروع فإنه قام بتصميم مكتب متنقل يمكن تركيبه في أي سيارة تقليدية عادية، بما يتيح في النهاية تيسير العمل في سيارات رجال الأعمال والمدراء وكبار الموظفين لانجاز أعمالهم، على ان المكتب يتضمن مكاناً لوضع الكمبيوتر إضافة إلى أن المكتب مجهز بشبكة انترنت «واي فاي» في السيارة، بما يمكن الموظفين من القيام بأعمالهم وهم داخلها.
ويمكن الإستفادة من هذا التصميم بصورة أكبر خلال السنوات المقبلة بعد أن تظهر السيارات ذاتية القيادة، حيث سيصبح من الممكن للشخص ان يركب سيارته وحيداً ويبدأ العمل وهو متواجد داخلها، أما في الوقت الراهن فإن الإستفادة من هذا التصميم تستوجب أن يكون لدى الشخص سائق خاص ليتمكن من الجلوس في الخلف وراء مكتبه ومباشرة أعماله.
ويتضمن المكتب المتنقل معدات لتوفير الانترنت، إضافة إلى لوحة مفاتيح الكترونية مع كمبيوتر مكتبي، وحاملة أقلام وقرطاسية.
والشركة المطورة لهذه السيارة هي «ألفا أوتو» البريطانية، وهي متخصصة في التصاميم الداخلية للمركبات، وقد استخدمت في إنتاج السيارة ذات المكتب المتنقل مركبة من طراز «بورش» على أنها قررت أن تمضي قدماً في هذا الإبتكار بعد أن تلقت دعوة من برنامج تلفزيوني لعرض إبتكاراتها وتصاميمها في عالم السيارات.
وتقول الشركة إن مهمتها في هذا التصميم كانت تتمثل في ابتكار سيارة تتضمن مكتباً وتجهيزات ذات كفاءة وفعالية عالية بما في ذلك جهاز كمبيوتر وشبكة انترنت وكل ما يحتاجه الشخص في المكتب المتكامل.
وقال بريت وادسورث مالك شركة «ألفا أوتو» إن التحدي الأكبر الذي واجهناه هو حقيقة أننا نريد إضافة المكتب إلى سيارة عادية تتضمن غرفة صغيرة الحجم مثل سيارة صالون من نوع «رولز رويس» أو «مرسيدس» أو ما شابه ذلك.
وأضاف إنه تم إنجاز هذا التصميم أيضاً في ظل موازنة مالية متواضعة، ومدة زمنية محدودة، حيث كان من المفترض أن نقوم بإنجاز هذا المكتب المتنقل في السيارة خلال أسبوع واحد فقط، مضيفاً: «نحن راضون عنه الآن على الرغم من ذلك».
ويُعتبر الإزدحام المروري واحداً من أهم المشاكل التي تواجه العاملين في المدن الكبرى، فيما تحاول الكثير من الشركات ابتكار الحلول لتجنب الآثار الاقتصادية السيئة للإزدحامات المرورية، فيما تعتبر الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية والنقالة من بين الإبتكارات التكنولوجية التي كانت تهدف إلى توفير حلول لرجال الأعمال والمدراء وكبار الموظفين الذين يواجهون هذه المشكلة ويحتاجون لإنجاز أعمالهم خارج مكاتبهم.
وكان تقرير أمريكي صدر العام الماضي أظهر أن سكان المدن في الولايات المتحدة يهدرون نحو 42 ساعة سنويا عالقين في التكدس المروري.
وأضاف التقرير الصادر عن معهد النقل في تكساس إن الإختناق المروري على الطرق السريعة في الولايات المتحدة يكلف البلاد 160 مليار دولار سنويا، موضحاً أن سائقي السيارات قضوا 16 ساعة في المتوسط سنويا في الإزدحام المروري عام 1982، وأن العدد ارتفع إلى 38 ساعة في 2010.
أما في مصر التي تعتبر الأكثر إزدحاماً في العالم العربي، والأكبر من حيث عدد السكان، فقد تبين من دراسة صادرة عن البنك الدولي في العام 2014 أن الاقتصاد المصري يخسر بسبب الزحام المروري في القاهرة نحو 47 مليار جنيه، متوقعاً أن يرتفع حجم الهدر إلى نحو 501 مليار جنيه بحلول عام 2030.
وتستقطع الأزمة المرورية في القاهرة ما يقدر بـ15٪ من نصيب المواطن المصري من الناتج الإجمالي، كما يقول البنك الدولي الذي يقدر ان خسائر زحام العاصمة مثلت نحو 3.6٪ من إجمالي الناتج المحلي في مصر عام 2011.
وترجع الدراسة الأزمة المرورية في القاهرة إلى نقص وسائل النقل الجماعي، مقارنة بشبكات النقل الموجودة في مدن كبرى مماثلة للقاهرة، مشيرة إلى انه مع انخفاض تكاليف شراء السيارات المستعملة ودعم أسعار الوقود يتحمس المواطنون للاعتماد على المركبات الخاصة الأمر الذي يساهم في تغذية الزحام المروري في شوارع العاصمة والتي تزداد تفاقما مع عدم وجود آليات كافية للحد من وقوف السيارات في الطرق والممرات الرئيسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    هذا الإختراع متوفر في سيارات الليموزين أي الضخمة والفخمة بنفس الوقت الجديد هو بتركيبه في السيارات المتوسطة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية